«نظام ناقل».. ثورة تقنية في إدارة وتشغيل مركبات الصرف الصحي في دبي
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلة «الصحة العالمية» لـ«الاتحاد»: محمد بن زايد داعم قوي لجهود استئصال شلل الأطفال في العالم الإمارات: نقف إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة التحدياتأطلقت «بلدية دبي» مؤخراً «نظام ناقل»، الذي يعد بمثابة نقلة نوعية في إدارة وتشغيل مركبات الصرف الصحي، ليصبح بذلك أحد الحلول التقنية المبتكرة التي تهدف إلى تعزيز كفاءة قطاع الصرف الصحي في الإمارة، ويأتي النظام في إطار جهود دبي لتعزيز استدامة البنية التحتية، وتحسين مستوى الخدمات العامة، من خلال توظيف أحدث التقنيات الرقمية.
ويعد النظام المبتكر نقلة نوعية في إدارة وتشغيل مركبات الصرف الصحي، حيث يعتمد على تقنيات متقدمة لضمان عمليات تشغيلية أسرع وأكثر دقة وكفاءة، مع تقليل الحاجة إلى التدخل اليدوي، حيث يعمل النظام على أتمتة عملية دخول وخروج المركبات باستخدام تقنية تحديد الهوية بموجات الراديو (RFID).
وتتيح التقنية للمركبات تسجيل حركتها تلقائياً عبر بوابات مخصصة، ما يضمن تحسين تدفق المركبات وانسيابية العمل داخل المحطات، وتُعزّز هذه التقنية من سرعة العمليات، وتقلل من زمن الانتظار، ما يرفع كفاءة العمل ويتيح تنفيذ المزيد من العمليات اليومية دون الحاجة للتدخل البشري المباشر.
إلى جانب الأتمتة، يضم نظام ناقل منظومة خصم النقاط الفوري للمركبات التابعة للبلدية، بحيث يتم التعامل مع رسوم الخدمة بسرعة وكفاءة عبر النظام، ما يقلل من تعقيد الإجراءات، ويضمن انسيابية عمليات الدفع دون الحاجة إلى التدخل اليدوي، ويسهم هذا النظام بشكل كبير في تقليل الجهد البشري المبذول، كما يتيح للبلدية تخصيص مواردها البشرية لمهام أخرى تتطلب وجودهم.
ومن أهم مزايا النظام، وجود برنامج تحليل مياه الصرف الصحي عبر الإنترنت، الذي يعتبر جزءاً أساسياً لضمان مراقبة جودة مياه الصرف الصحي بشكل مستمر وفي الوقت الفعلي، ويتيح البرنامج إمكانية متابعة وتحليل جودة المياه الداخلة والخارجة من المحطات، ما يضمن معالجة المياه، وفقاً لأعلى المعايير البيئية والصناعية الصارمة التي وضعتها بلدية دبي، ويمثل هذا الإجراء خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الاستدامة التي تتبناها دبي، حيث يسهم في تقليل الأثر البيئي من خلال تحسين عمليات معالجة المياه.
كما يعد نظام ناقل جزءاً من استراتيجية دبي للتحوّل الرقمي في قطاع الخدمات العامة، وهو يعكس التزام الإمارة بتطوير البنية التحتية للمدينة، وفقاً لأحدث الابتكارات التكنولوجية، ويعتبر النظام خطوة جديدة نحو تحقيق أهداف دبي في الحفاظ على البيئة، وضمان رفاهية المجتمع من خلال إدارة مواردها الحيوية بكفاءة وفاعلية متقدمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصرف الصحي الإمارات دبي بلدية دبي مياه الصرف الصحي البنية التحتية الصرف الصحی نظام ناقل
إقرأ أيضاً:
سودانيون يحيون ذكرى ثورة 19 ديسمبر بـ«احتجاجات إسفيرية» .. أنصار البشير يتحدونهم بالنزول إلى الشوارع
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي السودانية إلى «ساحة نزال لفظي عنيف» بين المجموعة الشبابية والمدنية التي قادت «ثورة 2018» التي أطاحت نظام الرئيس عمر البشير، وأنصار ذلك النظام والرافضين لوقف الحرب الحالية من الإسلاميين، وذلك في الذكرى السادسة لثورة 19 ديسمبر (كانون الأول) التي أنهت حكم البشير بعد 30 عاماً في السلطة.
وضجت الوسائط الإسفيرية بالمطالبين بوقف الحرب، التي اندلعت في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، مطالبين بالانتقال المدني.
وفي المقابل، كانت مجموعة أخرى من أنصار النظام السابق من الإسلاميين وأعضاء حزب «المؤتمر الوطني» الذي كان يرأسه البشير، تنشر تهديدات باستمرار الحرب حتى القضاء على أعدائهم، وتسخر منهم وتقلل من شأنهم.
وعدّ دعاة السلام يوم 19 ديسمبر فرصة لإعلاء الصوت المناوئ لاستمرار الحرب، ومناسبة لإحياء شعارات ثورتهم تحت شعارها القديم «حرية وسلام وعدالة»، مطالبين بالحكم المدني والانتقال السلمي الديمقراطي، فسارعوا إلى تزيين المنصات الإسفيرية بصور ومقاطع فيديو تعود للأيام والأسابيع الأولى من اشتعال الثورة، سموها «تظاهرات إسفيرية».
