المفتي يتفقد فرع الدار في السويس: نعد كوادر مؤهلة لنشر الفكر الوسطي
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
أجرى الدكتور نظير عيَّاد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، جولةً تفقدية لأعمال الإنشاءات لفرع دار الإفتاء المصرية الجديد الجاري إنشاؤه في محافظة السويس.
عيد محافظة السويس القوميوتابع مفتي الحمهورية سَيْر الأعمال من فريق المهندسين المختص بالمشروع، واطَّلع على آخر التطورات في الموقع.
جاءت هذه الجولة على هامش مشاركة المفتي في احتفالات محافظة السويس بعيدها القومي، حيث صرَّح خلال جولته التفقدية بأن افتتاح هذا الفرع يأتي في إطار حرص دار الإفتاء على تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين، وتقديم الخدمات الشرعية بشكل متكامل.
وقال الدكتور نظير عياد: «إن إنشاء فرع دار الإفتاء في السويس يعكس توجهاتنا نحو خدمة المواطنين في مختلف المحافظات، ويمثل خطوة لتقديم الخدمات الإفتائية المتنوعة بأسلوب متطور يلبي احتياجات المجتمع».
الوصول إلى الفتاوى والخدمات الدينيةوأضاف: «إننا نعمل على إعداد الكوادر المؤهلة وتوفير التجهيزات الحديثة التي تتيح سهولة الوصول إلى الفتاوى والخدمات الدينية، بما يتماشى مع متطلبات العصر ويسهم في نشر الفكر الوسطي وتعزيز الاستقرار الاجتماعي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: الفكر تحت سلطة الحرف
ذكر عباس محمود العقاد قصةً عن لجنة حكومية انتظمت في مصر لاختيار نشيدٍ وطني، وعرضوا عليهم بضعة نصوص غفلاً من الأسماء ليختاروا واحداً منها يرونه الأقوى في تمثيل مجد مصر، وظهر على رئيس الجلسة أنه يجر الحديث باتجاه نصٍ محدد، ولكن العقاد كان مع نص آخر أقوى في شعريته وفي تمثله للقيم الوطنية المصرية، وراح العقاد يبين عوار ذلك النص المفضل لرئيس اللجنة، وكان الأعضاء يميلون لموقف العقاد، وحين اشتد النقاش وتوتر، صرخ رئيس اللجنة وقال: هذا النص لأحمد شوقي، مما جعل الأعضاء كلهم يغيرون رأيهم لمصلحة نص شوقي، وتم لهم ذلك رغم غضب العقاد واعتراضه.
وهذه القصة تبين مدى تأثير الذاكرة البشرية على قرارات الناس، وكل شخصيةٍ تحتل الذاكرة فإنها تتحول لقيمةٍ مركزية تتغلب على كل القيم الأخرى، حتى قيم الحق وقيم العلمية وقيم الواقعية، وللاسم قوته في فرض قيمته على الاستقبال وعلى القرارات إذا ما كان اسماً مترسخاً في الذاكرة العامة.
وحول ذلك كنت في نقاش مع ناشر مصري في مطلع حياتي الثقافية، وسألته عن فن اختيار أغلفة الكتب فقال لي هناك ثلاثة خيارات:
إن كان المؤلف اسماً مهماً جعلنا اسمه بحرف كبير ويتصدر وجه الغلاف، وإن لم يكن اسماً ضارباً نظرنا في الموضوع، فإن كان لافتاً ومغرياً ركزنا عليه وكبرنا حجمه، فإن لا هذا ولاذاك.. فزي بعضه.
وفي زمن التدوين المبكر في الثقافة العربية كان سوق المربد في البصرة، وكانت تتصدره الأسماء الكبرى في ذاكرة الثقافة من الجاهليين الذين أصبحوا فحول الثقافة، لدرجة أن الانتحال لا ينجح إلا إذا استخدم اسم شاعرٍ فحل أو شعرٍ عن قبيلة لها ذاكرةٌ مترسخة مثل قبيلة بني عذرة، حيث يروج أي شعر في الحب إذا ما انتسب لعذري، بل أصبحت عبارة الشعر العذري مصطلحاً شعرياً ونقدياً.
وفي زمننا هذا احتلت العلامات التجارية صدارة الانتشار في غلاء الثمن وهيمنة السوق.
وفكرياً كان الجاحظ يضع أسماء مشاهير على كتبه المبكرة كي تحظى بالقبول بما أن اسمه في البدء لم يكن ذا بال. وهذه صورة لقوة الحرف في توجيه المسارات، والاسم ليس سوى حرف (حروف) منطوق أو مكتوب، ولكنه يتحول لسلطةٍ معنوية وقيمية.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض