القدوة في واقع التخلف.. المنقذ (2-2)
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
قدوة النهضة:
من مشاكل المصلحين في احتلال مكان القدوة الكلام المباشر والصدق في تقديم الأفكار، ونظرتهم إلى الحقيقة وتفصيل الأفهام وشرحها، ورغبتهم بأن ترتقي الأمة إلى حيث يكونون جزءا من نهضتها لكن بيئة منظومة تنمية التخلف ستسفه وتقتل هؤلاء الأمل كأمر لا تتوقع غيره، فالجهل ليس عدم العلم وإنما رفض التعلم والقناعة بما يملك من الانطباعات والخوف من انكشاف الجهل.
نهضة الأمة كانت بالرسالة، ورأينا النموذج الأقرب للوصف والفهم في سلوك الرسول، فلم تك حياة الرسول في الخوارق وإنما كانت حياة إنسان وأسرة كأي أسرة في عصرها، والله جعل حياة الرسول كذلك ليكون درسا لأمة من عيشه في حصار وعزوف قومه عن الاستجابة فالهجرتين، علاقته مع أزواجه وحبه الذي يجعل خديجة رضي الله عنها قدوة لسلوك النساء وتفانيها لتبقى تسكن فكر الرسول ووفائه، إلى القيادة ومعناها والتعامل الإيجابي مع أصحابه وزعماء المسلمين.. هذه المحطات التي كُتب فيها وقيل الكثير تعرف القدوة، فحياة الرسول تمثل نموذجَ اليقظة في دعوته والنهضة في قيادته، وتحتاج أن تُفهم ليس كتاريخ وإنما كسيرة قدوة تنظف ما ترسب علينا كأمة بعدما رُفع عن الأمة تكليف الاختيار لحاكمها، وأضحى الحكام نموذجا للملوك يُخشى بطشهم وشرهم مع الزمن إلى أن وصلت الأمة إلى وضعنا في زاوية نظر أخرى لما وصفنا في الجزء الأول.
الأمة والمنقذ:
الناس يميلون إلى مداراة عجزهم بالخوارق والمسلمون كغيرهم من الأديان (جميعا) نقلوا الأحاديث التي تتحدث عن ظهور المخلّص وإن اختلفوا في ماهيته وظرفه. ري ابن خلدون متقدم كثيرا لفهمه الإسلام وبُعده عن هذه النظرة، فالإسلام يرتكز على الإنسان وجهده وتفكيره وليس فكرة الخلاص بأنواعه.
هذه الأحاديث والفكرة لا توافق جوهر الإسلام وفكرته في أن الإنسان له فطرة سليمة مهدية للنجدين، وأن الإنسان له أهلية ومنظومة عقلية هي من تمتلك القرار في ماهية خلقها يحاسب الإنسان لمخرجاتها وأن للكون سننا يسير وفقها بذكائه فإن خالفها خسر، فمجيء المخلص استلاب لهذه المنظومة العقلية وتشويه للغايات والذهاب إلى عبادة فكرة وجعلها محور الحياة ومهمة الإنسان في عمارة الأرض. يظهر حاكم في الشرق أو الغرب فيقولون هذا المنقذ ويبنون في أذهانهم صورة له وطاعته، فإن أخفق بخطأ تنقلب تلك الأُمنية إلى انتقام وكأنه خدعهم ولم يخدعوا هم أنفسهم. إن النفوس المهزومة الفاقدة للعقلية السوية هي نفوس محبطة، وعندما يريد الإحباط بطلا فإنه يصف ذهنيا إنسانا خارقا منزها، يسد عجزه وكسله وكل المشاعر السلبية فيه، فإن لم يحقق هذا البطل المزعوم ما يفكر به المحبَط فإنه يتحول إلى أسوأ الناس وصفا ويعد عارا بعد فخر.
تمجيد الفرد القائد وتنزيهه ليس درسا من الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته، والناس يعملون لبلدانهم، فمن استثمر وهم الناس به لصالح بلده لم يخن عهده مع الناس لأنهم من وضعوه في صورة رسمها مرضهم، ووعود تنقذهم من هزيمتهم وانكسارهم هو لم ينطق بها أصلا.
