نتيجة الانتخابات الأمريكية تحدد مسار الصراع الإسرائيلى فى غزة ولبنان وإيران.. نتنياهو يخشى زيادة الضغوط لتقليص هجماته مع فوز هاريس.. انتصار ترامب يمنح جيش الاحتلال مرونة أكبر
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يتأثر نهج إسرائيل في التعامل مع صراعاتها المستمرة مع المقاومة الفلسطينية في غزة، وحزب الله في لبنان، ومع إيران، بشكل متزايد بالمشهد السياسي الأمريكي المتطور، ومع استعداد الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية في نوفمبر، أضاف توقع الزعامة الأمريكية الجديدة تعقيدا إلى الاستراتيجيات العسكرية والدبلوماسية الإسرائيلية، ومع تحقيق جهود وزير الخارجية الأمريكى أنتوني بلينكن للتوسط نتائج محدودة، فإن الحسابات الاستراتيجية للقادة الإسرائيليين مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنتيجة المعركة الانتخابية الأمريكية، وأبرزت زيارة أنتوني بلينكن إلى إسرائيل في ٢٣ أكتوبر المهمة الشاقة التي تواجه الدبلوماسية الأمريكية وسط التوترات المتصاعدة، وخلال إقامته، تسبب صاروخ أطلقه حزب الله من لبنان في إطلاق إنذار أجبر بلينكن وغيره من الضيوف على البحث عن مأوى.
وعلى الرغم من جهوده لإشراك القادة الإسرائيليين في احتمالات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وتثبيط التصعيد مع إيران، واجه بلينكن رد فعل فاتر. ووفقًا لمسئول إسرائيلي، حيث قوبلت المناقشات مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو باستماع مهذب ولكن حذر، ما يؤكد المسافة بين الأولويات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يضع قادة الاحتلال الإسرائيلي النتائج المحتملة في الاعتبار في استراتيجياتهم العسكرية، فإذا فازت كامالا هاريس بالرئاسة، يتوقع نتنياهو زيادة الضغوط الأمريكية لتقليص العمليات العسكرية.
ولكن فوز دونالد ترامب قد يمنح إسرائيل مرونة أكبر، حيث من المتوقع أن تتبنى إدارة ترامب موقفا أكثر تساهلاً بشأن استراتيجيات إسرائيل المتشددة. وبالتالي، يحجم نتنياهو عن تقديم تنازلات قد تصبح غير ضرورية اعتمادًا على نتيجة الانتخابات.
ويشير المحللون إلى أن التركيز الإسرائيلي الحالي على الأعمال العسكرية المكثفة يتماشى مع الاعتقاد بأن المشهد السياسي الأمريكي قد يسمح قريبًا بقدر أكبر من الحرية، ووفقًا للباحث في مؤسسة كارنيجي، آرون ديفيد ميلر، فإن "مخاطر الانتخابات الأمريكية تنعكس على الأرض في غزة ولبنان". ويزعم ميلر أن المناخ السياسي الأمريكي يشكل بشكل مباشر قرارات إسرائيل وهي تبحر في صراعها على الجبهات الثلاث.
ويواجه قادة الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة صراعات معقدة على خلفية انتخابات أميركية محورية، حيث يعد موقف كل مرشح بمستويات مختلفة من الدعم والقيود. لقد سلطت زيارة بلينكن الأخيرة الضوء على حدود النفوذ الأمريكي على القرارات الفورية التي تتخذها إسرائيل، ومع ذلك تظل النتائج السياسية الأمريكية تشكل جوهر استراتيجية إسرائيل. ومع استمرار العمليات العسكرية في غزة ولبنان وتصاعد التوترات مع إيران، تركز الحكومة الإسرائيلية على المكاسب العسكرية قصيرة الأجل، في انتظار حكم شهر نوفمبر على اتجاه السياسة الخارجية لحليفها الأقوى.
