المدرسة للحضور فقط.. و الدراسة الحقيقية عند المدرس الخصوصي
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
26 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: تشهد ظاهرة التدريس الخصوصي في العراق اليوم توسعاً ملحوظاً، حيث يسعى المدرسون الخصوصيون لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى قاعدة طلابية واسعة، وبناء جمهور يمكّنهم من تحقيق الشهرة والعوائد المالية العالية.
وبهذا، لم يعد الهدف الأساسي للتدريس الخصوصي في تحسين مستوى الطالب، بل أصبح مهنة موازية يراها بعض المدرسين طريقاً للثراء والظهور.
تقول أم يحيى، وهي أم لثلاثة أطفال في أحد أحياء بغداد الفقيرة، إنها مضطرة للتضحية بجزء كبير من راتب زوجها المتواضع لتوفير دروس خصوصية لأطفالها.
“أعرف أن وضعنا المادي لا يسمح بذلك، لكن إذا لم يحصلوا على دروس خصوصية، فكيف سينجحون؟ المدارس الحكومية مهملة، والمعلمون هناك لا يهتمون إلا إذا دفعنا لهم خارج إطار المدرسة”، تضيف.
يؤكد خبير التربية حسين الجبوري أن هناك تحولاً مقلقاً في مفهوم التدريس، حيث تحوّل من رسالة سامية إلى تجارة.
ويرى الجبوري أن “هذه الظاهرة تكشف عن خلل عميق في المنظومة التعليمية، حيث تعاني المدارس الحكومية من نقص كبير في الإمكانات والاهتمام، ما يضطر أولياء الأمور للجوء إلى الدروس الخصوصية كحل وحيد.”
في هذا السياق، يشارك الأستاذ علي الكرخي، وهو مدرس في إحدى المدارس الثانوية الحكومية، بتجربة مزعجة حول عمله في ظل تزايد انتشار الدروس الخصوصية.
يقول: “كمعلم، أشعر بإحباط لأنني أرى زملائي في التدريس الخصوصي يُعاملون كنجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما أحاول أنا وزملائي في المدارس الحكومية العمل بإخلاص.
الطلاب بدأوا ينظرون إلى المدرسة الحكومية كوسيلة ثانوية، وكأن دراستهم الحقيقية خارج أسوار المدرسة.”
و بعض المدرسين الخصوصيين لا يكتفون بإعطاء دروس فردية أو جماعية فقط، بل يقومون بتوظيف فرق فنية ومصورين لخلق محتوى ترويجي لصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يظهرون في مقاطع فيديو احترافية وصور مصممة بعناية لتجذب الانتباه.
يقول خبير التسويق عبر السوشيال ميديا أحمد العزاوي: “لقد أصبح بعض المدرسين مشاهير يعتمدون على وسائل التواصل كأداة للتسويق، بل ويتنافسون من أجل ترسيخ أسماءهم كماركات تعليمية معروفة.”
وعلى الرغم من أن هذا النوع من التعليم يدرّ عليهم دخلاً جيداً، حيث وصل دخل بعض المدرسين إلى ما يزيد عن خمسة آلاف دولار شهرياً، إلا أن النتائج سلبية بالنسبة للتعليم الرسمي.
يقول أحد الطلاب في المرحلة الإعدادية، يُدعى مازن: “المدرسة أصبحت مكاناً للجلوس فقط، أما الدراسة الحقيقة فتتم عند المدرس الخصوصي.”
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
سوهاج الجامعي يستأصل ورم بالقولون طوله 10 سم لمريض عمره 65 عاما
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج، إن فريق طبي بقسم الجراحة العامة بالمستشفى الجامعي نجح في استئصال ورم بالقولون طوله 10 سم لمريض يبلغ من العمر 65 عام بواسطة المنظار الجراحي، وذلك دون اللجوء الي الجراحه المعتادة والتي تتم عادة بواسطة جرح استكشافي بالبطن والتي قد تؤدي بقاء المريض فترة أطول بالمستشفى.
وأوضح الدكتور مجدي القاضي، عميد كلية الطب البشري ورئيس مجلس ادارة المستشفيات الجامعية، أن المريض يعاني من ورم سرطاني بالقولون الصاعد حيث تم إجراء الأشعات والتحاليل اللازمة وإجراء التدخل الجراحي بواسطة المنظار، ثم استئصال الجزء الأيمن للقولون مع الغدد الليمفاوية كاملة وإعادة توصيل الأمعاء والدباسات الجراحية.
وذكر الدكتور أحمد كمال، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية أن قسم الجراحة العامة من الأقسام التي يتردد عليها الآلاف من المرضى، حيث استقبل أكثر من 51 ألف خلال العام ويضم عدد من الوحدات الطبية المتخصصة لخدمة المرضى من المحافظة والمحافظات المجاورة.
وأضاف الدكتور علاء السيوطي، رئيس قسم الجراحه العامة، أن تلك الجراحة تعد تطور جديد في جراحات الأورام، حيث خرج المريض من المستشفى بعد تمام الشفاء، مشيرا إلى أنه أجرى الجراحة الدكتور مينا ظريف، أستاذ مساعد الجراحة وجراحة الأورام والمناظير مع الفريق الطبي الذي ضم الدكتور أسامة صالح، المدرس المساعد، الدكتور أحمد محروس، المدرس المساعد والدكتور إسلام أبو الدهب، الطبيب ابمقيم وأطباء التخدير وهيئة التمريض.