قال عضو هيئة التدريس بجامعة نيوكاسل البريطانية، بيتر هوبكنز، إن المسلمين لا يستطيعون إبلاغ السلطات الرسمية عن حوادث العنصرية والتمييز والمعاداة التي يواجهونها لأسباب مختلفة، وإن ذلك يؤدي إلى عدم ظهور هذه الجرائم بشكل دقيق في الاحصاءات الرسمية.

وفي حديث للأناضول، أشار هوبكنز إلى التمييز الذي تواجهه الجالية المسلمة في بريطانيا وتعامل السلطات الرسمية مع هذه القضية.

ولفت إلى أن جرائم الكراهية ضد المسلمين في البلاد زادت عقب بداية حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتطورات التي شهدها الشرق الأوسط.

وذكر أنه رغم تزايد المشاعر المعادية للمسلمين بصورة واضحة، فإن هذا الوضع لا ينعكس في الإحصاءات بالطريقة ذاتها.

تجنب الشكوى للشرطة

وقال الأستاذ بقسم الجغرافيا والسياسة وعلم الاجتماع "هناك مسؤولون في الشرطة لديهم وجهات نظر مختلفة حول المشاعر المعادية للمسلمين. ويسجل بعض ضباط الشرطة الشكاوى المقدمة من المسلمين على أنها وقائع عدلية لا جرائم مرتكبة لأسباب دينية".

وأضاف "يشكو الناس إلى أصدقائهم أو أهاليهم أو زملائهم عن المشاعر المعادية للمسلمين التي يشعرون بها، لكنهم لا يبلغون السلطات عنها لأنهم يعتقدون أنهم لن يحصلوا على نتائج".

وأشار هوبكنز إلى وجود أسباب كثيرة تجعل المسلمين لا يبلغون الجهات الرسمية عن الحوادث العنصرية والمعادية لهم، وهو ما يمنع الحصول على بيانات دقيقة من إحصاءات جرائم الكراهية السنوية.

وقال إن المسلمين "لا يثقون حقا في النظام، والأشخاص الذين يدركون أن الشرطة عنصرية مؤسسيا يعتقدون أنه لن يتم الاستماع إليهم ولن يُؤخذوا على محمل الجد حين يبلِّغون عن جريمة كراهية عنصرية أو معادية للإسلام".

وأشار إلى أن الضحايا يترددون في اتخاذ الاجراءات القانونية لأنهم قلقون من أن النظام سيعمل ضدهم إذا قدموا شكوى.

وشدد على ضرورة تسجيل جرائم الكراهية في النظام على أنها "جرائم كراهية" وليس شيئا آخر.

تشويه صورة المسلمين

وفي إشارة إلى أن صعود اليمين المتطرف في بريطانيا أدى إلى زيادة المشاعر المعادية للمسلمين، ذكر الأكاديمي أن وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي غذت أيضا هذه الزيادة.

وأفاد بأن ناشطي اليمين المتطرف يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بنشاط وفعالية. وقال "ناشطو اليمين المتطرف ينشرون معلومات مضللة في منشوراتهم حول مواضيع مثيرة للاهتمام، وهذه مشكلة كبيرة".

وأضاف "تنشر وسائل الإعلام الإسلاموفوبيا من خلال الصورة النمطية التي وضعتها للمسلمين".

وقالت منظمة "قياس الهجمات ضد المسلمين" إن حوادث معاداة الإسلام وكراهية المسلمين في بريطانيا ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في أكثر من عقد من الزمن.

بدوره، رصد مجلس مسلمي بريطانيا -الذي يعد المظلة الكبرى لمئات المؤسسات الإسلامية في البلاد- ارتفاعا غير مسبوق لجرائم الكراهية ضد المسلمين، ودق ناقوس الخطر بأن الوضع قد يزداد سوءا.

وأعلنت وكالة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي في تقرير حديث أن المسلمين في أوروبا يواجهون "مزيدا من العنصرية والتمييز"، مشيرة إلى "ارتفاع حاد" في الكراهية ضد المسلمين بعد طوفان الأقصى، حتى قبل هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث شهدت بعدها الكراهية ضد المسلمين في أوروبا ارتفاعا حادا وفقا للتقرير ذاته.

وقالت المتحدثة باسم الوكالة نيكول رومان لوكالة الصحافة الفرنسية إنه -وبحسب البيانات التي تمّ جمعها- بات من الصعب أن تكون مسلما في الاتحاد الأوروبي، أو "أن تكون مسلما في الاتحاد الأوروبي فإن الأمر يزداد صعوبة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الکراهیة ضد المسلمین جرائم الکراهیة المسلمین فی

إقرأ أيضاً:

بعد مراقبة لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي عاما كاملا.. هذا ما توصل إليه الباحثون

منذ طرحها العام الماضي، كان الباحثون يراقبون التأثير الحقيقي للقاحات الفيروس المخلوي التنفسي الجديدة (RSV). وفي تعليق حديث نُشر في مجلة The Lancet، شرحت الدكتورة أنجيلا برانش، باحثة الأمراض المعدية في المركز الطبي لجامعة روتشستر(URMC)، ما تم تعلمه خلال الموسم الأول من اللقاح.

وقالت برانش: "الدليل واضح؛ يجب أن يحصل الأفراد على التطعيم إذا كان لديهم حالات تعرضهم لخطر الإصابة بأمراض خطيرة. بالنسبة لكبار السن وأولئك الذين يعانون من حالات مزمنة، يجب اعتبار الفيروس المخلوي التنفسي خطيرا مثل الأنفلونزا، ويجب أن يحصلوا على التطعيم".

