علماء كواكب يقترحون البحث عن آثار للحياة تحت الأنهار الجليدية في المريخ
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
الولايات المتحدة – اقترح علماء الكواكب البحث عن الحياة تحت الأنهار الجليدية في خطوط العرض الوسطى للمريخ.
توصل علماء الكواكب الأمريكيون إلى استنتاج مفاده أن الحياة المريخية التي يتم فيها التمثيل الضوئي يمكن أن توجد في طبقات الجليد القريبة من السطح في خطوط العرض الوسطى للمريخ، حيث تتوفر الظروف المثالية سواء من حيث الإضاءة أو من حيث الحماية من الإشعاع والوصول إلى الماء.
وقال الباحثون:” أظهر تحليلنا أن كائنات التمثيل الضوئي الأرضية أو نظيراتها المريخية يمكن أن تعيش داخل الجليد على المريخ في تلك المناطق من الكوكب، حيث تساهم مستويات الإضاءة الشمسية المناسبة في ذلك، ومثل هذه الظروف يمكن أن تخلق على عمق عدة سنتيمترات داخل الأنهار الجليدية المتربة في خطوط العرض الوسطى للمريخ”.
وتوصل إلى هذا الاستنتاج فريق من علماء الكواكب بقيادة كبير الباحثين في جامعة “كولورادو” بولدر غاري كلو أثناء دراسة الظروف الفيزيائية السائدة داخل الأنهار الجليدية المريخية. ويعود اهتمام العلماء بهذه الطبقات الجليدية إلى قدرتها النظرية على حماية الحياة المريخية من التهديدات الثلاثة الرئيسية لوجودها.
وتشمل هذه التهديدات الأشعة فوق البنفسجية المكثفة القادمة من الشمس والتي لا يمتصها الغلاف الجوي للمريخ تقريبا، ودرجات الحرارة المنخفضة على سطحه والهواء الرقيق للغاية، مما يتسبب في تبخر الماء السائل بسرعة والهروب إلى الفضاء المفتوح. وتمتص الطبقة السميكة من الجليد الأشعة فوق البنفسجية وتحبس الحرارة والرطوبة تحت سطحها، وهو ما يمكن أن يحمي نظريا الحياة على المريخ من الدمار.
واسترشادا بهذه الفكرة، قام كلو وزملاؤه بحساب كمية الضوء والحرارة التي ستستقبلها الميكروبات والنباتات المريخية الافتراضية التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي والمختبئة داخل طبقات الجليد هذه. وأظهرت هذه الحسابات أن الظروف الأكثر راحة لوجود الحياة على المريخ يجب أن تكون في خطوط العرض الوسطى في نصف الكرة الجنوبي للكوكب، إذا كانت هناك رواسب من الجليد المائي تحتوي على كمية صغيرة ولكنها مهمة من الغبار، أي من 0.01٪ إلى 0.1 % من كتلتها.
وفي ظل هذه الظروف، سيتم تشتيت الأشعة فوق البنفسجية بكفاءة جيدة، وسوف يمرر الجليد الضوء بشكل جيد ويسخن إلى درجات حرارة عالية بما يكفي لتكوين تراكمات من الماء السائل على عمق عدة سنتيمترات أو أمتار من السطح. وأشار كلو وزملاؤها إلى أن العديد من البكتيريا والفطريات والطحالب تعيش في القطب الشمالي في ظروف مماثلة على الأرض، مما يزيد من احتمال العثور على نظيراتها على المريخ.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الأنهار الجلیدیة على المریخ یمکن أن
إقرأ أيضاً:
لغز وجهي المريخ المتناقضين.. هل كشف العلماء السبب؟
يُنظر إلى المريخ على أنه أحد الكواكب الغامضة التي تخفي العديد من الأسرار، فالكوكب الشهير بلونه الأحمر الدموي يتميز بخصائص جيولوجية فريدة تجعله محط أنظار العديد من الفلكيين، ومن بين هذه الألغاز ما يُعرف "بالانقسام المريخي الثنائي"، وهو ظاهرة تتمثل في الاختلاف الجغرافي الكبير بين نصفي الكوكب الشمالي والجنوبي.
وتظهر القياسات أن نصفي الكرة المريخية يختلفان في الارتفاع بفارق يراوح بين 1-3 كيلومترات، كما يتميز المريخ بتباين في سماكة قشرته؛ إذ يبلغ متوسط سماكة القشرة نحو 45 كيلومترا، ولكنها تقل في منطقة السهول الشمالية لتصل إلى 32 كيلومترا، بينما تزداد في المرتفعات الجنوبية لتبلغ 58 كيلومترا.
وقد لُوحظ هذا الانقسام في سبعينيات القرن الماضي من خلال صور المسبار الفضائي "فايكنغ" الذي لاحظ أن ثمة تناقضا مذهلا على مستوى المرتفعات الجنوبية الوعرة المملوءة بالفوهات، مقابل الأراضي الشمالية الملساء والمسطحة نسبيا.
