لماذا يُلّوح الحوثيون بـفزاعة غزو أمريكا للحديدة بريًّا؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
برزت مؤخرًا الكثير من التصريحات التي أطلقتها القيادات التابعة ل، ولوّحت من خلالها بـ"فزاعة" احتمالية تعرض محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرتها، لغزو برّي أمريكي، مستندين بذلك على تسريبات -وفق قولهم- إنها تكشف عن مساع أمريكية، لتنفيذ غزو بري للمحافظة الواقعة شمال غرب البلاد.
وتستمد محافظة الحديدة، أهميتها، كونها تطلّ بشكل مباشر على ضفاف البحر الأحمر.
ويرى خبراء عسكريون ومراقبون سياسيون يمنيون أن "تلويح الحوثيين باحتمالية تعرض الحديدة لغزو أمريكي، لا يعدو كونه نغمة جديدة تحاول من خلالها هذه الميليشيا تبرير إجرامها بحق اليمنيين، فضلًا عن حشد المزيد من القوات باتجاه مواصلة حربها على المستوى المحلي والإقليمي".
كما أضاف مراقبون أن "لجوء الحوثيين لترديد هذه الأسطوانة، هدفه خلق تبرير يحفظ لها ماء وجهها أمام أنصارها، لما هو محتمل من قرارات مقبلة ربما تتخذها، والتي قد تأتي في سياق التمهيد لإعلان توقفها عن استهداف الملاحة الدولية وتهديد التجارة البحرية".
ويرى الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية العميد ثابت حسين، أن "حديث الحوثيين الآن عن هجوم محتمل أو عن غزو بري أمريكي محتمل للحديدة، مرده إلى يأسهم من تحقيق ما وعدوا به أنصارهم، فلا هم نصروا غزة، ولا حققوا ما يسمونها بالسيادة الوطنية".
وأضاف حسين، في حديثه : من ثم ربما يهيئون الرأي العام، لإعلان التوقف عن أعمالهم الصبيانية، سواءً ما يسمونه بمهاجمة إسرائيل أو مهاجمة السفن والملاحة الدولية في البحر الأحمر، ليصوروا لأنصارهم بأنهم مضطرون للتوقف، لوجود خطر قد يداهم الحديدة، ويجب الاستعداد للتصدي له، هذا من ناحية؛ أما من الناحية الثانية، وفقاً لحسين، ربما أعتقد أن يكون هناك تحرك أيضًا من ضمن التوجهات الدولية والإقليمية لتحريك الجبهات المناهضة للحوثيين، كـ قوات الساحل الغربي مثلًا، أن يتم تحريكهم باتجاه تحرير الحديدة مرة أخرى للضغط على الحوثيين".
وأشار حسين، إلى أنه "من المعروف أن ميليشيا الحوثيين كانت قاب قوسين أو أدنى من تجرع هزيمة قاسية عندما كانت قد وصلت القوات الجنوبية والمشتركة إلى الحديدة، ولولا اتفاق ستوكهولم لكان وضع الحوثيين اليوم أسوأ بكثير ولربما قد استسلموا".
ولفت حسين إلى أنه: "من الممكن قراءة حديث الحوثيين عن غزو أمريكي محتمل للحديدة، في إطار قراءتهم لهذه المستجدات والتطورات". منوهًا في سياق حديثه، إلى أن "هناك أشهراً حاسمة بالنسبة للولايات المتحدة، تفصل بين الرئاستين السابقة (الحالية) والجديدة (القادمة)، وكل منهما تريد توظيف هذا الملف لتحقيق نقاط في السباق الرئاسي".
من جهته، قال المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي العميد محمد الكميم: "دأبت ميليشيا الحوثي أن تجد أي مبرر وأي سبب لتظهر لليمنيين أو للذين يقطنون في مناطق سيطرتها، أنها تواجه مؤامرات كونية ومؤامرات عالمية، وأن أمريكا والصهيونية وبريطانيا، كلهم ضدها".
وأضاف الكميم: "ما هذه التصريحات، سوى مجرد (شماعات) تعلق عليها هذه الميليشيات، تهربها من مشاكلها الداخلية، والتهرب من سخط الناس".
وذكر الكميم، في سياق حديثه لـ"إرم نيوز" أن "الأهم من ذلك أنها تسعى للحشد وتعبئة الناس للقتال في الجبهات، فقد رفعت مؤخرًا جميع النقاط العسكرية المتواجدة داخل مناطقها، حيث تعمل على حشّد وتعزيز قواتها للجبهات في الساحل الغربي وفي تعز، وقد بدأت بالفعل بمهاجمة بعض الجبهات في تلك النواحي".
وتابع الكميم: "بالتالي نُدرك أن الحوثيين يُطلقون هذه الذرائع وهذه المبررات، للحشد وتعبئة الناس للقتال استمرارًا في مواصلة حروبها الداخلية".
وبيّن الكميم "نعلم أن أمريكا هي الراعية للحوثي وهي من أوقفت معارك الحديدة، بعد أن كانت على وشك دحرهم منها واستعادة السلطة الشرعية السيطرة عليها بالكامل، كما أنها هي من أوقفت معارك اليمن بشكل عام، سواء في فرضة نهم أو في الساحل الغربي وكذلك في الجنوب، ولذلك شماعة أمريكا أصبحت شماعة بالية".
