مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 25/10/2024
* مقدمة الـ "أن بي أن"
من أطفأ عدسات الكاميرا أضعف من أن يواجه الحقيقة.
من قتل الصحافيين وهم نائمون أجبن من أن يواجه عيونهم المفتوحة على الميدان.
مرة جديدةجريمة حرب موصوفة يرتكبها جيش العدو الإسرائيلي بحق صحافيين...وهو يعرف بأنهم صحافيون...
هذا العدو الذي لم ينجح سوى بتدمير الجنوب من السماءلا يريد أن يعرف العالم حجم خسائره على الأرض...ولذلك قتل وسام وغسان ومحمد فارتقوا شهداء شهداء الحقيقة والكلمة الحرة.
استهداف الطواقم الاعلامية لاقى سيلا من الادانات والاستنكارات الواسعة من اهل البيت الاعلامي والرؤساء والاحزاب والشخصيات التي ادانت الجريمة ودعت الى ضم الجريمة الى سلسلة الملفات الموثقة بالجرائم الاسرائيلية ودعوة المجتمع الدولي والمراجع الدولية المختصة للتحرك الفوري للجم الة القتل الاسرائيلي بحق الجسم الاعلامي والصحافي.
اسرة قناة الـ NBN استنكرت الاعتداء على الزملاء الاعلاميين بكل وحشية واجرام وعن سابق تصور وتصميم لكمّ الافواه واطفاء عدسات الكاميرات التي تنقل جرائمه وعدوانه على لبنان وخصوصا في الجنوب وهي التي تشكل صوت وصدى المقاومين في الجبهات الحدودية الذين يسطرّون اروع ملاحم البطولة والفداء دفاعا عن لبنان والجنوب.
وبالحديث عن الميدان الجنوبي فان عدّاد خسائر العدو الاسرائيلي من قتلى وجرحى في صفوف جيشه آخذ الى ارتفاع متزايد باعتراف اذاعة الجيش الاسرائيلي على الرغم من التعتيم المستمر الذي لم يقدر ان يخفيه اكثر وزير الحرب الاسرائيلي يؤآف غالانت ملخصا خسائر جيشه في الميدان بالقول : ( اليوم يوم صعب على شعب اسرائيل ).
هذا فيما تواصل المقاومة عملياتها الدفاعية والهجومية على الحدود وداخل الكيان المحتل والتي باتت صواريخه ومسيراته تدك المدن والمستعمرات الاسرائيلية وتحصد عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي.
هذا في الميدان الجنوبي اما في الميدان السياسي فقد شكر الرئيس نبيه بري فرنسا رئيسا وحكومة وشعبا والدول التي شاركت في المؤتمر الدولي لدعم لبنان فيما التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن في لندن الذي اكد ان المطلوب هو التزام حقيقي من اسرائيل بوقف اطلاق النار.
فيما لفت بلينكن الى ان واشنطن ما زالت تسعى الى الحل الدبلوماسي لوقف فوري لاطلاق النار واهمية الدور المناط بالجيش اللبناني في تنفيذ القرار 1701.
=======
* مقدمة الـ "أم تي في"
المواجهات تعنف في جنوب لبنان، لكنّ العين تبقى على ايران. في الجنوب واصلت اسرائيل جرائمها باستهداف صحافيين في مكان نومهم، حيث كان فريق ال "ام تي في" ايضا. وقد أدى الاستهداف الى سقوط ثلاثة شهداء من قناتي "المنار" و" الميادين".
هكذا مرة جديدة يتحول من يغطي الحدث مادة للحدث. من جهة اخرى، وبعد أقل من اربع وعشرين ساعة على استهدافه جنود الجيش اللبناني، اطلق الجيش الاسرائيلي النار على موقع مراقبة تابع لليونفيل، فانسحب الحراس المناوبون تجنبا للاصابة.
الاستهدافان الاسرائيليان واكبهما تصعيد للمعارك الدائرة في الجنوب، وقد ادت امس الى مقتل 10 جنود اسرائيليين ما اثار ردود فعل في اسرائيل. فوزير الدفاع الاسرائيلي اكد في تصريح صحافي انه يوم صعب على اسرائيل،
في حين نقلت صحيفة "يديعوت احرنوت" عن جنود على الحدود الشمالية قولهم ان هناك من يهمل سلامة الجنود في الميدان لأسباب غير واضحة. فهل بدأت المعارك البرية في الجنوب تثير اسئلة وشكوكا في اسرائيل؟
بمعزل عن الجواب، الواضح ان الاوضاع تتدحرج نحو الأسوأ، وان التصعيد سيد الموقف، وتوسيع الجبهة امر وارد. اذ نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" ان الميليشيات المدعومة من ايران، بما في ذلك حزب الله، تعزز انتشارها جنوب سوريا ما قد يؤدي الى اشعال جبهة محتملة اخرى للقتال.
