هل ستضغط واشنطن على الاحتلال لإبرام هدنة في غزة بعد استشهاد السنوار؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن "هذه هي اللحظة المناسبة للعمل على إنهاء هذه الحرب، والتأكد من عودة جميع الرهائن إلى ديارهم، وبناء مستقبل أفضل للناس في غزة".
وأضاف بلينكن، "وكما قلتُ، من الضروري، من أجل القيام بذلك، التأكد من أن لدينا الخطط المناسبة، وقد أجرينا مناقشة مثمرة حول ذلك".
وكانت نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس قد سبقت بلينكن بالدعوة لوقف الحرب، وقالت خلال مقابلة تلفزيونية "إننا نحتاج إلى إنهاء الحرب"، مضيفة: "عدد الفلسطينيين الأبرياء الذين قتلوا في غزة غير مقبول"، إلا أنها عادت وأكدت في الوقت نفسه دعمها الدائم لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
تقدم في المفاوضات
وخلال زيارته إلى دولة الاحتلال دعا بلينكن رئيس وزراء دولة الاحتلال إلى "اغتنام فرصة مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، للعمل نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وعلى الرغم من الدعوات الأمريكية المتتالية لوقف الحرب هل تضغط واشنطن على الاحتلال لوقف عدوانه، خاصة بعد أن اعتبرت أن استشهاد السنوار فرصة يجب اغتنامها لوقف الحرب؟
نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق للشرق الأوسط مايكل مولروي، قال إن "السنوار كان الزعيم السياسي والقائد العملياتي وربما العقبة الأكبر أمام وقف إطلاق النار".
وتابع مولروي خلال حديث خاص لـ"عربي21"، "سيكون من الصعب على حماس استبدال السنوار، ومن المرجح أن تكتسب مفاوضات وقف إطلاق النار حياة جديدة بسبب وفاته".
في المقابل الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي خالد الترعاني "لا يعتقد أن الحكومة الأمريكية يمكن أن تضغط على دولة الاحتلال بأي شكل من الأشكال".
وتابع الترعاني في حديث خالص لـ"عربي21"، "الحكومة الأمريكية وصلت لاتفاق لوقف إطلاق النار ثلاث مرات، وذلك بوساطة مصرية قطرية، وفي كل مرة يقلب نتنياهو الطاولة عليهم ويُفشل الصفقة، وذلك بحسب اعتراف بايدن وبلينكن ورئيس الموساد وقيادات عسكرية وسياسية إسرائيلية، وأما القول بأنه الان ذهب من كان يعرقل الصفقة فهذا كذب بواح".
وأوضح أن "الحكومة الأمريكية لم تكن قادرة في ذلك الوقت أن تضغط على نتنياهو من أجل إتمام الصفقة، وفي الوقت الذي كان فيه جو بايدن بكامل قواه العقلية وقوته السياسية لم يستطع الضغط على إسرائيل، وبالتالي الان وهو منتهي الصلاحية سياسيا سيكون أقل قدرة من الضغط على دولة الاحتلال".
وخلص الترعاني بالقول، "بالتالي لا اعتقد أنه سيكون هناك ضغط أمريكي لوقف الحرب، ولن يكون هناك إرادة أمريكية استخدام أوراق الضغط التي تمتلكها واشنطن كي تضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي أصلا لم تستخدم هذه الأوراق عندما كان بايدن بكامل قوته السياسية ولا اعتقد أنها ستخدمها الان".
رفض استخدام النفوذ
محمد بزي مدير مركز هاكوب كيفوركيان لدراسات الشرق الأدنى، قال في مقال رأي نُشر في الغارديان البريطانية، الجمعة، إن "مقتل السنوار كان من المفترض أن يؤدي إلى خلق زخم جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يؤدي إلى خفض التصعيد الإقليمي".
وتابع بزي في المقال الذي ترجمته "عربي21"، "لكن بايدن أهدر هذه الفرصة بالفعل بإرسال بلينكن لإلقاء محاضرة ضعيفة على نتنياهو، ورفض الضغط على إسرائيل لقبول الهدنة".
ويرى أن "نتنياهو لن يأخذ الفوز الذي وفرته وفاة السنوار، لأن بايدن أظهر خلال العام الماضي أنه سيسارع إلى الدفاع عن إسرائيل من عواقب حربها الكارثية على غزة، وأفعالها المتهورة في جميع أنحاء المنطقة".
ولفت إلى أن "بايدن يرفض فرض أي تكاليف على نتنياهو وحكومته اليمينية، فقد قدمت الولايات المتحدة 22 مليار دولار من الأسلحة وغيرها من الدعم العسكري، إلى جانب الغطاء الدبلوماسي في مجلس الأمن، مما مكن إسرائيل من مواصلة هجومها في غزة على الرغم من حصيلة القتلى المروعة، ومؤخرا، تكررت هذه التكتيكات في لبنان".
وأضاف الكاتب، " لقد رحب كل من بايدن هاريس، بمقتل السنوار وحثا إسرائيل على استخدامه كنقطة انطلاق لإنهاء الحرب، ووصف بايدن زعيم حماس بأنه "عقبة لا يمكن التغلب عليها" أمام التوصل إلى تسوية سياسية في غزة".
