بوابة الوفد:
2025-03-04@12:23:12 GMT

حضارة تتحدى الزمن

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

كانت تقف هاتفة فى حماس وفخر بالإنجليزية وسط جروب سياحي.. يضم ما يقارب الـ 40 جنسية من كافة قارات الأرض.. أغلبهم من الصحفيين.. إلا أنها توقفت فجأة كآلة  انقطعت عنها الكهرباء.. وهى فاردة ذراعها مشيرة إلى أحد المبانى الأثرية.. لتحدق نحونا بحنق وغضب.. حيث كنت أنتحى جانبا من الجروب بصحبة شابين مصريين.. نناقش هدف محمد صلاح الأخير مع ليفربول (وليس منتخبنا بالطبع).

. توجهت نحونا ولهيب أنفاسها يلفح وجوهنا من على بعد عدة أمتار.. ممكن أسألك سؤالًا.. لماذا انتم المصريون تحديدا من بين شعوب الأرض عندما تأتون إلى هنا لا تبدون أى احترام أو انبهار بآثارنا.. ألاحظ ذلك فى كل فوج.. وبحكم السن تصدرت للإجابة.. وبصوت يشوبه الهدوء والسكينة رغم ارتفاع طبقته.. أما عن الاحترام فهو موجود وممتزج أيضا بشغف التعرف على حضارة وثقافة الآخرين.. أما الانبهار فعفوًا كم عمر هذا القصر التاريخي؟.. قالت بفخر وهى تشير له لقد جاوز المئتى عام.. بابتسامة يشوبها  الكبر الذى عجزت عن اخفائه.. قلت سيدتى جئنا من بلد حضاراتها تتخطى العشرة آلاف عام بكثير.. فكيف لنا الانبهار بمبنى مثيله فى مصر مازال أصحابه يقتنونه إلى يومنا هذا؟!. لدينا فى مصر مناطق وأحياء كاملة أطلق عليها وصف آلة زمان.. هنا انقلب الموقف تماما والتف حولى الفوج بأكمله لألعب دور المرشد السياحي.. فاستكملت حديثى بالقول لن أحدثك عن آثار قدماء المصريين فالجميع يعرفها.. لكن سأحدثك عن الآثار الإسلامية.. والتى يأتى فى مقدمتها شارع المعز بالقاهرة (حفظه الله وأعمى عنه أعين القبح وهمجية الجهل).. يستغرق المسير فيه وحده قرابة الساعتين.. وبمجرد دخولك هذا الشارع تشعرين بأنك انتقلت عبر بوابة زمنية إلى  ألف عام مضت بكل تفاصيلها.. عادت وسألت كيف استطعتم الحفاظ على مبانيكم كل هذه السنين.. فقلت.. الزمان ثم الهمجية التترية هما أخطر ما يواجه الآثار فى أى مكان.. أما الأول فاستطاع المصرى القديم التغلب عليه بالعلم وعظمة البناء.. أما التتار فاستطاع شعب مصر قديما حفظ تراثه منهم.. نجحوا فى احتلال اغلب بلاد العالم القديم وتدمير حضارته وتراثه.. إلا مصر.. فقد خرج لهم المصريون هزموهم وأنقذوا العالم من طوفانهم.. ومن لم يدهس التتار حضارته منكم فذلك بفضل المصريين فقط.. هنا ساد الصمت.. وبدأت الهمهمات عن ضرورة أن تكون الرحلة القادمة إلى مصر.. وأمضيت بقية يومى فى إجابات عبثية.. عن تكلفة الرحلة والإقامة وشروط التأشيرة إلى مصر.
قبل تلك الواقعة بعامين جاءتنى دعوة فى إحدى الدول العربية لزيارة متحف.. اعتذرت فى البداية بكل أدب عن الحضور.. إلا أن صديقى موجه الدعوة استطاع اقناعى بسهولة عندما أخبرنى أن إدارة المتحف أعدت لنا عشاء فاخرا يحتشد بالذبائح.. هنا فقط قبلت الدعوة.. وكان ما حسبته بالضبط.. عدة آنية وجهاز راديو وجرامفون وزجاجات مياه غازية.. بنادق كتلك التى يحملها الغفر فى قرانا.. وبضعة سكاكين وسيوف ملأها الصدأ.. إلا أننى استفقت من تداعى الذكريات والتعجب على ضجيج غثاء إعلامي.. عن كلب بلدى صعد لقمة الهرم.. وتحول لدعاية سياحية لدولة يزيد سكانها علي 100 مليون إنسان.. يزيد العاملون على السياحة بها على 3 ملايين شخص يترأسهم وزير ورؤساء هيئات.. ويحمل تاريخها كل ما هو مقدس للإسلام والمسيحية واليهودية وحتى الملحدين وعبدة الشيطان.. فشكرا للكلب! 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبدة الشيطان لوجه الله حماس

