أدميرال أمريكي: جماعة الحوثي تنتصر بمساعدة إيران.. ما الذي يجب أن تفعله أمريكا؟ (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
قال أدميرال أمريكي "متقاعد" إن جماعة الحوثي، مع هجماتها على سفن الشحن في البحر الأحمر على مدى الأشهر التسعة الماضية أصبحت أقوى.
وأضاف نائب الأدميرال كيفن دونيجان -الذي شغل منصب قائد الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية وقائد القوات البحرية المشتركة المكونة من 32 دولة في الشرق الأوسط- في تحليل نشره موقع " the cipher brief" المتخصص بأخبار وتحليلات الأمن القومي وترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن جماعة الحوثي انتصرت بامتصاص الضربات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية بمساعدة إيران.
وتابع "على الرغم من تعرضهم للضربات الجوية الدقيقة التي شنتها قوات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لمدة تسعة أشهر، إلى جانب امتصاص الضربات الانتقامية من قبل إسرائيل، فإن الحوثيين المدعومين من إيران لم ينجوا فحسب، بل إنهم يزدهرون".
وأردف "هذا ليس تقييمًا تعسفيًا؛ إن هذا الأمر يؤكده عدد كبير من المقاييس التي تظهر أن الحوثيين أصبحوا أقوى ويمارسون نفوذاً أكبر الآن مقارنة بما كانوا عليه قبل أن يبدأوا في شن هجماتهم على ممرات الشحن في البحر الأحمر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وزاد "هذا أمر لا يصدق نظراً لأن نجاح الحوثيين في إغلاق شحنات الطاقة التجارية والبضائع عبر البحر الأحمر حطم مصلحة أساسية للولايات المتحدة ــ الحفاظ على حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة ــ والتي استند إليها جزئياً الرؤساء الأميركيون المتعاقبون في رسم سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
وقال "لم يعد الأمر مقتصراً على الرئيس. يتمتع المشتركون والأعضاء في Cipher Brief بإمكانية الوصول إلى موجزهم اليومي المفتوح المصدر، مما يبقيك على اطلاع دائم بالأحداث العالمية التي تؤثر على الأمن القومي. ومن المفيد أن تكون مشتركاً وعضواً.
يضيف لأدميرال الأمريكي -الذي قاد فرقًا خططت ونفذت عمليات قتالية مشتركة ومكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة في البحر وفي العراق وسوريا وأفغانستان واليمن- أن "قصة الشريط" واضحة ــ الحوثيون يفوزون: على الرغم من عام على الجهود الأميركية والدولية، لا يزال البحر الأحمر مغلقاً أمام جميع خطوط الشحن الرئيسية.
واستطرد "لقد استوعب الحوثيون الهجمات الدقيقة القوية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على منصات إطلاق الصواريخ ومناطق تخزين الأسلحة وأنظمة الاستهداف ومراكز القيادة والسيطرة وميناء الحديدة الرئيسي؛ وخلال هذه الفترة، لم يتوقفوا أبدًا عن هجماتهم على الشحن التجاري، بل عملوا بدلاً من ذلك على توسيع نطاق هجماتهم وفعاليتها".
واستدرك دونيجان "لقد عززوا خطوط إمدادهم إلى إيران والتي تعد ضرورية لمكونات الأسلحة الحيوية". مشيرا إلى أنهم العضو الوحيد في محور المقاومة الإيراني الذي هاجم تل أبيب مباشرة بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار منذ بداية حرب غزة، واخترقت أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
وزاد "لقد أسقطوا العديد من طائرات ريبر الأمريكية بدون طيار، لم يتراجعوا على الرغم من مطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف هجماتهم على السفن".
وأكد أن الحوثيين نجحوا في تثبيت القوات الأمريكية في البحر الأحمر عندما كانت هذه القوات مطلوبة للتعامل مع النقاط الساخنة والصراعات الناشئة في أماكن أخرى. وقال "لقد اكتسبوا مكانة بارزة بين محور المقاومة الإيراني وهم الآن يقدمون المشورة لوكلاء إيران في العراق".
وطبقا للتحليل فإن التقارير تشير إلى أن روسيا قد تزودهم بأسلحة أكثر تقدمًا، وقد زادوا من قدرتهم على بناء الأسلحة في اليمن.
يمضي الأدميرال الأمريكي في تحليله بالقول "لقد عزز الحوثيون قبضتهم على السلطة داخل اليمن مقارنة بما كانوا عليه قبل الصراع بين إسرائيل وحماس، عندما كانوا يواجهون صعوبة في تجنيد العناصر الجديدة وكانوا يتعرضون لانتقادات بسبب فشلهم في حكم أو إطعام الناس الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم".
وبشأن ما الذي يحتاج إليه الآن من الولايات المتحدة؟ يقول دونيجان إن "الضرورة الأكثر إلحاحاً هي القيادة، مع مهمة واضحة والتزام".
وتابع "الحوثيون ينتصرون لأن سقف نجاحهم منخفض للغاية: فهم ببساطة يحتاجون إلى البقاء على قيد الحياة وامتصاص الهجمات العقابية مع الحفاظ على قدرتهم على الصمود. وهم ليسوا بطول عشرة أقدام؛ ومن الممكن تماماً أن تقضي الولايات المتحدة على قدرتهم على مهاجمة السفن".
وأكد أنه في المستقبل، لا تستطيع البحرية الأميركية أن تستمر في تعريض بحارتها للخطر في الممر الضيق للبحر الأحمر ومضيق باب المندب، مع وجود بضع ثوان فقط للدفاع عن أنفسهم ضد وابل الصواريخ والطائرات بدون طيار القادمة من اليمن".
وقال "لقد حان الوقت لكي تقود الولايات المتحدة المجتمع الدولي في ما ينبغي القيام به ــ القضاء على قبضة الحوثيين على هذا الممر المائي الدولي الحيوي".
وذكر أن أمريك نجحت في تدمير تنظيم القاعدة في اليمن؛ وقد فعلت ذلك بجزء ضئيل من القوات والثروة التي تنفقها الآن، لقد نشأ هذا النجاح من تبني نية واضحة لتدمير تنظيم القاعدة وحقيقة أن هذا الهدف تم تنفيذه من خلال جهد حكومي شامل لم يشمل فقط تدمير القدرات العسكرية للجماعة الإرهابية، بل وأيضًا تعطيل شبكة إمداداتها، والبنية الأساسية للتدريب، والتمويل، والأهم من ذلك القضاء على قياداتها".
مع الحوثيين، يشير دونيجان إلى أن القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معهم تهاجم السهام فقط ولا تفعل سوى القليل لتدمير الشبكة الأوسع التي توفر للجماعة اليمنية القدرة على شن ضربات على الشحن.
وخلص الجنرال الأمريكي في تحليله إلى أن أبرز الاغفالات اليوم هي سلسلة الإمداد من إيران وقيادة الحوثيين. وقال "نفس الوضوح في المهمة والالتزام مطلوب ضد الحوثيين؛ لن يختفوا ببساطة بمجرد انتهاء الصراع في غزة. يصبح هذا أكثر أهمية مع احتمال حدوث اضطرابات إضافية في سلسلة التوريد العالمية مع تبادل اللكمات بين إسرائيل وإيران".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا ايران الحوثي اسرائيل الولایات المتحدة البحر الأحمر فی البحر إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجماعة التي اختطفت الثورة.. الإخوان سجل حافل من الإجرام
دأبت جماعة الإخوان على الخيانة ونقض العهود والتأمر على مصر وإعلاء مصلحتها الشخصية فوق أي اعتبار، واتخذت من العنف والاغتيالات والتفجيرات منهجا متأصلا في عقيدتها وفكرها.
واختطفت جماعة الإخوان ثورة 25 يناير 2011 وتصدرت المشهد وجنت الثمار، ولم تضع في اعتبارها الشعب الذي خرج للمطالبة بـ"العيش، الحرية، العدالة الاجتماعية".
بداية من مؤسس الجماعة يد حسن البنا مرورا بأفكار سيد قطب حتى الجيل الجديد اتضح أن أفكارهم دموية، مبررين ذلك بالضرورة القصوى للوصول إلى السلطة، حيث قال البنا في أفكاره: "من حق الإخوان شن حرب لا هوادة فيها على كل زعيم أو رئيس لا يعمل على إقامة نظام سياسي يتوافق مع أيديولوجية التنظيم".
عملت الجماعة على اغتيال خصومها دون الدخول في أي مناقشة أو حوار، فمن يعارض أفكارهم يكون جزأه القتل والتخوين، حيث نفّذت قائمة اغتيالات للشخصيات المصرية وكبار رجال الدولة في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي.
بدأت الجماعة باغتيال أحمد ماهر، رئيس وزراء مصر في عام 1945 في قاعة البرلمان، ثم المستشار والقاضي أحمد الخازندار 1948، وبعده بأشهر لقي رئيس الوزراء محمود فهمي النُّقراشي مصرعه في بهو وزارة الدَّاخلية.
وحاولت الجماعة في 26 فبراير 1954 اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، أثناء إلقائه خطابًا بميدان المنشية في الإسكندرية، بمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء، وتورطوا في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة أثناء العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981.
ويعتبر اغتيال النائب العام هشام بركات واستتشهاده على يد جماعة الإخوان في يونيو 2015 عن طريق تفجير موكبه من أبرز الحوادث الإجرامية في سجل الإخوان الدموي، بالإضافة إلى حادث الواحات في أكتوبر 2017 ما أدى الى استشهاد 16 ضابطا وجنديا.
وكان اغتيال المقدم محمد مبروك في 18 نوفمبر 2013 لدوره البارز في الكشف عن مخططهم، إضافة باغتيال العميد عادل رجائي في 22 أكتوبر 2016 أمام منزله بمدينة العبور، وغيرهما من الجرائم، وكلها شواهد لا تُنسى على جرائم الإخوان، وإدانة دامغة لأحقر جماعات الإرهاب والتجارة بالدين.
شهدت مصر سنة كبيسة إبان حكم جماعة الإخوان وتولي محمد مرسي الحكم في 2012، حيث انهار الاقتصاد وتوترت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وعدد من الدول وحدث انشقاق وظهرت الفتنة بين أطياف المجتمع، وتقلد كل من عضو في جماعة الإخوان المناصب العليا في المؤسسات الحكومية، بل وتفاقمت الأزمة في ملف الطاقة والكهرباء، ناهيك عن تدهور ملف الصحة وسوء المستشفيات ومراكز العلاج.
وأشعل الإخوان النار في البلاد وأطلقوا موجة إرهاب عارمة ضد الوطن والمواطنين بعد خروج الشعب عليهم في ثورة 30 يونيو في 2013،، وما زالوا يبثون حتى اليوم الشائعات عبر منابرهم الإعلامية الفاشلة.
لم تسلم دور العبادة من جرائم الجماعة الإرهابية، فطالت نارهم المنشآت العامة والخدمية وأقسام الشرطة ورجال الأمن والقوات المسلحة، فتم إحراق العديد من المساجد على رأسها رابعة، بالإضافة إلى اقتحامهم لمسجد الفتح في رمسيس دون وضع حرمة لبيوت الله، وكذا إحراق الكنائيس في المنيا وتفجير كنيسة العباسية وغيرها.
كان اعتصام الإخوان في رابعة العدوية ونهضة مصر بؤرة لتفريخ الإرهابيين، يشهدان على جرائم عديدة من القتل والتنكيل بالأبرياء، وإلى محاربة الدولة، وإطلاق حربهم الطويلة على الدولة لسنوات لاحقة.
إطلاق رصاص وإلقاء عبوات مولوتوف، ومئات التفجيرات وعمليات الاغتيال، ودماء لم يتورع أعضاء التعظيم عن إهدارها، في مكتب الإرشاد إلى محيط قصر الاتحادية، ومن رابعة والنهضة، وأمام الحرس الجمهوري وعند المنصة ومن داخل مسجد الفتح في رمسيس.
ومن الأحداث العالقة في ذاكرة المصريين جراء أعمال الإخوان الإرهابية، اقتحام وحرق قسم كرداسة واستشهاد 11 ضابط ومجند في أغسطس 2013، وتفجير مديرية أمن الدقهلية في 24 ديسمبر 2013 ما أسفر عن استشهاد 16 شخصا وإصابة 100 آخرين، وتفجير مديرية أمن القاهرة في 24 يناير 2014 واستشهاد 4 أشخاص وإصابة العشرات، وكذلك تفجير معهد الأورام.