الفلكي الأميركي كارل ساجان أمام أحد نماذج مركبة الهبوط فايكنغ (ناسا) عوامل داخليةوتشير نتائج دراسة حديثة، نشرتها بعثة المسبار المريخي "إنسايت لاندر" التابعة لوكالة ناسا في دورية "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز"، إلى أن الاختلاف يعود إلى فرضية العوامل الداخلية، مثل تدفق الصخور المنصهرة تحت سطح المريخ، بدلا من أن يكون ناجما عن عوامل خارجية، كاصطدام كويكب بحجم القمر، كما افترض البعض سابقا.
وتتميز المناطق الجنوبية للكوكب بفوهاتها المتعددة وتدفقات الحمم البركانية المتجمدة، مما يشير إلى قدمها الجيولوجي. في المقابل، تتميز الأراضي الشمالية بسطحها الأملس وقلة الفوهات، مما يدل على عمر جيولوجي أصغر. ويعزز هذا التباين الاختلاف في سماكة القشرة، حيث تكون أرقّ في الشمال، كما تخلو صخورها من الخصائص المغناطيسية، وذلك يشير إلى فقدان المجال المغناطيسي القديم للمريخ.
ويزيد من تعقيد هذا المشهد احتمال أن الأراضي الشمالية كانت ذات يوم موطنا لمحيط شاسع من المياه السائلة، وهي فرضية أثارت جدلا كبيرا، وما زال البعض يعوّل عليها للحصول على أدلة على وجود حياة بائدة على سطح المريخ.
إعلانتدعم بعض الأدلة هذه الفكرة، مثل وجود معادن تشكلت بفعل المياه وغياب بعض التضاريس المتوقعة، في حين أن أدلة أخرى تتناقض معها. وهذا الجدل يحمل دلالات عميقة في البحث عن الحياة بعيدا عن الأرض، إذ تعدّ المياه السائلة شرطا أساسيا لوجودها.
مسبار "إنسايت" الذي تمركز بالقرب من الحدود الفاصلة بين نصفي الانقسام الجيولوجي للمريخ وفّر بيانات غير مسبوقة من خلال رصد الزلازل المريخية (رويترز) زلازل المريخوقد وفّر مسبار "إنسايت"، الذي تمركز بالقرب من الحدود الفاصلة بين نصفي الانقسام الجيولوجي للمريخ، بيانات غير مسبوقة من خلال رصد الزلازل المريخية. وتُعدّ هذه الأحداث الزلزالية نافذة فريدة لاستكشاف باطن الكوكب، تماما كما تساعد الزلازل الأرضية الجيولوجيين في دراسة أعماق كوكب الأرض. ومن خلال تحليل كيفية انتقال اهتزازات هذه الزلازل عبر المناطق المختلفة، اكتشف العلماء وجود فروقات حرارية كبيرة تحت سطح المريخ.
على وجه الخصوص، تفقد الموجات الزلزالية في المرتفعات الجنوبية طاقتها بشكل أسرع، وهو ما يشير إلى أن الصخور تحتها أكثر حرارة مقارنة بالأراضي الشمالية. ويتماشى هذا التفاوت الحراري مع النماذج التي تقترح أن القوى الداخلية هي التي شكلت الانقسام المريخي، وليست الاصطدامات الخارجية.
تشير فرضية العوامل الداخلية إلى أن الغلاف الصخري المنصهر للمريخ لعب دورا محوريا في تشكيل الانقسام الجغرافي بين نصفيه. ففي المراحل الأولى من تاريخ الكوكب، يُعتقد أن النشاط التكتوني وتيارات الحمل الحراري في باطنه كانا السبب في حدوث تباينات ملحوظة في انتقال الحرارة، نتج عنها الفروق في التضاريس التي نلاحظها اليوم.
ومع توقف حركة الصفائح التكتونية، تشكل ما يُعرف "بغطاء الركود" الذي أسهم في تثبيت هذه التضاريس في مكانها. وتشير الدراسات إلى أن أنماط الحمل الحراري تحت المرتفعات الجنوبية ربما دفعت بصعود المادة المنصهرة، بينما حدث الهبوط الحراري تحت السهول الشمالية، مما عزز التباين الجغرافي بين نصفي الكوكب.
إعلانورغم أن الاكتشافات الحديثة تقدم دعما قويا لفرضية العمليات الداخلية، فإن لغز الانقسام المريخي لا يزال بعيدا عن الحل النهائي. وللوصول إلى فهم أعمق لهذا اللغز، يحتاج العلماء إلى بيانات إضافية عن الزلازل المريخية، ونماذج أكثر دقة لتكوين الكوكب، فضلا عن مقارنات تفصيلية مع الأرض والكواكب الأخرى.