قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن "هذه هي اللحظة المناسبة للعمل على إنهاء هذه الحرب، والتأكد من عودة جميع الرهائن إلى ديارهم، وبناء مستقبل أفضل للناس في غزة".

وأضاف بلينكن، "وكما قلتُ، من الضروري، من أجل القيام بذلك، التأكد من أن لدينا الخطط المناسبة، وقد أجرينا مناقشة مثمرة حول ذلك".



وكانت نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس قد سبقت بلينكن بالدعوة لوقف الحرب، وقالت خلال مقابلة تلفزيونية "إننا نحتاج إلى إنهاء الحرب"، مضيفة: "عدد الفلسطينيين الأبرياء الذين قتلوا في غزة غير مقبول"، إلا أنها عادت وأكدت في الوقت نفسه دعمها الدائم لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

تقدم في المفاوضات

وخلال زيارته إلى دولة الاحتلال دعا بلينكن رئيس وزراء دولة الاحتلال إلى "اغتنام فرصة مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، للعمل نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وعلى الرغم من الدعوات الأمريكية المتتالية لوقف الحرب هل تضغط واشنطن على الاحتلال لوقف عدوانه، خاصة بعد أن اعتبرت أن استشهاد السنوار فرصة يجب اغتنامها لوقف الحرب؟

نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق للشرق ‏الأوسط مايكل مولروي، قال إن "السنوار كان الزعيم السياسي والقائد العملياتي وربما العقبة الأكبر أمام وقف إطلاق النار".



وتابع مولروي خلال حديث خاص لـ"عربي21"، "سيكون من الصعب على حماس استبدال السنوار، ومن المرجح أن تكتسب مفاوضات وقف إطلاق النار حياة جديدة بسبب وفاته".

في المقابل الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي خالد الترعاني "لا يعتقد أن الحكومة الأمريكية يمكن أن تضغط على دولة الاحتلال بأي شكل من الأشكال".

وتابع الترعاني في حديث خالص لـ"عربي21"، "الحكومة الأمريكية وصلت لاتفاق لوقف إطلاق النار ثلاث مرات، وذلك بوساطة مصرية قطرية، وفي كل مرة يقلب نتنياهو الطاولة عليهم ويُفشل الصفقة، وذلك بحسب اعتراف بايدن وبلينكن ورئيس الموساد وقيادات عسكرية وسياسية إسرائيلية، وأما القول بأنه الان ذهب من كان يعرقل الصفقة فهذا كذب بواح".

وأوضح أن "الحكومة الأمريكية لم تكن قادرة في ذلك الوقت أن تضغط على نتنياهو من أجل إتمام الصفقة، وفي الوقت الذي كان فيه جو بايدن بكامل قواه العقلية وقوته السياسية لم يستطع الضغط على إسرائيل، وبالتالي الان وهو منتهي الصلاحية سياسيا سيكون أقل قدرة من الضغط على دولة الاحتلال".

وخلص الترعاني بالقول، "بالتالي لا اعتقد أنه سيكون هناك ضغط أمريكي لوقف الحرب، ولن يكون هناك إرادة أمريكية استخدام أوراق الضغط التي تمتلكها واشنطن كي تضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي أصلا لم تستخدم هذه الأوراق عندما كان بايدن بكامل قوته السياسية ولا اعتقد أنها ستخدمها الان".

رفض استخدام النفوذ

محمد بزي مدير مركز هاكوب كيفوركيان لدراسات الشرق الأدنى، قال في مقال رأي نُشر في الغارديان البريطانية، الجمعة، إن "مقتل السنوار كان من المفترض أن يؤدي إلى خلق زخم جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يؤدي إلى خفض التصعيد الإقليمي".

وتابع بزي في المقال الذي ترجمته "عربي21"، "لكن بايدن أهدر هذه الفرصة بالفعل بإرسال بلينكن لإلقاء محاضرة ضعيفة على نتنياهو، ورفض الضغط على إسرائيل لقبول الهدنة".

ويرى أن "نتنياهو لن يأخذ الفوز الذي وفرته وفاة السنوار، لأن بايدن أظهر خلال العام الماضي أنه سيسارع إلى الدفاع عن إسرائيل من عواقب حربها الكارثية على غزة، وأفعالها المتهورة في جميع أنحاء المنطقة".

