صحف عالمية: غزة على حافة انهيار إنساني وخلافات إسرائيلية بشأن مسار الحرب
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
تناولت صحف عالمية الأزمات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها الإنسانية والسياسية والعسكرية، مع تركيز خاص على الوضع الإنساني المتدهور في غزة والتحديات التي تواجه إسرائيل داخليا وخارجيا.
وبشأن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن منطقة شمال غزة أصبحت على حافة الانهيار الإنساني بسبب الحصار الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إنهم يرون أن إسرائيل تنفذ خطة الوزراء المتطرفين لإجبار المدنيين على النزوح أو تجويع من بقوا.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول طبي في غزة وصفه للوضع المزري الذي يجبرهم على اتخاذ قرارات صعبة بشأن من سيتم إنقاذه ومن سيترك ليموت.
وعززت صحيفة "وول ستريت جورنال" هذا التوصيف بنقلها عن شهود عيان مشاهد مروعة للغارات الإسرائيلية، إذ يُترك المصابون ينزفون في الشوارع دون إمكانية إسعافهم بسبب الظروف غير المحتملة التي يواجهها عمال الإغاثة.
اليمين المتطرف
بدورها، تناولت صحيفة "هآرتس" عبر كاتبها عاموس هاريل الوضع الداخلي الإسرائيلي، مشيرة إلى غرق حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في "مستنقع اليمين المتطرف" وانشغالها بالأهواء السياسية، في حين يدفع الجيش الإسرائيلي الثمن.
وأضاف الكاتب أن الجيش يسعى إلى إنهاء القتال، في حين لا تبدي الحكومة رغبة في التوصل إلى ترتيب جديد قريبا.
أما صحيفة "جيروزاليم بوست" فكشفت عن تزايد حالات الانتحار ومضاعفات ما بعد الصدمة بين الجنود العائدين من غزة، مع تخوفهم من استدعائهم مجددا للقتال مع توسع الحرب إلى لبنان.
بدورها، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن دبلوماسيين محاولات إسرائيل توسيع مهمة قوات اليونيفيل في لبنان، مع ترجيحهم صعوبة إقناع لبنان وروسيا والصين بالموافقة على أي مبادرة لتغيير تفويض اليونيفيل.
وفي سياق الحديث عن الرد الإسرائيلي على هجوم إيران، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إيرانيين -لم تكشف هويتهم- أن المرشد الأعلى علي خامنئي أمر الجيش بإعداد خطط عسكرية متعددة للرد على أي هجوم إسرائيلي، خاصة إذا استهدف البنية التحتية للنفط والطاقة أو المنشآت النووية أو تم اغتيال مسؤولين كبار.
وفي سياق آخر، طالب الكاتب ريتشارد ديفيس عبر موقع "ذا هيل" اليهود الأميركيين بعدم دعم المرشح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، لتشابه أسلوبه في شيطنة المهاجرين مع أساليب زعيم ألمانيا النازي أدولف هتلر.
وأكد ديفيس على ضرورة استغلال الانتخابات لمناقشة الأفكار والسياسات بدلا من التحريض على الكراهية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعيد الشرعية لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة؟!
بعدما اعتقد كثيرون أنّها انتهت بنتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وأنّ النقاش بها لم يعد مطروحًا لا في البيان الوزاري للحكومة المقبلة، ولا حتى على أيّ طاولة حوار أو نقاش سياسي، عادت ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" إلى التداول في الساعات الماضية، من بوابة نكث العدو الإسرائيلي مرة أخرى بتعهداته مرّة أخرى، ومحاولته القفز فوق اتفاق وقف إطلاق النار، عبر "تمديد" بقاء قواتها في عدد من القرى الحدودية.
منذ الصباح، تجسّدت المعادلة "الثلاثية" على الأرض، فكان شعب الجنوب هو "المُبادِر" هذه المرّة، عبر إصراره على العودة إلى أرضه، ورفض "تشريع" أي احتلال لها، خارج الاتفاق المبرَم، ولو لأيام معدودات، أو حتى ليوم واحد، متحدّيًا بذلك العدوّ وتهديداته وإنذاراته التي لا تنتهي، ليلحق به الجيش، الذي لم يتأخّر في الالتفاف حول الناس واحتضانهم، كما دأب دائمًا، وكذلك فعلت المقاومة، التي كانت هذه المرة "خلف" الشعب والجيش، لا أمامهما.
وبعدما رمى "حزب الله" الكرة على امتداد الأيام الأخيرة في ملعب الدولة اللبنانية، ومعها الدول الراعية لوقف إطلاق النار، من أجل الضغط على الاحتلال للانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية، خرج بموقف "مبارك" لما وصفه بـ "المشهد المهيب"، معتبرًا أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة "ليست حبرًا على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يوميًا، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم"، فكيف يُفهَم كلّ ذلك في السياقَيْن العسكري والسياسي؟!