المنقذ هو الفهم:
في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم إفهام للناس أن يتكلوا إلى فهم واقعهم ويتعاملوا معه، وإلا لأزال الله أية عقبة تظهر أمام الرسول وصحبه فلا تكون عمليا نموذج قدوة، وعندها سنقول إن ما نواجهه يحتاج معجزة ونبي والظرف أقوى منا، ونستسلم مضحين بإرادتنا وأهليتنا إلى الأبد، لقد جعل الله جل وعلا من سيرة الرسولe نموذجا لمسائل مهمة يتعامل معها الناس:
حمل القضية: فهم الرسول للرسالة، ومعناها أنها تدعم أهلية الإنسان وما تنتجه المنظومة العقلية، يوضحه مدحه لخلف الفضول في الجاهلية وأخذه بأسهل الأمور الصحيحة، كما أن أي باحث عن الحقيقة سواء كان مسلما أو غيره، يحمل فكرا دينيا أو علمانيا أو غيره، سيأتي بأفكار تخالف ما هو موجود لأن فكره بمشكلة مجتمعه قاده لهذا فهو سيواجه الانتقاد والتسفيه وربما التخوين والتكفير، وقد يتعرض للاضطهاد وأصحابه وهذا ما حصل لرسول الله، ويمكن أن يحصل لأي منا فنصبر ونصرّ على الاستمرار لحين تحقيق النصر أو تتبدل القناعات بالمراجعة والاختلاط.
التعامل مع العامة: التنظير وحده لن يخلق الثقة وإنما ما يوافق عقلية الجمهور من الظهور والشهرة وما يخاطب انطباعاتها وغرائزها كل في اتجاه اهتمامه وتكرار البسيط إلى الأبسط، فالأبسط مما يستثير الغريزة ليشعرها بالاكتفاء لاحقا بدعاء أو رجاء أو عرض الأمل من خلال تفصيل الحدث بعاطفية لا بعقلانية؛ لأن العقل للأمور وطرحها دوما هو ضد العقلية الغوغائية التي لديها هدف ما يدور حول العيش والاستقرار واستحصال الأشياء بلا جهد، لهذا فالقدوة ليس بالضرورة له أوصاف الانطباعات عند الجمهور، بل إن حيرتهم عندما حصل خلط الأوراق فيما يسم ى الربيع العربي، ما جعلهم ينادون برأس من أنقذهم ليسومهم فراعنة سوء العذاب، وهذا التيه في البحث عن المنقذ وإحباط من يقومون بالثورات يجعلهم يأكلون بعضهم كما حدث في الثورة الفرنسية، لتنتقل إلى دورات حياة متعددة في مرحلة إعادتها إلى الملكية بعد أن لم يك مانعا عند إمبراطور كنابليون أن يفكر بتوريث حكمه دون وجود هالة الحق الإلهي التي سادت أوروبا الملكية، لكن أسقطته الملكية التي تحولت للدستورية لتعود الجمهورية بنابليون الثالث الذي كأي عسكري يتوجه للحرب فيخسر في ألمانيا.
القدوة هو في المتميز في كل عمل لكن هذا ليس دائما في منظومة تنمية التخلف، إذ عادة ما يزاح المتميز من قبل أناس تحركهم غرائزهم، ولا يجد من يعينه لكل ما ذكرنا في متن المقال، فهو ليس المنقذ دائما في نظر الناس، لكن المنقذ غالبا ما يكون حلما فإن أرادوا تحقيق أوهامهم فإن أحدا ما أو مغامرا يتصدى وسيرون كوابيس خيارهم في الواقع، وهذا لا يحتاج إلى مثال للناظر في عالمنا اليوم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات القدوة التخلف الانسان القدوة التخلف مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات صحافة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اختتام أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” في العاصمة صنعاء
الثورة نت/..
اختتمت في العاصمة صنعاء اليوم، أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، الذي انعقد بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية واسعة، تحت شعار “لستم وحدكم”.
ناقش المؤتمر الذي استمر أربعة أيام 173 بحثًا وورقة عمل تم توزيعها على مختلف محاور المؤتمر، مقدمة من مشاركين وباحثين وناشطين من “اليمن، فلسطين، لبنان، تونس، ليبيا، مصر، الهند، ماليزيا” وعدد من الناشطين من عدة دول أجنبية.
وتناول المؤتمر سبعة محاور توزعت على الرؤية القرآنية للصراع مع العدو الصهيوني القضية الفلسطينية نموذجاً، واستراتيجيات العدو الصهيوني في إنشاء إسرائيل الكبرى وأطماع العدو الصهيوني في اليمن، ومخاطر التطبيع وأهمية المقاطعة.
