موقع 24:
2025-02-07@08:48:36 GMT

صدام مع إيران في الرأس والأذرع

تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT

صدام مع إيران في الرأس والأذرع

قوة إيران في أذرعها، إلى جانب ما طورته من عناصر القوة منذ ثورة الإمام الخميني، غير أنها تبقى خائفة على نظام ولاية الفقيه من أمريكا بمقدار ما هي مخيفة للأنظمة الصديقة لأميركا، كلما قالت واشنطن أنها تريد تغيير "سلوك النظام" لا "تغيير النظام" كانت الترجمة في طهران هي التآمر على النظام، لأن السلوك عامل أساس فيه، وكلما حدثت تفاهمات أو اتفاقات فوق الطاولة أو تحتها، وخصوصاً خلال ولاية الرئيس باراك أوباما، تصرفت إيران كأنها حصلت على إجازة للهيمنة على المنطقة وإضعاف النفوذ الأمريكي، فالانطباع السائد "أن إيران صارت معزولة ضمن إستراتيجية الاحتواء خاطئ، إذ هي طورت إستراتيجية محسوبة لتقوية ميليشيات تعمل بالوكالة عنها في محيطها المباشر"، كما تقول نائبة رئيس مؤسسة "بروكنغر" ومديرة برنامج السياسة الخارجية، سوزان مالوني.


و"لا قوة قادرة على منع طهران من الهيمنة سوى أميركا".
والجديد اليوم هو الحرب لإضعاف الأذرع الإيرانية بعد عقود من النقاش الإستراتيجي حول أضمن طريقة لإسقاط النظام، وهل هي البدء من الأطراف أم من الرأس، فحين دعا الخميني إلى "تصدير الثورة" على يد "الحرس الثوري" قال: "إذا بقي النظام في مناخ مغلق فسوف يواجه هزيمة بالتأكيد".
وعندنا تنظر طهران إلى حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، والميليشيات التابعة لفيلق القدس في سوريا، والحوثيين في اليمن، فإنها تطمئن إلى أن خط الدفاع الأول عنها قوي.
وفي رأي "إيكونوميست" البريطانية فإن إيران حاولت على مدى ثلاثة عقود "تخويف العرب والغرب وإسرائيل بأمرين: تهديد بسباق نووي، وتنظيم محور المقاومة". لكن إسرائيل "ضربت الجناح العسكري لـحماس في غزة وفاقت حزب الله في الدهاء والخداع، فبدت إيران ضعيفة جداً لمساعدة وكلائها والدفاع عن نفسها، وانتهى اعتمادها على أذرعها لردع إسرائيل عن الهجوم عليها". حتى ما سماه ريتشارد فونتين وأندريا كينال- تايلور "محور الاضطراب" الذي يضم روسيا، والصين، وكوريا الشمالية، وإيران، ويجمعه الاعتراض على الأحادية الأمريكية في النظام الدولي، فإنه عاجز عن تقديم الكثير لدعم الجمهورية الإسلامية.


