لجنة «بقاء الأنواع» تناقش بأبوظبي تعزيز حماية الطبيعة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلةانطلقت في أبوظبي أمس، فعاليات الاجتماع الخامس لرؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بمشاركة 300 خبير في مجال الحفاظ على الأنواع.
ويهدف الاجتماع، الذي يعقد كل أربع سنوات، إلى الاستفادة من خبرة وتجربة مجموعات لجنة بقاء الأنواع لتسهيل تبادل المعرفة والعمل الجماعي، بهدف تعزيز مهمة الحفاظ على الأنواع.
ويضم برنامج الاجتماع أكثر من 120 جلسة صُممت لتعكس دورة حفظ الأنواع (تقييم - تخطيط - عمل)، وهو الإطار الأساسي لأنشطة لجنة حفظ الأنواع، مع تخصيص يوم كامل لكل من هذه المكونات.
ويتضمن جدول الأعمال أكثر من 20 جلسة عامة والعديد من ورش العمل والمناقشات الجماعية والندوات وفرص التدريب، من بين جلسات متنوعة أخرى لتبادل الخبرات والدروس المستفادة من رؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع خلال السنوات الأربع الماضية، وطوال العقود الثمانية منذ تأسيس اللجنة.
وتتولى هيئة البيئة - أبوظبي ولجنة بقاء الأنواع تنظيم الاجتماع، وتجتمع اللجنة في أبوظبي للمرة الخامسة لتعزيز مهمة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، والتي تتمثل في: التأثير على المجتمعات في جميع أنحاء العالم وتشجيعها ومساعدتها على الحفاظ على سلامة وتنوع الطبيعة، وضمان أن يكون أي استخدام للموارد الطبيعية عادلاً ومستداماً بيئياً.
وخلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الذي تستمر فعالياته في أبوظبي حتى 28 الشهر الجاري، قالت رزان خليفة المبارك، رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في كلمتها عبر تقنية الفيديو، «إن الاجتماع في نسخته الخامسة يحمل مكانة خاصة في قلوبنا، إذ يجمعنا مجدداً على خطى اجتماعنا الأول في مدينة العين في عام 2008».
وأكدت أن الإمارات، تواصل إعطاء الأولوية لحماية الأنواع على المستويين الوطني والعالمي، مسترشدة بإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وقالت رزان المبارك: «في الوقت الذي نجتمع فيه اليوم، يُعقد أيضاً مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي لعام 2024 في كولومبيا، وتزامن اجتماعنا مع هذا المؤتمر يعكس الزخم العالمي للحفاظ على التنوع البيولوجي. كما يذكرنا بالإنجازات الكبيرة التي تحققت خلال مؤتمر الأطراف (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات، حيث وضعنا الطبيعة في صميم الحوار المناخي. وهذا الحدث المحوري أكد على أهمية العلاقة بين التنوع البيولوجي والعمل المناخي، مما يؤكد دور الطبيعة كحليف أساسي في جهودنا للتصدي لتغير المناخ، وتعزيز المرونة، ودعم التنمية المستدامة».
وأكدت الدكتورة شيخة الظاهري، أمين عام هيئة البيئة - أبوظبي أن هذا الاجتماع يكتسي أهمية خاصة، لأن المناقشات التي سنجريها هنا ستشكل خطة اللجنة للسنوات الأربع المقبلة وتوفر تحديثات أساسية لبرنامج الطبيعة 2030، وذلك قبل انعقاد المؤتمر العالمي لحفظ الطبيعة.
وقالت: «إن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة معترف به عالمياً بفضل منتجاته المعرفية، مثل القائمة الحمراء، وكخبراء في الأنواع تحملون مسؤولية أساسية لتعزيز حفظ الأنواع، وخاصة في المناطق التي تفتقر إلى القدرات والموارد».
وأضافت: «في أبوظبي، يُعتبر إعادة تأهيل المها العربي والحبارى، من أبرز إنجازاتنا في مجال الحفظ. ويُعد مشروع إعادة توطين المها ذي القرون المنحنية في تشاد مثالاً آخر جديراً بالذكر، حيث إن برنامج الإعادة الذي بدأناه مع شركائنا قبل عقد من الزمن كان ناجحاً للغاية، ويضم الآن أكثر من 650 فرداً في البرية في تشاد، مما أدى إلى تحسين وضعه الحفظي».
وأشارت الظاهري إلى مشاريع الحفظ التي تنفيذها الهيئة، ومنها مشروع استزراع الشعاب المرجانية الذي تم إطلاقه في عام 2021 هو الأكبر من نوعه في العالم، وحقق نجاحاً رائعاً، حيث تم زرع أكثر من مليون قطعة مرجانية عبر ثمانية مواقع في مياه أبوظبي.
وبينت، أن المشروع ساهم في زيادة الكتلة الحيوية للأسماك والتنوع البيولوجي بنسبة 50%، مما يتماشى تماماً مع أهداف استراتيجية تغير المناخ في أبوظبي.