الشعب قال كلمته..
صحيح أنّ التسريبات تلاحقت في الأيام الأخيرة عن نيّة إسرائيلية مضمرة بالبقاء في القرى الحدودية التي احتلّتها جنوب لبنان، وتمركزت فيها للمفارقة بعد اتفاق وقف إطلاق النار وليس قبله، لتستكمل بذلك خروقاتها اليومية "من طرف واحد" للاتفاق على مدى 60 يومًا، نتيجة الموقف اللبناني الرسمي بالالتزام بالاتفاق حتى اللحظة الأخيرة، وموقف "حزب الله" الذي اختار الانكفاء، وترك المعالجة للجهات المعنيّة والدول الضامنة للاتفاق.
إلا أنّ الصحيح أيضًا أنّ النوايا الإسرائيلية المضمرة أدّت إلى تصاعد المخاوف في لبنان وخارجه، من احتمال خروج الأمور عن السيطرة، وانفجار الأوضاع من جديد، خصوصًا أنّ قياديّين في "حزب الله" كانوا قد أعلنوا سابقًا أنّ ما بعد اليوم الستين لوقف إطلاق النار لن يكون كما قبله، وأنّه سيعتبر أيّ قوة إسرائيلية في الداخل اللبناني بعد انقضاء مهلة الستين يومًا، "قوة احتلال"، ما يشرّع مقاومتها بكلّ الوسائل المُتاحة.
لكن، بعدما سرت أجواء في الأيام الأخيرة بأنّ "حزب الله" لن يبادر لأيّ تحرّك، وسيعتبر أنّ الدولة هي المسؤولة عن معالجة الموضوع، وهو ما ألمح إليه في البيان الذي أصدره عشيّة انتهاء المهلة، جاء مشهد يوم الأحد ليعكس واقعًا مغايرًا ومختلفًا، عبّر عنه أهل الجنوب أنفسهم، ولا سيما المدنيون منهم، الذين اختاروا تأكيد تمسّكهم بأرضهم وهويتهم، متجاوزين كل التهديدات، بعدما انتظروا لشهرين و60 يومًا هذه اللحظة على أحرّ من الجمر.
"خطيئة إسرائيل"
في السياسة، تكثر التفسيرات، وتكثير معها التحليلات، فهناك من يقول إنّ التحرّك الشعبي "العفوي" كان مدفوعًا من "حزب الله"، وهناك من يقول إنّ "حزب الله" اختار أن يستثمر تحرّك الأهالي ويوظّفه سياسيًا، فأعاد الشرعية لمعادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، بعدما كان يقرّ بأنّ مفعولها انتهى، وهناك من يقول في المقابل، إنّ المعادلة باتت "ثنائية" ولم تعد "ثلاثية"، وباتت تقتصر على "الشعب والجيش" اللذين تصدّرا مشهد المواجهة.
في كلّ الأحوال، وبمعزل عن القراءات والتفسيرات، وتفاوتها، بل تناقضها في مكان ما، يمكن أن "يتقاطع" الجميع على حقيقة ثابتة في كلّ هذا المشهد، وهي أنّ إسرائيل ارتكبت "خطيئة" بقرارها البقاء على الأراضي اللبنانية، وعدم الانسحاب منها في الموعد المحدّد، مقدّمة بذلك خدمات مجانية لـ"حزب الله"، إن صحّ التعبير، الذي حصل على المشهد الشعبي البطولي المهيب، الذي لا يمكن لسردية "الانتصار" أن تكتمل من دونه.
أكثر من ذلك، فإنّ قرار إسرائيل التمادي بخروقاتها، بعدما ظنّت أنّ من سكت عنها لستين يومًا سيستمرّ في السكوت ولو دامت 60 شهرًا، خدم سرديّة "حزب الله" أيضًا، وهو الذي أثبت مرّة أخرى أنّ إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة، ولو كانت قوة الشعب هذه المرّة، بعدما عجزت الضغوط الدبلوماسية أمامها، علمًا أنّ خروج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليطلب من إسرائيل سحب قواتها من لبنان علنًا، لا يبدو مجرّد تفصيل في المشهد.
في بيان "الانتصار"، إن صحّ التعبير، دعا "حزب الله" إلى "التضامن الوطني" في سبيل بناء سيادة حقيقية عنوانها "التحرير والانتصار"، فهل يكون مشهد الأحد المهيب، الذي تفاعل معه جميع اللبنانيين بصورة أو بأخرى، مقدّمة فعلاً لمثل هذا التضامن، الذي لا بدّ منه في هذه المرحلة الدقيقة والاستثنائية، أم أنّ الخلافات التي حالت مثلاً دون تأليف الحكومة قبل انقضاء مهلة الستين يومًا، "تعلو" على كلّ الاستحقاقات المفترض أنّها "وطنية"؟! المصدر: خاص "لبنان 24"