هل غير “طوفان الأقصى” مفاهيم النضال في نفوس العرب والمسلمين؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
#سواليف
مع تواصل استشهاد كبار قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية والذين كان آخرهم قائد حركة #المقاومة_الإسلامية ” #حماس ” #يحيى_السنوار، ظهر بشكل لافت من حديث الكثير من العرب والمسلمين في أغلب البلدان وفي المهجر مدى رغبتهم في نيل “المقاومة”، و”الصمود”، و”تحرير الأرض المحتلة”.
كما أشاد كثيرون ببيان ” #كتائب_القسام “، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي أكد على استمرار المقاومة رغم توالي استشهاد القادة، بقوله: “واهم هذا العدو المجرم إذا ظن أنه باغتيال قادة المقاومة العظام من أمثال السنوار، وهنية، ونصر الله، والعاروري، وغيرهم، يمكن أن يخمد جذوة المقاومة أو يدفعها للتراجع”.
وبعد ظهور “تنظيم الدولة” عقب “ثورات الربيع العربي”، جرى تشويه كلمات مثل “الجهاد” في الإعلام الغربي وإعلام الحكومات العربية، ولكن بدأت تلك المصطلحات تتحول بعض الشيء لتعود لمكانتها الطبيعية في الإعلام وفي نفوس العرب والمسلمين مع ” #طوفان_الأقصى ” منذ انطلاقة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
مقالات ذات صلة اليونيفيل: الجيش الإسرائيلي أطلق النار على أفراد القوة 2024/10/25ويرى مراقبون ومحللون بينهم الباحث في التربية السياسية يحيى سعد، أنه “لو أجرينا استبيانا عاما هذه الأيام وسط شرائح الشباب لوجدنا طوفانا من المشاعر الفياضة بحب الشهادة”، مؤكدا أنها “نقلة نوعية في التوعية السياسية المأمولة، والتربية السياسية المفقودة”.
وتحت عنوان “السنوار مصدر إلهام للمقاومين”، كتب الصحفي المصري ممدوح الولي، في مقال ، مؤكدا أن السنوار بعد أن “أدى مهمته النضالية بكل اقتدار، أصبح أيقونة للإنسان المقاوم في أنحاء العالم”، مشيرا إلى أنه نضال “يزيد تعلق الشعوب العربية المتعطشة لحرية فلسطين بالمقاومة”.
وفي السياق ذاته يقول الكاتب الصحفي قطب العربي، في مقال له نشره “عربي21”: “حالة الحب والانبهار بالشهيد السنوار في مصر هي جزء من حالة عامة عمت ربوع العالمين العربي والإسلامي، بل شملت جميع الأحرار في العالم”، مؤكدا أنه “لا ينبغي أن تتوقف عند حالة الانبهار، أو الدعم المعنوي”.
“عربي21″، استطلعت آراء بعض الشخصيات المؤثرة والوازنة حول مدى قبولهم بهذا الطرح، وحجم تأثير صمود المقاومة على الشعوب والشباب وهل هو “واسع أم محدود”؟، وطبيعة هذا التأثير وهل هو “افتراضي أم واقعي”؟، وأهم دوافعه وتداعياته، وهل هي: اجتماعية، دينية، سياسية، أو اقتصادية؟.
كما طرحت التساؤل: هل هو مجرد موجة تعاطف وقتي وينتهي أم قد يتحول لأثر على الأرض؟، وما سيناريوهات تعامل الأنظمة الحاكمة معه إن تحول إلى حراك حقيقي؟.
“مشاعر تعيقها الأنظمة”
وهنا يقول القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، همام علي يوسف، إن “الحقيقة التي يلمسها الجميع أن هناك مشاعر إيجابية حقيقية لدي كثير من شعوبنا العربية والإسلامية نحو ما يحدث في فلسطين عامة وغزة خاصة، لاسيما بعد استشهاد القادة واحدا تلو الآخر”.
وفي حديثه يضيف أن “الكثير من الشباب والكبار لو أتيحت لهم فرصة المشاركة في الجهاد مع أهلنا في غزة ما تأخروا؛ ولكن تقف الأنظمة عائقا حقيقيا أمام الشعوب”.
ويؤكد أن “تلك الأنظمة بمثابة وكلاء عن المستعمر الحقيقي ويقومون بإسكات حتي الكلمة التي تستنكر ما يحدث لأهلنا في غزة وفلسطين وغيرها من بلاد المسلمين”.
