غزة - صفا

قالت وزارة الصحة بغزة، مساء يوم الجمعة، إن طفلين داخل قسم العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان شمالي القطاع استشهدا بعد توقف مولدات الكهرباء واستهداف محطة الأكسجين بفعل العدوان الإسرائيلي.

وأوضحت الصحة، في تصريح وصل وكالة "صفا"، أن الاحتلال دمر 3 سيارات إسعاف وسيارة نقل، مما يعوق عمليات الإغاثة، ودمر منظومة توليد الكهرباء على الألواح الشمسية، مما يزيد حدة الأزمة.

وأشارت إلى أن الوضع الحالي داخل مستشفى كمال عدوان يزداد سوءا بشكل مقلق مع وجود 600 شخص منهم المرضى والجرحى والطاقم الطبي والمرافقين.

وشددت الصحة على أن وضع المستشفى يستدعي تدخلا عاجلا من المنظمات الإنسانية لضمان سلامة الجميع وتوفير الاحتياجات الضرورية.

ولفتت إلى أن عدد المرضى والجرحى حاليًا هو 195، بينما يبلغ عدد الطاقم الطبي 70، أصيب منهم 3 ممرضين وعامل نظافة خلال العدوان المتواصل.

وبينت وزارة الصحة أن قوات الاحتلال تفتش المستشفى وتطلق النار داخل مختلف الأقسام، مما يزيد من حالة الذعر والقلق.

وكانت الوزارة أعلنت، في وقت سابق من يوم الجمعة، عن اعتقال قوات الاحتلال لمدير مستشفى كمال عدوان د. حسام أبو صفية بعد استدعاء عدد من الكوادر الطبية والنازحين الذكور واحتجازهم.

ولليوم الـ21 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال عدوانه الهمجي ضد شمالي القطاع، وينفذ جرائم الإبادة والحصار الخانق، ويمنع دخول الغذاء والمياه والدواء، بالتزامن مع غارات جوية ومدفعية كثيفة تستهدف المنازل ومراكز الإيواء والمستشفيات.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى مستشفى كمال عدوان وزارة الصحة شمالي القطاع کمال عدوان

إقرأ أيضاً:

مستشفى كمال عدوان إخلاء تحت الظلام والنار

«لا أريد سوى إنقاذ طفلي».. بهذه الكلمات الموجعة وصفت أُمٌ في الثلاثين من عمرها حالها من داخل ممرات مستشفى كمال عدوان. احتضنت بين يديها طفلها المولود حديثًا، الذي يحتاج إلى رعاية طبية مستمرة داخل حاضنة، لكنها اضطرت للجلوس في الممرات تحت وابل من النيران والقصف، خوفًا من انهيار السقف فوق رأسها ورأس صغيرها.

حصار وتجويع

منذ مساء السبت، 21 ديسمبر، وحتى لحظة كتابة هذه السطور، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العنيف على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة. الطائرات المسيرة، والقذائف المدفعية، والغارات الجوية لم تتوقف عن استهداف هذا الحصن الطبي الأخير، في محاولة لإخلائه بالقوة، رغم خطورة ذلك على حياة مئات المرضى والجرحى.

منذ الساعات الأولى للهجوم، لجأ المرضى والطواقم الطبية إلى ممرات مستشفى كمال عدوان ومرافقها الضيقة. تُركت الغرف والأقسام فارغة بينما بات الخوف هو سيد الموقف. مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية، وصف الوضع بعبارات مروعة: «نحن نموت، ولا أحد يبحث عنا». مشيرًا إلى منع الاحتلال الطعام والشراب عنهم.

غارقون في الظلام والنار

الدكتور حسام أبو صفية أوضح أن المستشفى يتعرض لقصف مكثف ومباشر، مؤكدًا أن المولدات الكهربائية قد استُهدفت، مما تسبب في تدمير أحدها واشتعال النيران ففيه

وأضاف لـ«عُمان»: «حاول الاحتلال استهداف خزان الوقود، وهو ممتلئ، مما يهدد بكارثة محققة إذا اشتعل. هذا المستشفى يقدم خدمات أساسية للأطفال والنساء والجرحى. لا توجد مرافق بديلة شمال القطاع».

وفي شهادة أخرى، قال ممرض: «نحن محاصرون. غارقون في الظلام بعد انقطاع الكهرباء، ولا نعرف بعضنا إلا من خلال أصواتنا. نفدت مقومات الحياة الأساسية تمامًا»، وأضاف أن عددًا من المرضى استشهدوا، ولا يستطيع أحد دفنهم خشية القصف المستمر.

