وزير المالية الألماني يحذر من أجراءات أنتقامية إذا بدأت الولايات المتحدة حرب تجارية
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
أكتوبر 25, 2024آخر تحديث: أكتوبر 25, 2024
المستقلة/- حذر وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر يوم الجمعة من أنه إذا بدأت الولايات المتحدة حرب تجارية مع الاتحاد الأوروبي، فقد يكون هناك رد انتقامي.
قال ليندنر لشبكة CNBC على هامش الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في واشنطن العاصمة: “الجدال التجاري لا يرى أبدًا فائزين، بل خاسرين فقط”.
اقترح ليندنر أن الشكل الذي قد تبدو عليه سياسة التجارة الأمريكية إذا انتُخب دونالد ترامب رئيسًا هو قضية رئيسية. وقال: “في هذه الحالة، نحتاج إلى جهود دبلوماسية لإقناع من يدخل البيت الأبيض بأنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن يكون هناك صراع تجاري مع الاتحاد الأوروبي. سيتعين علينا التفكير في الانتقام”. ينتمي ليندنر إلى الحزب الديمقراطي الحر المؤيد للأعمال التجارية والذي يتحالف حاليًا مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي للمستشار أولاف شولتز.
وقال ليندنر إن مشكلة الولايات المتحدة في التجارة تكمن في الصين وليس الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي “لا ينبغي أن يصبح أثرًا جانبيًا سلبيًا” للجدل بين الولايات المتحدة والصين.
طرح ترامب فكرة أنه إذا تم انتخابه، فيمكن فرض تعريفات جمركية شاملة تتراوح من 10٪ إلى 20٪ على جميع الواردات تقريبًا، بغض النظر عن مصدرها.
أفادت وكالة رويترز يوم الخميس نقلاً عن دراسة أجراها المعهد الاقتصادي الألماني IW أنه إذا تم تنفيذ مثل هذه التعريفات الجمركية بنسبة 20٪ من قبل الولايات المتحدة، فإن الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي وألمانيا سينخفض في السنوات القادمة. التجارة هي أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الألماني، مما يشير إلى أن التوترات المتزايدة وعدم اليقين والتعريفات الجمركية ستضرب البلاد أكثر من غيرها.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال مكتب الإحصاء الألماني، Destatis، إن أهمية الولايات المتحدة كشريك تجاري لألمانيا آخذة في الازدياد. وقالت الوكالة إنه منذ عام 2021، كانت الولايات المتحدة ثاني أهم شريك تجاري لألمانيا بعد الصين، ولكن في النصف الأول من عام 2024، كان حجم التجارة الخارجية مع الولايات المتحدة أعلى من نظيره مع الصين. وفي عام 2023، ذهب حوالي 9.9٪ من الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة، وفقًا لمكتب الإحصاء الألماني.
تصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والاتحاد الأوروبي والصين، على مدار العام. فرضت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية أعلى على بعض السلع المستوردة من الصين، مستشهدة بممارسات تجارية غير عادلة.
بدورها، أعلنت الصين أيضًا عن تعريفات جمركية مؤقتة أعلى على بعض الواردات من الاتحاد الأوروبي. كما تجري العديد من التحقيقات والتحقيقات في المنافسة والدعم والممارسات الأخرى لبعضها البعض مع استمرار تدابير العين بالعين.
بعد أن صوت الاتحاد الأوروبي على فرض تعريفات جمركية على المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين، حث ليندنر الألماني الاتحاد على عدم بدء حرب تجارية. كانت ألمانيا قد دعت في السابق ضد فرض رسوم جمركية أعلى، مما أثار مخاوف بشأن ما قد تعنيه هذه الرسوم لشركات صناعة السيارات المتعثرة في البلاد.
في وقت سابق من الأسبوع، قالت جيتا جوبيناث، نائبة المدير الإداري لصندوق النقد الدولي، لشبكة CNBC إن تصعيد التوترات التجارية والتعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين سيكون “مكلفًا للجميع”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
سياسات ترامب التجارية تشعل حربا تجارية.. الاقتصاد العالمي في خطر
تسود تخوفات عدة من السياسات التجارية التي ينوي الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، تنفيذها، حيث تهدد بتصعيد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وباقي الدول، حيث تعهد الرئيس المنتخب بفرض تعريفات جمركية تتراوح بين 10% و 20% على جميع السلع المُستوردة إلى الولايات المتحدة، ما قد يُسبب تأثيرات كبيرة على الأسواق العالمية.