لكن من المبكر التوصل إلى خلاصات نهائية ثابتة، فما بنته إيران في الدول العربية ليس مجرد منظمات عسكرية مسلحة بالصواريخ والمسيرات وسواها، بل أيضاً تنظيمات إيديولوجية مؤمنة بولاية الفقيه. وقضية فلسطين التي تبنتها لن تموت لدى الأجيال الفلسطينية، ولو سقط أو ضعف النظام الإيراني ومعه أذرعه، وإيران واسعة مساحتها 1.8 مليون متر مربع، حدودها ممتدة 8731 كيلومتراً منها 2700 بحرية، ولها حدود مشتركة مع 15 دولة، وموقعها الإستراتيجي على محور شمال جنوب بين منطقة بحر قزوين، ومحور شرق غرب في موقع وسط بين آسيا الوسطى، والشرق الأوسط الذي تسميه غرب آسيا، فلا ضربة واحدة أمريكية أو إسرائيلية يمكن أن تدمر المنشآت النووية، ولا مجال لقصف العقول التي صارت تعرف كيف تصنع قنبلة نووية، وكما أثبتت أمريكا في مجالات عدة أنها تريد تسوية مع إيران، فإن طهران عملت وتعمل للحصول على صفقة نووية وإقليمية مع "الشيطان الأكبر".
لا بل إن جمهورية الملالي لا تزال تؤمن بأن حرب غزة ولبنان ستحدث في النهاية تحوّلاً في ميزان القوى يضعف النفوذ الأميركي ويفتح الطريق أمام نظام إقليمي تلعب فيه إيران دوراً كبيراً بصرف النظر عن الخراب والدمار والضحايا، وهي تراهن على "الصبر الإستراتيجي" وقلة الصبر الأمريكي واللعب على تباين المصالح الاقتصادية بين أمريكا وأوروبا.
وهذه بالطبع حسابات تختلط فيها الأوهام والأحلام والرهانات والحقائق، وأخطر السياسات هي التي تبنى على اليقين الإيديولوجي في عالم اللايقين الإستراتيجي. وإذا كانت أمريكا تراهن على الاستقرار في الشرق الأوسط، من حيث يطالبها المتخصصان راي تقية وأريك أدلمان بالعمل على "تغيير النظام" ودعم الثورة الإيرانية الثالثة، فإن الرئيس الروسي يعطي الأولوية للشراكة مع طهران، التي هي "جائزة بوتين".
وإذا كانت إيران تعيش على الاضطراب والفوضى والأزمات في المنطقة وتفيد مما يفعله خصومها، فإن الخطر الحقيقي على النظام هو من الداخل، كما يرى خبراء في الشؤون الإيرانية، فالتململ كبير من ضغط النظام وقمعه وفساد عدد من قادته، كما من سوء الوضع الاقتصادي، وتظاهرات "حرية، حياة، وامرأة" لا تزال حية في النفوس.
وبين الخبراء الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج من يطالب أمريكا بالتوقف عن دعم المعارضين للنظام لأن هذا الدعم يضعفهم في نظر الشعب الرافض للتدخل في شؤونه الداخلية.
يقول كريم سادجابور في "نيويورك تايمز" إنه "في أي لحظة واجه خامنئي مفترق طرق في الخيار بين الإصلاح والقمع، كان خياره القمع".
ويرى حسين جلالي أن "سقوط الحجاب يعني سقوط علم الجمهورية، وأن أربعة عقود من القوة الصارمة ستهزم أمام القوة الناعمة الثقافية الإيرانية التي ظلت قائمة لأكثر من ألفي عام"، حتى الحرس الثوري فإنه اعترف في دراسة سرية قدمها إلى قائده حسين سلامي بأن 65 في المئة لا يساندون النظام، و21 في المئة يساندونه بقوة، وخمسة في المئة يساندون إلى حد ما".
والتحدي الجديد أمام نظام الملالي هو أن الرأس والأذرع في مشكلة هذه المرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

"مدينة صواريخ" إيرانية تشكل تحدياً جديداً لأمريكا وإسرائيل

يمكن القول إن 2024 كان عاماً مروعاً بالنسبة للجمهورية الإسلامية في إيران، فمن مواجهة تداعيات الهجمات الإسرائيلية المباشرة ومشاهدة الانهيار الوشيك للجماعات الإرهابية التابعة لها في المنطقة، إلى فقدان قبضتها على سوريا، من خلال انهيار حكومة بشار الأسد، فإن لدى طهران الكثير لتثبته في العام الجديد.

طهران لا تمتلك حالياً صاروخاً باليستياً عابراً للقارات



وكتبت مايا كارلين في مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية، أنه استناداً لوسائل الإعلام التي تديرها الدولة، يستخدم النظام الإيراني ترسانته الصاروخية لتحذير خصومه. وكشفت البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني هذا الأسبوع، عن قاعدة صواريخ أخرى تحت الأرض في المناطق الساحلية بجنوب إيران.
وتعهد قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري، بأن طهران تستعد "لمواجهة أي عدو، على أي نطاق، وبأي طريقة، وفي أي منطقة جغرافية". وقد عكس القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي هذا الخطاب، داعياً أعداءه "كي يجروا حسابات أكثر دقة، والتأكد من أنهم لا يرتكبون أخطاء من شأنها التسبب في المشاكل لأنفسهم وللآخرين".
وهذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها إيران النقاب عن "مدينة صواريخ" جديدة. وفي يناير (كانون الثاني)، افتتحت البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني قاعدة صواريخ بحرية أخرى تحت الأرض بالقرب من الخليج العربي، كما عرضت القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني مدينة صواريخ مماثلة تحت الأرض قبل أيام. ومما لا شك فيه أن النظام يروج لمخزوناته الموجودة تحت الأرض، كوسيلة ليثبِت لخصومه، أنه سيظل في إمكانه الحصول على الأسلحة إذا تعرض لهجوم.

