د.مصطفي ثابت يكتب.. مهرجان الجونة: بين دعم القطاع الخاص ورسائل الدولة
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
يعد مهرجان الجونة السينمائي في مصر نموذجًا لنجاح القطاع الخاص في دعم الفنون والثقافة، وهو دليل ملموس على الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في تقديم مستوى من التنظيم والإبداع يفوق في كثير من الأحيان ما يقدمه القطاع الحكومي. ويعكس المهرجان، منذ انطلاقه، رؤية متقدمة نحو تعزيز مكانة الفن العربي، وبناء جسر بين الجمهور والفنانين وصناع المحتوى، ليشكل مهرجانًا نابضًا بالحياة والإبداع.
على الرغم من أنني لا أرتبط بأي صلة بعائلة ساويرس، إلا أنني أجد في جهودهم بمهرجان الجونة دعمًا كبيرًا يستحق الثناء. فقد تمكنوا من خلق بيئة إبداعية تلهم وتحتضن المواهب، سواء من خلال التنظيم المتميز أو من خلال الأفكار الجديدة، مما يضع الجونة في مصاف المهرجانات العربية الكبرى التي تقدم فنونًا بمستوى عالمي، متجاوزة الطابع التقليدي. ومما يُحسب لهم أيضًا، أنهم أدركوا أهمية الاستعانة بشخصيات مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الغندور والدحيح وأحمد رمزي، وهي أسماء شابة موهوبة أثرت المهرجان بلمساتها، وساعدت على جذب جمهور متنوع من مختلف الشرائح.
أتمنى أن يعود الفن المصري كما كان في عصره الذهبي، حيث كان يقدم إبداعات وصلت إلى كل بقاع الوطن العربي. ولعلنا بحاجة الآن إلى إتاحة مساحة أكبر للقطاع الخاص لدعم الفن، ليعود هذا القطاع رافدًا اقتصاديًا هامًا كما كان يمثل سابقًا نحو 1% من الدخل القومي المصري. إذ لطالما كان الفن المصري أحد أبرز الصادرات الثقافية لمصر، وكان له دور رئيسي في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز القوة الناعمة لمصر على المستوى العربي والدولي.
ورغم أن مهرجان الجونة في بداياته كان يُعرف بكونه منصة لعرض الأزياء وأسلوب الحياة الفاخر، إلا أنه تطور مع مرور السنوات، حيث شهدنا في النسخ الأخيرة نضجًا واضحًا في مستوى الأعمال الفنية المقدمة، والأفكار التي يتم تناولها، والضيوف المشاركين من مختلف دول العالم. ولم يعد المهرجان فقط حدثًا لعرض الأزياء، بل أصبح منصة تحتضن حوارات ثقافية جادة، وفعاليات فنية غنية تعكس نضوجًا فكريًا وفنيًا يستحق التقدير.
وقد لفت نظري هذا العام الحضور الرسمي من الدولة المصرية، ممثلًا في تواجد محافظ الإقليم، وهي خطوة تعكس رغبة الدولة في دعم الفعاليات الثقافية والفنية، وهو دعم كان غائبًا عن معظم النسخ السابقة من المهرجان. هذه الرسالة إيجابية للغاية، وتوضح اهتمام الدولة بتشجيع المبادرات الفنية والثقافية التي يديرها القطاع الخاص، مما يبعث برسالة تقدير ودعم للجونة، باعتباره مشروعًا يعكس صورة مشرقة لمصر ويقدم قيمة مضافة لمكانتها الثقافية.
