أكد د. إكرم بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أهمية المشاركة المصرية في تجمع "بريكس"، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة تعتبر الأولى رسميًا منذ انضمام مصر إلى المجموعة كعضو كامل العضوية في بداية العام الحالي. 

جاء ذلك خلال مداخلته ببرنامج "اليوم" المذاع على قناة "dmc"، حيث شدد على أن هذه الخطوة تعزز دور مصر الدولي والإقليمي في إطار هذا التجمع الهام الذي يضم أكبر الاقتصادات الناشئة في العالم.

كلمة الرئيس السيسي في قمة "بريكس"

أوضح بدر الدين أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ألقى كلمة مهمة خلال القمة، حيث تطرق إلى أبرز التحديات الدولية التي تواجه العالم اليوم.

 وشملت الكلمة مناقشة الأزمات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، التي تؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة.

التركيز على العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان

وتابع بدر الدين أن من بين الموضوعات الرئيسية التي تناولها الرئيس السيسي في خطابه، العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والذي يُعد من أهم الملفات التي تستحوذ على الاهتمام الإقليمي والدولي. 

يمثل 30% من الاقتصاد العالمي| تجمع “بريكس” يناطح “السبع الكبار”.. ومصر المستفيد الأول أستاذ اقتصاد تكشف حجم استفادة مصر تكنولوجيا من تجمع بريكس خبير اقتصادي: الموقع الاستراتيجي لمصر وثقلها في المنطقة سر انضمامها لـ"بريكس" حزب ”مستقبل وطن“: رسائل الرئيس السيسي في قمة بريكس كشفت الوجه الآخر للنظام العالمي

كما أشار إلى امتداد هذا العدوان إلى الأراضي اللبنانية، مشددًا على ضرورة مواجهة هذه الأزمات ضمن إطار الحلول الدبلوماسية والتعاون الدولي.

دور مصر في "بريكس" ودبلوماسية الشرق الأوسط

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن مشاركة مصر في "بريكس" تأتي في وقت تتصاعد فيه التحديات الإقليمية، ما يمنح القاهرة منصة جديدة لطرح رؤاها وحلولها للأزمات التي تواجه المنطقة. 

وأكد أن انضمام مصر إلى المجموعة يعزز مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة في التوجهات السياسية والاقتصادية، خاصة في ظل استمرار النزاعات والأزمات التي تهدد استقرار الشرق الأوسط.

تعزيز التعاون الدولي في ظل التحديات

اختتم بدر الدين مداخلته بالتأكيد على أن تجمع "بريكس" يمثل فرصة هامة لمصر لتعزيز التعاون مع الدول الأعضاء ومواجهة التحديات الدولية الراهنة. ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي، يبقى الدور المصري محوريًا في التخفيف من حدة الصراعات وإيجاد حلول سلمية لأزمات المنطقة.

يمثل 30% من الاقتصاد العالمي| تجمع “بريكس” يناطح “السبع الكبار”.. ومصر المستفيد الأول

شهدت مدينة قازان الروسية انعقاد قمة دول البريكس التي استمرت من 22 إلى 24 أكتوبر، وسط اهتمام عالمي متزايد. وجمعت هذه القمة خمس دول ذات تأثير متزايد على الساحة الدولية: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا، وهدفت القمة إلى مناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين هذه القوى، في ظل التحولات العالمية والتحديات المشتركة التي تواجهها.

قمة دول البريكس

وشهد مطار قازان، وصول زعماء ومسئولي الدول المشاركة في أعمال قمة البريكس التي أنتهت أمس في قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، حيث كان في استقبالهم حاكم الجمهورية رستم ميخانوف.

من جانبه، قال الدكتور أشرف غراب الخبير الاقتصادي نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة تجمع بريكس المنعقدة حاليا في مدينة قازان الروسية ولمدة ثلاثة أيام، بعد انضمام مصر رسميا كعضو كامل اعتبارا من الأول من يناير 2024، بمشاركة 24 زعيما و11 رئيس دولة هم أعضاء التجمع وعلى رأسها روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، يعود على مصر بالعديد من المكاسب الاقتصادية.

وأوضح غراب، لـ "صدى البلد، أن تجمع بريكس والذي يضم أكبر الاقتصادات عالميا يستحوذ على 25% من صادرات العالم، وتمثل نحو أكثر من 30% من حجم الاقتصاد العالمي وتنتج نحو 35% من الحبوب عالميا، وعدد سكانه يقترب من نصف سكان العالم، ومن المتوقع أن يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للتجمع خلال العام الجاري الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة السبع بنسبة كبيرة، موضحا أن تفعيل انضمام مصر للتجمع يعزز من الشراكة الثنائية بينها وبين دول التجمع ويزيد من حجم التبادل التجاري بين مصر وهذه الدول بالعملات المحلية ما يخفف من الضغط على العملة الصعبة، كما أنه يفتح أسواقا جديدة للمنتج المصري بأسواق هذه الدولة خاصة بعد زيادة أعدادها.