ويمضي قائلا: “هناك كثير من الشباب والكبار إذا أُتيحت لهم فرصة المشاركة مع إخوانهم في غزة ما تأخروا؛ فالقلوب تتوق إلى لحظة النصر وتحرير مقدساتنا”.
“لن تتركهم الحكومات”
أما الأكاديمي العراقي الدكتور حارث قطان، فيقول : “إبتداء أعادت عملية طوفان الأقصى، الحديث عن قضية فلسطين، وأعادتها للواجهة بعد أن تلاشت لسنوات مضت لصالح قضايا أخرى”.
ويوضح أنه “خلال صمود غزة البطولي بدأ حراك شعبي كبير متضامن مع القضية الفلسطينية؛ لاسيما لدى الشباب الذين أصبحوا يسمعون بالقضية الفلسطينية، وكذلك عمليات الاستشهاد والمواقف البطولية للمقاومة في غزة”.
ويختم حديثه متسائلا: “هل ينفع النفس الشعبي والوقوف مع المقاومة في ظل حكومات رهنت نفسها لأمريكا وإسرائيل؟”.
“موجات تسونامي قادمة”
وفي رؤيته يقول السياسي المصري ياسر عبدالعزيز، إن “المقاومة مشروعة ومشرعنة في المواثيق الدولية والشرائع الدينية؛ ولعل العهد الدولي للحقوق المدنية قد شرع حق الشعوب التي تم استعمارها باستخدام كل الوسائل للخروج من وطأة الاستعمار حتى استخدام القوة والمقاومة المسلحة”.
القيادي في حزب “الوسط” المعارض، في حديثه “، يضيف: “لاشك أن الكيان المحتل دخل غزة وبحسب اتفاقية (أوسلو 1993) فالقطاع جزء مستقل من السلطة الفلسطينية التي تم إقرارها وفقا لهذا الاتفاق في الأمم المتحدة”.
ويوضح أنه “من ثم فما يحدث في غزة والضفة من انتهاكات بل مجازر وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني، يجوز لأهل غزة والضفة مقاومة الاحتلال بكل الطرق ومنه المقاومة المسلحة”.
يلفت إلى أن “حالة استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في غزة، بهذا المنظر كان ملهما للشباب الفلسطيني، ورأينا مقطعا مصورا الأحد الماضي، لمقاوم فلسطيني يقاتل حتى الرمق الأخير، كقائده السنوار، حيث كان محاصرا وظل يقاوم حتى آخر طلقة وآخر لحظة”.
ويرى أن “هذه الحالة للسنوار، والمشهد الذي أُخرج لاستشهاده أصبح ملهما لكل العرب والمسلمين؛ وأظن أن السنوار نفسه لو أحب أن يخرج مشهدا لمقتله فلن يخرجه بهذه الروعة، وأظن أن الاحتلال لم يكن ليرغب في خروج هذا المشهد بهذا الشكل، وأظن أيضا أن هذا المشهد تم تسريبه على غير رضا قادة الاحتلال”.
ويؤكد أن “المشهد في النهاية كان ملهما، وكان دافعا، ولعل عملية الأردن الجمعة الماضية، كانت ردا واضحا نتيجة للمشهد الذي رآه العالم، وعلينا أن نقف مليا أمام أحد المحللين الإسرائيليين الذي أكد أن السنوار لم يكن مختلا كما يدعي الإسرائيليون، ولكنه كان صاحب مبادئ ومقاوما حتى آخر لحظة، وهذه شهادة الأعداء”.
لذلك يرى عبدالعزيز، أن “الوضع بفلسطين ولبنان واليمن سيمتد وينتشر، والآن الأردن بعد هذه العملية؛ كموجات تسونامي ستقتلع الكيان، ومشهد السنوار أظنه نسف عمليات التطبيع الجارية منذ كامب ديفيد، ووادي عربة الأردنية، ثم التطبيع الخليجي الإماراتي البحريني، وكل المحاولات لتثبيت جذور الكيان عبر مشهد صغير لم يتعد 30 ثانية”.