كما تضمنت محاور المؤتمر، الأبعاد الاستراتيجية لعملية طوفان الأقصى، والصهاينة العرب، والنشأة والمظاهر وآليات المواجهة، ودلالات معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ومراحلها وآثارها، وأهمية انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية.
وفي الاختتام الذي حضره عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، ونائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام، عبر مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، عن الشكر للجنة التحضيرية على انعقاد المؤتمر في ظل الفعاليات والأنشطة الرسمية والشعبية المستمرة والمكرسة لمساندة الشعب والقضية الفلسطينية ونصرة غزة ومحور المقاومة بصورة عامة.
وأشاد بالمواقف المشرفة لضيوف اليمن المشاركين في أعمال المؤتمر الثالث ” فلسطين قضية الأمة المركزية”، والتي تعكس عزتهم وشجاعتهم التي لا تقل عن شجاعة الشعب اليمني وصموده في مواجهة الطغيان الأمريكي والصهيوني والامبريالية العالمية.
وقال العلامة شرف الدين “نشيد بحضورهم وكسرهم للحصار على اليمن، وهم يعلمون أن الشعب اليمني يعاني من ويلات الحصار الأمريكي وأذنابه في المنطقة، فنقدم لهم الشكر الجزيل ونتمنى لهم طيب الإقامة في اليمن، وعليهم أن يعلموا بأن الشعب اليمني ليس كما يصوره الأعداء، وإنما هو شعب سلام وإسلام وإيمان، يتوق للحرية والعزة والكرامة”.
وأكد أن الشعب اليمني ينشد السلام، ليس سلام المستضعفين والخانعين لإملاءات المستكبرين، إنما سلام الأعزاء والكرماء والشرفاء.
وأشار مفتي الديار اليمنية إلى أن البعض حاول تشويه صورة اليمن بشتى الطرق وتصويره بأنه بؤرة إرهاب، وهو في الحقيقة شعب الحرية والعزة والكرامة، والانتصار.
وأضاف “جرت سنة الله في الكون منذ بدء الخليقة إلى يوم الدين، بأن يُوكل الله أمر الدفاع عن المستضعفين والمكلومين والمظلومين إلى نخبة من أوليائه ممن يؤدون الواجب المقدس”.
وأوضح العلامة شرف الدين، أن الأمر لو كان بيد أمريكا وإسرائيل وقوى الطاغوت والاستكبار العالمي لفسدت الأرض، لكن الله هيأ أمة ورجالًا وأحرارًا حتى في المرحلة الراهنة لمواجهة أمريكا.. مستشهدًا بالاستبداد والغطرسة الأمريكية والصهيونية التي لم يرى لها مثيلًا في العصر الحاضر بقتلهما الشعب الفلسطيني بوحشية.
واستنكر صمت المجتمع الدولي واكتفاءه بالشجب، والإدانة دون التحرك لإيقاف المجازر الصهيونية وحرب الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني بدعم أمريكي، وأوروبي في غزة وكل فلسطين.. مؤكدًا علم الجميع بأن ما يجري في فلسطين ظلم لا يمكن السكوت عليه.
وقال “ومع ذلك يُقدمون مصالحهم الشخصية ويكبتون قناعاتهم، ويميتون ما في ضمائرهم من حقائق واضحة مثل القضية الفلسطينية التي وجب مناصرتها ودعمها في مواجهة وحشية الكيان الغاصب والعدو الأمريكي”.. مشيدًا بالمواقف البطولية في مواجهة الأنظمة المستبدة.
وعبر مفتي الديار اليمنية عن الحمد لله بأن جعل اليمنيين في صف المدافعين عن الحق، وأهله والمظلومين والمحرومين في فلسطين وفي غيرها.. مباركًا للجميع نجاح أعمال المؤتمر، متمنيا أن تكون مخرجاته مثمرة وذات فائدة وأعطت أكلها.
وأضاف “من خلال كلمات المشاركين الكل يعتز بما سطره الشعب اليمني بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبالجهود المثمرة من الحكومة والجيش والشعب اليمني الذي يحضر أسبوعيًا طيلة الحرب العدوانية على غزة لأكثر من 15 شهرًا ومع ذلك ما يزال وسيظل مستمرًا في عطائه نصرة لغزة ومساندة للمقاومة الفلسطينية”.