في هذا الوقت كل المعلومات الصحافية تشير الى ان الضربة الاسرائيلية لايران تقترب. وقد ذكرت عدة وسائل اعلام اسرائيلية ان تل ابيب وصلت الى الذروة في التحضير للهجوم على ايران، فيما نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين ايرانيين ان المرشد الايراني أمر الجيش بوضع خطط عسكرية متعددة للرد على اي هجوم اسرائيلي محتمل.
=======
* مقدمة نقناة "المنار"
مرة جديدة نكتب بالدم أحرف النصر والحقيقة، نواجه بعين الكاميرا مخرز العدو وحقده واجرامه، ونفضح كل خيباته وادعاءاته.
وننال الوسام ب”وسام قاسم” ومعه – الزميل المصور الشجاع، الوسيم الصبور المقدام على مر ايام المهنة ومحطاتها الصعبة.
وسام – ابن المنار البارّ – شهيدا جديدا نرفعه بفخر على طريق القدس، مؤمنين بأن جزيل العطاء سيعجل الوصول الى الهدف المنشود ..
التحق زميلنا العزيز بركب الشهداء، لم ينتظر عن زميله علي الهادي ياسين الا قليلا من الايام، حتى ارتقى معه في ميدان المهنة التي من المفترض انها محمية بما يسمى قوانين الشرعية الدولية وحقوق الصحافة والانسان.
استشهد وسام ومعه رفيقا المهمة والسلاح الامضى على الاحتلال – الكاميرا والصورة، التي تصيب المحتل كما تصيبه صواريخ المقاومين وبنادقهم التي لا تنام – استشهد مع زميليه المصور في قناة الميادين غسان نجار، ومهندس البث محمد رضا.
ونحن الراضون بقضاء الله، الحامدون على كل حال، الشاكرون لنعمة وسام الشهادة – نحن اسرة قناة المنار – نتقدم من عائلة الزميل وسام بالتعازي والتبريكات، مواسين ومتشاركين أليم الفراق وفخر التضحية والعهد بالثبات، كما نتقدم من القناة الشريكة بعطاء الدم وقيم المهنة والتضحية – “الميادين”- بكل التعازي والمواساة لاستشهاد الزميلين العزيزين غسان ومحمد.
وكل الشكر والتقدير لمن واسانا بموقف او بيان او اتصال، ونعاهد اهلنا – اهل المقاومة وجمهورها ومحبيها، اننا سنبقى اوفياء لكل الدماء وطهرها وغلاوتها، من قادتنا العظام الى المقاومين الشجعان ومن اهلنا الابرياء الى زملائنا الابرار، وان نبقى قناة المقاومة مهما اشتد التحدي وغلت التضحيات.
لن نسأل دعاة حرية الرأي وحقوق الانسان من جمعيات ومنظمات ومؤسسات دولية وغير دولية التحرك لمعاقبة هذا المجرم المفرط باجرامه، الكاره لكل اشكال الحياة، ولن ننتظر تحقيقا، فالقتل العمد ظاهر على مقر اقامة معروف للصحفيين في حاصبيا، تستقر فيه فرق لمؤسسات لبنانية وعربية وعالمية، تحمل شعار الصحافة على سياراتها وكل ادواتها الاعلامية.
انما عدساتنا ومنابرنا وكل اثيرنا- والآمال – على الميدان الذي يؤدب فيه رجال الله كل يوم هذا الجيش المجرم، ويكسرون من جبروته، ويعدون قتلاه وجرحاه ودباباته المدمرة بالعشرات، وليس آخرهم خمسة عشر ضابطا وجنديا قتيلا وعشرات الجرحى، باعتراف رسميّ خلال اقل من يومين.
=======
* مقدمة الـ "أو تي في"
بعد الجيش اللبناني أمس، الإعلام اللبناني اليوم، والوطن اللبناني كاملا في كل يوم.
