«التايمز»: حرب الجواسيس.. كيف يدور «صراع الظلال» بين إسرائيل وإيران؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى عالم مليء بالتوترات الجيوسياسية، تبرز حكايات مثيرة تتعلق بحروب الجاسوسية التى تدور فى الخفاء بين القوى الإقليمية، وهو ما يتصدره الصراع بين إسرائيل وإيران، حيث تكشف تقارير عن نشاطات تجسس متزايدة تنفذها طهران، مما يثير القلق فى تل أبيب.
وفى المقابل يُجَنِّد الكيان الصهيوني العديد من الإيرانيين، الذين يعانون من قسوة النظام القائم، ويعتبرون التجسس وسيلة لكسب العيش.
وبينما تتزايد أعداد العناصر الإيرانية المتعاونة مع الموساد، تظل الشكوك قائمة حول مصير هؤلاء الأفراد، فى ظل العقوبات الصارمة التى يتعرضون لها، مما يجعل هذه اللعبة المعقدة أشبه بحلبة مصارعة بين القوى الكبرى وأقدار الأفراد.
وفى هذا الصدد، ذكرت صحيفة "التايمز" فى تقرير لمراسلها لشئون الدفاع والأمن، جورج جريلز، من تل أبيب، أن عددًا من الإسرائيليين حصلوا على أموال طائلة بالعملة الرقمية من إيران مقابل تصوير مواقع عسكرية حساسة، مما يكشف عن نشاط تجسس متزايد من قبل طهران.
المواقع المستهدفة والاعتقالاتوفقًا للمدعين العامين، فقد استهدفت عملية التجسس قاعدة نيفاتيم الجوية، التى تعرضت لصواريخ إيرانية باليستية مؤخرًا، بالإضافة إلى قاعدة جولانى التدريبية، التى شهدت مقتل أربعة جنود نتيجة هجوم بطائرة مسيرة تابعة لحزب الله. كما تم التقاط صور لبطاريات القبة الحديدية، مما يزيد من قلق السلطات الإسرائيلية.
تم اعتقال سبعة مواطنين إسرائيليين من مدينة حيفا، بينهم منشق عن الجيش وقاصرون، بعد تحقيقات أجراها جهاز الشين بيت والشرطة الإسرائيلية.
وبحسب المدعين، فإن بعض هؤلاء المشتبه بهم كانوا يعملون فى التجسس لمدة عامين تقريبًا.
تصاعد حرب التجسس فى الشرق الأوسطتسليط الضوء على هذه الاعتقالات يأتى فى وقت يشهد تصاعدًا فى نشاطات التجسس فى المنطقة، لا سيما مع استعداد إسرائيل للرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة.
وفى تطور آخر، تم تسريب وثائق سرية أمريكية تحتوى على تفاصيل عن التدريبات العسكرية الإسرائيلية إلى قناة مؤيدة لإيران على منصة "تليجرام"، مما يعد أحد أخطر الخروقات الأمنية التى شهدتها البلاد.
وأفادت الصحيفة بأن طهران تمكنت من تجنيد عدد كبير من العملاء عن طريق استغلال المشردين ومدمنى المخدرات والمجرمين، مما يعكس استراتيجية جديدة لجمع المعلومات.
فى تل أبيب، تم القبض على فلاديمير فاركوفسكي، الذى كان يسعى للحصول على سلاح مقابل ١٠٠ ألف دولار من مشغليه الإيرانيين لقتل عالم إسرائيلي.
كما أُلقى القبض على فلاديسلاف فيكتورسون وشريكته آنا بيرنشتاين بتهمة تلقى أموال لتقديم كتابات غرافيتى مناهضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
علاوة على ذلك، تورط رجل الأعمال موتى مامان فى قضية مثيرة، حيث اتُهم بالسفر إلى إيران للمطالبة بمليون دولار مقابل المساعدة فى اغتيال نتنياهو. ويبدو أن طهران قد تعلمت من العمليات الاستخباراتية السابقة، حيث تعرض مبالغ كبيرة على الأفراد المحتملين المتعاونين معها.
نظرة على عمليات الموساد فى إيرانقدم يوسى كوهين، الرئيس السابق للموساد، لمحة نادرة عن الأنشطة الاستخباراتية فى إيران خلال مقابلة وداعية قبل ثلاث سنوات. وكشف عن عملية جريئة حدثت فى عام ٢٠١٨، حيث تمكن ٢٠ عميلًا، جميعهم غير إسرائيليين، من سرقة الأرشيف النووى الإيرانى بنجاح.
تجنيد إيرانيين كعملاء للموسادبنى سبتي، يهودى من أصل إيراني، أشار إلى أن العديد من الإيرانيين، الذين يعانون من النظام القائم فى بلادهم، يعتبرون التجسس وسيلة للحصول على دخل جيد.
وأوضح أن هناك فرصة كبيرة للتعاون مع الموساد أو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مشيرًا إلى أنه يمكن لهؤلاء الأفراد تقديم معلومات قيمة مقابل المال.