وخاطب العلامة شرف الدين أبناء فلسطين قائلا “لستم وحدكم، الله معكم، ونحن بأمر الله معكم، ونعتبر هذه القضية التزامًا دينيًا لا يكتمل إيماننا بالله ولا ولائنا لله إلا إذا قمنا بالواجب والالتزام الديني والإيماني والقومي والأخلاقي والإنساني، نحن مع فلسطين وقضيته ومع كل مظلوم في العالم ولن نتخلى عن هذه المسؤولية”.
وفي اختتام أعمال المؤتمر الذي حضره رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي والبرلماني في جنوب أفريقيا “زيولفين مانديلا” حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، ووزراء الكهرباء والطاقة والمياه الدكتور علي سيف، والشباب والرياضة الدكتور محمد المولّد، والتربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي، ورئيس هيئة الزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، وممثل حركة “حماس” بصنعاء معاذ أبو شمالة، أكد وزير الخارجية البوليفي الأسبق “فرناندو هواناكوني”، أن المشاركة الواسعة في المؤتمر الثالث لفلسطين بصنعاء تمثل تأكيدا على أهمية العمل المشترك وتوحيد خط التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأعلن التضامن مع الشعبين اليمني والفلسطيني.. وقال “إننا اليوم أمام مشهد عالمي جديد وهذا وقت التغيير والتطوير لنهضة الشعوب، ويفترض أن يكون القرار بأيدينا بعيدا عن السيطرة الإمبريالية”.
وأضاف ” علينا أن نحمي وندافع عن أنفسنا، واليوم نحن مع فلسطين لأنها تجمع وتمثل الكل، والذي يحصل في فلسطين يمكن أن يحصل علينا إذا صمتنا”.. مؤكدا أن “فلسطين يوحدنا فيها الدم، والعدو الذي نواجهه هو نفس العدو الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني”.
ولفت وزير خارجية بوليفيا الأسبق أن عددا من البلدان تشهد تقدما وازدهارا، ومنها جنوب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وكذلك البلدان العربية.. وقال “علينا رسم استراتيجية مشتركة، وخلق تاريخ جديد، على أساس كل هذه العوامل لننطلق وننتصر للحق والحقيقة”.
واقترح ضرورة إيجاد ظروف وبيئة جديدة بديلاً عن الأمم المتحدة التي تمثل وتدافع عن أمريكا وإسرائيل.. مؤكداً أن الأمة بحاجة اليوم إلى وحدة خاصة بشعوب دول الجنوب، وإيجاد طرق وأساليب خاصة بها لبناء الاقتصاد والصحة والدفاعات العامة والمشتركة والعمل على الخروج من هيمنة الدولار، والتوحد في المجالات الاقتصادية وتبادل المنتجات التجارية فيما بينها.
وأكد أن بوليفيا لديها عنصر الليثيوم ولن تعطيه لأوروبا أو أمريكا، والوقت حان لإنشاء نظام عالمي جديد.. مؤكدا للشعب الفلسطيني “بأنه ليس وحده، فنحن معه، وسندافع عن فلسطين”.
وخاطب وزير خارجية بوليفيا الأسبق، الشعب اليمني، قائلاً :”أنتم لستم وحدكم، فنحن أخوتكم، وبوليفيا وأمريكا اللاتينية معكم لأن نضالكم هو نضالهم، وسيأتي اليوم لننتصر ونقيم النظام الجديد والبدء بحياة جديدة للبشرية بدون هيمنة الإمبريالية”.
بدورها أكدت عضو البرلمان الأوروبي الأسبق “كلير دالي”، أن الشعب الفلسطيني يعاني منذ 77 عامًا من طغيان الصهاينة.
وأشارت إلى ما يرتكبه الصهاينة من جرائم في فلسطين منذ النكبة..مستشهدة بما طال فلسطين وغزة من تدمير متعمد للبنية التحتية واستهداف للمدنيين والأعيان المدنية منذ 17 شهرًا في انتهاك للإنسانية والقوانين الدولية.
وأوضحت “دالي” أن ما يحصل في غزة ليس عرضيًا وإنما مقصود ومتعمد بدعم أمريكي وأوروبي..وقالت “المسألة ليست تضامن فحسب، وإنما دفاع عن القضية الفلسطينية في المواجهة الأمريكية، ورسالتنا من محور المقاومة في اليمن: لن يسود ظلمكم على فلسطين، وبإمكان الصهاينة أن يفعلوا ما يُريدون، لكن أفعالهم دليل على ضعفهم”.