مهرجان الجونة هو دليل حي على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في الارتقاء بالفن المصري، وإعادة اكتشاف مكانته على الساحة العربية والدولية. فحين تتوفر الرؤية والدعم، يصبح للفن المصري مستقبل واعد، يعود بالنفع ليس فقط على الاقتصاد الوطني، بل على المجتمع ككل، بفتح آفاق جديدة للتعبير والإبداع، وتمكين المواهب من تقديم أفضل ما لديهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدكتور مصطفى ثابت مهرجان الجونة القطاع الخاص مهرجان الجونة القطاع الخاص مهرجان ا
إقرأ أيضاً:
"مطلوبة" تحلق بلقب الشوط الأول في المهرجان الختامي لسباقات الهجن
تحت رعاية رئيس الدولة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تواصلت اليوم الأحد، ولليوم الثاني توالياً، فعاليات المهرجان الختامي السنوي لسباقات الهجن العربية الأصيلة على سيف رئيس الدولة، وينظمها اتحاد الإمارات لسباقات الهجن، بمشاركة نخبة المطايا من هجن أبناء الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي.
حضر مستشار رئيس الدولة، رئيس اتحاد الإمارات لسباقات الهجن، الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، منافسات اليوم الثاني التي أقيمت على مدار 18 شوطاً، لمسافة 4 كلم بأرضية الميدان الجنوبي للهجن في ميدان الوثبة بالعاصمة أبوظبي، إلى جانب جمع غفير من محبي وعشاق رياضة الهجن.
وشهدت الأشواط الـ18 في الفترة المسائية والتي خصصتها اللجنة المنظمة للحقايق الأبكار والجعدان من فئة الإنتاج، منافسات مثيرة، وتميزت بالسرعة وتسجيل توقيتات زمنية جيدة في سباقات سن الحقايق، وجاءت أغلب الأشواط تحت حاجز الـ 5 دقائق و50 ثانية، وهو معدل جيد للغاية في أشواط هذه الفئة.
وحصدت "مطلوبة"، لمالكها حمد سعيد آل سالمين المنصوري ناموس أول أشواط الحقايق الأبكار الإنتاج، بعدما قطعت مسافة الشوط في زمن قدره 5:46:11 دقائق، وأثبتت قدراتها وسرعتها في الكيلومتر الأخير.
وأهدى "هملول"، مالكه عبد الله سليمان ناصر الرشيدي ناموس الشوط الثاني المخصص للحقايق الجعدان الإنتاج، حيث أنهى الشوط في المركز الأول محققاً أسرع زمن خلال المنافسات في 5:44:51 دقائق، بينما فازت "ذات" لعلي خميس محمد الخوذيري بالشوط الثالث للأبكار مسجلة توقيتاً زمنياً قدره 5:45:89 دقائق.
ونجح "قماري"، لسعيد أحمد سعيد بالرفيعة في وضع اسمه ضمن الفائزين في الشوط الرابع للحقايق الجعدان الإنتاج، وقطع مسافة الشوط في 5:46:16 دقائق، أما الشوط الخامس للأبكار فكان من نصيب "بشاير"، لسيف محمد البحري العامري بتوقيت 5:46:47 دقائق.
وكسب "هقاوي"، لأحمد سعيد الحميري ناموس الشوط السادس بتوقيت 5:48:18 دقيقة، فيما فاز "شاهين"، لمحمد سعيد مكتوم الجنيبي بلقب الشوط السابع، بينما توج بالشوط الثامن "غاره"، لمحمد مطر عبد الله المسافري بتوقيت 5:46:59 دقائق.
وفي الشوطين التاسع والعاشر فاز بالمركز الأول كلا من "ثمينة"، لمحمد راشد ثلاب الهاجري، و"شاهين"، لراشد علي بالرشيد الكتبي.
وعلى صعيد متصل، ستكون الأنظار مسلطة اعتباراً من يوم غد على أشواط الرموز في فئة الحقايق ضمن المهرجان الذي يقام لمدة أربعة أيام، حيث خصصت اللجنة المنظمة رمزين في منافسات الاثنين، لسن الحقايق، وتتنافس المطايا المشاركة على الكأس، إلى جانب الجائزة المالية وقدرها مليون ونصف المليون درهم في الشوط الأول المخصص للأبكار، فيما يحصد الفائز في الشوط الرئيس الثاني على بندقية ومليون درهم، بينما تقام بعد غد أشواط الرموز لفئة الإنتاج.