بوابة الوفد:
2024-12-22@03:28:21 GMT

حضارة تتحدى الزمن

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

كانت تقف هاتفة فى حماس وفخر بالإنجليزية وسط جروب سياحي.. يضم ما يقارب الـ 40 جنسية من كافة قارات الأرض.. أغلبهم من الصحفيين.. إلا أنها توقفت فجأة كآلة  انقطعت عنها الكهرباء.. وهى فاردة ذراعها مشيرة إلى أحد المبانى الأثرية.. لتحدق نحونا بحنق وغضب.. حيث كنت أنتحى جانبا من الجروب بصحبة شابين مصريين.. نناقش هدف محمد صلاح الأخير مع ليفربول (وليس منتخبنا بالطبع).

. توجهت نحونا ولهيب أنفاسها يلفح وجوهنا من على بعد عدة أمتار.. ممكن أسألك سؤالًا.. لماذا انتم المصريون تحديدا من بين شعوب الأرض عندما تأتون إلى هنا لا تبدون أى احترام أو انبهار بآثارنا.. ألاحظ ذلك فى كل فوج.. وبحكم السن تصدرت للإجابة.. وبصوت يشوبه الهدوء والسكينة رغم ارتفاع طبقته.. أما عن الاحترام فهو موجود وممتزج أيضا بشغف التعرف على حضارة وثقافة الآخرين.. أما الانبهار فعفوًا كم عمر هذا القصر التاريخي؟.. قالت بفخر وهى تشير له لقد جاوز المئتى عام.. بابتسامة يشوبها  الكبر الذى عجزت عن اخفائه.. قلت سيدتى جئنا من بلد حضاراتها تتخطى العشرة آلاف عام بكثير.. فكيف لنا الانبهار بمبنى مثيله فى مصر مازال أصحابه يقتنونه إلى يومنا هذا؟!. لدينا فى مصر مناطق وأحياء كاملة أطلق عليها وصف آلة زمان.. هنا انقلب الموقف تماما والتف حولى الفوج بأكمله لألعب دور المرشد السياحي.. فاستكملت حديثى بالقول لن أحدثك عن آثار قدماء المصريين فالجميع يعرفها.. لكن سأحدثك عن الآثار الإسلامية.. والتى يأتى فى مقدمتها شارع المعز بالقاهرة (حفظه الله وأعمى عنه أعين القبح وهمجية الجهل).. يستغرق المسير فيه وحده قرابة الساعتين.. وبمجرد دخولك هذا الشارع تشعرين بأنك انتقلت عبر بوابة زمنية إلى  ألف عام مضت بكل تفاصيلها.. عادت وسألت كيف استطعتم الحفاظ على مبانيكم كل هذه السنين.. فقلت.. الزمان ثم الهمجية التترية هما أخطر ما يواجه الآثار فى أى مكان.. أما الأول فاستطاع المصرى القديم التغلب عليه بالعلم وعظمة البناء.. أما التتار فاستطاع شعب مصر قديما حفظ تراثه منهم.. نجحوا فى احتلال اغلب بلاد العالم القديم وتدمير حضارته وتراثه.. إلا مصر.. فقد خرج لهم المصريون هزموهم وأنقذوا العالم من طوفانهم.. ومن لم يدهس التتار حضارته منكم فذلك بفضل المصريين فقط.. هنا ساد الصمت.. وبدأت الهمهمات عن ضرورة أن تكون الرحلة القادمة إلى مصر.. وأمضيت بقية يومى فى إجابات عبثية.. عن تكلفة الرحلة والإقامة وشروط التأشيرة إلى مصر.
قبل تلك الواقعة بعامين جاءتنى دعوة فى إحدى الدول العربية لزيارة متحف.. اعتذرت فى البداية بكل أدب عن الحضور.. إلا أن صديقى موجه الدعوة استطاع اقناعى بسهولة عندما أخبرنى أن إدارة المتحف أعدت لنا عشاء فاخرا يحتشد بالذبائح.. هنا فقط قبلت الدعوة.. وكان ما حسبته بالضبط.. عدة آنية وجهاز راديو وجرامفون وزجاجات مياه غازية.. بنادق كتلك التى يحملها الغفر فى قرانا.. وبضعة سكاكين وسيوف ملأها الصدأ.. إلا أننى استفقت من تداعى الذكريات والتعجب على ضجيج غثاء إعلامي.. عن كلب بلدى صعد لقمة الهرم.. وتحول لدعاية سياحية لدولة يزيد سكانها علي 100 مليون إنسان.. يزيد العاملون على السياحة بها على 3 ملايين شخص يترأسهم وزير ورؤساء هيئات.. ويحمل تاريخها كل ما هو مقدس للإسلام والمسيحية واليهودية وحتى الملحدين وعبدة الشيطان.. فشكرا للكلب! 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبدة الشيطان لوجه الله حماس

إقرأ أيضاً:

