إمام المسجد النبوي يفتتح أكبر مسجد في بودغوريتشا بالجبل الأسود
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
نيابة عن معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ افتتح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور خالد بن سليمان المهنا، اليوم، مسجد هادروفيتش التاريخي، بعد إعادة بنائه وتجديده بدعم سخي من المملكة العربية السعودية, ويعد أكبر مسجد في العاصمة بودغوريتشا بجمهورية الجبل الأسود ويزيد عمره على 300 عام.
ويأتي إعادة بناء المسجد وتجديده في إطار جهود المملكة لتعزيز التواصل مع المسلمين في كل مكان، وتأمين المساجد لتكون منارات علم, وتبلغ مساحته حوالي 1000 متر مربع ويتسع لأكثر من 1500 مصلٍ، ويضم مرافق متعددة منها مصلى للنساء وقبو، ليكون مركزًا لنشر تعاليم الإسلام السمحة وتعزيز قيم التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع.
وأشاد رئيس المشيخة الإسلامية المفتي العام لجمهورية الجبل الأسود الشيخ رفعت فيزيتش، بالدور الرائد الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في دعم بيوت الله ونشر قيم الوسطية والاعتدال، معربًا عن امتنانه وشكره العميق لقيادة المملكة على مبادرتها الكريمة في إكمال بناء المسجد، مؤكدًا أن هذا الصرح الإسلامي الكبير سيكون نقطة انطلاق لنشر رسالة الإسلام السمحة ودعم الجالية الإسلامية في الجبل الأسود.
من جانبه أعرب مفتي العاصمة الشيخ جمال رجماتوفتش، عن تقديره لدعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- المستمر لبيوت الله والمشاريع الإسلامية حول العالم, عادًا هذا الدعم تجسيدًا للالتزام المملكة بدعم المسلمين في أنحاء العالم كافة.
اقرأ أيضاًالمملكةصناعة سعودية” تتألق في معرض سيال باريس 2024
فيما نوهت عمدة العاصمة بودغوريتشا, أوليفيرا إنياك، بالدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في دعم المشاريع التي تعزز قيم التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات, مقدمة شكرها العميق لقيادة المملكة ووزارة الشؤون الإسلامية على الجهود الكبيرة في نشر التسامح والسلام، مؤكدة أن هذا المسجد سيكون منارة للتعاون والتواصل بين أفراد المجتمع في العاصمة بودغوريتشا.
من جانبه، أكد الملحق الديني بسفارة المملكة في البوسنة والهرسك عامر العنزي، أن هذا الدعم يعكس جهود المملكة لتعزيز التضامن الإسلامي وخدمة الإسلام والمسلمين, مبرزًا حرص معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على تنفيذ البرامج التي تدعم رسالة الوزارة في نشر الوسطية وتعزيز التعايش السلمي، منوهًا بالتعاون المستمر بين الوزارة والمشيخة الإسلامية في الجبل الأسود لتحقيق هذا الهدف.
حضر الحفل ممثل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية ألبانيا غير المقيم بالجبل الأسود عبدالعزيز بن عبدالرحمن العتيق، إلى جانب عدد من المسؤولين في حكومة الجبل الأسود، والعلماء والسفراء والدعاة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الجبل الأسود
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: أحبُّ الخلق إلى الله من يشكره على النعم
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام "إِنَّ مِنْ أعظم العبادات وأرجَاهَا، وأجلها وأسماهَا، عِبَادَةَ الشُّكْرِ، فَكم أسبغ الله علينا من نعمة، ومنّ علينا مِنْ مِنَّةٍ، وكشف عنَّا مِنْ كُرَبَةٍ، وَفَرَّجَ عَنَّا مِنْ نِعْمَةٍ، ولو كَشَفَ الله لنا الغطاء عن ألطافه وصنعه بنا لذابت قلوبنا محبة وشكرًا له وشوقًا إليه، فنعمه تترى علينا في كل حين، نتقلب فيها ممسين ومصبحين، {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}، .