ويعتقد أن “الحكومات العربية سيكون لها رد فعل عنيف خلال الفترة القادمة، وأن تكون الأجهزة الأمنية أكثر يقظة؛ ولكن كل هذا سيقف بين الشعوب وحكامها ويزيد الفجوة بينها؛ لأن الشعوب قالت كلمتها بأنه لا مكان لكيان ولا تطبيع، وفي النهاية سيرضخ الحكام شاءوا أو أبوا، وهذا المشهد سيكون له الأثر الكبير والرمزية الأبقى”.
“نماذج الصمود الأسطوري”
ويقول الباحث يحيى سعد، إن “الإنسان بطبيعته يتأثر بالأفعال أكثر الأقوال، لتعبيرها الأكثر صدقا عن مواقف أصحابها؛ وليس هناك فعل يمكن أن يتمتع بالمصداقية أكثر من تضحية الإنسان بنفسه وماله في سبيل مبادئ يؤمن بها، وقضية يدافع عنها”.
ويضيف: “كلما كانت تلك المبادئ تتسق مع ما عرفته المجتمعات الإنسانية والقيم المشتركة بين الشعوب كان حجم التعاطف مع أصحابها وحامليها أكبر مهما اختلفت المنطلقات والأيديولوجيات”، ملمحا إلى أن “أبرز تلك المبادئ والقيم: الحرية، والعدل، والمساواة، وحق الشعوب في تقرير مصيرها والتحرر من الاحتلال”.
ويرى أنه “إذا كانت قضية فلسطين اكتسبت تعاطفا شعبيا عالميا واسعا بأوساط الشباب الغربي خاصة بعد حجم الدمار وإبادة المدنيين من نساء وأطفال غزة؛ فإن نماذج الصمود الأسطوري التي يصنعها قادة المقاومة وتنقلها وسائل الإعلام تُحدث تناميا متراكما بوجدان الشعوب الحرة والشعوب المسلمة، لأنها حينئذ تجمع بين دوافع الجهاد النظرية وصورته العملية”.
ويعتقد أنه “إذا كانت الأعمال الدرامية المتميزة تؤثر في وجدان المشاهدين حتى درجة البكاء؛ فالصور البطولية الواقعية -تنقلها العدسات لقادة المقاومة وكان آخرها مشهد صمود السنوار- كفيلة بتهشيم حواجز خوف كرستها أنظمة مستبدة بنفوس شعوبها، وقادرة على تغيير ميولهم واهتماماتهم، وتقوية إرادتهم وزيادة رغبتهم بالتضحية والفداء، خاصة الشباب”.
“نقطة انطلاق”
وفي إجابته قال عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور وصفي أبوزيد: “أقام الله تعالى الكون على السنن ومن بينها سنة التدافع، وما نراه في (طوفان الأقصى) على أرض فلسطين تجلي واضح لهذه السنة، ولاشك أنه أثناء التدافع يرتقي شهداء وتسيل دماء، ويفوز الشهيد بالمنزلة العظيمة ويترك أثره بالحياة، ويؤجج بدمائه الذكية مشاعر المسلمين”.
وفي حديثه ، أضاف: “وباستشهاد القائد المغوار يحيى السنوار ،الذي لقي الله وبيده السلاح، وطوال العام على هذا النحو ينازل الأعداء من مسافة صفر، ولقى الله شهيدا، فهذه الدماء نارا تحرق المحتلين ونورا يضيء طريق المجاهدين وللأمة سبيل المقاومة”.
وأكد أن “محاولات تشويه مصطلحات ومفاهيم إسلامية كالجهاد والخلافة ستنتهي، فأين (تنظيم الدولة) الآن في سوريا والعراق؟، لا جسر له، ولكن العالم الآن يذكر القائد السنوار، وبطولته وأسطوريته، ومعركة الطوفان أحيت الجهاد في أسمى معانيه”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المقاومة الإسلامية حماس يحيى السنوار كتائب القسام طوفان الأقصى العرب والمسلمین قادة المقاومة طوفان الأقصى فی غزة
إقرأ أيضاً:
تنافس محموم بين ترامب وهاريس لخطب ود العرب والمسلمين
مع دنو موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، يحتدم التنافس بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب وخصمه الديمقراطية كامالا هاريس لكسب أصوات المسلمين والعرب.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن ترامب يسعى لإقناع مجموعة حاسمة من الناخبين العرب والمسلمين بضرورة التصويت له، رغم أنه أمضى سنوات في "إهانتهم وشيطنتهم".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يديعوت أحرونوت: فضيحة تجسس تهز إيطاليا تورط فيها الموسادlist 2 of 2لوتان: حظر إسرائيل للأونروا إعلان حرب على الأمم المتحدةend of listوحتى الشهر الماضي، ظل الرئيس السابق يهدد بتطبيق "حظر السفر" الذي سبق أن فرضه على بعض الدول الإسلامية خلال فترة ولايته السابقة، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى أن ترامب ادعى زورا أن لدى الديمقراطيين خطة "لتحويل الغرب (الأميركي) الأوسط إلى الشرق الأوسط".
