أمريكا تقرر بقاء قوتها العسكرية فى سوريا حتى سبتمبر 2026.. ودمشق تطالبها بإنهاء وجودها والتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
جددت الهجمات التى تشنها ميليشيات موالية لإيران فى منطقة الشرق الأوسط على القواعد العسكرية الأمريكية وقوات التحالف الدولى التى تقودها واشنطن، الأسئلة حول مدى بقاء القوات العسكرية الأمريكية فى كل من العراق وسوريا.
لكن بالنسبة لدولة العراق فإن الحكومة العراق دخلت فى نقاشات ومشاورات طويلة أعلنت خلالها عن عدم رغبتها فى بقاء القوة العسكرية التابعة لقوات التحالف الدولى التى جاءت لمساعدة بغداد فى التخلص من تمدد تنظيم داعش الإرهابي.
وبناء على المشاورات الثنائية أعلن الطرفان عن انتهاء بقاء قوات التحالف الدولى فى العراق بحلول سبتمبر عام ٢٠٢٥.
أما فى سوريا، التى تمتلك فيها واشنطن عدة قواعد عسكرية، بالإضافة للروابط القوية التى تجمعها بحليفتها المحلية قوات سوريا الديمقراطية فى شمال وشرق سوريا، حيث قررت واشنطن بقاء قواتها العالمة فى سوريا من العراق لعامين إضافيين، تحديدا حتى سبتمبر عام ٢٠٢٦.
وتعمل القوات الأمريكية فى سوريا على ملاحقة عناصر داعش وتحقيق الاستقرار مع شركائها المحليين، وفى الأسبوع الأول من الشهر الجاري، نفذت قوات القيادة المركزية سلسلة من الغارات الجوية فى ١١ أكتوبر الجارى ضد عدة معسكرات معروفة لتنظيم داعش فى سورية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ٣٥ عنصرًا من التنظيم، بما فى ذلك عدة قادة.
وأكد بيان للقيادة المركزية على أن هذه الضربات ستؤدى إلى تعطيل قدرة داعش على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها، وكذلك المدنيون.
وأوضح أنه لا تزال تقييمات الأضرار قيد التنفيذ ولم تظهر أى مؤشرات على وقوع إصابات بين المدنيين، حيث تواصل القوات الأمريكية وشركاؤها تنفيذ هذه العمليات الحيوية التى تساهم فى الهزيمة المستمرة للتنظيمات الإرهابية فى منطقة مسئولية القيادة المركزية والعمل على دعم الاستقرار الإقليمي.شراكات أمنية ثنائية
وأكدت قوات التحالف الدولي، فى مقطع مرئى بثته على صفحتها، أن تنظيم داعش الإرهابى الذى سيطر قبل ١٠ سنوات على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، استطاع استخدام تلك الأراضى لتغذية العنف والإرهاب فى جميع أنحاء العالم، واستجابة لتلك التهديدات جرى تشكيل التحالف الدولى لهزيمة داعش، الذى نفذ مهمة عسكرية بموجب دعوة من الحكومة العراقية فى تدمير داعش.
وقال التحالف الدولي، إن المهمة المعروفة باسم قوة المهام المشتركة "عملية العزم الصلب"، حققت نجاحات تاريخية بالشراكة مع العراق، فقد هُزم داعش جغرافيا، واليوم يقود العراقيون عمليات مكافحة لداعش فعالة وبشكل مستقل إلى حد كبير بعيدا عن قوات التحالف.
ونتيجة للجهود المشتركة ستنتقل المهمة العسكرية للتحالف فى العراق إلى شراكات ثنائية بحلول سبتمبر ٢٠٢٥ مع مواصلة دعم القوات العراقية بما فى ذلك قوات البيشمركة الكردية والضغط على داعش.
وبخصوص بقاء القوات العسكرية فى سوريا، أوضح التحالف الدولى أن المهمة العسكرية العاملة فى سوريا من العراق ستستمر حتى سبتمبر ٢٠٢٦ على الأقل، تبعا للظروف الأمنية على الأرض، وأيضا بالتشاور المستقبلى بين القيادتين السياسيتين الأمريكية والعراقية.