وأشار إلى أن اتجاه دول تجمع بريكس إلى إنشاء نظام مالي عالمي واعتماد عملة جديدة مشتركة لدول التجمع خاصة مع زيادة عدد دول التجمع يعمل على تنمية التجارة الخارجية لمصر ويقلل من اعتماد مصر على الدولار ما يعود على الجنيه المصري بتحسين قيمته مقابل سلة العملات الأخرى، خاصة وأن الصين وهي أكبر دول التجمع من المتوقع أن تصبح خلال عام 2025 أكبر اقتصادات العالم في الناتج المحلي، وهي أكبر مصدر للمواد الخام عالميا ما يزيد من حجم وارداتها لمصر بالعملة المحلية ما يسهم في دعم الصناعة المصرية ويسهم في تعظيم الصناعة الوطنية وتحقيق ما تسعى له مصر بتعميق المنتج المحلي وتصنيع أغلب المنتجات المستوردة حتى نصل للاعتماد بنسبة كبيرة على المنتج المحلي فيما بعد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر البريكس الازمات إكرم بدر الدين السيسي عبد الفتاح السيسي لبنان غزة إسرائيل الشرق الاوسط تجمع بریکس انضمام مصر دول التجمع بدر الدین السیسی فی

إقرأ أيضاً:

مجموعة الأزمات: التمرد في غوما بالكونغو الديمقراطية قد يؤدي إلى حرب إقليمية

قالت مجموعة الأزمات الدولية إن متمردي "حركة إم 23" -المدعومة من رواندا– اجتاحوا مدينة غوما عاصمة إقليم شمال كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وسيطروا على المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة.

وأضافت المجموعة -في تقرير على موقعها الإلكتروني بعنوان "سقوط غوما في الكونغو الديمقراطية"- أن هذا التطور يمثل تصعيدا دراماتيكيا في الأزمة المستمرة منذ مدة طويلة، فقد أدى القتال إلى نزوح أكثر من مليوني شخص من ديارهم، وتعريض الآلاف في أنحاء غوما للانتهاكات من قبل المليشيا المختلفة.

إنكار ودلائل

وأكدت المجموعة في تقريرها أن الهدف من هذا التحرك هو توسيع النفوذ وزيادة الضغط على العاصمة كينشاسا لإجبارها على تقديم تنازلات سياسية وعسكرية.

وعلى الجانب الآخر، ذكر التقرير أن رواندا المجاورة نفت أي دور لها في الأزمة، مؤكدة أن الوضع شأن داخلي في الكونغو.

ومع ذلك، تشير الأدلة التي جمعتها مصادر الأمم المتحدة ومجموعة الأزمات إلى وجود أكثر من 4 آلاف جندي رواندي في كيفو الشمالية، مما يؤكد انخراط كيغالي العسكري في المنطقة.

ومع الانهيار السريع للدفاعات الكونغولية، ترى مجموعة الأزمات أن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي يجد نفسه أمام أزمة سياسية وعسكرية غير مسبوقة، خاصة بعد فشل قواته في الاحتفاظ بأكبر معاقلها في الشرق.

إعلان

وأضافت المجموعة أنه وفقا لمصادر أمنية، فإن الجيش الكونغولي لم يكن مجهزا لمواجهة "حركة إم 23" التي حصلت على دعم عسكري ولوجستي من رواندا، عزز قدراتها القتالية.

ورغم إرسال ألفي جندي من بوروندي لدعم الدفاعات الكونغولية قبل سقوط مدينة غوما، فإن هذه التعزيزات لم تكن كافية لوقف تقدم المتمردين.

وساطات متعثرة

ومع تصاعد الأزمة، تتجه الأنظار إلى المساعي الدبلوماسية الرامية إلى احتواء التصعيد العسكري، فقد دعت مجموعة شرق أفريقيا بقيادة الرئيس الكيني وليام روتو إلى عقد محادثات طارئة في 29 يناير/كانون الثاني الجاري، بحضور قادة الكونغو ورواندا وأنغولا، في محاولة لإيجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر.

لكن فرص نجاح هذه المفاوضات ضئيلة، في ظل استمرار رواندا في دعم "حركة إم 23″، ورفض كينشاسا التفاوض المباشر مع المتمردين، معتبرة إياهم أداة بيد كيغالي، وفقا لمجموعة الأزمات الدولية.

وأشار التقرير نفسه إلى أن هناك اقتراحا بإنشاء إدارة مؤقتة لمدينة غوما بإشراف قوة أفريقية محايدة، لكن هذا السيناريو يتطلب موافقة رواندا وكينشاسا معا، وهو أمر لا يزال غير متفق عليه.