إقرأ أيضاً:

تهنئة رمضانية من أبو تريكة إلى أهل غزة أفضل بشر على كوكب الأرض

أرسل النجم السابق للكرة المصرية محمد أبو تريكة تهئنة بمناسبة حلول شهر رمضان المباراة إلى أهل غزة ووصفهم بأنهم "أفضل شعب على كوكب الأرض".

وفي فيديو الـ14 ثانية الذي نشره على حساباته في مواقع التواصل، قال المحلل الرياضي في شبكة قنوات "بي إن سبورتس" إنه "إلى أفضل بشر على كوكب الأرض، أهل غزة، كل سنة وأنتم طيبين، ورمضان كريم".

وتابع أنه يدعو "لأهل غزة أن يلهمكم الله الصبر والرضا والثبات والنصر، وتعيدوا إعمار القطاع كما كان في السابق ويصبح أفضل".

ودأب الدولي المصري والنجم السابق للأهلي على توجيه، رسائل مؤثرة وداعمة لأهل قطاع غزة.

وبعد الإعلان الرسمي عن اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وقال أبو تريكة على قنوات (بي إن سبورتس) خلال الأستوديو التحليلي، "تحية وسلام لأهل غزة بما صبرتم فنعم عقبى الدار. ليس لأحد فضل عليكم سوى الله سبحانه وتعالى".

وأثنى نجم الأهلي السابق على أهل غزة قائلا "بصبركم ومقاومتكم وشجاعتكم ضحيتم بالكثير، واليوم يوم من أيام الله. السلام على أهل غزة الأبية فأنتم تاج على الرؤوس لأنكم حفظتم شرف الأمة".

وأردف أبو تريكة "هناك 45 ألف شهيد وجريح، والكثير من المتضررين، فالله سبحانه وتعالى يلهمكم الصبر. مهما عملنا لن نوفيكم حقكم".

إعلان

والعام الماضي ندد أبو تريكة باكتفاء دول العالم بإصدار خطابات الشجب والإدانة تجاه ما يحدث مع الفلسطينيين، رغم احتراق وموت أهالي غزة على الهواء منذ أكثر من عام.

مقالات مشابهة

  • تحديات الصيام في الفضاء
  • رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره
  • تهنئة رمضانية من أبو تريكة إلى أهل غزة أفضل بشر على كوكب الأرض
  • متى يحل الربيع؟.. موعد نهاية فصل الشتاء
  • دعاء 3 رمضان.. يسخر لك الأرض ومن عليها
  • محافظ الغربية: نسابق الزمن لإنهاء مشروعات حياة كريمة ودخولها الخدمة
  • الغربية تسابق الزمن.. استمرار أعمال تغطية مصرف الزهار بقطور لتطوير البنية التحتية
  • ابنة مارادونا تتحدى المافيا وتطالب بكشف السبب الحقيقي لوفاته
  • يحيى عطية الله يسابق الزمن للعودة وتدعيم صفوف الأهلي
  • كيا تتحدى رينو وفولكس فاجن بهذه السيارة الكهربائية EV1