وفى أهمية ودور العراق، أكد بيان التحالف على أن يظل العراق كمحور رئيسى فى التحالف وسيواصل مشاركة خبراته فى مكافحة الإرهاب مع الشركاء الآخرين فى التحالف، حيث ستستمر أعمال مكافحة داعش من قبل التحالف الدولى حتى القضاء على التنظيم بشكل كامل، كما ستعمل دول التحالف الدولى معا لضمان الهزيمة الدائمة لداعش فى أى مكان يتعرض للتهديد الإرهابي.
وتعتقد الولايات المتحدة أن وجودها فى سوريا وجودا شرعيا وقانونيا وذلك بالنظر إليه على أنه مساعدة لدولة العراق وغيرها فى الدفاع عن نفسها ضد تنظيم داعش الإرهابي، كما تروج واشنطن أن تواجدها فى سوريا هو لدعم الجماعات المحلية التى تعمل على دحر داعش وتحقيق الاستقرار، وهزيمة داعش هو بمثابة دفاع عن النفس للولايات المتحدة.
فى المقابل فإن البعثة السورية لدى الأمم المتحدة أعلنت مرارا عن مطالبتها برحيل القوات الأمريكية عن أراضيها، بينما تتجاهل واشنطن مثل هذه المطالب.
وأصدرت وزارة الخارجية السورية، فى أبريل الماضي، طالبت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بمغادرة أراضيها، والتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية والميليشيات الانفصالية ونهب ثروات البلاد النفطية.
ونقلا عن تقرير لـ"سبوتنيك"، فإن "الخارجية السورية" قالت فى بيانها: "تواصل قوات الاحتلال الأمريكى خلال الأسابيع الماضية نهبها النفط والثروات السورية الأخرى، وذلك عبر شمال العراق إلى تركيا"، لافتةً إلى أن هذه التصرفات الأمريكية التى تتسم باللصوصية تتناقض مع القانون الإنسانى الدولي، وتؤدى إلى إفقار الشعب السورى وإطالة معاناته.
مسيرات عراقية
وتتلقى القوات العسكرية الأمريكية فى سوريا هجمات مكثفة منذ العدوان الإسرائيلى على غزة، وتشترك فى الهجمات تنظيمات مسلحة موالية لإيران فى كل من العراق وسوريا.
وفى السياق، قال رامى عبدالرحمن، مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن التحالف الدولى يراقب الميليشيات العراقية التى تطلق المسيرات باتجاه القواعد العسكرية التابعة لها، وعلى ما يبدو أن هذه المسيرات تطلق فى وقت معين، ما يعنى أن الميليشيات العراقية أيضاً تراقب التحالف بشكل جيد.
وقال مدير المرصد، إن التحالف أسقط عدة مرات مسيرات باتجاه الجولان فى منطقة الـ ٥٥ كيلو لكن رغم تحركات "التحالف" والدوريات الجوية إلا أن ما تعرف بالمقاومة فى العراق بشكل يومى تتمكن من إطلاق المسيرات، ولم تطلق من الأراضى السورية خلال الشهرين الماضيين.
وأضاف، أنه فى الأسبوع الماضى وصلت إحدى المسيرات التى للجولان وعبرت البادية، رصدناها كانت من أقصى الحدود عند تداخل الحدود العراقية السورية دون أن يستطيع التحالف من إسقاطها، فهناك رقابة يومية من "التحالف الدولي" لمناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية من البوكمال وصولاً لمدينة دير الزور، ما يخشاه النظام وروسيا أن يستخدم مخزون السلاح على الأراضى السورية وتزج فى هذه المعركة إذا ما اندلعت حرب حقيقة بين إسرائيل وإيران.
لذا يريد التحالف أن تبتعد سوريا، والدليل التدريبات التى أجرتها القوات السورية والروسية الأحد الماضى عند الحدود مع القنيطرة لإبعاد الميليشيات الإيرانية عن هذه المنطقة، وتوجيه رسالة لإسرائيل والتحالف الدولى بأن الميليشيات لا عمل لها على الحدود مع الجولان المحتل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ميليشيات موالية لإيران الشرق الأوسط القواعد العسكرية الأمريكية التحالف الدولي العراق التحالف الدولى قوات التحالف من العراق فى سوریا
إقرأ أيضاً:
هل ينجح الاتفاق مع قسد بإنهاء الصراع في سوريا؟
وقّعت قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على شمال شرق البلاد، اتفاقاً مع الحكومة المؤقتة في دمشق، ينص على تسليم المعابر الحدودية وحقول النفط والغاز التي تسيطر عليها القوات المدعومة من الولايات المتحدة، كما يتضمن الاتفاق اعترافاً بالأقلية الكردية باعتبارها "جزءاً لا يتجزأ من الدولة السورية".