ولفتت إلى أن أمريكا وأوروبا حاولتا الهيمنة على النظام العالمي منذ الحرب العالمية الثانية، لكن بدأت تظهر ملاحم مقاومة قوية في العالم.. مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني يناضل من أجل الإنسانية جمعاء وهناك من يفهم ذلك في المنطقة والعالم.
وأكدت عضو البرلمان الأوروبي الأسبق، أن الاستعمار والامبريالية الأمريكية والأوروبية انتهت، ما يتطلب من كل أحرار العالم القيام بدورهم ومسؤولياتهم.. مؤكدة العهد بمضاعفة الجهود لدعم المقاومة ولتبقى فلسطين وغزة.
وأثنت على اللجنة المنظمة للمؤتمر والقائمين عليه.. معبرة عن سعادتها بالمشاركة في المؤتمر للتضامن مع القضية الفلسطينية.
من جانبه بارك رئيس مركز دراسات القدس بجامعة ماليزي “امينو رشيدي”، انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لفلسطين في العاصمة صنعاء والذي جمع أحرار اليمن والعالم ومحبي الحرية.
وقال “فخورون بوجودنا معكم في اليمن، لنجددّ التزامنا بإنقاذ غزة وتحرير فلسطين ومن أجل أن ننقذ العالم من المجرمين والمستكبرين”.
وأشاد بكرّم الضيافة وحفاوة الاستقبال الذي حظي به في اليمن، وقبل ذلك بشجاعة اليمنيين التي تأسر القلوب وتوحد الصفوف لمحاربة الوحشية الصهيونية والفاشية الأمريكية وعملائهم.
واعتبر رشيدي، انعقاد المؤتمر فرصة لتدارس الخيارات الكفيلة بمنع الوحشية الصهيونية والأمريكية، التي تستهدف المدنيين في فلسطين واليمن.. متسائلًا “أمام ذلك كيف نستطيع أن نقول إننا مع السلام ونبقى صامتين، يكفي ما حصل، لابد أن نقف معًا كأفراد ومنظمات وقادة وشعوب لإنقاذ العالم من الإرهابيين الحقيقيين الذين لن يدعونا في سلام ويسعون لتدميره”.
وحث على عدم التعاون مع الصهاينة والتوقف عن دعمهم لما يرتكبونه من جرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني والوقوف مع فلسطين، كون ذلك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.
وأضاف “لابد أن نجعل من رمضان فرصة لتوحيد التزامنا بألا نبقى صامتين ولا نتعاون مع المجرمين من الأمريكيين والصهاينة المعتدين وأن نكون صادقين في إيماننا وعقديتنا وإنقاذ أخوتنا في فلسطين”.
واعتبر رئيس مركز دراسات القدس بجامعة ماليزي، انعقاد المؤتمر في اليمن فرصة لتقوية وتعزيز التعاون بين أحرار الأمة.
وأضاف في ختام كلمته “لن نستسلم ولن نخضع أبدًا، ونقول لأخوتنا في غزة واليمن لن تكونوا بمفردكم وسنكون معكم وندعمكم لنعيش من أجل أن تبقى الإنسانية والإسلام”.
في حين أشاد المعارض والناشط الإعلامي الأمريكي “جاكسون هينكل”، بمستوى الترحيب والاستضافة التي وجدها في اليمن.. وقال “لم أرى في حياتي مثل هذا الترحيب الحار مثلما رأيته في اليمن، والذي أثر فيني بشكل كبير خصوصاً بعد ما قامت به بلادي من عدوان سافر على اليمن”.
ووصف اليمنيين بأنهم أكثر إنسانية وتواضعا، معبرا عن الامتنان على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.
ووجه الناشط الأمريكي رسالة لحاملة الطائرات الأمريكية ” ترومان” ولجميع العاملين فيها، ولكل شخص في هذه الحاملة التي تقوم بالحرب على الله” بأنكم ستهزمون ولن تنجحوا”.
وأكد أنه لا يمكن لأي شخص مهما بلغت قوته أن يشن حرب على الله وينجح فيها.. مستغرباً من الأعمال العدائية التي يشنها الجنود على حاملة الطائرات وبقية الجنود الأمريكان على الشعبين اليمني والفلسطيني ولم يأخذوا في الحسبان أنهم محاسبين في اليوم الآخر.
