تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

جددت الهجمات التى تشنها ميليشيات موالية لإيران فى منطقة الشرق الأوسط على القواعد العسكرية الأمريكية وقوات التحالف الدولى التى تقودها واشنطن، الأسئلة حول مدى بقاء القوات العسكرية الأمريكية فى كل من العراق وسوريا.
لكن بالنسبة لدولة العراق فإن الحكومة العراق دخلت فى نقاشات ومشاورات طويلة أعلنت خلالها عن عدم رغبتها فى بقاء القوة العسكرية التابعة لقوات التحالف الدولى التى جاءت لمساعدة بغداد فى التخلص من تمدد تنظيم داعش الإرهابي.


وبناء على المشاورات الثنائية أعلن الطرفان عن انتهاء بقاء قوات التحالف الدولى فى العراق بحلول سبتمبر عام ٢٠٢٥.
أما فى سوريا، التى تمتلك فيها واشنطن عدة قواعد عسكرية، بالإضافة للروابط القوية التى تجمعها بحليفتها المحلية قوات سوريا الديمقراطية فى شمال وشرق سوريا، حيث قررت واشنطن بقاء قواتها العالمة فى سوريا من العراق لعامين إضافيين، تحديدا حتى سبتمبر عام ٢٠٢٦.
وتعمل القوات الأمريكية فى سوريا على ملاحقة عناصر داعش وتحقيق الاستقرار مع شركائها المحليين، وفى الأسبوع الأول من الشهر الجاري، نفذت قوات القيادة المركزية سلسلة من الغارات الجوية فى ١١ أكتوبر الجارى ضد عدة معسكرات معروفة لتنظيم داعش فى سورية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ٣٥ عنصرًا من التنظيم، بما فى ذلك عدة قادة. 
وأكد بيان للقيادة المركزية على أن هذه الضربات ستؤدى إلى تعطيل قدرة داعش على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها، وكذلك المدنيون.
وأوضح أنه لا تزال تقييمات الأضرار قيد التنفيذ ولم تظهر أى مؤشرات على وقوع إصابات بين المدنيين، حيث تواصل القوات الأمريكية وشركاؤها تنفيذ هذه العمليات الحيوية التى تساهم فى الهزيمة المستمرة للتنظيمات الإرهابية فى منطقة مسئولية القيادة المركزية والعمل على دعم الاستقرار الإقليمي.

شراكات أمنية ثنائية

وأكدت قوات التحالف الدولي، فى مقطع مرئى بثته على صفحتها، أن تنظيم داعش الإرهابى الذى سيطر قبل ١٠ سنوات على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، استطاع استخدام تلك الأراضى لتغذية العنف والإرهاب فى جميع أنحاء العالم، واستجابة لتلك التهديدات جرى تشكيل التحالف الدولى لهزيمة داعش، الذى نفذ مهمة عسكرية بموجب دعوة من الحكومة العراقية فى تدمير داعش.
وقال التحالف الدولي، إن المهمة المعروفة باسم قوة المهام المشتركة "عملية العزم الصلب"، حققت نجاحات تاريخية بالشراكة مع العراق، فقد هُزم داعش جغرافيا، واليوم يقود العراقيون عمليات مكافحة لداعش فعالة وبشكل مستقل إلى حد كبير بعيدا عن قوات التحالف.
ونتيجة للجهود المشتركة ستنتقل المهمة العسكرية للتحالف فى العراق إلى شراكات ثنائية بحلول سبتمبر ٢٠٢٥ مع مواصلة دعم القوات العراقية بما فى ذلك قوات البيشمركة الكردية والضغط على داعش.
وبخصوص بقاء القوات العسكرية فى سوريا، أوضح التحالف الدولى أن المهمة العسكرية العاملة فى سوريا من العراق ستستمر حتى سبتمبر ٢٠٢٦ على الأقل، تبعا للظروف الأمنية على الأرض، وأيضا بالتشاور المستقبلى بين القيادتين السياسيتين الأمريكية والعراقية.
وفى أهمية ودور العراق، أكد بيان التحالف على أن يظل العراق كمحور رئيسى فى التحالف وسيواصل مشاركة خبراته فى مكافحة الإرهاب مع الشركاء الآخرين فى التحالف، حيث ستستمر أعمال مكافحة داعش من قبل التحالف الدولى حتى القضاء على التنظيم بشكل كامل، كما ستعمل دول التحالف الدولى معا لضمان الهزيمة الدائمة لداعش فى أى مكان يتعرض للتهديد الإرهابي.

