هكذا يتعامل لبنان مع الشروط الإسرائيلية الجديدة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
كتب معروف الداعوق في" اللواء": لم يعد سراً ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حمَّل المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، بعد زيارته الاخيرة لإسرائيل منذ ايام، حاملا، الموقف اللبناني لوقف اطلاق النار والالتزام بتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، شروطاً ومطالب جديدة، للموافقة على وقف اطلاق النار والدخول في مفاوضات مع لبنان، للتوصل إلى تسوية نهائية، لاحلال الامن والاستقرار في المنطقة الحدودية مع لبنان، بمايمكن عودة السكان المدنيين من الجانبين، إلى منازلهم وقراهم التي هجروا منها، بعد اندلاع المواجهات العسكرية بين حزب الله
وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل مايقارب العام.
أبرز هذه الشروط الإسرائيلية،التي تسلمها هوكشتاين، كما نقلتها مصادر ديبلوماسية غربية، تتجاوز القرار الدولي رقم١٧٠١، وتتضمن السماح للطيران الإسرائيلي الاستكشافي بالتحليق في الاجواء اللبنانية، لمراقبة عدم عودة عناصر حزب الله الى المنطقة الحدودية، و امكانية دخول قوات برية إسرائيلية للتحقق من عدم اقامة قواعد وتخزين اسلحة للحزب في المنطقة الحدودية، كما حدث بعد صدور القرار الدولي رقم١٧٠١ في العام ٢٠٠٦، وتشكيل قوة حفظ للسلام مطعمة بجنسيات جديدة، ولاسيما من الولايات المتحدةالأمريكية،وتحديد آلية متشددة لتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١.
واستنادا الى المصادر الديبلوماسية المذكورة، من المرتقب ان تثير الشروط الإسرائيلية الجديدة، جدلاً واسعاً ورفضاً من المسؤولين اللبنانيين، الذين يتمسكون بتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، مايعني استهلاك مزيد من الوقت، واطالة امد الحرب التي يسعى اليها نتنياهو، ويمارس الضغوط من خلالها على لبنان بالقصف الجوي والاغتيالات، واستهداف قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب، ومواقع الجيش اللبناني والمؤسسات الصحية اللبنانية، والتهجير المبرمج لابناء الجنوب، لفرض تعديل القرار ١٧٠١، بالقوة او استمرار الحرب الى وقت غير معلوم.
وتعترف المصادر ان طرح الشروط الإسرائيلية الجديدة، وضع مهمة هوكشتاين في مرحلة حساسة، قد تؤدي إلى جمود او توقف مؤقت في هذه المهمة، ريثما يتقصى مدى امكانية مناقشتها مع المسؤولين اللبنانيين، او اخذها بعين الاعتبار جزئيا، وابقاء الوساطة ضمن إطار القرار الدولي رقم١٧٠١، باعتبار ان مجرد الخوض في الشروط الإسرائيلية بالتفاصيل، من قبل المستشار الرئاسي الاميركي مع المسؤولين اللبنانيين، يعني وجود رغبة لديه، لتكون ضمن اي تسوية او اتفاق مع الجانب الاسرائيلي، وهو مايتعارض مع مقتضيات تنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١.
ولذلك، تترقب المصادر كيفية تصرف المستشار الرئاسي الاميركي في الايام المقبلة،بعد تسلمه الشروط الإسرائيلية الجديدة،وما اذا كان سيزور لبنان قريبا، لاستئناف مهمته وتسريع الخطى في إطار تنفيذ القرار ١٧٠١، للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار والدخول في مفاوضات مع إسرائيل بهذا الخصوص، ام يضع هذه الشروط الإسرائيلية على طاولة البحث والنقاش، مايعني حتما تأخير التوصل إلى الاتفاق المنشود إلى مرحلة لاحقة، قد تكون مرتبطة بمسار الرد الإسرائيلي المرتقب على ايران ونتائجه.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حماس تطلب من البرلماني الدولي فرض عزلة على الاحتلال الإسرائيلي
دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الخميس، الاتحاد البرلماني الدولي، إلى: "فرض عزلة دولية على الاحتلال الإسرائيلي ومقاطعته"، وذلك في ظل الانتهاكات المتواصلة التي يمارسها بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما المجازر الجارية في قطاع غزة.
وأشادت الحركة، في بيان لها، باعتماد الاتحاد البرلماني الدولي قراراً يعبر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وحقوقه، في ختام اجتماعات جمعيته العامة الـ150 التي انعقدت في العاصمة الأوزبكية طشقند.
واعتبرت "حماس" أن هذا الموقف يمثل صفعة جديدة للاحتلال الإسرائيلي وأيضا لحلفائه، فيما يؤكد مجدداً على عدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في أرضه.
وفي السياق نفسه، ثمّنت الحركة، موقف الاتحاد الرافض لمخططات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة وباقي الأراضي المحتلة، ودعت إلى تكثيف الجهود لعزل الاحتلال دولياً، وتعزيز المقاطعة السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية ضده، إلى جانب اتخاذ خطوات رادعة من أجل وقف عدوانه وجرائم الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية والقدس.
وأعربت "حماس" عن تقديرها لدور البرلمانات العربية والإسلامية والإفريقية والبرلمانات الصديقة التي شاركت في اجتماع طشقند، وساندت الحقوق الفلسطينية، بينما رفضت مشاريع التهجير والتصفية، كما قاطعت كلمة ممثل الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه، أكد الاتحاد البرلماني الدولي في قراره أنّ: تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين السياسيين، واعترافاً دولياً متبادلاً بدولتي فلسطين ودولة الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن إنهاء الاستيطان غير القانوني.
وأعرب الاتحاد عن قلقه العميق إزاء استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، معتبراً أنّ: "النزاع يتجاوز كونه مجرد قضية إقليمية"، وداعياً إلى احترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967.
كذلك، أبدى الاتحاد، دعمه، لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، واعتبرها جهة حيوية في تقديم الخدمات الإنسانية والتعليمية والصحية للفلسطينيين، داعياً الكنيست الإسرائيلي إلى التراجع عن قراره بحظر أنشطة الوكالة، وحثّ في الوقت نفسه برلمانات العالم على دعمها مالياً.
إلى ذلك، يأتي هذا الموقف في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي متواصل ضد قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أسفر، بدعم أمريكي كامل، عن سقوط أكثر من 166 ألف بين شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في ما تصفه جهات دولية وحقوقية بأنه حملة إبادة جماعية.