انتشر في الاسافير الأسبوع الماضي مقالاً تستر خلفه نفر من أصحاب الأجندات الخاصة و كارهي” المشتركة ” قصدوا به سحب الأضواء عن القوة المشتركة و إطفاء بريقها ليأفل نجمها الساطع، و تجريدها من شعبيتها العارمة و مكانتها في وجدان الشعب السوداني الذي احتلت فيه المشتركة موقعا غير قابل للاهتزاز بعد ان سطع نجمها في ميادين القتال، و لتحجيم دورها السياسي و الوطني و تقليص بعدها القومي.
و لتحقيق مآربهم الرخيصة إستخدموا وسيلتين: الأولى إظهار أن قادة القوة المشتركة لا يعدو أن يكونوا طلاب سلطة و لا علاقة لهم بالوطنية، و الوسيلة الثانية إظهار أن القوة المشتركة ما هي إلا مجموعة من المرتزقة تلهث وراء المال لا غير.و للإيقاع بين مكونات القوة المشتركة من جهة و بينها و القوات
المسلحة من جهة أخرى، زعموا بهتانا أن المشتركة اجتمعت للسيطرة على السلطة بتقديم مطالب ابتزازية لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي! من بينها رئيس الحكومة و نصف مقاعد مجلس الوزراء و عتاد حربي يفوق قدرة الدولة!، و حتى يضربوا التماسك العضوي الداخلي للمشتركة زعموا أن بعضا من قيادات المشتركة باركوا الخطة المزعومة الخاصة بالسيطرة على الحكم و رفضها البعض الآخر، كي يحدثوا شرخا في صفوف المشتركة بذبح الثقة بينهم و تركهم يلومون بعضهم البعض و ينشغلوا بأنفسهم بدلا عن دعم المشتركة معنويا و عسكريا و سياسيا، و لأنهم يضمرون لها الحقد و الكراهية لأسباب نفسية و شخصية زعموا أن المشتركة و قيادتها بمن فيهم ( رافضوا خطة السيطرة على الحكم ) تلهث وراء المال ( ٧٢ مليون $$) لرسم صورة ذهنية سيئة و مخيفة عن المشتركة لدى المواطن و عزلها عن الوجدان الوطني.أراد النسّاجون صرف الأنظار عن التصريحات التي أدلى بها مساعد القائد العام و عضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن ياسر العطا في منتصف اكتوبر الجاري، و الذي أكد فيها بأن القوة المشتركة تقاتل دفاعا عن الوطن و المواطن كسائر ابناء السودان، و أنها تقاتل تحت إمرة القيادة العامة للقوات المسلحة و تعمل وفقا لتوجيهاتها، ليس ذلك فحسب بل أن جنود القوة المشتركة تحمل نمر عسكرية ضمن نظام القوات المسلحة ( يعني لا يوجد سبب للخوف ) ، و نضيف لتصريحات العطا أن جميع مكونات القوة المشتركة وقعت على اتفاق الترتيبات الأمنية و الذي نص على دمج جميع قوات الحركات المسلحة و الجيوش الأخرى في القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية الأخرى، ليكون هنالك جيش وطني واحد فقط في البلاد، و قد تم تشكيل الآليات اللازمة لتحقيق ذلك وفقا لنصوص الاتفاق تمهيدا لتنفيذ الترتيبات الأمنية، و لولا إشعال المليشيا للحرب لاكتملت الترتيبات الأمنية الآن او كادت.و بالرغم من أن اتفاق جوبا لسلام
السودان لم ينص صراحة على أي دور عسكري للقوة المشتركة في الدفاع عن السودان إلا أنها شاركت بجانب القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية الأخرى في الدفاع عن البلاد، لأن الدفاع عن الوطن و هو يواجه خطر الزوال فرض عين على كل مواطن ( و جنود المشتركة مواطنون سودانيون من السكان الأصليين )، و من باب أن للأوطان في دم كل حر،، يد سلفت و دين مستحق.المعلوم أن مكونات القوة المشتركة تشارك في الحكومة بموجب اتفاق جوبا لسلام السودان، و لا توجد أية قوى سياسية غيرها تشارك في الحكومة بطريقة مباشرة أو وفقا لأية تفاهمات او اتفاقات، و يعتبر المكون السياسي للمشتركة بناءا على هذا الواقع هو الحاضن السياسي الوحيد للحكومة من زاوية (المشاركة في السلطة)، و في ظل هذا الوضع فان مكونات المشتركة ليست بحاجة للمطالبة باية نسبة في السلطة قليلة أو كثيرة ( أليس كذلك؟ ).إن الأدهى و الأمر هو أن هؤلاء المتسترون يصورون القوة المشتركة و كأنها تقاتل في ( بوركينا فاسو )! و لذلك يفترضون أنه لا يحق لها أن تحصل على الدعم اللوجستي من حكومة السودان ( لأنها تقاتل خارج