ومع ذلك، من المتوقع أن ينتظر أي تحول كبير في المساعدات العسكرية الأمريكية إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية. انضمت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالية، إلى دعوات بايدن لنتنياهو لحثه على ضبط النفس، في حين أشرك ترامب نتنياهو في موقفه أيضًا. وإذا انحرف نهج إسرائيل أكثر عن الدعوات الأمريكية للاعتدال، فمن المرجح أن تكون نتيجة الانتخابات عاملاً حاسماً في تشكيل المشاركة الأمريكية في المستقبل.
وتشكل نتيجة الانتخابات الأمريكية في نهاية المطاف استراتيجيات الحرب الإسرائيلية، حيث يزن قادتها خياراتهم في منطقة تتأثر بشكل متزايد بالقرارات السياسية الأمريكية.
وشهدت جهود إدارة بايدن لإقناع إسرائيل بالتركيز على أهداف أقل حساسية في إيران - مثل مصانع الصواريخ والطائرات بدون طيار - بدلاً من المنشآت النووية أو النفطية نجاحًا محدودًا.
كما دفع تسريب حديث لمعلومات استخباراتية أمريكية حساسة، بما في ذلك خطط سلاح الجو الإسرائيلي، التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة لإيران، القوات الإسرائيلية إلى مراجعة استراتيجياتها. وأدى حادث آخر، وهو طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات استهدفت فيلا نتنياهو في قيسارية في ١٩ أكتوبر، والتي يُزعم أن حزب الله هو الذي أطلقها، إلى زيادة التوتر في الموقف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: هاريس ترامب نتنياهو الانتخابات الأمریکیة نتیجة الانتخابات غزة ولبنان فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو والحرب.. كيف أثرت الضغوط السياسية على قرار وقف إطلاق النار في غزة؟ أستاذ قانون يجيب
في خضم الحرب المدمرة التي تشهدها غزة، تكشف الأحداث عن الأسباب الحقيقية وراء تمسك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الصراع، ورغم الجهود الوساطية الكبيرة، فإن الضغوط الداخلية والخارجية التي يواجهها نتنياهو جعلت من اتفاق وقف إطلاق النار خطوة يصعب تنفيذها في مراحل عدة، مما يعكس أبعادًا سياسية وعسكرية معقدة قد تؤثر على استقرار الحكومة الإسرائيلية.
قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن سعى نتنياهو بكل قوة لإطالة أمد حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، رافضًا تمرير اتفاق وقف إطلاق النار على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء في مصر وقطر لتقريب وجهات النظر في المراحل السابقة، ورغم اقتراب التوصل إلى اتفاق، إلا أن المصالح الشخصية لنتنياهو وسعيه للحفاظ على استقرار ائتلافه الحكومي أديا إلى تأجيل هذه اللحظة.
وأضاف أبولحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "في النهاية، مضى نتنياهو في الاتفاق بعد حصوله على ضمانات بأن حكومته لن تنهار بفعل الأحزاب المعارضة، إضافة إلى الضغوط الأمريكية من إدارة ترامب التي دفعته نحو القبول، لذلك لم تؤثر حتى اللحظة استقالة بن غفير وحزبه من الائتلاف الحكومي".
وتابع: "مشاهد تسليم المحتجزات من شمال غزة يوم أمس شكلت نقطة تحول قد تهدد استقرار حكومة نتنياهو، فقد خرجت حركة حماس في استعراض عسكري كبير، أكدت من خلاله فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية، وأظهرت أن قدراتها التنظيمية والتنسيقية ما زالت قائمة".
واختتم: "كما أثار ظهور الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في مقطع مسجل بعد عملية التسليم، موجة غضب عارمة بين النخب السياسية، الإعلامية، والصحفية داخل دولة الاحتلال، هؤلاء وجهوا انتقادات حادة لنتنياهو وجيشه لفشلهم في تحقيق أي من الأهداف العسكرية المعلنة".