وأكد الدوسري، أن أحبُّ خَلْقِ اللهِ إلى الله من اتصف بصفة الشكر وداوم عليها، كما أن أبغض خَلْقِهِ إِليه مَنْ عَطَّلَهَا واتصف بضدها، وقدْ بَلَغَ مِنْ عِظَم منزلة الشكر أنَّ اللهَ تعالى سَمَّى نَفْسَهُ شَاكِرًا وَشَكُورًا، وَسَمَّى به الشَّاكِرِينَ، فَأَعْطَاهُمْ مِنْ وَصْفِهِ، وَسَمَّاهُمْ بِاسْمِهِ، وَحَسْبُكَ بِهَذَا مَحَبَّةٌ لِلشَّاكِرِينَ وَفَضْلًا، فالشكر ثوابه عظيم، وأجره عميم، قال العزيز العليم: { وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرِينَ } ، ولم يذكر الله في الآية جزاء الشكر ليدل ذلك على كثرته وعظمته.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن الشكر أمان من العقوبات، ونجاة من المكروهات قالَ اللهُ عَزَّ وجلَّ : {مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}، فَمَنْ ضَيَّعَ شُكر النعم حلَّتْ بِهِ النقم، ومن لم يُحاسب نفسه قبل يوم القيامة حل به الندم.
وذكر الدكتور الدوسري أن نصوص الوحيين دلت على أن الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح، فيظهر الشكر في القلب إقرارًا بالنعم وإيمانًا، ونسبتها لواهبها تفضلًا منه وإحسانًا، قال تعالى على لسان سليمان عليه السلام: هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي } ، وقال: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ» ، كما ظهر الشكر في اللسان حمدًا وثناء وتحدثًا: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدَّثْ، ويظهر الشكر في الجوارح عبادة وطاعة واستعمالًا، فصرف النعم فيما يُرضي الله هو حقيقة الشكر وبرهانه، ويكون الشكر بتسخير النعم في تحقيق الفضائل، فكذلك يكون في التوفي والحذر من أن تكون النعم مطية للمعاصي والرذائل، فالمعاصي نار النعم تأكلها كما تأكل النارُ الحَطَبَ، وبذلك يعلم أنَّ الشكر الله هو الاعتراف بنعم الله، والتحدث بها، والاستعانة بها على طاعة المنعم دون معصيته، ولا بد أن يقترن هذا بالخضوع للمنعم ومحبته، فبهذه الأركان يكون الشكر تامًا.
وأضاف أن العبد مهما أطاع ربه وشكره، وتقرب إليه بأنواع القربات والطاعات، فلن يقوم بالشكر على الكمال والتمام؛ لأن شكره الله هو محض توفيق من الله، وكلما كان العبد أكثر شكرًا لربه فالله أكثر، وسيجزي الله الشاكرين، فاشكروا ربكم على ما حياكم من النعم، وأولاكم من المنن، ودفع عنكم من النقم، وخصكم بجميل العطايا والكرم، وإن أعظم الشكر هو الإيمان بالله تعالى، والمبادرة إلى عبادته وأداء فرائضه وواجباته، والبعد عن محرماته، قال تعالى: { بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)، كما أن أعظم كفران النعم هو الكفر بالله، وترك فرائضه وواجباته، وفعل المعاصي.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام "إن النعم نوعان: مستمرة ومتجددة: فالنعم المستمرة شكرها يكون بالعبادات والطاعات، والنعم المتجددة شرع لها سجود الشكر، شكرًا الله عليها، وخضوعًا له وذلًا واعترافًا بفضله وإحسانه، وإِنَّ مِنَ النعم المتجددة ما يعيده الله تعالى على الأمة من مواسم الخيرات في الشهور والأيام، وها قد أظلكم شهر يغفل عنها كثير من الأنام، وهو شهر شعبان الذي ترفع فيه الأعمال، ومما ينبغي على المسلم في شهر شعبان المبادرة إلى قضاء ما فاته من شهر رمضان، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالت: كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ.
وبين أنَّ مِنَ النعم الكبرى، والمِنَن العظمى التي تستوجب منا الشكر والامتنان، ما أكرم الله به بلادنا من نعمة الإيمان والأمن والأمان، وما نعيشه في ربوعها مِنْ رَغدِ عيش وسعادة واطمئنان، في ظل قيادتنا الرشيدة، فنسأل الله تعالى أن يجزي ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، خير الجزاء وأعظمه وأوفاه، على ما تحققه بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية من نجاحات باهرة، وإنجازات ظاهرة، في جميع الميادين المحلية والإقليمية، والأصعدة الدولية والعالمية، فنسأل الله جل وعلا أن يحفظ على هذه البلاد عقيدتها وإيمانها وولاة أمرها، وأمنها ورخاءها واستقرارها، وأن يجعلها شامخة عزيزة إلى يوم الدين.