ويعد المحتجون الإسفيريون إشعال الحرب بين الجيش و«الدعم السريع»، محاولة للقضاء على «ثورة ديسمبر»، ويرون في الاحتفاء بها تعزيزاً لمطلب وقف الحرب والعودة إلى خيار الديمقراطية وعودة العسكريين إلى ثكناتهم.
الذكرى السادسة للثورة
ودعا الناشط محمد خليفة، وناشطون وسياسيون آخرون، تحت اسم «الديسمبريون» إلى مظاهرات إسفيرية بمناسبة الذكرى السادسة للثورة، وأعاد خليفة نشر مقطع فيديو لإحراق دار حزب «المؤتمر الوطني» في مدينة عطبرة أيام الثورة الأولى، بقوله على منصة «فيسبوك»: «هذا أكثر مشهد يوجع الكيزان (الإسلاميين) وعناصر الأمن وكارهي ثورة ديسمبر المجيدة، إنه مشهد حريق دار المؤتمر الوطني في عطبرة عند بدايات الثورة».
وبدوره، عدّ تحالف «الحرية والتغيير» الحرب الحالية محاولة من أنصار «النظام المباد» للانقضاض على ثورة ديسمبر وإعادة إنتاج الشمولية والدكتاتورية، وتمكين عناصره واختطاف الدولة والعودة للسلطة، وفرض إشراكهم في كل عملية سياسية مستقبلية. وقال حزب «المؤتمر السوداني»، في بيان، إن النظام البائد أوقد نيران الحرب للانقضاض على الثورة وتجريفها، وأضاف: «ثورة ديسمبر المجيدة باقية ما بقيت مطالبها النبيلة، وأن آلة الخبث والدمار تسعى لإعادة الحركة الإسلامية للسلطة من جديد». وقالت أيضاً «الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري»: «إن الحرب في الأصل مكيدة لتدمير ثورة ديسمبر، وإن الثورة عائدة وإرادة الشعب سوف تهزم الحرب وتأتي بالسلام»، فيما قال عضو مجلس السيادة السابق، محمد الفكي سليمان، في تغريدة على منصة «فيسبوك»: «اضبط بوصلتك على خطاب ديسمبر، فستعرف إلى أي وجهة تتجه».
وروجت المنصات بشكل واسع شعارات الثورة مثل «حرية سلام وعدالة... والثورة خيار الشعب»... و«العسكر للثكنات والجنجويد ينحل»، والمقصود بالعسكر هو الجيش، و«الجنجويد» هي قوات «الدعم السريع». كما تزينت المنصات الاجتماعية بصور الشهداء الذين قتلوا في الثورة، والمطالبات بالثأر من قاتليهم، وتم تصميم الرقم 19 لمجسم ثلاثي الأبعاد للتذكير بأهمية اليوم ومحوريته.
أنصار النظام السابق
في المقابل، ضجت منصات الإسلاميين وأنصار النظام السابق، بالتقليل والسخرية من ثورة ديسمبر وتجاهل الاحتفاء بها. واستنكر الإعلامي الإسلامي إبراهيم الصديق في «فيسبوك»، الاحتفال بثورة ديسمبر وعدّه محاولة لطمس هوية الوطن، أتى بها تحالف «الحرية والتغيير»، قائلاً إنها تجاهلت الحدث التاريخي، وسمت يوم 19 ديسمبر «يوم ثورة ديسمبر»، بينما هو في الأساس يوم إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان في عام 1955. وأضاف: «في 2020 أصدر رئيس مجلس السيادة بيان احتفال بعيد الاستقلال، بينما أصدر عبد الله حمدوك (رئيس وزراء الثورة) بيان احتفال بثورة ديسمبر».
وهدد نشطاء إسلاميون منظمي المظاهرات الإسفيرية، ودعوهم للتظاهر على الأرض إذا كانوا يجرؤون على ذلك، فيما خلت معظم صفحات مؤيدي الحرب من الإشارة لثورة ديسمبر.
وكانت ثورة ديسمبر 2018 قد انطلقت من بلدة مايرنو في ولاية سنار، ومن مدينة الدمازين في ولاية النيل الأزرق في 6 ديسمبر من ذلك العام، لكن إحراق دار «حزب المؤتمر الوطني» في مدينة عطبرة، عُدّ شرارة الثورة التي أشعلتها بقوة، ثم انتقلت الاحتجاجات بعدها إلى العاصمة الخرطوم ومدن البلاد الأخرى، وتواصلت الاحتجاجات بشكل يومي واكتسبت زخماً طوال 4 أشهر، واجهتها السلطات بعنف مفرط وقتلت المئات وجرحت الآلاف حتى سقط النظام في 11 أبريل (نيسان) 2019 تحت ضغط ملايين المحتجين الذين انتشروا في جميع أنحاء البلاد، فيما اعتصم مئات الآلاف أمام مقر القيادة العامة للجيش لمدة خمسة أيام، ما اضطر اللجنة الأمنية العسكرية إلى إطاحة الرئيس عمر البشير لإنهاء الاحتقان.
كمبالا: الشرق الأوسط: أحمد يونس