هل تفتح تصفية السنوار الباب لإنهاء حرب غزة؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
انتهى يحيي السنوار، حمته أنفاق حماس سنة كاملة تحت الأرض، فيما خسر أهل غزة حياتهم وكل ما فوق الأرض. وأمضوا سنتهم في العراء تحت وابل الصواريخ والقذائف الإسرائيلية.
غزا السنوار وحماس إسرائيل، فاستدعى احتلالا إسرائيليا لغزة بعد عشرين عاما من انسحابها منها. فهل يكون مقتل السنوار فرصة لإنهاء حرب غزة، وإطلاق سراح الرهائن، والبدء بإعمار القطاع؟.
يتفق قادة الحزبين في الكونغرس على أن تصفية السنوار، مهندس عملية 7 أكتوبر ضد إسرائيل، قد يفتح فرصةً للولايات المتحدة لإنهاء هذه الحرب.
ويقول رئيس لجنة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور الديمقراطي بن كاردن: "الآن هو الوقت المناسب لرفض إرث يحيى السنوار، المتمثل في الموت والدمار والمعاناة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين. وحان الوقت لتأمين اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزهم. وحان الوقت لرسم مسار يرفض قبول منطقة في صراع دائم، ويحتضن بدلاً من ذلك مستقبلاً يلبي تطلعات السلام والأمن والرخاء والكرامة والاعتراف المتبادل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، ولجميع شعوب المنطقة".
ويعتقد السناتور الجمهوري جيم ريش، أن "العالم أصبح أكثر أماناً اليوم بدون يحيى السنوار. على الولايات المتحدة وحلفائها بذل المزيد من الجهود لمساعدة إسرائيل على الاستمرار في قطع رأس الأفعى، وبالتأكيد التوقف عن محاولة الوقوف في طريقهم. إن نجاح إسرائيل سيكون بمثابة انتصار للعالم الحر".
بلينكن: لغزة من دون حماس وإسرائيلفي جولته الأولى للمنطقة بعد تصفية السنوار، زار أنتوني بلينكن إسرائيل والسعودية وقطر، لمناقشة أهمية إنهاء الحرب في غزة، وكذلك تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. كما سيواصل وزير الخارجية الأميركية المناقشات بشأن التخطيط لفترة ما بعد الصراع.
ويؤكد على الحاجة إلى رسم مسار جديد للمضي قدما. ويشدد وزير الخارجية الأميركية على أنه "منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول العام الفائت، حققت إسرائيل معظم أهدافها الاستراتيجية المتعلقة بغزة. كل ذلك بهدف التأكد من عدم تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر مرة أخرى. لقد تم تفكيك القدرة العسكرية لحماس، وتدمير الكثير من ترسانتها، والقضاء على قياداتها، بمن فيهم يحيى السنوار مؤخراً. لقد دفع المدنيون الفلسطينيون في غزة غالياً ثمن ذلك. والآن حان الوقت لتحويل هذه النجاحات إلى نجاح استراتيجي دائم. هناك شيئان متبقيان لتحقيق ذلك: إعادة الرهائن إلى بيوتهم، وإنهاء الحرب. لابد من انهاء الحرب في غزة بطريقة تُبقي حماس خارجها، وتضمن عدم بقاء إسرائيل فيها. ولكن لابد وأن نضع خططاً واضحة وملموسة لما سيحدث بعد ذلك".
الشرق الأوسط يتغيّر.. لا كما يريد نتنياهو والسنوارغيّرت مناورة السنوار الدموية الشرق الأوسط، ولكن ليس حسب تصوراته ، كما يقول ياروسلاف تروفيموف في صحيفة وول ستريت جورنال: لقد سعى يحيى السنوار إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط عبر هجومه على إسرائيل. لكن " الحرب أظهرت القوة العسكرية الإسرائيلية على المدى القريب، وأضعفت قوة "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، وجعلت تطلعات الفلسطينيين إلى تقرير المصير أبعد من أي وقت مضى".
في المقابل، فإن إدارة نتنياهو لحرب غزة، لا سيما لناحية ارتفاع أعداد القتلى الفلسطينيين، سببت له الكثير من الانتقادات، وخسائر سياسية لإسرائيل. تقول ماريا أبي حبيب في نيويورك تايمز بأن "التغيير جارٍ في الشرق الأوسط لكن بدون اسرائيل". وتضيف أن الانفراج الدبلوماسي جار في الشرق الأوسط، ولكن ليس ذلك الذي تصوره بنيامين نتنياهو: "قبل عام، كانت السعودية تستعد للاعتراف بإسرائيل في صفقة تطبيع كانت ستعيد تشكيل الشرق الأوسط بشكل جذري وتعزل إيران وحلفائها أكثر. الآن. أصبحت هذه الصفقة أبعد من أي وقت مضى".