سند قانوني

وتعتقد الولايات المتحدة أن وجودها فى سوريا وجودا شرعيا وقانونيا وذلك بالنظر إليه على أنه مساعدة لدولة العراق وغيرها فى الدفاع عن نفسها ضد تنظيم داعش الإرهابي، كما تروج واشنطن أن تواجدها فى سوريا هو لدعم الجماعات المحلية التى تعمل على دحر داعش وتحقيق الاستقرار، وهزيمة داعش هو بمثابة دفاع عن النفس للولايات المتحدة.
فى المقابل فإن البعثة السورية لدى الأمم المتحدة أعلنت مرارا عن مطالبتها برحيل القوات الأمريكية عن أراضيها، بينما تتجاهل واشنطن مثل هذه المطالب.
وأصدرت وزارة الخارجية السورية، فى أبريل الماضي، طالبت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بمغادرة أراضيها، والتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية والميليشيات الانفصالية ونهب ثروات البلاد النفطية.
ونقلا عن تقرير لـ"سبوتنيك"، فإن "الخارجية السورية" قالت فى بيانها: "تواصل قوات الاحتلال الأمريكى خلال الأسابيع الماضية نهبها النفط والثروات السورية الأخرى، وذلك عبر شمال العراق إلى تركيا"، لافتةً إلى أن هذه التصرفات الأمريكية التى تتسم باللصوصية تتناقض مع القانون الإنسانى الدولي، وتؤدى إلى إفقار الشعب السورى وإطالة معاناته.


مسيرات عراقية

وتتلقى القوات العسكرية الأمريكية فى سوريا هجمات مكثفة منذ العدوان الإسرائيلى على غزة، وتشترك فى الهجمات تنظيمات مسلحة موالية لإيران فى كل من العراق وسوريا.
وفى السياق، قال رامى عبدالرحمن، مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن التحالف الدولى يراقب الميليشيات العراقية التى تطلق المسيرات باتجاه القواعد العسكرية التابعة لها، وعلى ما يبدو أن هذه المسيرات تطلق فى وقت معين، ما يعنى أن الميليشيات العراقية أيضاً تراقب التحالف بشكل جيد.
وقال مدير المرصد، إن التحالف أسقط عدة مرات مسيرات باتجاه الجولان فى منطقة الـ ٥٥ كيلو لكن رغم تحركات "التحالف" والدوريات الجوية إلا أن ما تعرف بالمقاومة فى العراق بشكل يومى تتمكن من إطلاق المسيرات، ولم تطلق من الأراضى السورية خلال الشهرين الماضيين.
وأضاف، أنه فى الأسبوع الماضى وصلت إحدى المسيرات التى للجولان وعبرت البادية، رصدناها كانت من أقصى الحدود عند تداخل الحدود العراقية السورية دون أن يستطيع التحالف من إسقاطها، فهناك رقابة يومية من "التحالف الدولي" لمناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية من البوكمال وصولاً لمدينة دير الزور، ما يخشاه النظام وروسيا أن يستخدم مخزون السلاح على الأراضى السورية وتزج فى هذه المعركة إذا ما اندلعت حرب حقيقة بين إسرائيل وإيران.
لذا يريد التحالف أن تبتعد سوريا، والدليل التدريبات التى أجرتها القوات السورية والروسية الأحد الماضى عند الحدود مع القنيطرة لإبعاد الميليشيات الإيرانية عن هذه المنطقة، وتوجيه رسالة لإسرائيل والتحالف الدولى بأن الميليشيات لا عمل لها على الحدود مع الجولان المحتل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ميليشيات موالية لإيران الشرق الأوسط القواعد العسكرية الأمريكية التحالف الدولي العراق التحالف الدولى قوات التحالف من العراق فى سوریا

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يضغط على واشنطن للحفاظ على ضعف سوريا من خلال بقاء القواعد الروسية

كشفت أربعة مصادر مطلعة أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس جهودا لحث الولايات المتحدة على إبقاء سوريا ضعيفة ولامركزية، بما في ذلك السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها العسكرية هناك لـ"مواجهة النفوذ التركي المتزايد في البلاد".

وقالت المصادر إن "العلاقات التركية المتوترة مع إسرائيل تعرضت لضغوط شديدة خلال حرب غزة، وأبلغ مسؤولون إسرائيليون واشنطن أن الحكام الإسلاميين الجدد في سوريا، الذين تدعمهم أنقرة، يشكلون تهديدًا لحدود إسرائيل"، بحسب ما نقل موقع "تاميز أوف إسرائيل".

ويشير الضغط إلى حملة إسرائيلية منسقة للتأثير على السياسة الأمريكية في منعطف حرج بالنسبة لسوريا، حيث "يحاول الإسلاميون الذين أطاحوا ببشار الأسد العمل على استقرار الدولة المنقسمة وحمل واشنطن على رفع العقوبات العقابية"، بحسب الموقع الإسرائيلي.


وقالت ثلاثة مصادر أمريكية وشخص آخر مطلع على الاتصالات إن "إسرائيل نقلت وجهات نظرها إلى كبار المسؤولين الأمريكيين خلال اجتماعات في واشنطن في شباط/ فبراير الماضي، وخلال اجتماعات لاحقة في إسرائيل مع ممثلي الكونغرس الأمريكي".

