بوابة الوفد:
2024-12-28@00:51:30 GMT

لمة الطبلية

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

لمة الطبلية وتجمع العائلة حول مائدة الطعام، عادة مصرية أصيلة، تؤكد على ترابط تلك العائلة، وسمو أخلاق رب الأسرة.
فى الماضى القريب، لم يكن أفراد العائلة يتناولون أو يشرعون فى تناول أى وجبة إلا بوجود الأب والأم على رأس المائدة أو على الطبلية، يبدأ الطعام بالبسملة من الأب كنوع من التذكير لباقى الأسرة بضرورة قول بسم الله الرحمن الرحيم قبل أن تشرع فى الأكل، وحتى يبارك الله فى الطعام، والبركة والرضا والقناعة هى صفات تجدها لدى الإنسان الذى تربى فى أسرة أصيلة-الذى تربى على طبلية الأسرة غير أى انسان آخر- .

وينتهى الطعام بكلمة الحمد والشكر لله، كنوع الشكر للمولى عز وجل على ما أكرمهم به من طعام وشراب.
ثم تبدأ جلسة شرب الشاى وتناول الفاكهة إن وجدت، وخلال جلسة الشاى كانت تناقش بعض أمور الأولاد مع الأب والأم أخبار الدراسة أو العمل، فى الغالب كانت الكثير من قرارات الأسرة تتخذ أثناء تلك الجلسة، و”يا سلام لو بال رب الأسرة رايق”، تحصل على مكافآت فورية، تبدأ ببضعة جنيهات أو قروش للأجيال القديمة، والآن أصبحت مئات، وتنتهى بمد ساعات اللعب او الخروج مع الأصدقاء.
ولا مانع من انفراد الأم بالأب، لكى تقنعه بعريس للابنة أو عروسة للابن.
وفى المساء والسهرة كانت الأسرة تجتمع حول المسلسل التليفزيونى فى الثامنة مساء، والتجمع حول العشاء.
هذا كان حال الأسرة المصرية فى الماضى القريب.
لا أدرى ما الذى حدث للأسرة؟ أصبح الآن كل شخص من أفراد الأسرة، يحصل على طبق الطعام أو “الصينية” ويذهب إلى غرفته، ثم يخرج لإلقاء الصينية فى المطبخ أو أقرب مكان، وأحيانا تجد الشاب يلقيها أسفل السرير، أصبحت الغرفة الخاصة بالابن أو الابنة هى المطبخ والسفرة وهى المكتب وهى محطة الانطواء أو الانزواء، وأصبح التليفون المحمول وقبله الكمبيوتر هو كاتم الاسرار، حل محل الاب والام والاخوة، وبالتالى وجدنا المجتمع ككل أغلبه مفككا، وجدنا جرائم غريبة على مجتمعنا، وجدنا التطاول وقلة الادب هى وسيلة التعبير الوحيدة، وجدنا الانسان يضحى بمصلحة المجتمع ويعلى من شأن مصلحته الشخصية، وجدنا صرعات فى العمل، والتنافس تحول الى عداء، والعداء الى حرب، والحرب اصبحت تستخدم فيها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة.
هنا يسأل سائل: هل كل هذا سببه الطبلية؟ نعم سببه الطبلية، لأنها المجتمع الصغير الذى ينمى الأخلاق و يسمو و يرتقى بها، على المائدة كان الأب يلاحظ أى تغير على الأبناء، ويبدأ بالسؤال عن أحوالهم، ومن إجابة الابن أو الابنة يعلم حقيقة الأزمة سواء فى المدرسة أو العمل، ويبدأ فى التوجيه من بعيد، كان الأب، هو الميزان، والميزان هو رمز العدل فى المجتمع.
الطبلية هى العدل وبركة الرزق، هى التواد والتراحم، والتلاحم والارتباط والانسجام والاحترام، نعم مائدة الطعام تعلمك كيف تحترم الآخر؟ أدب الطعام يعكس صورتك أمام الناس، نعم أسلوب وطريقة تعاملك مع طبق الطعام تقول الكثير والكثير عن شخصيتك، أسرتك، ماذا علمتك من أدب الطعام؟
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان أحرص الناس على أدب الطعام، وجاء فى الحديث الشريف “عن عُمَرَ بنِ أَبى سلَمَة رضى اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ لى رسولُ اللَّه ﷺ: سَمِّ اللَّه، وكُلْ بِيَمِينكَ، وكُلْ مِمَّا يَلِيكَ”. كل تلك الأمور تجد الأب حريصا عليها لأنها من تعاليم الدين.تلك التعاليم الدينية لها مدلول كبير.
أما انتشار الفقر وقلة البركة والحروب بين الناس، بدأنا نشعر بها مع انتشار “التيك آوى “حتى الامراض المزمنة كامراض القلب وخلافه سببها “التيك اوى” وبالتأكيد ايضا عالم السوشيال ميديا، وانشغال كل فرد من الأسرة بحاله بعيدا عن أعين الأب والأم. العودة إلى الطبلية أصبحت أمرا حتميا، لأنها علاج فعال فى مقاومة الغلاء.. نحن نعيش أيامًا الكل يعانى منها بسبب ارتفاع وجنون الأسعار، البركة  فى الالتفاف حول المائدة حول الطبلية، لا تستهتروا بالأمر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد

إقرأ أيضاً:

أفلام أضاءت السينمات فى 2024

أضاءت عدد من الأفلام السينمائية خلال عام 2024 الشاشات وحققت نجاحات ضخمة على مدار فترة عرضها فى السينمات فى مصر والوطن العربى والمنصات الإلكترونية، تنوع 42 فيلما ما بين الأكشن والكوميدى والرومانسى بالإضافة إلى ظهور مميز لبطولات لوجوه الشباب الذى استطاع أن يحقق أرقاما قياسية ويخطف الجمهور مثل فيلم الحريفة الجزء الأول الذى أجبر القائمين على العمل لإنتاج جزء ثان طُرح منذ أيام فى السينمات.