واعتبرت الصحيفة أن "فزاعة" المسلمين التي يلوح بها ترامب هي الركيزة الأساسية لهويته السياسية، لافتة إلى أنه تبنى في حملته الانتخابية الأولى عام 2016 قصة ملفقة عن الجنرال جون ج. بيرشينغ -قائد القوات الأميركية إبان الحرب العالمية الأولى– الذي أعدم "المتمردين" المسلمين في الفلبين برصاص مغموس في دهن الخنزير.
وفي محاولة منه لخطب ود المسلمين، خاطب الرئيس السابق تجمعا حاشدا، السبت، في ميشيغان -وهي ولاية متأرجحة حاسمة تضم عدداً كبيراً من السكان العرب والمسلمين- قائلا إنه التقى مجموعة من قادة الجالية. وأضاف موجها حديثه للحشد: "هل تعرفون ماذا يريدون؟. إنهم يريدون السلام. إنهم أناس عظام".
ومع ذلك، فقد اعترف ترامب أن أصوات العرب والمسلمين في الولاية المتأرجحة قد تحسم، بطريقة أو أخرى، نتيجة الانتخابات.
ووفقا لواشنطن بوست، فإن ترامب يستغل ضعف الديمقراطيين في أوساط العرب والمسلمين الأميركيين بسبب دعم إدارة الرئيس جو بايدن للعدوان الإسرائيلي على غزة.
غير أن حيلة المرشح الجمهوري لم تنطلِ على مديحة طارق الأميركية من أصل باكستاني والمقيمة في ميشيغان، التي لا تعتقد -طبقا للصحيفة- أن ترامب قد غيَّر رأيه بخصوص العرب والمسلمين.
ورغم ذلك، هناك ناخبون عرب ومسلمون على استعداد للمخاطرة والتصويت لترامب، حيث تذرع مواطن أميركي من أصل يمني، يُدعى وليد فيداما (60 عاما) من الولاية نفسها، بضرورة منح الجمهوريين فرصة أخرى.
واهتمت وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأميركية هي الأخرى بالتنافس المحموم بين المرشحيْن بهذا الخصوص، فكررت أن ترامب، عندما كان رئيسا للبلاد، سعى إلى حظر دخول مواطني 7 دولا ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، كما وقف في الآونة الأخيرة بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حربه ضد غزة ولبنان، بل واستخدم كلمة "فلسطيني" في سياق مهين.
ومع ذلك -تضيف الوكالة- فهو يحقق بعض النجاح في مغازلة الناخبين الأميركيين المسلمين والعرب في ولاية ميشيغان التي تعد ساحة المعركة الانتخابية في سعيه للوصول إلى البيت الأبيض مرة أخرى.
وذكرت أنه حصل مؤخرا على تأييد الداعية بلال الزهيري، أول عمدة عربي مسلم لمدينة ديربورن هايتس في مقاطعة وين بولاية ميشيغان.
وأفادت بلومبيرغ بأن قادة الجالية العربية والمسلمة في الولاية انتقدوا إدارة بايدن، لأنها لم تمارس ضغوطا كافية على إسرائيل للحد من بيع الأسلحة إلى دولة الاحتلال.
ومضت إلى القول إن حملة هاريس الانتخابية أبلغت قادة الجالية العربية الأميركية أنها ستدفع باتجاه إنهاء سريع للصراع في الشرق الأوسط وجلب المساعدات إلى غزة، لكنها لم تطرح خططا مفصلة.
وأشارت إلى أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة يوغوف قبل حوالي شهر، أظهر أن ترامب حاز على تأييد 45% من العرب الأميركيين على مستوى البلاد، أي أكثر بقليل من نسبة 43% التي حصلت عليها هاريس.
لكن استطلاعا آخر لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في أغسطس/آب، كشف أن هاريس متعادلة مع مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، حيث حصلت كل منهما على 29% من التأييد.