ترسانة طهران الصاروخية

???????? A secret Iranian programme is fast-tracking Tehran’s plans to build a nuclear bomb after receiving missile designs from North Korea, it has been reported

Read more ⬇️https://t.co/dHmnti9PZc pic.twitter.com/DXirk9BHbk

— The Telegraph (@Telegraph) February 4, 2025

وتوسعت ترسانة طهران الصاروخية إلى حد كبير خلال العقد الماضي. وتشمل أسلحة النظام الآن صواريخ باليستية عالية الدقة ومسيّرات وصواريخ كروز. في البداية، من المرجح أن تعطي إيران الأولوية لتطوير صواريخها السريعة من أجل تحقيق هدفها المتمثل في تطوير أنظمة إطلاق للأسلحة النووية. ومع ذلك، على مر السنين، شهدت طهران مدى فائدة هذه الأسلحة في أيدي وكلائها الإقليميين.

https://t.co/NlFgL6ipQO
Should Israel Be Worried? Iran Is Showing Off Its New “Missile City”
February 4, 2025
By: Maya Carlin

— Capt.Dr.S.G Naravane (@sgnaravane) February 4, 2025

واستخدم الحرس الثوري الإيراني تحديداً ترسانته المتقدمة من الصواريخ لشن هجمات على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، والجماعات الكردية في شمال العراق. وربما الأهم من ذلك هو أن الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة - بما في ذلك حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والحوثيون في اليمن - قد جنت فوائد هذه الترسانة المتنامية.
وكما يتضح من الغارات الجوية الإيرانية التي استهدفت إسرائيل عام 2024، يمتلك الحرس الثوري الإيراني مجموعة من القدرات الصاروخية الباليستية وصواريخ كروز. ويُزعم أن أسلحة النظام الأطول مدى قادرة على ضرب أهداف تصل إلى 2000 كيلومتر (1240 ميلاً).

صاروخ مضاد للسفن


وفي حين أن طهران لا تمتلك حالياً صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، من شأنه أن يوفر مدى أطول، فمن المؤكد أنها تسعى جاهدة لتحقيق هذا الهدف. وفي وقت سابق من هذا الشهر، اختبرت طهران صاروخ كروز مضاداً للسفن يصل مداه إلى 1000 ميل. ومن شأن هذه القدرة أن تمنح النظام خيار استهداف السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية العاملة في بحر عمان والخليج العربي.

ويتعرض مضيق هرمز، الممر المائي الحيوي الذي يمر عبره نحو خُمس شحنات النفط العالمية سنوياً، لتهديد منتظم من إيران - سواء من خلال الصواريخ أو غيرها من التكتيكات غير المتماثلة مثل الزوارق السريعة. ومع استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، ستشكل القدرات الصاروخية المتنامية لطهران المزيد والمزيد من التحديات لإسرائيل والولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • إيران: العقوبات الأمريكية الجديدة "غير شرعية وغير مبررة"
  • إيران ترد على تصريحات ترامب حول "السلام النووي"
  • الخارجية الإيرانية: مقترح ترامب يتوافق مع خطة النظام الصهيوني لإبادة فلسطين
  • طهران تحذّر: أمريكا وإسرائيل تعملان لإثارة الفوضى في المنطقة
  • المُعارضة الإيرانية في فرنسا تكشف أسرار طهران النووية
  • رد ناري من إيران على ترامب: هل تنجح المفاوضات حول السلاح النووي؟
  • إيران رداً ترامب: نتحرك وفق المصلحة والحكمة
  • "مدينة صواريخ" إيرانية تشكل تحدياً جديداً لأمريكا وإسرائيل
  • إيران توجه رسالة طمأنة إلى ترامب
  • مأزق إيران مع دونالد ترامب