هكذا تمضي أيام العدوان، فيما عداد الشهداء الى ارتفاع، وبات يدنو من الثلاثة آلاف، وعدد المصابين تجاوز عتبة العشرة آلاف منذ ايام، عدا الخسائر الاقتصادية الهائلة التي تتفاوت أرقامها، والدمار المهول.
أما في السياسة، فالأبرز اليوم لقاء جمع رئيس حكومة تصريف الاعمال بوزير الخارجية الاميركية، الذي اعتبر ان هناك ضرورة ملحة للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع في لبنان، مشددا على وجوب تطبيق القرار 1701 بشكل كامل، في وقت كان آموس هوكستين يكرر أن إنهاء الحرب بين إسرائيل ولبنان ممكن وفق القرار المذكور، مشددا على السماح للجيش بالانتشار فعليا في الجنوب والقيام بوظيفته، ولافتا إلى ان إسرائيل وحزب الله يتبادلان الاتهامات بعدم الالتزام بالقرار الدولي، فيما الحقيقة أن عدم الالتزام يقع على عاتق الطرفين.
وفي غضون ذلك، تتوزع الانظار بين القاهرة والدوحة، لرصد احتمال الخرق الديبلوماسي على جبهة غزة.
وفي هذا الاطار، التقى رئيس المخابرات المصرية وفدا من حركة حماس برئاسة خليل الحية في العاصمة المصرية، علما أن الوفد الاسرائيلي المفاوض يصل الاحد الى العاصمة القطرية، على وقع تكرار الحركة تمسكها بمواقفها السابقة لاغتيال يحيى السنوار.
=======
* مقدمة الـ "أل بي سي"
دفعت الصحافة اللبنانية اليوم أيضا ثمنا كبيرا باستشهاد المصور في قناة المنار وسام قاسم ، والمصور في قناة الميادين غسان نجار ومهندس البث محمد رضا ، إثر غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامة الصحافيين في بلدة حاصبيا.
يأتي الاعتداء على الجسم الإعلامي بالتزامن مع تواصل استهداف قوات الطوارئ الدولية، واستهداف الجيش اللبناني.
جنود الطوارئ تعرضوا لاعتداء في موقع مراقبتهم في بلدة الضهيرة ، وذكرت قوة الطوارئ في بيان لها : "كان جنود حفظ السلام المناوبون في موقع مراقبة دائم بالقرب من الضهيرة يراقبون جنود الجيش الإسرائيلي وهم يقومون بعمليات تطهير للمنازل القريبة. وعندما لاحظ جنود الجيش الإسرائيلي أنهم تحت المراقبة، أطلقوا النار على الموقع، فانسحب الحراس المناوبون لتجنب الإصابة باتجاه المخابئ.
وتأتي هذه الاستهدافات في وقت يحاول لبنان عبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي السعي للتوصل إلى وقف لأطلاق النار، ولهذه الغاية كان لقاؤه البارز اليوم مع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في لندن . بلينكن قال : "نشعر بضرورة ملحة حقا للتوصل إلى حل دبلوماسي وتنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 1701 حتى يكون هناك أمن حقيقي على الحدود بين إسرائيل ولبنان". وأضاف أن من المهم أن "أن يتمكن السكان على جانبي الحدود من التحلي بالثقة في قدرتهم على العودة إلى ديارهم".
اللافت هذا المساء ما أعلنه الموفد الأميركي آموس هوكستاين ، الذي ابدى اعتقاده أنه يمكن إنهاء الحرب بين إسرائيل ولبنان وفق القرار 1701، ويتابع : إسرائيل وحزب الله يتبادلان الاتهامات بعدم التزام القرار 1701، والحقيقة أنهما لم يلتزما به. ويضيف: يجب السماح للقوات المسلحة اللبنانية بالانتشار فعليا في جنوب لبنان والقيام بوظيفتها، مضيفا أنه يجب وضع ترتيبات وهيكلا امنيا بين لبنان واسرائيل.
الحدث المالي، وضع لبنان على اللائحة الرمادية ، ما هي تداعيات هذا القرار ؟ تقرير في سياق النشرة، لكن البداية من استشهاد الصحافيين.
=======
* مقدمة "الجديد"
قتلة الأنبياء... يقتلون رسل الكلمة عند جبهة سلاحها مذخر بالصوت والصورة. وفي ميدان نقل الخبر كانت الصحافة قربان الدم المسفوك على زيتون حاصبيا وتين تشرينها.