تسعى دول مثل إسرائيل وإيران إلى تقسيم سوريا
ويرى جيمس سنيل، المستشار الأول في معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة، أن فرص تحقيق السلام في سوريا أصبحت الآن أكثر احتمالًا بقليل. وكتب سنيل في مجلة "سبكتيتور" أن هذه الصفقة المؤقتة، التي ظن كثيرون أنها لن تتحقق أبداً، جاءت بعد أسبوع شهد تهديدات جديدة لاستقرار سوريا، حيث قُتل المئات في سلسلة من المجازر على طول الساحل السوري.ولفت إلى أن مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، لم يكن يرتدي زيه العسكري المعتاد عند توقيع الاتفاق في دمشق مع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، فعبدي اختار يوم الأحد بدلة رسمية لإبرام الاتفاق المنتظر، ربما في إشارة لانتهاء حالة الحرب.
ورغم أن قوات سوريا الديمقراطية لم تسلم سلاحها حتى الآن، ولم تعلن عن أي جدول زمني لكيفية اندماجها في القوات السورية الجديدة، يسود تفاؤل حذر، إذ شهدت الليلة الماضية احتفالات واسعة في مختلف أنحاء سوريا، حيث تدفق الناس إلى الشوارع والساحات.
Good summary of Landmark SDF deal to join the Syrian Government by @vvanwilgenburg. In terms of US involvement, I shared:
“I would suspect that the US believes this deal as the only way for real peace in Syria. In addition, the leaders in the northeast bring experience in… pic.twitter.com/wOQRAbQ42p
وفي المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، يرفض الكثير من العرب الخاضعين لحكم المجالس الكردية تجنيد أطفالهم في صفوف قسد، وعندما يحتجون غالباً ما يواجهون إطلاق النار، ما يؤدي إلى سقوط قتلى أسبوعياً.
الموارد والتحدياتويرى الكاتب أن أي خطوة من شأنها وقف هذا العنف وإعادة الأمن إلى سوريا لا يمكن أن تكون سلبية، ولإدراك أهمية الاتفاق الجديد، يجب النظر إلى حجم الموارد التي تسيطر عليها قسد، ودورها الحاسم في إعادة إعمار سوريا بعد حرب استمرت 15 عاماً.
وتفرض قسد سيطرتها على المعابر الحدودية مع العراق، وتدير مطاراً استراتيجياً، وتهيمن على جميع حقول النفط والغاز السوري، وبدون استعادة هذه الموارد، ستظل الحكومة في دمشق تعاني مالياً، وستبقى إعادة إعمار المدن الكبرى مثل حلب وحمص معلقة.
وينص الاتفاق الجديد على نقل هذه الموارد إلى حكومة سورية موحدة بحلول نهاية العام، لكن التفاصيل النهائية لم تُعلن بعد.
وتاريخياً، تعاونت قسد والجماعات الكردية التي سبقتها مع نظام الأسد، إذ لعبت دوراً بارزاً في حصار حلب عام 2016، لكن بموجب الاتفاق الجديد، ستعمل قسد والحكومة المؤقتة معاً ضد فلول نظام الأسد، التي شنت سلسلة هجمات الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مئات القتلى.
وتصر تركيا على أن قسد ليست سوى امتداد لحزب العمال الكردستاني، المصنف جماعة إرهابية وفق القوائم البريطانية والأمريكية والأوروبية. وبينما تواصل قسد سيطرتها على مناطق واسعة من سوريا، يبقى التدخل التركي محتملاً، إذ سبق أن اجتاحت القوات التركية الأراضي السورية في عمليات عسكرية دموية ومدمرة.
لكن إذا تمكنت قسد من التحالف مع الحكومة الجديدة، التي تربطها علاقات وثيقة مع الاستخبارات التركية والجيش التركي، فإن احتمالية شن عملية عسكرية تركية جديدة ستتراجع بشكل كبير. وهذه القدرة على التنسيق والتعاون ضرورية أيضاً إذا كانت سوريا تأمل في التعافي وإعادة بناء مؤسساتها، وفق ما يرى الكاتب.