مؤرخ يهودي: إسرائيل قد ترتكب إبادة جماعية بالضفة بعد غزة
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
قال المؤرخ اليهودي إيلان بابيه إن إسرائيل قد ترتكب إبادة جماعية في الضفة الغربية المحتلة بعد قطاع غزة في حال لم تتخل القوى الغربية عن سياساتها "الداعمة للصهيونية"، مؤكدا ضرورة التمييز بين الأعراض والمشكلة المتفاقمة حاليا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار بابيه -في حديث لوكالة الأناضول على هامش فعالية حضرها في العاصمة البلجيكية بروكسل– إلى أن ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة هو إبادة جماعية بكل التعريفات القانونية والأكاديمية والسياسية.
وذكر المؤرخ الإسرائيلي -الذي يشغل منصب مدير مركز الدراسات الفلسطينية الأوروبية في جامعة إكستر البريطانية- أن الإبادة الإسرائيلية الجماعية في القطاع بدأت قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ حاصرت القطاع ومنعت سكانه من الوصول إلى الغذاء والدواء والخدمات.
وأعرب بابيه عن خوفه الكبير إذا لم يستيقظ المجتمع الدولي ويدرك أن عليه أن يلعب دورا في وقف إسرائيل، لأنها "ستفكر الآن في فعل الشيء نفسه بالضفة الغربية"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية.
وأوضح المؤرخ اليهودي أن إسرائيل "ليست خائفة من حرب إقليمية، لأن داعميها يريدون جعلها القوة الأكثر أهمية التي يخشاها الجميع، ويعتقدون أنهم قادرون على فعل ذلك".
وأضاف أن ما سماها "النسخة الحالية من الصهيونية" تؤدي كما يرى الجميع إلى الإبادة الجماعية في غزة والتطهير العرقي في الضفة الغربية، لافتا إلى أن "حل معاداة السامية في أوروبا من خلال تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم أمر إشكالي وغير أخلاقي"، وفق ما نقلته الأناضول.
وأوضح بابيه أن بعض القوى الإقليمية يجب أن تلعب دورا في حل القضية الفلسطينية بدلا من القوى الغربية، قائلا "نحتاج إلى قوى إقليمية مثل تركيا وإيران، هذه الدول الإقليمية تكاد تكون جزءا من العالم العربي في نواحٍ كثيرة".
وبموازاة حربه على غزة المستمرة لليوم الـ385 يصعّد الجيش الإسرائيلي حملاته العسكرية في الضفة إلى جانب اعتداءات مستوطنيه ضد الفلسطينيين، مما أدى إلى استشهاد 760 فلسطينيا وإصابة نحو 6300 واعتقال 11 ألفا و400 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مسيحيو غزة يحيون أحد الشعانين على وقع تواصل الإبادة الجماعية (شاهد)
يحيي المسيحيون في مدينة غزة "أحد الشعانين"، في كنيسة "القديس برفيريوس" الأرثوذكسية، احتفالا بـ"دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس".
وأعلنت النيابة البطريركية في قطاع غزة، السبت، عن تزيين كنيسة "القديس برفيريوس" بالقطاع استعدادا لإحياء "أحد الشعانين".
و"أحد الشعانين" هو الأحد السابع من الصوم الكبير، والأخير الذي يسبق "الجمعة العظيمة"، التي تليها ذكرى "أحد قيامة المسيح".
ونشرت النيابة البطريركية بالقطاع عبر حسابها على منصة "فيسبوك"، صورا لعمليات تزيين كنيسة "القديس برفيريوس" بمدينة غزة، والاستعدادات الجارية لاستقبال "أحد الشعانين".
وقالت في تعليق مقتضب: "صاحب السيادة (الأسقف المسؤول عن الكنيسة) يقوم بتزيين الكنيسة بالشعانين (سعف النخيل) استعدادًا لأحد الشعانين".
ويظهر في الصور كبار وصغار، وهم يشكلون أغصان سعف النخيل على هيئة صلبان وقلوب وتيجان، لتزيين مداخل وساحات الكنيسة، أو لتوزيعها على المصلين لحملها خلال المناسبة.
وتعد كنيسة "القديس برفيريوس" ثالث أقدم كنيسة في العالم حيث يعود البناء الأصلي فيها لعام 425 للميلاد.
أما النيابة البطريركية في غزة فهي هيئة كنسية تمثّل البطريركية اللاتينية في القدس، وتُعنى برعاية شؤون الطائفة الكاثوليكية في القطاع.
ويُعرف "أحد الشعانين" أيضا باسم "أحد السعف" أو "أحد الزيتونة"، لأن "أهالي القدس استقبلوا السيد المسيح بأغصان الزيتون والنخيل، مفترشين ثيابهم وسعفهم أمامه".
ويُطلق على الأسبوع الذي يبدأ بهذا اليوم اسم "أسبوع الآلام"، وهو أسبوع يستذكر دخول المسيح إلى القدس وما تلاه من أحداث.
ويعيش في قطاع غزة نحو 1000 مسيحي من أصل أكثر من مليوني نسمة، يتبع نحو 70 بالمئة منهم طائفة الروم الأرثوذكس، التي تمتلك كنيسة مركزية في القدس، بينما ينتمي الباقون إلى طائفة اللاتين الكاثوليك.
وطالت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة العديد من دور العبادة المسيحية والإسلامية منذ بدء الحرب.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قصفت قوات الاحتلال الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية الأقدم في غزة، الواقعة في حي الزيتون، إضافة إلى كنيسة "القديس برفيريوس"، التي كانت ملاذا للمسيحيين والمسلمين خلال الحروب المتكررة على القطاع.
وكانت الكنيسة تؤوي خلال القصف مئات الأشخاص، استشهد منهم نحو 18 شخصا نتيجة الاستهداف الإسرائيلي.
وفي كانون الأول/ ديسمبر من العام ذاته، أعلن المكتب الإعلامي للبطريركية اللاتينية أن قناصا من قوات الاحتلال اغتال سيدة وابنتها، وأصاب 7 آخرين في كنيسة "العائلة المقدسة" بمدينة غزة.
كما أشار المكتب إلى أن مدفعية الاحتلال استهدفت "دير راهبات الأم تريزا"، الذي يؤوي أكثر من 54 شخصًا من ذوي الإعاقة، وهو يقع داخل أسوار الكنيسة.