"لكن بايدن تجاهل حقيقة مفادها أن نتنياهو، لعدة أشهر، منع أيضًا وقف إطلاق النار من خلال التراجع وإضافة شروط جديدة - إلى الحد الذي اتهمه فيه بعض كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل بتخريب المفاوضات لتجنب انهيار ائتلافه الحاكم المتطرف"، وفقا للكاتب.
وأضاف، "بما أن الإدارة الأمريكية لم تعد قادرة على الإشارة إلى السنوار باعتباره العقبة الرئيسية أمام إنهاء الصراع، فهل يخجل بايدن أخيراً من نتنياهو لدوره في عرقلة الاتفاق أو يمتنع عن إرسال شحنات الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل؟".
وأوضح أنه "لو كان الأمر كذلك، تشير كل الدلائل إلى أن بايدن يواصل سياسته الفاشلة المتمثلة في الشكوى من تعنت نتنياهو، لكنه يرفض استخدام ذرة من النفوذ الأمريكي لمنعه من توسيع الحرب".
روبرت شابيرو، أستاذ الحكومة والشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا الأمريكية، يرى أن "غياب السنوار يُعطي الولايات المتحدة الفرصة للتأكيد على أنه بما أن إسرائيل قد حققت هدفها المتمثل في قتل أو أسر قيادات حماس التي أشرفت على أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فإنها لابد وأن تعلن النصر وتنهي الحرب في غزة إذا ما أطلقت حماس سراح كل الرهائن المتبقين على الفور، ولا تزال قضية الرهائن تشكل أهمية قصوى".
وتابع شابيرو في حديث خاص لـ"عربي21"، "هذا من شأنه أن يزيد الضغوط على نتنياهو لإتمام الصفقة، لأن الإسرائيليين لم يعد بوسعهم أن يشيروا إلى السنوار باعتباره يعرقل الصفقة، ما لم يظهر زعيم جديد لحماس ليقوم بذلك، والآن أصبح نتنياهو هو المحور الرئيسي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال السنوار امريكا غزة الاحتلال السنوار المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار دولة الاحتلال على نتنیاهو لوقف الحرب فی غزة
إقرأ أيضاً:
فوضي في إسرائيل بسبب فيلم وثائقي..وغضب من طفل فلسطيني أشاد بدور السنوار
اشتعلت موجة من الغضب الشديد في إسرائيل ادعاءاتٌ بتحريف متعمد في الترجمة العربية لفيلم وثائقي أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، والذي أبرز مقابلة مع طفل فلسطيني أشاد بيحيى السنوار ووصفه بـ«مقاتل ضد القوات الإسرائيلية».
غضب من طفل فلسطينيونشرت القناة 12 الإسرائيلية أن مسؤولين إسرائيليين غضبوا بشدة من الفيلم، مشيرةً إلى أن الترجمة العربية قامت في خمس حالات على الأقل باستبدال كلمات مثل «يهودي ويهود» بـ«إسرائيل والقوات الإسرائيلية»، وادعت القناة أن تصريحات أحد الأطفال الفلسطينيين الذي أشاد بيحيى السنوار، قائد الفصائل الفلسطينية في غزة، خُففت لهجتها القتالية في النص المترجم، ما اعتبره مسؤولون ونشطاء إسرائيليون محاولةً لإضفاء طابع أكثر حيادية على الخطاب.
أكثر المشاهد جدلًاومن أكثر المشاهد إثارة للجدل، مقابلة مع طبيب فلسطيني ظهر وهو يجري عملية بتر لطفل متأثرٍ بالقصف الإسرائيلي، حيث قال: «انظروا ماذا يفعل الإسرائيليون بأطفال غزة»، وزعم الإسرائيليون أن المقطع عُدل، وأن الطبيب كان يقول: «ماذا فعل اليهود بأطفال غزة». كما تضمنت المشاهد الأخرى طفلاً يتحدث عن الدمار الذي حل بمنطقته بسبب قصف جيش الاحتلال، مشيرًا إلى أن «الإسرائيليين هم من دمروا غزة»، ما أثار استياء المستوطنين.
غضب مسؤولين إسرئيليينوأثار الفيلم الوثائقي عن الحرب في غزة انتقادات حادة في إسرائيل، حيث اعتبر أليكس هاران، أحد مديري منظمة «العمل ضد معاداة السامية»، أن ما حدث يمثل اضطهادًا من «BBC» لليهود في تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأضاف أن التعديلات اللغوية أثارت غضب عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين، مدعيًا أن «هذه ليست مجرد أخطاء لغوية، بل محاولة متعمدة لتغيير الحقائق بشكل يؤثر على إدراك الجمهور الغربي».
يُذكر أن اليهود يغضبون من استخدام كلمة «الإسرائيليين» بدل «اليهود» في بعض السياقات؛ لأنهم يعتبرون اليهودية هويةً دينيةً وثقافيةً أوسع من الهوية القومية الإسرائيلية، خاصةً مع وجود يهود في دول كثيرة حول العالم لا يعتبرون أنفسهم إسرائيليين، وبالتالي فإن استبدال مصطلح «اليهود» بـ«الإسرائيليين» قد يُفهم على أنه إنكار لوجودهم كجماعة دينية أو تاريخية مستقلة عن الدولة الإسرائيلية.