نجاحات عالمية
وخلال الحفل الافتتاحي، كرمت لجنة بقاء الأنواع هيئة البيئة - أبوظبي لدورها الريادي في إعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) لأول مرة على مستوى العالم في تشاد بعد تعرضه للانقراض من البرية منذ أكثر من 20 عاماً، وتحسين تصنيف المها أبو حراب في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، حيث تم تغيير حالته من منقرض في البرية إلى نوع مهدد.
وتمكنت الهيئة من خلال جهودها، بالتعاون مع وزارة البيئة في تشاد وصندوق صحارى والشركاء الدوليين من إعادة انتشار المها في البرية بتشاد حالياً بأعداد تجاوزت أكثر من 650 رأساً.
حماية الأنواع
يشار إلى أن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة تأسس في عام 1948، وهو الآن أكبر شبكة بيئية في العالم وأكثرها تنوعاً، حيث يعتمد على معرفة موارد وقدرات أكثر من 1.400 منظمة من الأعضاء، وحوالي 16.000 خبير. وهو مزود رائد للبيانات والتقييمات والتحليلات المتعلقة بالحفاظ على البيئة.
وتُمكن العضوية الواسعة الاتحاد من أن يكون بمثابة حاضنة ومرجع موثوق لأفضل الممارسات والأدوات والمعايير الدولية.
وتعد لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (SSC) شبكة علمية تضم أكثر من 10.000 عضو في 186 منطقة.
وباعتبارها الأكبر من بين اللجان السبع للخبراء في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، يعمل أعضاء اللجنة بشكل مستقل، وبالتعاون مع مختلف وحدات الاتحاد لبناء المعرفة حول حالة الأنواع والتهديدات التي تواجهها، بالإضافة إلى تقديم المشورة، وتطوير السياسات والمبادئ التوجيهية، وتيسير تخطيط إجراءات الحفاظ على الأنواع. ومن خلال هذا العمل، تعمل لجنة بقاء الأنواع على تحفيز إجراءات الحفاظ على الأنواع، وتمكين الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة من التأثير على السياسات، ومساعدة المجتمعات في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي.
إشادة دولية بجهود أبوظبي في حفظ الأنواع
أشاد البروفيسور جون بول رودريغيز، رئيس لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، بجهود دولة الإمارات في مواجهة التحديات البيئية، لاسيما أنها تعد إحدى الدول السباقة في دعم خطط واستراتيجيات الحفاظ على البيئة والأنواع، محلياً وعالمياً، ومواجهة التغير المناخي بعدد من المبادرات والإنجازات، منها التحول بشكل كبير إلى الطاقة المتجددة، والتركيز على تعزيز الاستدامة في مشروعاتها التنموية.
وقال في تصريح لـ «الاتحاد»، خلال مشاركته في الاجتماع الخامس الذي تستضيفه أبوظبي: «إن جهود إمارة أبوظبي في حفظ الأنواع عابرة للحدود، ما ساهم في تغيير تصنيف العديد من الأنواع في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها».
وعن اجتماع رؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في أبوظبي، أكد أنه يشكل فرصة لإعادة الاتصال ومواصلة الحوار الذي بدأ قبل أربع سنوات. ولكن بالنسبة لمعظم الخبراء المشاركين، ستكون أربعة أيام ملهمة، وتشكل تحدياً لهم، حيث سيشحنون طاقاتهم، ويوسعون آفاقهم، ويعززون شعورهم بالانتماء لهذه الشبكة الفريدة.
وأفاد بأن اجتماع هذا العام يتميز بمشاركة رؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع مع المؤسسات المحلية لتبادل الخبرات والمعرفة حول تحديات الحفاظ على الأنواع على المستويات الوطنية والعالمية، والإجراءات اللازمة لمعالجة هذه التحديات.
ولفت إلى أن هذا التجمع سيؤكد بشكل خاص كيف يمكن للقوة التجديدية للطبيعة، والدور الفاعل للحيوانات والفطريات والنباتات في النظم البيئية، أن يقدموا حلولاً لهذه التحديات العالمية، مع التركيز على سُبُل الحفاظ على الأنواع، واستعادة النظم البيئية والتعاون في حل كافة الأزمات البيئية المطروحة، حيث سيتيح الاجتماع منصة قيمة لاستكشاف استراتيجيات مستدامة لضمان مستقبل كوكبنا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي الإمارات رزان المبارك شيخة الظاهري الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الاتحاد الدولی لحمایة الطبیعة الحفاظ على الأنواع فی أبوظبی فی تشاد أکثر من
إقرأ أيضاً:
بقاء السلاح شرط الوجود في غزة
صرح وزير "الدفاع" يؤاف غالانت، في حكومة نتنياهو، أكثر من مرّة، أن هدف الحرب العدوانية التي تُشنّ على قطاع غزة، تستهدف تجريد حماس من السلاح، والبدء بعملية التهجير "الطوعي" من القطاع. وهو خيار بين موت تحت سلاح المقاومة، بلا قدرة على التنفيذ، وموت وتهجير بعد نزع السلاح، في حالة اتفاق بالشروط الصهيونية.