هل ستغتنم حماس هذه اللحظة؟يتساءل ديفيد ماكوفسكي، كبير الباحثين في معهد واشنطن: "هل يخلق موت السنوار وضعاً جديداً لحماس؟ وهل يتمتع الجناح السياسي في قطر بنفوذ أكبر في صنع القرار؟ وبالتالي نفوذ أكبر للحكومة القطرية أيضًا؟ هذا وضع جديد، وقد يكون من السابق لأوانه معرفة نتائجه، ولكن كما قال بلينكن، هناك فرصة الآن، وأعتقد أن السؤال هو، هل ستغتنم حماس هذه اللحظة؟".
ويقول جوناثان شانزر، نائب رئيس " مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات": "الأخبار الجيدة، هي أن 23 من أصل 24 لواءً من كتائب حماس قد تم تدميرها، وقُتل 18 ألف مقاتل أو أكثر من عناصرها، كما تم تدمير الغالبية العظمى من البنية التحتية لحماس فوق الأرض وتحتها. لذا فإن الإسرائيليين يعرفون ما يفعلونه وهم يواصلون القتال".
وما هي استراتيجية الإدارة الأميركية لليوم التالي في غزّةهل يستطيع نتنياهو استغلال الفرصة التي أتاحها موت السنوار؟ يسأل توماس فريدمان. وهو ما يقتضي برأيه، موافقة نتنياهو بهدوء على شيء رفضه سابقاً ، وهو مشاركة السلطة الفلسطينية في قوة حفظ سلام دولية تتولى غزة بدلاً من حماس بقيادة السنوار.
وهو ما: "يعمل الدبلوماسيون الأميركيون والعرب وتوني بلير ورون ديرمر، أقرب مستشاري نتنياهو. ويتطلب ذلك من إسرائيل، في الوقت الراهن، أن تسمح بهدوء بمشاركة السلطة الفلسطينية في إعادة بناء غزة كجزء من القوة الدولية دون أن تتبناها رسمياً. يُدرك نتنياهو أن العرب لن يشاركوا في قوة حفظ سلام عربية/دولية لتنظيف الفوضى في غزة إلا إذا كانت جزءاً من عملية تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية".
هيئة جديدة في غزة!يكشف ديفيد ماكوفسكي لبرنامج "عاصمة القرار" من الحرّة، أنه "تتم الآن مناقشة فكرة إقامة كيان في غزة، أو هيئة لإعادة الإعمار بقيادة خبراء تكنوقراط، وبدعم من دول الخليج، وربما تكون هذه الهيئة مرتبطة بشكل ما بالسلطة الفلسطينية، لكنها ليست السلطة نفسها.
وفي مرحلة ما، سوف تنضم هذه الهيئة إلى السلطة الفلسطينية. وإذا كانت السلطة الفلسطينية تعتقد أن هذا مفيد للفلسطينيين، فسوف تدعو لتأسيس هذا الكيان الجديد في غزة، والذي لن يكون هيئة سياسية بل تكنوقراطية".
ويقول جوناثان شانزر، "الإسرائيليون يريدون شيئًا مختلفًا عما يريده الفلسطينيون. وقد يكون ذلك مختلفًا أيضًا عما يريده العرب والأمم المتحدة. أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً. لا توجد دولة عربية مهتمة بإعادة إعمار غزة مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة قبل الانتخابات".
الجميع ينتظر الانتخابات الأميركية وتأثيرها على مساعي واشنطن بشأن اليوم التالي في غزة بعد حماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة یحیى السنوار الشرق الأوسط فی غزة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة تواجه تعنت المجرم نتنياهو
يمانيون../
رغم الجهود المبذولة عربياً وأمريكياً لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزّة والظروف التي تمر بها المنطقة، لكن يبدو أن المحاولة تشبه سابقاتها وستفشل وسيستمر العدوان على غزّة، لأن مجرم الحرب رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو تمكّن من “تفخيخ” هذه المفاوضات بمطلب أساسي وهو الوقف المؤقت وليس الدائم لإطلاق النار، الأمر الذي سيُمكّنه من العودة إلى العدوان بعد تبادل الأسرى.
ويؤكد الكثير من الخبراء أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، وكان واضحاً منذ البداية أن شرط استكمال الحرب بعد انتهاء فترة الهدنة أساسي ولا عودة عنه، وللتأكيد عليه، تحدّثت معلومات عن طلبه ضمانة خطّية من الولايات المتحدة تؤكّد “حقه” بالعودة إلى القتال بعد انتهاء تبادل الأسرى، وبالتالي بات جلياً أن الكيان الصهيوني الغاصب يُريد الاستمرار حتى تحقيق أهداف بعيدة الأمد في غزّة.