حراس العدسة والكلمة ومنذ الطوفان كانوا نشيد الذين لا نشيد لهم كبرت القرى سنة معهم وارتدت الحقول ثياب الفصول وهي تراقبهم وأودعتهم البيوت أماناتها تماهوا مع الأرض فنقلوا مجازر ممتدة من وريد الحدود إلى الوريد ونسجوا بالعين المجردة حكايات الصمود قبل أن يحول الاحتلال كل الأماكن إلى أرض محروقة فوق رؤوس ساكنيها. وهم سادة الأرض لم يثنهم صعب عن العمل هم الشهود حتى الشهادة نقلوا الخبر قبل أن يصبحوا عاجله...
وفيما كان الزملاء في استراحة مراسل استهدف العدو غفوتهم لاحقهم في المنام بعد اليقظة وأنزل عليهم حقد الصواريخ من دون سابق إنذار إلا من هدير الطائرات الحربية وهي تغير فتقتل عن سابق ترصد وتعقب زملاء في قناتي المنار والميادين وتجرح زملاء من القاهرة الإخبارية والجزيرة...
وليس بالجديد على الجديد أن تتعمد شاشتها بالاستهداف من عدوان تموز إلى عدوان أيلول فيمتزج دم المصور الجريح إيلي أبو عسلي ابن عيتا الفخار البقاعية بتراب حاصبيا ويتلو المراسل محمد فرحات رسالة الدمار كصلاة فجر وهو الذي تعمد سنة كاملة بنيران الحدود محمد فرحات الخارج من رحم الموت المحتم إلى الحياة كان مع نخبة اعلامية محلية وعربية تضم كلا من الجزيرة سكاي نيوز القاهرة الاخبارية ام تي في الجديد العربي المنار والميادين.
وقعت هذه النخبة تحت رصد الاحتلال الذي يفرض رقابة عسكرية مشددة على خسائره وإخفاقاته أرادها ضربة انتقام لكتم الصوت وقتل الصورة عند جبهة حولها مقاوموها إلى مسلخ لضباطه وجنوده ومقبرة لدباباته ومصيدة لمسيراته بشهادة مصورة وهو أصيب بمقتل خمسة عشر بين ضابط وجندي في أربع وعشرين ساعة ومن بينهم ضابط التقط صورته الأخيرة أمام مبنى بلدية راميا.
في الميدان تحققت نبوءة السيد: دخلوا عموديا ويخرجون أفقيا وعن الميدان أجمعت يديعوت أحرونوت وهآرتس على إن اسرائيل بدأت تغوص في وحل لبنان. على جبهة الإسناد السياسية قدم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جردة حساب لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للحصول على التزام حقيقي من إسرائيل بوقف إطلاق النار خاصة أن التجارب السابقة أثرت على صدقية الجهود الدولية.
وطالب بضرورة وقف إطلاق النار وردع العدوان الإسرائيلي الذي أدى الى نزوح أكثر من مليون واربعمئة ألف لبناني وشدد على التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 من دون أي تعديل.
أما المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين فاعاد التأكيد على مندرجات القرار 1701 في حديث للجزيرة ولم يقرب من آليات التنفيذ التي لا يعرف سرها إلا ثلاثة هوكشتاين وميقاتي وبريو انكشف الحجاب عنها في سلسلة الاعتداءات التي طالت حركة أمل ومعاقلها وناسها وقد شيعت النبطية منهم اليوم ثلاثة عشر شهيدا في كسار الزعتر .
وكسارات اسرائيل واميركا مستمرة بدك حصون الرئيس نبيه بري طلبا لرايته البيضاء معلنا بشكل أحادي وقفا لاطلاق النار والموافقة على اقامة المنطقة المحروقة العازلة لعودة المستوطنين الى الشمال.
ولكن الجواب اللبناني لتاريخه .. أوقفوا اطلاق النار اولا .. ولن يتم غدرنا مرتين. (الوكالة الوطنية للإعلام)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی المیدان مقدمة الـ فی الجنوب القرار 1701
إقرأ أيضاً:
هذا ما وافق عليه لبنان في اعلان وقف اطلاق النار
كتبت" الاخبار": منذ صدور الإعلان الأخير لوقف إطلاق النار، ودخول مرحلة الستين يوماً، ثم تمديدها، وصولاً إلى إبقاء العدو الإسرائيلي على احتلاله لخمس نقاط ومنطقتين عازلتين داخل الأراضي اللبنانية، أخذ الجدال حول الإعلان المذكور مساحة واسعة من النقاش السياسي وحتى القانوني العام. وصار الإعلان - الذي لم يُنشر نصّه الحرفي أمام الجمهور، وبقي غامضاً إلى حدّ بعيد - مادة للتجاذب السياسي اليومي، من البيانات والتصريحات وصولاً إلى ما رافق جلسة منح الحكومة الثقة في المجلس النيابي من مناقشات.