يعد الفيروس المخلوي التنفسي سببا مهما لأمراض الجهاز التنفسي الشديدة بين كبار السن، وخاصة أولئك الذين يعانون من حالات صحية أساسية، حسب تقرير نشره موقع "Medicalxpress" وترجمته "عربي21".

وفي جميع أنحاء العالم، يسبب الفيروس المخلوي التنفسي ملايين الإصابات ومئات الآلاف من حالات الاستشفاء وعشرات الآلاف من الوفيات سنويا بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر.


في الولايات المتحدة، يعاني البالغون الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما من معدلات عالية من زيارات المستشفى المرتبطة بالفيروس المخلوي التنفسي، ودخول وحدة العناية المركزة، والوفيات. كبار السن المصابون بفيروس المخلوي التنفسي معرضون لخطر الإصابة بأمراض خطيرة مقارنة بمن يعانون من الأنفلونزا أو كوفيد.

في عام 2023، وافقت إدارة الغذاء والدواء على ثلاثة لقاحات ضد الفيروس المخلوي التنفسي لكبار السن. وقد أظهرت الدراسات أن هذه اللقاحات فعالة، حيث تمنع لقاحات فايزر وغلاكسو سميث كلاين وموديرنا الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية الناجم عن الفيروس المخلوي التنفسي في أكثر من 80% من المشاركين.

قامت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "لانسيت" بتقييم فعالية لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي باستخدام بيانات من شبكة كبيرة من السجلات الصحية الإلكترونية التي تضم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) وأنظمة رعاية صحية متعددة في الولايات المتحدة.

وجدت الدراسة أن لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي كانت فعالة بنسبة 80% في منع دخول المستشفى ودخول وحدة العناية المركزة والوفاة بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر. كانت فعالية اللقاح متسقة عبر الفئات العمرية، بما في ذلك أولئك الذين تبلغ أعمارهم 75 عاما أو أكثر، وبين الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة. ولم تجد الدراسة دليلا على تراجع حماية اللقاح خلال الموسم.

ومع ذلك، كان معدل تلقي لقاح الفيروس المخلوي التنفسي في موسم الشتاء 2023-2024 منخفضا. وتشير التقديرات إلى أن 24% من البالغين في الولايات المتحدة الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر تلقوا اللقاح، مقارنة بمعدلات التطعيم ضد الإنفلونزا، والتي تقترب من 50% كل عام لنفس المجموعة.

وقالت برانش: "لم يكن مقدمو الخدمات متأكدين من كيفية تطبيق توصيات اتخاذ القرار السريري المشتركة في الموسم الأول، ولا يزال هناك نقص عام في المعرفة بين المجتمع الطبي والجمهور حول ما يشكل خطرا للإصابة بمرض شديد ومن يحتاج إلى الحماية".

زيادة المعدلات وتحسين اللقاحات
بناء على هذه النتائج، قامت اللجنة الاستشارية الأمريكية لممارسات التحصين (ACIP)، وهي مجموعة من الخبراء الطبيين والصحة العامة التي تقدم المشورة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بتحديث المبادئ التوجيهية في حزيران/ يونيو 2024 للتوصية بتطعيم الفيروس المخلوي التنفسي لجميع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 75 عاما أو أكثر، وأولئك الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر في مرافق الرعاية طويلة الأجل أو الذين يعانون من حالات صحية مزمنة وعالية الخطورة.


وقالت برانش: "لقد مكنت هذه البيانات الجديدة اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين من تقديم توصيات أكثر دقة، وهو ما من شأنه أن يبني ثقة الجمهور في فعالية هذه اللقاحات ويجعل التنفيذ أسهل كثيرا بالنسبة للمزودين والصيدليات". برانش.

أظهرت الأبحاث الجديدة أن اللقاحات التي تستهدف سلالات متعددة من الفيروس المخلوي التنفسي، والتي تسمى اللقاحات ثنائية التكافؤ، قد توفر حماية أطول. ساعد خبراء الأمراض المعدية في  جامعة روتشستر، إدوارد والش، دكتوراه في الطب، وآنا فالسي، دكتوراه في الطب، في قيادة دراسة دولية للقاح الفيروس المخلوي التنفسي ثنائي التكافؤ طورته شركة فايزر، وقد تم تفصيل نتائجها مؤخرا في مجلة نيو إنغلاند الطبية.

لقد منع اللقاح بشكل فعال أمراض الجهاز التنفسي السفلي الشديدة المرتبطة بالفيروس المخلوي التنفسي على مدار موسمين منه، مع فعالية إجمالية تزيد عن 80%. كان اللقاح التجريبي فعالا بشكل خاص لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 79 عاما.

مقالات مشابهة

  • وجدى العريضى: تصريحات يوآف جالانت عن نعيم قاسم تحمل دلالة من الكراهية
  • أكاديمي إسرائيلي: الجيش المتعثر بغزة يريد تنفيذ حلم المتطرفين في مملكة النيل والفرات
  • «الإسكان»: خصم 1.5% من قيمة الوحدة ورد «جدية الحجز كاملا» في حالة الوفاة
  • أمين الفتوى: القرآن الكريم هدية عظيمة للمسلمين
  • بعد مراقبة لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي عاما كاملا.. هذا ما توصل إليه الباحثون
  • الشاعرة وئام كمال: الحرب الدائرة تأصل للتقسيم وخطاب الكراهية
  • «لآلئ المشاعر».. رحلة عبر التراث الإماراتي
  • أكاديمي إسرائيلي: استمرار الحرب يضرّ بالضرورة الأخلاقية والاستراتيجية
  • أكاديمي إسرائيلي: استمرار الحرب يضرّ بالضرورة الأخلاقية والإستراتيجية
  • انتخاب مجلس الإدارة كاملاً لمركز شباب أبوطبل بكفرالشيخ.. صور