هل تشعل سياسات ترامب التجارية فتيل حرب تجارية عالمية؟أشار خبراء «بلومبرج»، إلى إن هذه السياسات قد تٌؤدي إلى حرب تجارية عالمية، حيث ستكون الولايات المتحدة في مواجهة اقتصادية مُباشرة مع الدول الكبرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث الأسبق باسم البيت الأبيض والرئيس الأمريكي جورج بوش، بيت سيات: إن تهديدات ترامب الشفهية قد تُجبر الأطراف الأخرى على اتخاذ إجراءات ملموسة، مثل فرض تعريفات مضادة، وهذا يُشير إلى أن سياسات ترامب لن تكون مٌجرد تهديدات، بل قد تحدث تغييرات ملموسة في العلاقات التجارية.
كما حذر صندوق النقد الدولي من أن حربًا تجارية كبرى يمكن أن تخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7%، مما يعادل تقريبًا حجم الاقتصادين الفرنسي والألماني معاً.
هل سيخفف ترامب من نيران الحروب المشتعلة في المنطقة؟وتقول «بلومبرج»: يبدو أن سياسات ترامب التجارية لا تهدف إلى تهدئة الحروب الإقليمية، فعلى الرغم من حديث الرئيس عن تحقيق الأمن الاقتصادي للولايات المتحدة، إلا أن تصريحاته العدوانية تجاه الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى تظهر أن اهتمامه الرئيسي بالحرب التجارية أكثر من مُعالجة الأزمات العسكرية في مناطق مثل أوكرانيا، وفي آخر تصريحاته قال: «يبدو الاتحاد الأوروبي لطيفًا جدًا.. سيضطرون لدفع ثمن باهظ»، لذلك، تزيد سياسات ترامب من التوترات مع حلفاء أمريكا وتهديدهم بزيادة الرسوم الجمركية، مما يعكس انعدام التنسيق في سياسة الولايات المتحدة تجاه الأزمات الدولية.
ما هي الانعكاسات على الميزان التجاري لصالح أمريكا؟توقعت «بلومبرج»، أن تُؤدي سياسة ترامب التجارية إلى تأثيرات مُتفاوتة على الميزان التجاري الأمريكي، ففي الوقت الذي يُمكن أن تساهم الرسوم الجمركية في زيادة العائدات الضريبية، وتعزيز بعض القطاعات المحلية في الولايات المتحدة، إلا أن الآراء الاقتصادية تُشير إلى أن هذه السياسات قد تُؤدي إلى ارتفاع الأسعار على السلع المُستوردة، مما يضر بالمستهلكين الأمريكيين.
وأشار خبراء «فاينانشال تايمز» إلى أن زيادة الرسوم الجمركية قد تُعزز الميزان التجاري الأمريكي على المدى القصير، لكنها قد تٌشكل خطرًا على المدى البعيد، حيث إنها ستؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج في الولايات المتحدة، وبالتالي سترتفع الأسعار على المٌستهلكين الأمريكيين، وبالإضافة إلى ذلك، خفضت أسهم الشركات الكبرى مثل «BMW» ومرسيدس بنسبة تتراوح بين 5% و 7% بعد فوز ترامب في الانتخابات، ما يعكس تأثير هذه السياسات على الأسواق العالمية.
كيف يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوتر بين أكبر القوى الاقتصادية؟وتقول الوكالة أن سياسات ترامب التجارية تشكل مصدرًا رئيسيًا للارتباك في الأسواق العالمية، حيث إن تهديدات ترامب المستمرة بفرض تعريفات على السلع المستوردة تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، مما ينعكس سلبًا على الاستثمارات والتجارة العالمية.
ووفقًا لتصريحات وزراء مالية مجموعة السبع، فإن ترامب قد يٌواجه ردود فعل من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، خاصةً إذا استمرت تهديداته بتطبيق تعريفات واسعة النطاق.
كما قال أحد خبراء البنوك المركزية في منطقة اليورو: «الرسوم الجمركية الأمريكية ليست تضخمية في أوروبا، لكن رد الفعل الأوروبي سيكون له تأثير أكبر، وبالتالي، قد تتصاعد التوترات بين القوى الاقتصادية الكبرى، خصوصًا إذا تبنت الدول الأخرى سياسات انتقامية أو فرضت رسومًا على المنتجات الأمريكية، وهذا قد يؤدي إلى حرب تجارية شاملة بين الولايات المتحدة وحلفائها.