وأضاف ” إن القادة الذين يأمرونكم بارتكاب هذه الجرائم لا يكترثون بمصالح الشعبين الفلسطيني واليمني، وإنما همهم الأول المال، وهم يصفون المناضلين في اليمن بأنهم إرهابيين، بينما هم يدافعون عن المظلومين”.
ولفت “هينكل” إلى أن أمريكا التي تدعي بأنها أرض وموطن لكل الأحرار في العالم، لكن الواقع مختلف، فالأحرار الحقيقيون في العالم هم المتواجدون في هذه القاعة.
وأكد أن الأحرار هم أبناء فلسطين ولبنان وغزة والضفة واليمن، ومحور المقاومة الذين يناضلون ضد المشروع الصهيوني.. وقال” أنتم الأحرار الحقيقيون في هذا العالم، لأن أفعالكم لم تسيرها أي مصالح مالية، وإنما أهداف أفعالكم تحقيق الحياة والعدالة والحق للجميع”.
ووصف الناشط الأمريكي” زعماء العالم العربي بالصهاينة العرب، الذين يخدمون المصالح الأمريكية والصهيونية وليسوا القادة الحقيقيين للعالم العربي”.. مؤكداً أن القادة الحقيقيين هم في اليمن”.
ودعا الشعوب العربية إلى التحلي بشجاعة اليمنيين والاقتداء بهم، واتخاذ مواقف جادة للانقلاب على أنظمتهم العميلة للصهيونية وتطبيق نموذج المقاومة.
وأشاد “هينكل” بموقف اليمنيين الذين يضعون حياتهم على المحك في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية، ويؤلمون أمريكا وإسرائيل مثلما تؤلمهم، خصوصاً في جانب فرض الحصار على السفن الإسرائيلية ومنعها من العبور في البحرين الأحمر والعربي، واستهداف مطار بن غوريون.
من ناحيته أشاد الإعلامي والناشط البريطاني – مدير مكتب “آر تي” في لبنان “ستيفن سويني” بحسن الإعداد والتنظيم للمؤتمر الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” الذي عقد بالعاصمة صنعاء.
وعبر عن الفخر والاعتزاز بكسر الحصار على اليمن والمشاركة في المؤتمر مع شعب يقف مع فلسطين بصورة ثابتة ويواجه قوى الاستكبار العالمي.. وقال” راودتني بعض التساؤلات أثناء القدوم إلى اليمن، هل أنت خائف أو تشعر بالخوف، وكان الجواب، أشعر بالخوف من ماذا، بل أشعر بالفخر لأني أقف مع شعب ثابت ضد الإمبريالية العالمية”.
وأضاف” إنني مع الشعب الذي يحارب الإمبريالية والصهاينة، ومن يقف إلى جانبه يشعر بالقوة والشجاعة، وهذا الشيء لا يستطيع نتنياهو وترامب أن يفهماه”.
وأكد “سويني” أن أنصار الله يمثلون محور المقاومة وهم من يدافعون عن الحق والمظلومين، ولهذا السبب لا يستطيع الآخرون الانتصار عليهم.. لافتا إلى أن فلسطين هي قضية اليوم وهي الهدف التي سعى ويسعى جميع الأحرار لتحريريها، الأمر الذي اقتضى تقديم التضحية والفداء من أجل القدس، وفي المقدمة رموز النضال والاستشهاد أمثال “الحاج قاسم سليماني، والمهندس، ويحيى السنوار، وإسماعيل هنية”.
وقال ” شاهد الجميع أكبر تضحية عرفتها الأمة في سبيل القدس والشعب الفلسطيني باستشهاد شهيد الأمة السيد حسن نصر الله”.. مبيناً أن الشهيد نصر الله لا يزال يعيش في قلوب الإنسانية والشعب الفلسطيني، وعلى المجتمع الدولي إدانة المجرمين نتنياهو وترامب، وليس المدافعين عن فلسطين.
وأشاد بدور أنصار الله وكل الأعمال التي قاموا بها في مواجهة النازية الجديدة التي تتزعمها إسرائيل وأمريكا في ارتكاب أبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.. مؤكدا أن من يحاربون من أجل الحرية والديمقراطية يقدمون ديونا لا يستطيع الآخرون تسديدها.
