د. عبدالله الغذامي يكتب: من أين أنتِ؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تقول فتاة بريطانية إنها تعوّدت على سؤالين
الأول من أين أنتِ؟
أنا من بيرمنجهام
الثاني أقصد من أين أمك؟
هي من بيرمنجهام أيضاً
وهما سؤالان يأتيانها، لأنها ليست بيضاء، ولكن تشوبها سحنة سوداء، وتظل لهذا موضع استفهام يلاحقها لتثبت كل مرة أنها بريطانية، ولكنها في الحقيقة تجد أن غيرها دوماً يريد أن يقول لها إنها ليست بريطانية، رغم أنها لم تزر أفريقيا غير مرة واحدة في رحلة طبية تطوعية، ولا تعرف غير بريطانيا بلداً لها، ولهجتها تكشف عن إنجليزية عامية، كما هي لهجة وسط إنجلترا، باللكنة المعروفة عن تلك المنطقة، ولكن لهجتها العامية لم تنقذها ولم تتوقف قط عن مسعى إثبات بريطانيتها، كما أن إجابتها الأولى بأنها من بيرمنجهام لم تكن كافيةً، وتستغرب أن لا أحد يسأل عن أبيها لسبب لا تعلمه، ويكتفون فقط بها وبأمها.
ورغم أنها تجد بعد ذلك تقبلاً معقولاً لها، فإنها تظل تقع تحت الشعور بأنها لا تنتمي لهذا المكان وهذا ما يزعجها، وترى أن الأفارقة من بني جنسها ممن لهم علاقات مع أفريقيا أحسن حظاً منها لأن لديهم ذاكرةً لمكان رحيم يعتقدون أنه يشعر بهم، بينما هي لا تحس أن لها مكاناً يشعر بها، وعلامة ذلك هو طرح السؤال الذي يعذبها ويطلب هويتها، ويجعلها معلقةً في فراغ روحي وغربة نفسية. وهكذا يتحوّل كل لقاء لها مع البيض تحديداً لحظة تعذيب روحي يشعرها أنها خارج المكان.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: اللغة والإنسان د. عبدالله الغذامي يكتب: أغنيةٌ قادمةٌ من الغيم
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عبدالله الغذامي الغذامي
إقرأ أيضاً:
إعلامية وشيخ.. القضاء المصري يحكم في قضية الألفاظ الخارجة
بعد معارك كلامية "وألفاظ خارجة"، أسدلت المحكمة الاقتصادية في مصر الستار على قضية الممثلة المصرية المعتزلة، الإعلامية حاليا، ميار الببلاوي، والشيخ محمد أبو بكر في واقعة السب المتبادل بينهما على منصات التواصل.
وقضت المحكمة، الأحد، بحبس أبو بكر شهرين وتغريمه 50 ألف جنيه (حوالي ألف دولار)، بينما قضت بتغريم الإعلامية 20 ألف جنيه.
وكانت الممثلة رفعت دعوى قضائية على الداعية المصري قالت فيها إنه وجه اتهامات تمس شرفها. وظهرت الممثلة في مقطع وهي تقول إنه اتهما بممارسة "الزنا".
وكان محامي الشيخ، أحمد مهران، قد للإعلام في أولى جلسات المحاكمة بأنها صرحت بأنها طلقت 11 مرة بينما الطلاق في الإسلام يكون مرتين، وعندما وجه للشيخ سؤالا عن طلاقها من زوجها ثم زواجها من آخر، قال إن رجوعها لزوجها تحكمه ضوابط شرعية وإن الزوج لو كان يعلم أنها تزوجت من آخر لتعود إليه فإن "هذا اسمه زنا".
ويشير أمر الإحالة على المحاكمة الذي قدمته النيابة إلى أن الشيخ قذف المجني عليها علانية عبر فيديو نشره على حسابه في فيسبوك موجها إليها عبارات اعتبرت "طعنا في عرضها وخدشا لسمعة العائلات".
واعتبرت النيابة كذلك أنه "تعدى على القيم والمبادئ الأسرية للمجتمع المصري وتعمد إزعاج ومضايقة المجني عليها".
وأسند أمر الإحالة للمتهمة أنها سبت المجني عليه بطريق العلانية أيضا على فيسبوك موجهة إليه عبارات تضمنت خدشا وتعمدت إزعاجه ومضايقته.
وبدأت المحاكمة في يوم 20 أكتوبر الماضي، واستمعت المحكمة لطلب محامي الشيخ تأجيل نظر القضية للاطلاع، بينما تقدم محامي الببلاوي بحافظة مستندات لهيئة المحكمة بشأن القضية، وكذلك فيديوهات تتهم الشيخ محمد أبوبكر بسب وقذف موكلته.
واستمعت المحكمة إلى الإعلامية التي قالت: "أنا معايا شهادة دكتوراه ودارسة فقه.. أنا مستحيل أعرض نفسي لفتوى أتحاسب عليها، أنا مظلومة ورايحة أعمل عمرة وهنشوف مين اللي مظلوم".
واتهم محامي الشيخ الممثلة المعتزلة بأنها قدمت الشكوى باسم ميار الببلاوي وهو اسم مستعار ( اسم للشهرة ) في حين أن اسمها الحقيقي منال محمد توفيق، مؤكدا أن ذلك يؤدي الي بطلان وانعدام الشكوى وانعدام أثرها القانوني.