مستشفى كمال عدوان يُعد الحصن الطبي الأخير الذي يقدم الخدمات العلاجية لأكثر من 190 مريضًا وجريحًا وطواقم طبية.

هذا الوضع دفع مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، إلى وصفه بأنه جريمة إبادة جماعية تهدف لإخلاء شمال القطاع بالكامل من مظاهر الحياة.

وأوضح أن «إخلاء المستشفى دون توفير سيارات إسعاف مجهزة لنقل مرضى العناية المركزة والأطفال حديثي الولادة يعرض حياتهم للخطر الفوري»، واستطرد: «حتى الفرق الطبية تواجه الاستهداف أثناء محاولتها نقل المصابين ودفن الشهداء».

مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة ناشد منظمة الصحة العالمية التعجل في إرسال وفد دولي إلى شمال القطاع ومستشفى كمال عدوان، لمتابعة ما يجري هناك على الطبيعة، والتوصل إلى تهدئة مع الاحتلال تسمح بنقل المرضى دون تعريض حياتهم للخطر.

صمود ولا مجيب

رغم نداءات الاستغاثة المتكررة إلى المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية، لم تتوقف الهجمات. العالم يشاهد بصمت فيما تسعى قوات الاحتلال إلى فرض إخلاء قسري دون أي اعتبار للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الطبية أثناء النزاعات.

الدكتور محمد الشريف، أحد الأطباء العاملين في المستشفى، قال إن الطواقم الطبية لن تسمح بإخلاء المستشفى وتعريض حياة المواطنين للخطر.

وأكد عزمهم «مواصلة تقديم الخدمة الطبية لأهالي شمال قطاع غزة بما يملكون من إمكانيات بسيطة، رغم الظروف المستحيلة».

نحو إبادة جماعية للشمال

مع قصف المولدات الكهربائية ط، بات المستشفى غارقًا في الظلام، مما زاد من معاناة المرضى والطواقم الطبية. الطفل حديث الولادة الذي يحتاج إلى حاضنة قد لا ينجو في ظل هذه الظروف القاسية.

استهداف مستشفى كمال عدوان ومحيطه بالقصف المستمر يُظهر نية الاحتلال المبيتة لارتكاب جريمة إبادة جماعية. هذه المنشأة ليست فقط ملاذًا للجرحى والمرضى، لكنها تمثل رمزًا للصمود الإنساني والطبي في شمال القطاع.

مدير المستشفى، د. حسام أبو صفية، ختم حديثه بنداء مؤلم: «نطالب بتحييد المستشفى فورًا والسماح لنا بالعمل دون تهديد. هذا هو نداءنا الأخير إلى العالم».

وفي ظل هذا الوضع الكارثي، يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والضغط على قوات الاحتلال لوقف استهداف المنشآت الطبية، وضمان دخول الإمدادات الإنسانية. مستشفى كمال عدوان ليس مجرد بناء، بل هو حياة مئات الأرواح التي تنبض بالأمل رغم الحصار.

«طفلي لا يعرف العالم بعد، لكنه الآن يعرف الخوف». بهذه الكلمات أنهت الأم حديثها، وهي تحتضن صغيرها. بين هذه الجدران المهددة، يبقى الأمل هو السلاح الأخير في مواجهة بطش الاحتلال، الذي لا ينفك عن محاولات نزع الحياة في قطاع غزة من المهد إلى اللحد.

مقالات مشابهة

  • عشرات الشهداء بغزة والاحتلال يواصل استهداف مستشفى كمال عدوان
  • مستشفى كمال عدوان يواجه التطهير العرقي وحيداً كما ترك مجمع الشفاء
  • أبو صفية: نحن محاصرون بمستشفى كمال عدوان والقصف الصهيوني متواصل
  • مستشفى كمال عدوان إخلاء تحت الظلام والنار
  • ماذا يجري بمستشفى كمال عدوان؟.. أبو صفية يروي تفاصيل مروعة من جرائم الاحتلال
  • شهداء بغزة والاحتلال يفخخ محيط مستشفى كمال عدوان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن انتهاء عمليته في المستشفى الإندونيسي بغزة
  • الصحة بغزة: العدو الصهيوني يصر على إخراج المستشفيات عن الخدمة
  • جيش الاحتلال يحرق عشرات المنازل في محيط مستشفى كمال عدوان بغزة
  • الاحتلال ينسف محيط مستشفى كمال عدوان