وقال سويني ” لقد قرأت الانتصار في كثير من المواقف التي حققها المسلمون في خيبر، والخندق، ومعركة كربلاء”.. مؤكداً أن المعارك السابقة، تثبت أننا قادرون على تحقيق الانتصارات ولو في أوقات مختلفة.
ودعا الجميع إلى محاصرة إسرائيل ووقف العلاقة والتواصل التجاري معها.. مؤكداً أنه لا يمكن أن يحل السلام في المنطقة والعالم مادامت إسرائيل موجودة، كونها كيان إرهابي”.
وأشار إلى أن النظام الصهيوني أضعف من بيت العنكبوت، وإسرائيل لن تستطيع أن تقف لحظة واحدة بدون الدعم الأمريكي والنقابات العمالية في مختلف أنحاء العالم والمافيا في بريطانيا”.
وطالب الجميع بمحاصرة الكيان الصهيوني وداعميه ومقاطعتهم في مختلف المجالات للمساعدة في وقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها هذا الكيان بحق سكان غزة، واستحضار تلك الأعمال التضامنية التي ساعدت على الإطاحة بالحكم العنصري في جنوب افريقيا.
ونوه بالأعمال البطولية للقيادة الثورية والشعب اليمني الذين يقفون ضد جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، والمطالبة بدعم الحصار الذي يفرضه اليمن على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، والوقوف مع خيارات المقاومة حتى تحقيق النصر المؤزر.
فيما أكد الإعلامي اللبناني علي الرضا سبيتي، أن العدو الصهيوني ومن يقف معه من قوى الاستكبار، حاولوا كسر إرادة الأمة، لكنهم اصطدموا بجدار الصمود الذي شيدته المقاومة برجالها العظماء وأبطالها الذين صنعوا التاريخ بدمائهم الزكية وكتبوا للأمة ملحمة العزة والفداء.
وقال “من قلب اليمن الثائر، من صنعاء التي لم تساوم يومًا على قضايا الأمة، نقف اليوم لنعلنها مدوية فلسطين قضيتنا والقدس بوصلتنا والمقاومة خيارنا حتى التحرير”.
وأشاد برجال المقاومة الأبطال في فلسطين ولبنان واليمن الذين جعلوا أجسادهم جسورًا نحو النصر وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة حسن نصر الله والشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وأحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وفتحي الشقاقي، وعماد مغنية، ومحمد الضيف وكل المجاهدين والقادة العظماء ممن حملوا راية الجهاد ومضوا في طريق التحرير.
وأوضح سبيتي أن العلاقة بين اليمن ولبنان، وبين غزة وجنوب لبنان، ليست مجرد علاقة دعم ومساندة، وإنما تحالف الأحرار في وجه الطغاة ووحدة الموقف في وجه الاستكبار، ووحدة الدم والمصير.
وأضاف “أراد العدو عزل المقاومة، فجاءه الرد من اليمن وأحرار الأمة، بأن فلسطين ليست وحدها وغزة ليست وحدها والقدس أمانة بأعناق الأحرار حتى يوم النصر والتحرير”.. مؤكدًا أن الدم الذي سال في فلسطين ولبنان واليمن، هو دم واحد في معركة واحدة وضد عدو واحد.
وأكد الإعلامي اللبناني سبيتي، على ضرورة أن يكون هذا المؤتمر “منبرًا لدعم المقاومة، لتكن كلمتنا موحدة: فلسطين قضية الأمة المركزية، والقدس لن تكون إلا عاصمة فلسطين، والمقاومة هي الطريق الوحيد نحو التحرير”.
وتم في اختتام أعمال المؤتمر، عرض فيديوهات مسجلة، تضمنت كلمات من قبل ناشطين وصحفيين وإعلاميين وأكاديميين من مختلف بلدان العالم، أشادت في مجملها بتنظيم اليمن للمؤتمر الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”.
وأكدوا الحرص على تضافر الجهود لدعم الشعب والقضية الفلسطينية، وإسناد المقاومة لمواجهة الوحشية الصهيونية، الأمريكية، وما ترتكبه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
عقب ذلك، كرّم عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور بن حبتور، ومفتي الديار اليمنية، ونائب رئيس مجلس الشورى والوزراء، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبدالرحيم الحمران، ونائب رئيس اللجنة الدكتور أحمد العرامي وأعضاء اللجنة، ضيوف اليمن المشاركين في المؤتمر، بدروع وشهادات تقديرية.