ولفت إلى أن "بايدن يرفض  فرض أي تكاليف على نتنياهو وحكومته اليمينية، فقد قدمت الولايات المتحدة 22 مليار دولار من الأسلحة وغيرها من الدعم العسكري، إلى جانب الغطاء الدبلوماسي في مجلس الأمن، مما مكن إسرائيل من مواصلة هجومها في غزة على الرغم من حصيلة القتلى المروعة، ومؤخرا، تكررت هذه التكتيكات في لبنان".

وأضاف الكاتب، " لقد رحب كل من بايدن هاريس، بمقتل السنوار وحثا إسرائيل على استخدامه كنقطة انطلاق لإنهاء الحرب، ووصف بايدن زعيم حماس بأنه "عقبة لا يمكن التغلب عليها" أمام التوصل إلى تسوية سياسية في غزة".

"لكن بايدن تجاهل حقيقة مفادها أن نتنياهو، لعدة أشهر، منع أيضًا وقف إطلاق النار من خلال التراجع وإضافة شروط جديدة - إلى الحد الذي اتهمه فيه بعض كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل بتخريب المفاوضات لتجنب انهيار ائتلافه الحاكم المتطرف"، وفقا للكاتب.

وأضاف، "بما أن الإدارة الأمريكية لم تعد قادرة على الإشارة إلى السنوار باعتباره العقبة الرئيسية أمام إنهاء الصراع، فهل يخجل بايدن أخيراً من نتنياهو لدوره في عرقلة الاتفاق أو يمتنع عن إرسال شحنات الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل؟".



وأوضح أنه "لو كان الأمر كذلك، تشير كل الدلائل إلى أن بايدن يواصل سياسته الفاشلة المتمثلة في الشكوى من تعنت نتنياهو، لكنه يرفض استخدام ذرة من النفوذ الأمريكي لمنعه من توسيع الحرب".

روبرت شابيرو، أستاذ الحكومة والشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا الأمريكية، يرى أن "غياب السنوار يُعطي الولايات المتحدة الفرصة للتأكيد على أنه بما أن إسرائيل قد حققت هدفها المتمثل في قتل أو أسر قيادات حماس التي أشرفت على أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فإنها لابد وأن تعلن النصر وتنهي الحرب في غزة إذا ما أطلقت حماس سراح كل الرهائن المتبقين على الفور، ولا تزال قضية الرهائن تشكل أهمية قصوى".

وتابع شابيرو في حديث خاص لـ"عربي21"، "هذا من شأنه أن يزيد الضغوط على نتنياهو لإتمام الصفقة، لأن الإسرائيليين لم يعد بوسعهم أن يشيروا إلى السنوار باعتباره يعرقل الصفقة، ما لم يظهر زعيم جديد لحماس ليقوم بذلك، والآن أصبح نتنياهو هو المحور الرئيسي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال السنوار امريكا غزة الاحتلال السنوار المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار دولة الاحتلال على نتنیاهو لوقف الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكرر سيناريو الضفة..(البلاد) تدق ناقوس الخطر.. غزة تحت سكين الاحتلال.. تقسيمٌ واستيطان

البلاد – رام الله
في مشهد متسارع لا يحمل سوى نُذر الكارثة، تتعرض غزة لعدوان مزدوج، لا يقتصر على قصف وتدمير ممنهج، بل يمتد إلى مخطط واضح لتقسيم جغرافي واستيطان مباشر على الأرض، بينما تغرق المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى في جمود قاتل، في ظل اشتراطات إسرائيلية تُقارب الشروط التعجيزية.

فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن استمرار جيش الاحتلال في تنفيذ عمليات عسكرية عالية الكثافة داخل قطاع غزة، مستخدمًا معدات هندسية ضخمة لتجريف شوارع وتدمير أحياء بأكملها بطريقة ممنهجة. وفي تطور لافت، أشار موقع “واللا” العبري إلى أن الجيش يستعد لإطلاق مناورة عسكرية كبرى تهدف إلى تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، عبر شريط يفصل شمال القطاع عن جنوبه، ضمن خطة تمتد إلى إنشاء مراكز توزيع مساعدات غذائية تديرها شركات أمريكية مدنية، في خطوة تحمل أبعادًا سياسية خطيرة تهدف إلى تقويض سلطة حماس وإضعاف بنيتها الشعبية.
الخطة، التي وصفها الموقع بأنها من “أضخم العمليات العسكرية”، ستستلزم وفق المعلومات المنشورة، تجنيدًا واسعًا لقوات الاحتياط وتحريك وحدات نظامية من جبهات أخرى، لتأمين السيطرة على المناطق المستهدفة. حتى اللحظة، تسيطر القوات الإسرائيلية على ما يُقارب 40% من مساحة القطاع، بعدما نفذت نحو 1300 غارة وهجوم، وسيطرت على محاور رئيسية شمالًا وفي رفح جنوبًا، بما يشمل مناطق مكتظة مثل حي الدرج وحي التفاح.
وفي موازاة الاجتياح العسكري، تتقدم على الأرض حركة استيطانية إسرائيلية باتجاه قطاع غزة، لأول مرة منذ انسحاب 2005. فقد كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن نحو 30 عائلة إسرائيلية تعيش حاليًا في مواقع مؤقتة شرق القطاع، فيما سجّلت 800 عائلة أخرى أسماءها للانتقال إلى 6 مستوطنات محتملة داخل غزة، بدفع من حركة “ناحالا” الاستيطانية المتطرفة.
وقد نُظِّم احتفال رمزي بعيد الفصح اليهودي في خيام نُصبت قرب السياج الفاصل شرق غزة، تمامًا كما فعل المستوطنون سابقًا في الخليل عام 1968 وكيدوميم عام 1975، حين استغلوا الطقوس الدينية لبناء أمر واقع استيطاني دائم. اليوم، تقول أربيل زاك، إحدى أبرز قيادات “ناحالا”، إن نحو 80 بؤرة استيطانية أُنشئت في الضفة الغربية منذ بداية الحرب، وإن غزة ستكون “الجبهة التالية”.
في هذا السياق، افادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن تل أبيب لن توقف الحرب على غزة قبل تحقيق أربعة شروط أساسية: إطلاق سراح جميع الأسرى، إنهاء حكم حماس، نزع سلاح غزة بالكامل، وإبعاد قادة الحركة إلى الخارج. وهي شروط رفضتها حماس بشدة، مؤكدة أن إطلاق الأسرى مرهون بوقف الحرب أولًا، وبصفقة شاملة تتضمن انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة.
وسط هذه الوقائع المتسارعة، يبدو أن غزة لم تعد تواجه فقط آلة حرب تقليدية، بل مشروعًا متكاملًا لإعادة رسم خريطتها بالسلاح والمستوطنات والابتزاز السياسي، ما يجعل ما تبقى من القطاع على حافة التفكك الكامل والانهيار الجغرافي والديموغرافي في آن.

مقالات مشابهة

  • نشرة أخبار العالم | إيران تعرض صفقة بتريليون دولار على الولايات المتحدة.. وهجوم دمـ.ـوي في الهمالايا.. والكشف عن مقترح ترامب النهائي لوقف الحرب الأوكرانية
  • الاحتلال يُدمر آليات الإنقاذ استهدافًا للأمل في النجاة.. مقترح جديد لوقف الحرب في غزة وسط تصعيد متواصل
  • محللان: غالانت متواطئ في الكذب وأدرك أن نتنياهو يشكل خطرا على إسرائيل
  • غزة.. إعلام العدو يتحدث عن مقترح هدنة طويلة تمتد لـ”سنوات” 
  • مقترح جديد لوقف الحرب في غزة.. إسرائيل تقمع مظاهرات مناهضة لـ«نتنياهو»
  • زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يدعو لوقف الحرب فورًا وإعادة المخطوفين
  • مسيّرة يافا تُشعل وجع العدو.. نتنياهو يقرّ بفشل أمريكا ويهدد بتوسيع عدوانه
  • نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: الانقسام داخل حكومة نتنياهو يهدد استقرار إسرائيل
  • سنغير وجه الشرق الأوسط.. نتنياهو يستبعد اندلاع حرب أهلية في إسرائيل
  • إسرائيل تكرر سيناريو الضفة..(البلاد) تدق ناقوس الخطر.. غزة تحت سكين الاحتلال.. تقسيمٌ واستيطان