تداعيات إقليمية

وحذرت مجموعة الأزمات من أن فشل المفاوضات قد يدفع المنطقة إلى حرب واسعة النطاق، خاصة مع العوامل التالية:

أولا: تصاعد التوتر بين رواندا وبوروندي اللتين تواجهان خلافات عرقية وسياسية تعود لعقود مضت. ثانيا: احتمال تدخل دول شرق أفريقيا عسكريا لمنع "حركة إم 23" من السيطرة على مدينة بوكافو (شرقي الكونغو)، مما قد يؤدي إلى صراع واسع النطاق. ثالثا: اقتراح مجموعة شرق أفريقيا نشر قوات جديدة لاحتواء الأزمة، لكن ذلك يواجه عقبات دبلوماسية.

وأضاف تقرير المجموعة أن هناك تقارير استخباراتية تشير إلى أن كيغالي تسعى إلى ترسيخ سيطرتها على كيفو الشمالية، ليس فقط عبر "حركة إم 23″، بل أيضا من خلال تشكيل تحالفات مع متمردين محليين، في خطوة تهدف إلى إعادة رسم موازين القوى في شرق الكونغو.

مقاتلون من "حركة إم 23" في نقطة مراقبة بشمال كيفو شرقي الكونغو الديمقراطية (الجزيرة) المسار المقبل

ومع تعقد الأزمة، ترى المجموعة أن جميع الخيارات تبقى مطروحة، في وقت تسعى فيه كينشاسا إلى حشد دعم إقليمي ودولي لاستعادة السيطرة، وفي ظل استمرار رواندا و"حركة إم 23″ في تعزيز نفوذهما الميداني.

إعلان

ويؤكد تقرير مجموعة الأزمات أن تحقيق الاستقرار في غوما ومنع أي تصعيد داخلها يجب أن يكون أولوية، مشددة على أن الحلول المستدامة لا يمكن أن تتحقق إلا عبر طاولة المفاوضات، وليس بالتصعيد العسكري.

كذلك شدد على ضرورة إشراك جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك كينشاسا ورواندا وأنغولا التي تدير مسار وساطة منفصلا بطلب من الاتحاد الأفريقي لضمان حل شامل ومستدام.

وفي إطار الجهود الدبلوماسية، دعت المجموعة إلى تعاون وثيق بين الدبلوماسيين الإقليميين والأمم المتحدة لإنشاء ممرات إنسانية تضمن وصول المساعدات إلى آلاف المدنيين المحاصرين.

وعلى الصعيد الدولي، شددت مجموعة الأزمات على ضرورة دعم هذا المسار من قبل القوى الفاعلة، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مع توجيه تحذيرات واضحة إلى كيغالي بشأن أخطار التوغل العسكري داخل الكونغو، لما قد يترتب عليه من تداعيات إقليمية خطيرة.

يذكر أن "إم 23" هي حركة مسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أُسّست عام 2012 بعد فشل اتفاق تم توقيعه عام 2009 بين الحكومة والمتمردين، وتوصف بأنها الجناح المسلح لإثنية التوتسي التي يواجه قادتها اتهامات بأن لهم ارتباطات بحكومة رواندا.

وبعد أشهر من السيطرة على مناطق واسعة من منطقة كيفو الشمالية، تعرضت هذه الحركة لهزائم ساحقة عام 2013، ثم عادت للظهور بقوة منذ عام 2021.

كذلك خاضت "إم 23" معارك ضارية ضد الجيش الكونغولي طوال عام 2024، وارتفعت وتيرة المعارك في ديسمبر/كانون الأول وتسببت في نزوح أعداد كبيرة وخلّفت معاناة إنسانية.

مقالات مشابهة

  • “سدايا” تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي العام والتحديات التي تواجهه بمشاركة أكثر من 16 جهة حكومية
  • سفيرة مصر السابقة بالهند: الانضمام إلى «بريكس» خطوة مهمة لتقوية الثقة في الاقتصاد
  • «الغرف التجارية العراقية»: ظهور «البريكس» أبعد تسيد الدولار واليورو للاقتصاد العالمي
  • مجموعة الأزمات: التمرد في غوما بالكونغو الديمقراطية قد يؤدي إلى حرب إقليمية
  • جنح التجمع تقرر غدًا مصير اللاعب على غزال في اتهامه بالنصب
  • الخارجية الفلسطينية تشكر الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي رفضت مخططات التهجير
  • الخارجية الفلسطينية: نشكر الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي رفضت مخططات التهجير
  • معتصم أقرع: ثورة ديسمبر عائدة؟
  • إصابة 5 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بمنطقة التجمع
  • حزب التجمع: مصر بلد مفتوحة لكل العرب ونرفض تصفية القضية الفلسطينية