ترصد «الوفد» أفلاما سينمائية الأكثر تأثيرا سواء جماهيريا أو فى شباك التذاكر على مدار عام 2024، بالإضافة إلى كشف أجندة الأعمال السينمائية فى رأس السنة الميلادية لعام 2025 والتى يبدأ خلاله العام السينمائى الجديد، كما أتاحت الفرص أمام تعدد جهات الإنتاج مما أعطى مساحة كافية لظهور أعمال جديدة بأفكار وتنوع مميز.

ويأتى فى مقدمة الأفلام الأكثر رواجا ونجاحا فى مصر والوطن العربى، فيلم «ولاد رزق 3.. القاضية» الذى حقق أرقاما وإيرادات قياسية خلال عام 2024، جعلته يتصدر شباك التذاكر؛ إذ حقق أكثر من 258 مليون جنيه، فيما لا يزال الفيلم يحقق تفاعلاً من جانب الجماهير، منذ انطلاق عرضه فى السينمات بالوطن العربى ومصر وحاليا عبر المنصات الرقمية.

انطلقت سلسلة أفلام «ولاد رزق» فى عام 2015 للجزء الأول، بطولة أحمد عز، وعمرو يوسف، فيما انضم فى الجزء الثالث النجم آسر ياسين، والفيلم من إخراج طارق العريان، وحقق نجاحا جماهيريا واسع النطاق وضع الفيلم على قمة الإيرادات فى الدول العربية ومصر.

وتدور أحداث فيلم «ولاد رزق 3» حول عودة شبح الماضى ليلقى بظلاله على ولاد رزق، مما يجبرهم على العودة إلى حياة الجريمة والسرقة مرة أخرى حتى ينجوا بأنفسهم، بعد أن اتخذوا عهدًا بألا يعودوا لتلك الممارسات مرة أخرى.

ثانى الأفلام المُتصدرة هذا العام، هو «إكس مراتى»، والذى حقق إيرادات بلغت حوالى 92 مليون جنيه منذ انطلاق عرضه فى الـ24 من يوليو الماضى. ينتمى العمل إلى نوعية الأفلام الكوميدية التى اشتهر بها النجم هشام ماجد خلال الفترة الأخيرة.

والفيلم شارك فى بطولته الفنان محمد ممدوح، والفنانة أمينة خليل، وخالد كمال، وعلى صبحى. وهو من إخراج معتز التونى.

 أما عن المركز الثالث، فكان من نصيب فيلم «شقو»، الذى بلغت إيراداته 78 مليون جنيه، الأمر الذى دفع القائمين على العمل لتحضيرات إنتاج وتقديم جزء ثان من الفيلم الذى تدور أحداثه فى إطار اجتماعى أكشن، من بطولة عمرو يوسف، ومحمد ممدوح، وأمينة خليل، وتأليف وسام صبرى، وإخراج كريم السبكى.

أما عن البطولة المطلقة للوجوه الشابة، فنجح فيلم «الحريفة» فى وضع مكانته بالمرتبة الرابعة خلال عام 2024، وهو من الأفلام التى لفتت أنظار الجمهور بقوة، نظراً للتناول المختلف فى القصة، التى تدور أحداثها فى إطار درامى ورياضى أيضاً.

والفيلم حقق إيرادات بلغت 75 مليون جنيه، كما عرض مؤخراً الجزء الثانى منه فى دور السينما، وهو من بطولة نور النبوى، وكزبرة، وأحمد غزى، ونور حمدى، ومجموعة كبيرة من النجوم الشباب.

واختتمت الشاشة السينمائية عام 2024 بفيلم «الهوى سلطان»، الذى نال إعجاب الجمهور بشكلٍ كبير، وتدور أحداثه فى إطار رومانسى اجتماعى، واقتربت إيراداته من 70 مليون جنيه، وذلك فى أقل من 4 أسابيع من بداية عرضه بحسب وسائل إعلام مصرية، والفيلم من بطولة النجمة منة شلبى، والفنان أحمد داود، وأحمد خالد صالح، وجيهان الشماشرجى، ومن إخراج هبة يسرى، فى أولى تجاربها الإخراجية لفيلم روائى طويل.

 

مقالات مشابهة

  • الاستسلام العربى
  • دولة أوروبية تخزن الطعام والشراب خوفاً من هجوم روسي
  • هل يُزعجك شكل جسمك؟ قدّم هذه الهدية لنفسك هذا العام
  • على بابا حرامى!!
  • ترند «المعلم»
  • أفلام أضاءت السينمات فى 2024
  • النديم والندم
  • جامعة قناة السويس تنظم ندوة تثقيفية حول تنمية الأسرة المصرية
  • ينتظرها نقاش في البرلمان.. مدونة الأسرة بالمغرب تدخل مرحلة الحسم
  • مخاطر استخدام الهاتف أثناء تناول الطعام!