البلاد ! )، و يتغافلون ( عمدا ) أن المشتركة إذا كانت تريد الاسترزاق لإنحازت لمليشيا الدعم السريع التي عرضت لها أضعاف مضاعفة من مبلغهم ( المنجور ) كي تبقى في الحياد فقط، فكم كانت ستحصل من مال إذا أرادت القتال بجانب المليشيا ( استرزاقا )، خاصة و أنها لو فعلت ذلك ( لأقامت المليشيا حفلة كونية ) لأن ذلك ستوفر للمليشيا المسافات و الأزمنة ( زائد ) التكلفة و لكفاها عناء استيراد ( شفشافة ) من مالي و النيجر وتشاد و ليبيا و من الذين لا يجيدون من فنون القتال غير هدر الكرامة الإنسانية و ( سواقة الناس بالخلا ) زورا و بهتانا.لا زال البعض و رغم المحن و المآسي التي تمر بها البلاد بسبب الحرب و بغيرها، لازالوا يعتقدون أن السودان ملك ( حر ) لهم! و يحملون فيه اسهم ممتازة تمنحهم حقوق و امتيازات يوزعون بموجبها صكوك الوطنية و الإنتماء و الأمانة و الشرف، و يحددون الأدوار للشعب! مَنْ يجب أن يحكم ( بمزاجهم ) و مَنْ عليه أن يحترق ليضئ لهم الطريق! و ذلك وفق الحق الحصري المكتسب و يساعدهم في ذلك ( ناس من جاه الملوك نلوك )، و فات عليهم أن كيان الدولة برمته في مهب الريح بسبب هذه النظرة الأنانية الضيقة و تَوَهُمْ حقوق الإمتياز في البلاد.عندما تخوض الدول حروب مصيرية ( مثل التي تواجهها بلادنا ) و تواجه مهددات الزوال و التلاشي، يهب جميع أبناءها للذود عنها و الدفاع عن أعراضهم و قيمهم و أنماط حياتهم، يفدون أوطانهم بدمائهم و أموالهم و ينصرونها بألسنتهم و أسنتهم، و ينظمون الشعر و يكتبون جميل الكلم تشجيعا و تحفيزا لإخوتهم الذين يتقدمون صفوف القتال و يعظّمون بطولاتهم و نضالاتهم و يعلّون من شأنهم لنصرة الوطن و الذود عن حياضه، و في ساعات الحروب يتوحد الوجدان الوطني و يصطف الشعب بمختلف فئاته خلف أبطاله مؤازرة و مناصرة و يؤجلون صراعاتهم الفكرية و السياسية و الثقافية ( لا يؤججونها )، و ترتفع هرمونات الوطنية إلى العنان و تتوارى هرمونات الخصومة و التخوين و الخذلان.معتصم أحمد صالح
٢٥ / ١٠ / ٢٠٢٤
إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية:
القوات المسلحة
القوة المشترکة
الدفاع عن
إقرأ أيضاً:
قوات الدفاع الشعبي والعسكري تنظم عددا من الأنشطة والفعاليات
في إطار حرص القوات المسلحة على دعم قطاعات المجتمع المدني والتنسيق المستمر مع كل أجهزة ومؤسسات الدولة، نظمت قوات الدفاع الشعبي والعسكري، بالتعاون مع محافظة قنا، مشروعاً للتدريب العملي المشترك على إدارة الأزمات والكوارث بمشاركة كل الأجهزة التنفيذية بالمحافظة من خلال تنفيذ محاكاة لعدد من الأزمات للوقوف على مدى الجاهزية والاستعداد لمجابهة المواقف الطارئة.
كما نظَّمت قيادة قوات الدفاع الشعبي والعسكري ثلاث ندوات تثقيفية بجامعتي كفر الشيخ والمنصورة ومؤسسة الأهرام لإلقاء الضوء على التحديات والمخاطر التي تواجه الدولة المصرية والدور الذي تقوم به الدولة لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، وذلك من خلال عدد من المحاضرات التوعوية، فضلاً عن تقديم مجموعة من العروض والأعمال الفنية المعبرة عن حب الوطن التي قدمها الطلبة، وذلك بحضور قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري ورئيسي جامعتي كفر الشيخ والمنصورة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وفي نهاية الفعاليات تم تكريم عدد من أسر الشهداء وعدد من ذوي الهمم.
كما تم تنظيم احتفالية بمناسبة الذكرى الـ(51) لانتصارات أكتوبر المجيدة بمسرح بدر بقيادة الجيش الثالث الميداني بحضور وزير الشباب والرياضة وقائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري وقائد الجيش الثالث الميداني، وعكست الاحتفالية مدى إبداع الشباب المصري وقدرتهم على التميز في مختلف الفعاليات التي يشاركون فيها.
وفى إطار دعم القوات المسلحة لأبناء مصر من القادرين باختلاف، نفذت قوات الدفاع الشعبي والعسكري معرضاً لمنتجاتهم بنادي ضباط القوات المسلحة بدمنهور بالتعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة بهدف تسهيل عرض المنتجات، وقد حظي المعرض بإقبال كبير من قبل الزوار الذين أبدوا إعجابهم بالمعروضات والإبداعات التي حولتها الأيدي الماهرة إلى أدوات تناسب الحياة العصرية.