هذان الهدفان، جعلهما نتنياهو على رأس الحرب البريّة، وحرب الإبادة منذ ما بعد شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. ولكن الفشل كان نصيب هاتين الحربين، كما عبّر عن ذلك، اتفاق وقف إطلاق النار في كانون الثاني/يناير 2025. وقد تحوّلت مراسم تبادل إطلاق الأسرى، إلى شواهد على انتصار المقاومة والصمود الشعبي، أو في الأقل، على فشل نتنياهو في تحقيق أي من أهداف الحرب عسكرياً، أو سياسياً، لاحقاً (اتفاق وقف إطلاق النار).
وكان من نتيجة هذا الفشل، ولأسباب أخرى، أن دخل نتنياهو في أزمة، أصبح عنوانها الإطاحة به وبحكومته. فإلى جانب افتقار هذه الجولة من الحرب إلى الإجماع، بل اتسّامها بمعارضة وصلت من خلال أحد الاستطلاعات إلى نسبة 70%. وقد تصاعد الصراع مع محكمة العدل العليا، والمستشارة القضائية، ومع الدولة العميقة، فضلاً عن المعارضة السياسية، وما انضمّ إليها من نقابات مهنية، كما اتحاد العمال، لتتعاظم التظاهرات التي لم تعد تقتصر، على دعم أهالي الأسرى.
هذا وقد برزت سمة أخرى للصراع الداخلي، من خلال بيانات المئات والآلاف من كوادر الاحتياط العسكري، ومن سلاح الطيران، وسلاح الدبابات والخدمات الطبية في الجيش. وقد عبّرت جميعها عن المطالبة بوقف الحرب، وعدم المشاركة فيها في غزة. وهي سمة لم يعرفها الجيش الصهيوني من قبل. فبالرغم من أنها لم تصل بعد، لتفرض على نتنياهو الرضوخ لها، إلاّ أن من الخطأ، التقليل من خطورتها وأهميتها، ولا سيما، في الظروف الراهنة.
يجب أن يُفهَم من هذا البُعد، أن نتنياهو ضعيف ومأزوم، ومعرّض للسقوط، والأهم وضعه لِترامب بين خيار الانحياز، لأحد الطرفين الصهيونيين. على العكس من الخيار السابق، بين نتنياهو والفلسطينيين. الأمر الذي يسمح بتوقع احتمال انقلاب ترامب على نتنياهو، كما أخذت تظهر بوادر ذلك، في استدعائه الأخير إلى واشنطن. وما تلاه من توجهات سريّة، بحثاً عن وقف جديد لإطلاق النار.
إن كل تجارب سحب السلاح، شكّلت خطيئة كبرى وكارثة، فكيف مع عدّو كالكيان الصهيوني، وكيف مع تواطؤ دولي، وعجز عربي وإسلامي، كما حدث خلال السنة والنصف الماضية. وكما يعلن عن ذلك نتنياهو وغالانت، بلا تردّد، فيما هنالك من يغطيهما.على أن ثمة إشكالاً مع بعض المبادرات التي راحت تقحم شرط تسليم السلاح من ضمن الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار. وبهذا تأتي "السياسة" لتحقق، ما لم يستطع الجيش الصهيوني تحقيقه بالحرب. وهو ما يجب أن يُواجَه بالرفض والحزم، وإغلاق الموضوع من أساسه، باعتبار المساس بسلاح المقاومة، ليس خطاً أحمر فحسب، وإنما أيضاً جريمة، تكمّل جريمة حرب الإبادة، والدعوة إلى تهجير فلسطينيي غزة. فهذه الجريمة ستقع حتماً، خلال أيام، إذا ما جردّت المقاومة من سلاحها.
ولهذا فإن أيّ توهّم بأن الكيان الصهيوني لن يرتكب هذه الجريمة، يعبّر عن خداع للنفس، وغباء وأوهام. ولا يجب أن يُسمَح له به، فلسطينياً أو عربياً.
إن كل تجارب سحب السلاح، شكّلت خطيئة كبرى وكارثة، فكيف مع عدّو كالكيان الصهيوني، وكيف مع تواطؤ دولي، وعجز عربي وإسلامي، كما حدث خلال السنة والنصف الماضية. وكما يعلن عن ذلك نتنياهو وغالانت، بلا تردّد، فيما هنالك من يغطيهما.
من هنا يجب أن يأتي وقف إطلاق النار، ضمن الشروط التي حدّدها المفاوض الفلسطيني والمقاومة، ولا مفرّ لترامب، إلاّ أن يخضع لها، إذا وجد أمامه، حقاً فلسطينياً لا يقبل المساومة، ولا يخشى أن تطول هذه الحرب، التي ستبقى يد المقاومة هي العليا، والصمود الشعبي هو الثابت فيها. فنحن في معادلة الآية الكريمة: }وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا{ النساء {104 :
ونحن في لحظة: "من يصرخ أولاً" .. وما كنا بصارخين قط.