من خلال الاطلاع على النسخة الأصلية لنصّ الإعلان، والتي أرسلتها الإدارة الأميركية إلى لبنان وإسرائيل، بالإنكليزية، ودخل بموجبها وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، يمكن ملاحظة الآتي:
أولاً، إن ما هو مقرّ ليس اتفاقية أو معاهدة أو قراراً دولياً، كما في نهاية حرب تموز 2006، بل هو إعلان «ترتيبات» لتنفيذ القرار 1701 (Announcement) ، وفق ما ورد في عنوان النص، أو بكلمات أخرى، «خطة تنفيذية». ولا يحمل هذا الإعلان أي تواقيع كونه ليس اتفاقاً ولا قراراً جديداً صادراً عن مجلس الأمن.
كما أن محضر جلسة مجلس الوزراء بتاريخ 27/11/2024، التي حصلت خلالها موافقة الحكومة على «الإعلان»، لم يورد أي ذكر لأيّ اتفاق أو قرار سوى القرار 1701، وجاء قرار الحكومة وفق الآتي: «أكّد المجلس مجدداً على قراره الرقم 1 تاريخ 11/10/2024 في شقّه المتعلّق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 تاريخ 11 آب 2006 بمندرجاته كافة ولا سيما ما يتعلّق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني وفقاً للترتيبات المرفقة ربطاً (Arrangements) والتي صدرت بالأمس ببيان مشترك عن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، والتي تُعتبر جزءاً لا يتجزّأ من هذا القرار بعد أن أخذ المجلس علماً بها ووافق على مضمونها».
أي إن الإعلان أو البيان، هو «ترتيبات» لتطبيق القرار الدولي، أخذت علماً بها الحكومة ووافقت على مضمونها. وهو ما أوضحه الرئيس نبيه بري في جلسة الثقة، حين قال إن «الاتفاق هو 1701، وهذه خطّة فقط لتطبيق هذا الاتفاق». وبحسب أستاذ القانون الدولي حسن جوني، فإن «القيمة القانونية للإعلان ليست كقيمة الاتفاقيات او المعاهدات الدولية، وهو ملزم معنوياً وفق القانون الدولي».
لكن، «الحكومة يمكن لها ان تتبنّى إعلاناً، وهي بالتالي تلتزم أن لا تفعل أي شيء ضدّه، وهو ليس معاهدة دولية، لأنه لم يأخذ المسار الدستوري، أي أنه لم يمرّ عبر السلطة التشريعية ولا رئاسة الجمهورية، إلا أنه يمكن أن يتحوّل الإعلان لاحقاً الى اتفاقية أو معاهدة إذا أراد الأطراف ذلك». وبالتالي لا يمكن للإعلان المذكور أن يتجاوز حدود القرار 1701، أو ينتقص منها، إذ يستمدّ وجوده من وجود القرار الدولي المرجع، وينتفي بانتفائه. وقد جاء ذلك صريحاً في نصّ الإعلان نفسه، حيث ورد في مقدّمته:
«تعكس هذه التفاهمات الخطوات التي التزمت بها إسرائيل ولبنان لتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 1701 تنفيذاً كاملاً». كما ظهر ذلك في عنوان الإعلان نفسه، وهو «إعلان وقف الأعمال العدائية والالتزامات المتعلّقة بترتيبات أمنية معزّزة وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701»، ما يؤكّد اقتصاره على هذا القرار دون غيره.