ميقاتي من أنقرة الى القاهرة: تحرّك ديبلوماسي في الزمن الانتخابي

عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى بيروت ليل امس من زيارة رسمية الى تركيا اجتمع خلالها مع الرئيس رجب طيب اردوغان، على ان يغادر صباح اليوم الى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والمشاركة في اعمال "قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي".
وما بين الزيارتين برزت سلسلة مواقف لاردوغان وميقاتي من الوضع اللبناني والعدوان الاسرائيلي والتطورات السورية.
فقد اكد رئيس الحكومة أن "الخروقات اليومية التي يقوم بها العدو الإسرائيلي مخالفة لاتفاق وقف اطلاق النار"، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع اردوغان" ان   دعمكم أساسي بتعجيل وقف العدوان والانصراف إلى ترميم المجتمعات المتضررة".
ومن جهته أكد أردوغان أن "إسرائيل تجرّ المنطقة إلى الهاوية بمهاجمتها لبنان وغزة وسنقف أمام أي محاولات لزعزعة الاستقرار في لبنان".
وتابع: "نهنئ ميقاتي على هذه الوقفة القيادية المتينة أيضا. إننا نؤكد ضرورة وقف إطلاق النار والتزام اسرائيل بهذه الاتفاقية ومن الضروري الضغط عليها من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل الالتزام بوعودها، ونحن سنراقب هذا الأمر عن كثب".
وقال: "هناك اتفاقيات عديدة للتعاون بين البلدين ونحن في خلال هذا اللقاء قمنا ببحث ما يمكن اتخاذ خطوات أكثر لزيادة التعاون وتعميق العلاقات التركية اللبنانية. سنقف أمام أي محاولات تهدف إلى زعزعة الاستقرار في لبنان وسنستمر في متابعة الأوضاع عن قرب"، مضيفا "لبنان وتركيا سوف يكونان إلى جانب سوريا من أجل نهضتها في المرحلة المقبلة، وسوف نعمل كما عملنا في السابق بحق الجيرة، وسنستمر في دعم استقرار سوريا، وعلى المجتمع الدولي القيام بذلك أيضا لضمان استقرار وأمن المنطقة".
رئاسيا، كان البارز امس اعلان "اللقاء الديمقراطي" برئاسة النائب تيمور جنبلاط تأييد ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، وجاء أول رد فعل اعتراضاً من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بأن يقوم غير المسيحيين بترشيح رئيس الجمهورية المسيحي، فيما أعلن الوزير السابق سليمان فرنجية أنه لا يزال مرشحاً للرئاسة وأنه منفتح على النقاش حول مرشح يلبي المواصفات المطلوبة للموقع.
ووفق المعلومات فان موقف "التقدمي" ستتبعه مواقف مشابهة تباعاً فالكتلة السنية في البرلمان ستعلن دعمها لقائد الجيش، علماً أنه سبق للتكتل النيابي المستقل أن أعلن دعمه له، على ان تنضم كتلة تجدد وكتلة الكتائب الى الكتل المرشحة لقائد الجيش".
وفي سياق متصل، ينهي الحزب التقدمي الاشتراكي استعداداته لزيارة وفد لبناني درزي سياسي - ديني رفيع إلى دمشق الأحد المقبل للقاء أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"قائد "هيئة تحرير الشام"التي تولّت السلطة في سوريا، بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وعكس ديبلوماسيون غربيون اجواء تفيد بأنّ ما حدث في سوريا أعاد خلط الأوراق، وخصوصاً انّ مدى تأثيراته مفتوح، ولبنان هو المدى الأقرب لتمتد إليه هذه التأثيرات، لا نقول انّها تأثيرات سلبية، بل ثمة وقائع تفرض نفسها، بمعنى أن يتفاعل المسار اللبناني مع المتغيرات التي حصلت، وملاقاتها بانتخاب رئيس للجمهورية يجنّب لبنان علاقة معادية مع النظام الجديد في سوريا .  
ميدانياً، واصلت إسرائيل خروقاتها المتمادية لاتفاق وقف إطلاق النار، ولعلّ الخرق الأخطر، تجلّى في عبور مستوطنين إسرائيليين الخط الحدودي ونصبوا خياماً في منطقة مارون الراس رافعين لافتات كُتب عليها "لبناننا". ولوحظ انّ من شارك فيها مجموعة اسرائيلية تعتبر لبنان جزءاً من إسرائيل، ودأبت على تعليم الاطفال بأنّ لبنان ملك لإسرائيل وسنستعيده ".
وعلى وقع هذه الخروقات اجتمعت لجنة مراقبة تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار بعد ظهر امس، في مقر قيادة "اليونيفيل "في رأس الناقورة.

المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • سوق الغزل.. رحلة عبر الزمن ومزيج من التراث والتجارة في قلب بغداد
  • منى زكي درة تاج مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
  • ميلاد عام جديد ورحيل آخر !
  • خطيب الأوقاف: نريد بناء إنسان يصنع حضارة ولا يجنح إلى تطرف.. فيديو
  • «بتحب تتحدى نفسها».. مواليد 3 أبراج يعشقون المنافسات
  • منى أحمد تكتب: قناة الزمن الجميل
  • إيران: مصر دولة ذات حضارة وستقود المنظمة إلى الرخاء
  • كتابات تتحدى الحرب: فلذات أكبادنا
  • ميقاتي من أنقرة الى القاهرة: تحرّك ديبلوماسي في الزمن الانتخابي
  • 5 مشروبات تتحدى شهية الشتاء لإنقاص الوزن.. داوم عليها