يعمل سبتى كاستشارى للجيش الإسرائيلى ولديه دور فى مسلسل "طهران"، الذى يروى قصة يهودية من أصل إيرانى تتجسس لصالح الموساد.
ورغم أن القصة تحمل بعض العناصر الخيالية، إلا أن سبتى يعتقد أن هناك حقائق متعلقة بالتجسس، مع استشهاد بنجاحات الموساد الشهيرة فى إيران، مثل عمليات الاغتيال والتخريب التى استهدفت علماء نوويين.
على الرغم من الحماية الصارمة التى يوفرها النظام الإيرانى ضد التجسس، إلا أن الوضع يبدو معقدًا.
وقد عبر محمود أحمدى نجاد، الرئيس الإيرانى السابق، عن قلقه من أن رئيس مكافحة التجسس فى البلاد تم التعرف عليه كعميل مزدوج للموساد. يعكس هذا الوضع هشاشة النظام فى مواجهة عمليات التجسس الإسرائيلية.
إيران تواصل تنفيذ عقوبات صارمة بحق أولئك الذين يُعتقد أنهم خونة، مما يزيد من المخاوف بشأن السلامة الشخصية للأفراد المتورطين فى التعاون مع إسرائيل.
وقد أثار غياب إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس، تكهنات حول احتمال كونه عميلًا مزدوجًا، لكن سرعان ما نفى النظام هذه الشائعات بعد ظهوره فى جنازة.
بعد الثورة الإيرانية فى عام ١٩٧٩، فرّ العديد من اليهود الإيرانيين من بلادهم، بعدما كانوا يتمتعون بالحماية فى عهد الشاه.. انخفض عدد أفراد الجالية اليهودية فى إيران من ٨٠ ألف نسمة قبل الثورة إلى حوالى ١٠ آلاف حاليًا، ومع ذلك، تظل هذه الجالية الأكبر فى الشرق الأوسط خارج حدود إسرائيل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران إسرائيل الكيان الصهيوني العناصر الإيرانية الاعتقالات طهران تل أبيب الشرق الأوسط فى إیران
إقرأ أيضاً:
لحظة القبض على إسرائيلي بتهمة التجسس لصالح إيران.. فيديو
أعلنت الشرطة الإسرائيلية الخميس اعتقال إسرائيليَين للاشتباه بقيامهما بالتجسس لصالح إيران بعد أيام فقط من اعتقال مجموعتين يشتبه في عملهما لحساب طهران.
وجاء في بيان مشترك للشرطة وجهاز الأمن الداخلي أن "إحباط جهود إيران لتجنيد إسرائيليين مستمر".
وقالت الشرطة إن الإسرائيليين، وهما زوجان من مدينة اللد في وسط إسرائيل، متورطين في جمع معلومات استخباراتية عن "البنى التحتية الوطنية والمواقع الأمنية وتعقب (شخصية) أكاديمية".
"לא הייתי מודע": גרסת הנאשם בריגול לאיראן - כך נראו רגעי פשיטת המשטרה על ביתו | פרסום ראשוןhttps://t.co/haI1G8dxDy | @OrRavid pic.twitter.com/Lsf3SFfmHd
— החדשות - N12 (@N12News) October 31, 2024وأشار البيان إلى أن "رافائيل ولالا جولييف ... من سكان اللد اعتقلا بعد أن نفذا مهام نيابة عن خلية إيرانية تجند إسرائيليين من دول القوقاز في إسرائيل"، مضيفا: "تم تجنيد الزوجين من قبل إلهان أحاييف وهو مواطن أذريبجاني يعمل نيابة عن مسؤولين إيرانيين".
وأوضح أن الزوجين راقبا مواقع إسرائيلية حساسة، بما في ذلك مقر الموساد (جهاز الاستخبارات الخارجية) وجمعا معلومات استخباراتية عن أكاديمية تعمل في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.
بدورها كشفت وسائل اعلام إسرائيلية أن الزوجان نفذا عمليات جمع معلومات استخباراتية عن مواقع أمنية وبنية تحتية وطنية، فضلاً عن محاولة استهداف باحثة بارزة مشيرة وفق ما نقلته السلطات أن الأكاديمية "كانت مهددة بالتعرض لأذى جسدي".
وكشف موقع "واي نات" العبري ملفات المحكمة قائلا إن الزوجين بدآ التنسيق مع عميلين إيرانيين في عام 2021، وجمع المعلومات الاستخباراتية عن مواقع استراتيجية وإرسال صور ثابتة ومقاطع فيديو عبر تطبيقات المراسلة المشفرة.
ووجهت للزوجين وهما من أصول قوقازية "تهمة مساعدة العدو في الحرب ونقل المعلومات بقصد المساس بالأمن القومي. وقد طلبت النيابة العامة إيداع الزوجين الحبس الاحتياطي طوال الإجراءات القانونية.