وأردف الكميم: "حتى مع الضربات الأمريكية التي استخدمت فيها قاذفات (B-2)، ما زلنا نُدرك أن الولايات المتحدة، مازالت تُحافظ على هذا الكيان لمصالح قومية عُليا خاصة بها، وأنها لا تريد سوى تقليص استخدامه للأسلحة، بحيث يلعب الحوثي في إطار قواعد الاشتباك المحدودة وفي إطار الملعب المسموح له اللعب فيه، بحيث لا يتجاوز حدوده المرسومة".
إلى ذلك، يرى المحلل والباحث السياسي فؤاد مسعد، إن: "خطاب الحوثيين هو جزء من الخطاب السياسي الإيراني، الذي يقوم على محاولات الكسب واستعطاف الرأي العام من خلال تقديم أنفسهم كمدافعين أو ضحايا".
وأضاف مسعد: "فيما يتعلق بدعاوى احتمال الغزو الأمريكي للحديدة، فهو يندرج ضمن هذه الخطابات، محاولين بذلك البحث عن مبررات لاستمرار الجرائم والانتهاكات بحق اليمنيين، وكذلك استمرار تهديد وابتزاز حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر".
وتابع مسعد، حديثه لـ"إرم نيوز" بقوله إن "الهروب من القضايا والتحديات التي تحاصرهم في مناطق سيطرتهم، سواء ما يتصل بالقمع والاعتقالات التعسفية والاختطافات، أو ما يتصل بالأوضاع المعيشية القاسية التي يعانيها ملايين المواطنين، بسبب حرب الحوثيين وإدارتهم السيئة".
وختم مسعد، بقوله إن "هذه الدعاوى تأتي مقدمة للهروب من التزامات الحوثيين تجاه الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب ظالمة من الجيش الإسرائيلي، وطالما زعم الحوثيون أنهم يساندون فلسطين، فهي مجرد شعارات لتضليل الرأي العام".
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
ماركو مسعد: الفترة الحالية فرصة ذهبية لإسرائيل لفعل ما تريده بالشرق الأوسط
قال ماركو مسعد، عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات، إن إسرائيل لن تجد فرصة ذهبية لكي تفعل ما تريد في الشرق الأوسط مثل الفترة الحالية، إذ دمرت القدرات العسكرية لحزب الله بشكل كبير وإفراغه من قياداته، علاوة على المأساة الإنسانية التي يعيشها كلا من حركة حماس وقطاع غزة، والتوغل غير القانوني في سوريا.
حماس: اقتحام بن غفير للأقصى تصعيد خطير من حكومة الاحتلال المتطرفة خبير: الدول العربية لعبت دوراً في فضح جرائم دولة الاحتلال أمام العالم المجتمع الدوليواضاف «مسعد» خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن المجتمع الدولي سئم من مل إدانة ودعوة إسرائيل للامتثال أمام القانون الدولي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش فترة انتقالية صعبة، فالرئيس جو بايدن وسياسته الخارجية الضعيفة تعد سبب رئيسي لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط الآن، إذ إنه كان غير جاد وضعيف في الضغوط التي كا يفرضها على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
نتنياهو يحرج القيادة الأمريكيةوتابع، أن نتنياهو يحرج القيادة الأمريكية في كثير من الأوقات، إذ كان يتصرف بشكل أحادي، مشيرا إلى أن الرئيس بايدن منشغل بتنفيذ قرارات داخلية سياسية بآخر أيامه قبل الخروج من البيت الأبيض، بينما الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ينشغل بالفريق الحكومي الذي سيعمل معه خلال فترة رئاسته.
ونوه عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات، إلى أن الولايات المتحدة غير موجودة الآن ككيان سياسي أو كسياسية خارجية أمريكية.
نتنياهو يعيش نشوة انتصار رغم استمرار الأسرى في غزةجدير بالذكر أن الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، قال إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في كلمته أمام الكنيست أمس، ظهر وكأنه يعيش نشوة انتصار، حيث قدم نفسه كمنتصر.
وأضاف، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة القاهرة الإخبارية، أن المعارضة الإسرائيلية، ممثلة في يائير لابيد وأفيجدور ليبرمان، هاجمته بشكل مباشر، متسائلين: "عن أي انتصار تتحدث وما زال لديك أسرى في غزة؟"، ومع ذلك، استمر نتنياهو في التحدث بنشوة الانتصار، مشيرًا إلى أنه كسر شوكة حزب الله ووجه له ضربات قاسية.
وأوضح الرقب أن نتنياهو ألمح إلى مشاركته في إسقاط نظام بشار الأسد، وأكد أن طائرات الاحتلال بات بإمكانها قصف طهران انطلاقًا من الحدود السورية، مشيرًا إلى تهديده لليمن بسبب الصواريخ التي تُطلق بين الحين والآخر باتجاه دولة الاحتلال، وهو أمر يثير قلقًا كبيرًا لدى القيادة الإسرائيلية.
وعن صفقة التهدئة، قال الدكتور الرقب: "إن نتنياهو لم يتحدث بتفاصيل واضحة، رغم أن القاهرة كانت تعمل بجهد مكثف على مدى ثلاثة أشهر متواصلة لإيقاف المذبحة الكبرى في غزة".
وأشار إلى أن حركة حماس عبرت عن تقدم إيجابي في المفاوضات من خلال لقاءاتها مع الفصائل، وهو ما أُعلن رسميًا عبر الإعلام العربي والإسرائيلي، مضيفًا أن هذه الصفقة كانت قابلة للتنفيذ منتصف الشهر الجاري، إلا أن الاحتلال يماطل بسبب مطالبته بتغيير بعض الأسماء المدرجة في الصفقة.