وقال اثنان من المصادر إن النقاط الرئيسية تم توزيعها أيضًا على بعض كبار المسؤولين الأمريكيين.
وقال آرون لوند، وهو زميل في مؤسسة "سينشري إنترناشيونال" البحثية ومقرها الولايات المتحدة: "إن الخوف الأكبر لدى إسرائيل هو أن تتدخل تركيا وتحمي هذا النظام الإسلامي السوري الجديد، الذي ينتهي به الأمر إلى أن يصبح قاعدة لحماس وغيرها من المسلحين".

وبحسب المصادر "لم يتضح إلى أي مدى تفكر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تبني مقترحات إسرائيل، بحسب المصادر"، بينما لم تقل الإدارة الكثير عن سوريا، الأمر الذي ترك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل العقوبات وما إذا كانت القوات الأمريكية المنتشرة في الشمال الشرقي ستبقى.

وأضاف لوند أن "إسرائيل لديها فرصة جيدة للتأثير على تفكير الولايات المتحدة"، ووصف الإدارة الجديدة بأنها مؤيدة لـ"إسرائيل" بشدة. مضيفا أن "سوريا بالكاد على رادار ترامب الآن، وأنها ذات أولوية منخفضة، وهناك فراغ سياسي يجب ملؤه".

وأكد الموقع أن "إسرائيل أعلنت بشكل واضح عدم ثقتها في هيئة تحرير الشام، الفصيل الإسلامي الذي قاد الحملة التي أطاحت بالأسد والتي نشأت من جماعة كانت تابعة لتنظيم القاعدة حتى قطعت العلاقات في عام 2016".

والأسبوع الماضي، قال نتنياهو إن "إسرائيل لن تتسامح مع وجود هيئة تحرير الشام في جنوب سوريا، أو أي قوات أخرى تابعة للحكام الجدد"، وطالب بنزع السلاح من المنطقة.

وعقب سقوط نظام الأسد، نفذت "إسرائيل" غارات جوية مكثفة قالت إنها ضد قواعد عسكرية سورية، ونقلت قواتها إلى منطقة منزوعة السلاح خاضعة لمراقبة الأمم المتحدة داخل سوريا. 
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ضربت "إسرائيل" مواقع عسكرية جنوب دمشق.


وأكد الموقع أن "إسرائيل تشعر الآن بقلق عميق إزاء دور تركيا كحليف وثيق لحكام سوريا الجدد"، بحسب ما نقل عن ثلاثة مصادر أمريكية.

في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن "إسرائيل تشعر بالقلق من دعم تركيا لجهود إيران لإعادة بناء حزب الله وأن الجماعات الإسلامية في سوريا تخلق جبهة أخرى ضد إسرائيل".

وقالت تركيا إنها تريد أن تصبح سوريا مستقرة ولا تشكل أي تهديد لجيرانها، وقالت مرارًا وتكرارًا إن تصرفات "إسرائيل" في جنوب سوريا كانت جزءًا من سياستها التوسعية، وأظهرت أن تل أبيب لا تريد السلام الإقليمي.

وقالت المصادر إن المسؤولين الإسرائيليين سعوا، لاحتواء تركيا، وإلى إقناع المسؤولين الأمريكيين بضرورة احتفاظ روسيا بقاعدتها البحرية في البحر الأبيض المتوسط في محافظة طرطوس السورية وقاعدتها الجوية في حميميم في محافظة اللاذقية.

مقالات مشابهة

  • ترامب وفك التحالف بين أمريكا وأوروبا
  • العطا وجبريل.. تنوير ضافي من القيادة العسكرية عن سير العمليات والتقدم في امدرمان
  • القوات المسلحة تنظم زيارة لوفد من الإعلاميين وطلبة الأكاديمية العسكرية المصرية والجامعات لمركز السيطرة المتكامل للشبكة الوطنية للطوارئ
  • تتعلق بمصير الأسد.. دمشق تطرح 3 شروط مقابل بقاء القوات الروسية
  • يديعوت أحرونوت: نتنياهو يريد بقاء روسيا في سوريا لمواجهة تركيا
  • قيادات الحوثي في طليعة المستهدفين.. ترامب أمر بإلغاء القيود على الغارات الجوية فى الخارج .. موافقة أمريكية على استهداف القيادات الإرهابية في المنطقة.. عاجل
  • إسرائيل تبلغ واشنطن رغبتها في بقاء القواعد الروسية في سوريا
  • الاحتلال يضغط على واشنطن للحفاظ على ضعف سوريا من خلال بقاء القواعد الروسية
  • القوات الأمريكية واستنساخ تجربة صحوات العراق في البادية السورية
  • القوات الأمريكية واستنساخ تجربة صحوات العراق في البادية السورية - عاجل