لكن، وردت في مقدمة الإعلان فقرة تقول إنه «مع الاعتراف بأن قرار مجلس الأمن 1701 يدعو أيضاً إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن السابقة، بما في ذلك نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان، بحيث تكون القوات الوحيدة المصرّح لها بحمل السلاح في لبنان هي القوات العسكرية والأمنية الرسمية اللبنانية». وبرأي جوني «عندما يأتي القرار 1701 على ذكر القرارات السابقة، فهو أمر اعتيادي وطبيعي حيث يؤكد كل قرار على ما سبقه من قرارات، ولكن التطبيق هو موضوع سياسي بامتياز، حيث الكثير من القرارات الدولية لا تُطبق، مثل القرار 425 الذي يشير إليه القرار 1701 أيضاً»، وبالتالي لا تجوز الانتقائية في المطالبة بتطبيق القرارات الدولية، ولا يجوز أن تجري المطالبة بتطبيق القرار 1559، فيما القرار السابق عليه، 425، لم تطبّقه إسرائيل، وفق الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية.
ثانياً، حصل جدال حول مهلة الستين يوماً، وقالت مصادر واكبت المفاوضات لـ«الأخبار» إن لبنان حاول تقليص هذه المهلة إلى أسبوع، لكنّ الجانب الأميركي رفض ذلك رفضاً قاطعاً، مؤكداً أن هذه المهلة بند أساسي لا يمكن المساس به، ما يهدّد بانهيار المفاوضات.
ثالثاً، ترد في الإعلان عبارة «بدءاً من جنوب الليطاني»، الواردة في النقطتين «ب» و«ج»، من البند السابع من الإعلان، وهي كانت موضع نقاش، وأصرّ الأميركيون على استخدامها، بينما رأى الجانب اللبناني أنها لا تشكّل «مشكلة خطيرة»، إذ إن القرار 1701 ينصّ بوضوح على أن نطاقه محصور بمنطقة جنوب الليطاني، وهو ما يتوافق مع التفويض الممنوح لقوات «اليونيفل» الدولية المذكورة في الإعلان والموكلة مهام أساسية في الترتيبات المشار إليها، كما أن الخريطة المرفقة بالإعلان، وخطة انتشار الجيش اللبناني بموجب الإعلان، والتي اطّلع ووافق عليها الأميركيون، تحدّدان هذا النطاق بشكل واضح، ولا تمتدّان إلى أي منطقة أخرى في لبنان، ما يؤكّد أن الاتفاق لا يتجاوزه.
رابعاً، في ما يتعلّق بمسألة «حق إسرائيل ولبنان في ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس، وفقاً للقانون الدولي»، الواردة في البند الرابع من الإعلان، فإن هذا «الحق» لا يمنح العدو الإسرائيلي أي صلاحية للقيام بأعمال عدائية ابتدائية ضدّ أي هدف في لبنان («بما في ذلك الأهداف المدنية أو العسكرية أو أهداف الدولة الأخرى، في أراضي لبنان عبر البرّ أو الجو أو البحر»، وفق ما ورد في النص)، حيث إن هذا «الحق» مكرّس في ميثاق الأمم المتحدة (المادة 51)، لكنه محصور بحالة وقوع اعتداء فعلي، وليس وفق مفهوم «التهديد الوشيك» الذي تروّج له الأدبيات الإسرائيلية، إذ يتمّ اشتراط حق الردّ بـ«إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة».
خامساً، بناءً على ما سبق، فإن الإعلان لا يمنح إسرائيل أي تفويض لشنّ هجمات على لبنان، منذ لحظة دخوله حيّز التنفيذ عند الساعة الرابعة فجر السابع والعشرين من تشرين الثاني 2024، وفقاً لنصه الرسمي. وبالتالي، فإن أي عمليات عسكرية نفّذها العدو خلال مهلة الستين يوماً، أو بعد تمديدها، أو بعد انتهائها، تُعدّ خروقاً واضحة وجلية للاتفاق، سواء كانت استهدافات مباشرة، أو عمليات هدم وتفجير وتجريف، أو حتى تحليق الطائرات الاستطلاعية والحربية وغيرها.
في الخلاصة، لم يلتزم العدو بما ورد في الإعلان، وهو يخرق القرار الدولي 1701، ما يعطي لبنان حق التوجّه إلى مجلس الأمن لإلزام إسرائيل بتطبيق القرار 1701، كما من حقّه - في حال لم يقم مجلس الأمن بمسؤولياته في هذا الخصوص - أن يعتمد الأساليب التي يراها مناسبة لتحرير أراضيه المحتلة. وهذا حق مضمون في ميثاق الأمم المتحدة، وقد أكّدت عليه الحكومة في بيانها الوزاري. لقراءة محضر جلسة مجلس الوزراء اضغط هنا