وفي السياق، كشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيوني السابق تامير هيمان، السبت، عن الخطوط العريضة لمبادرة أمريكية محتملة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالاتفاق المحتمل بشأن هدنة في غزة وتبادل أسرى، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان: “نتطلع إلى إبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة”، وذكر أن “التوصل إلى اتفاق في غزة بات أمرا ملحا من أجل إطلاق سراح الرهائن”.
واعتبر أن “موقف حماس عدّل نفسه بعد وقف إطلاق النار في لبنان، وذلك لأنها انتظرت منذ أشهر الجهات الفاعلة لنجدتها”، في تبنٍ مباشر للرواية الصهيونية.
ذكر أنه “منذ اللحظة التي توصلنا فيها إلى وقف إطلاق النار (بلبنان)، كان للمفاوضات طابع مختلف، ونعتقد أن هذا قد وضعنا على الطريق نحو إتمام الاتفاق”.
وأضاف ساليفان: إن “اتفاق وقف إطلاق النار، سيسمح بإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة”.. معتبراً أن “اغتيال “إسرائيل” قادة في حماس، قد ساعد أيضا في وضع محادثات وقف إطلاق النار على المسار الصحيح لتحقيق نتائج”، علما بأنه لا جديد بشأن اغتيال أي من قادة الحركة، خلال الآونة الأخيرة.
وتابع: “أعتقد أننا اقتربنا مرة أخرى من صفقة لإطلاق الرهائن، وسنواصل العمل للتوصل إليها سريعا” مؤكدا أنه سيتوجه للدوحة والقاهرة، لسد الثغرات النهائية بشأن صفقة غزة، وقال: “عندما أزور الدوحة والقاهرة، سيكون هدفي هو التوصل لاتفاق، خلال هذا الشهر”.
وأشار ساليفان إلى أنه “بعد اجتماعي مع رئيس الحكومة الصهيونية، لدي شعور أنه مستعد للتوصل لاتفاق”.. مُشدداً على أن “كل يوم يأتي بمخاطر متزايدة، وهناك حاجة ملحة لإبرام الاتفاق”.
ويعتقد المراقبون أن الكيان الصهيوني سيكرر تعنته مع كل مفاوضات، ويتزامن تعنته مع مرونة من “حماس” لإنجاح المفاوضات، وضغط ومحاولات تذليل عوائق من الوسيطين قطر ومصر، لكن أفخاخ نتنياهو كانت كالأرانب، يُخرجها من قبعته كلما تقدّمت المحادثات وتذيّلت عوائق، فتارة يُثير مسألة محور فيلادلفيا، وطوراً محور نتساريم، ليؤكّد أن الكيان الصهيوني هو الطرف الذي يُعرقل نجاح المفاوضات، لا “حماس”.
ولا يُمكن نعي الاتفاق من اليوم، ومن المرتقب أن تستمر المحادثات، لكن بعض المراقبين يقولون إن “الضرب بالميت حرام”، في إشارة إلى أن مُحاولات التوصّل إلى اتفاق “شبه ميت”، حتى أن نتنياهو نعاها حينما نقلت عنه هيئة البث الصهيونية “تشاؤمه” بشأن إمكانية إتمام صفقة التهدئة في غزة وقوله: إنه “لا يوجد احتمال كبير لنجاحها”.
ويري المراقبون، أن نتنياهو المُهدّد بالفشل السياسي والملاحقة القضائية فور انتهاء الحرب ليس مستعجلاً لوقف إطلاق النار، لا بل يُريد الاستمرار في مُحاولة لتحصيل أي مكاسب سياسية وعسكرية تحمي مستقبله، وهذه المكاسب قريبة وبعيدة الأمد، منها ما هو مرتبط بمُحاولة تدمير الحد الأقصى من قدرات “حماس”، ومنها ما هو مرتبط بـ”اليوم التالي” لغزّة ومعادلات الرد ضد إيران.
كما يرى المراقبون أن إفشال نتنياهو مفاوضات الهدنة سيعني العودة إلى التصعيد، ومن الواضح أن نتنياهو يُريد التصعيد الإقليمي ولا يخشاه، لأن فرص تفاديه متاحة أمامه لكنه رافض تماماً لكل الاقتراحات التهدئة، لا بل يسعى للتصعيد، وقد صدرت تعليمات صهيونية لزيادة حدّة القتال في غزّة.
إذاً، المنطقة ستصبح على صفيح ساخن جداً، لن يُبرّده التفاؤل الأمريكي، ومن المرتقب أن يعود الحديث عن تصعيد واحتمال وقوع اشتباك إقليمي أوسع ولن يكون بمنأى عن الحريق الذي سيحمل نتائج مدمّرة على غزّة والكيان الغاصب وعواصم عربية أخرى.
سبـأ عبدالعزيز الحزي