ماذا تنتظر مصر من "بريكس".. التحديات الاقتصادية وإصدار عملة موحدة أبرز القضايا المطروحة.. وخبراء يوضحون فوائد انضمام مصر للتكتل
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على مدار يومين ظلت الأضواء تتجه نحو مدينة "قازان" الروسية والتي تستضيف قمة "بريكس"، التي انطلقت الأربعاء، بحضور 24 زعيمًا من مختلف دول العالم، لمناقشة مجموعة من التحديات التي يواجهها العالم وعلى رأسها التحديات الاقتصادية وإصدار عملة موحدة للعلاقات الاقتصادية البينية بين دول التكتل، وكانت مصر حاضرة بقوة في القمة حيث شارك الرئيس السيسي بصحفة وفد رفيع المستوى في العديد من الجلسات التي تضمنتها القمة.
وأكد "السيسي" تأكيد اعتزاز مصر بمشاركتها الأولى كعضو في تجمع بريكس منذ انضمامها له مطلع العام الجاري، والحرص الذي توليه لتعزيز انخراطها بشكل فاعل فى جميع آليات عمل التجمع، في إطار تطوير العلاقات الاستراتيجية التى تربط مصر بأعضاء البريكس.
وسلط "السيسي" الضوء على ضرورة اتخاذ خطوات حقيقية وفاعلة، لإصلاح الهيكل المالي العالمي، بما فى ذلك مؤسسات التمويل الدولية، وبنوك التنمية متعددة الأطراف، لتعزيز استجابتها للاحتياجات الفعلية للدول النامية، وأهمية تعزيز التعاون بين دول تجمع البريكس، فى مواجهة التداعيات السلبية لتغير المناخ، فضلًا عن وجوب استثمار المميزات النسبية التى تتمتع بها دول التجمع لتنفيذ مشروعات مشتركة فى قطاعات الاقتصاد الرئيسية، خاصة قطاعات الطاقة والبنية التحتية، والصناعات التحويلية، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ودفع أطر التعاون المشترك فيما يتعلق بالتسوية المالية بالعملات المحلية، إضافة إلى دعوته لتكثيف وتعميق التواصل والتعاون الثقافي بين شعوب دول التجمع.
ماذا تنتظر مصر من "بريكس"؟وفي أغسطس 2023، أعلن قادة بريكس، الخميس، عن انضمام 6 دول جديدة إلى التكتل الاقتصادي، من بينهم 3 دول عربية هم مصر والسعودية والإمارات، في خطوة تستهدف تقوية التحالف وتعزيز دوره العالمي.
العديد من التحليلات الاقتصادية صدرت بعد انضمام مصر للبريكس كان أبرزها التحليل الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، والذي سلط الضوء فيه على قمة "بريكس" والفوائد المحتملة لمصر من عضوية المجموعة.
وذكر المركز أن انضمام مصر لـ"بريكس"، يعد تأكيدا على متانة العلاقات الاقتصادية والسياسية الجيدة بين مصر ودول التكتل، وعلى مكانتها الاقتصادية والجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرا إلى أن التقارب مع مجموعة "بريكس" يساعد في "الترويج للإصلاحات التي شهدتها البيئة المصرية الاقتصادية والاستثمارية في السنوات الأخيرة، بالصورة التي ترفع من فرص مصر لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية".
ولفت المركز إلى أن "استهداف التكتل تقليل التعاملات البينية بالدولار الأميركي سيخفف من الضغط على النقد الأجنبي في مصر الذي يمثل الدولار الحصة الكبرى منه، وهو ما يصب في صالح تحسين عدد من المؤشرات الاقتصادية المحلية"، مضيفا: "أن وجود مصر كدولة عضو ببنك التنمية التابع لتكتل البريكس سيمنح فرصا للحصول على تمويلات ميسرة لمشروعاتها التنموية، بالإضافة إلى أن وجودها داخل التكتل يعني استفادتها من ثمار نجاح مستهدفاته التي تقترب من التحقق، فيما يخص خلق نظام عالمي يمنح مزيدا من الثقل للدول النامية والناشئة".
خبراء يوضحون الفوائد
وفي هذا الشأن، قال الشالشأن، أوضح الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، إن هناك أهمية قصوى من انضمام مصر لتكتل البريكس، ومن أبرزها العمل على تحقيق المزيد من النمو الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.
وأشار "بدرة" في تصريحات تليفزيونية إلى أن "انضمام مصر إلى مجموعة "بريكس" مع 6 دول أخرى، يستهدف أيضًا تحسين القدرات الاقتصادية للدولة، إذ أن اختيار مصر للانضمام إلى مجموعة البريكس جاء من بين أكثر من 40 دولة تقدموا للانضمام إلى المجموعة، مشيرًا إلى وجود الكثير من العلاقات الاستراتيجية والسياسية التي تربط بين دول مجموعة البريكس وبين الـ6 دول التي جرى اختيارها، وتحديدًا مصر.
وتابع: "مصر لها ثقل كبير بعدما نجحت في تحسين القدرات الاقتصادية سواء على المستوى الداخلي مما يتناسب مع دول "بريكس"، حيث أن انضمام مصر للتكتل سيفتح الطريق لزيادة المشروعات الكبرى داخل مصر، في ظل وجود علاقات وطيدة بين مصر والصين والهند وروسيا، وسيكون لذلك مردود كبير خلال السنوات المقبلة وترسيخ لعلاقات كبرى وتبادل بالعملات التجارية مما يخفف آلام الدولار على الموازنة الخاصة بمصر، أضف إلى ذلك اتفاقية للحبوب بين مصر وروسيا أو الصين والهند وسيكون لذلك مردود على المدى القريب والبعيد".
وعلى صعيد متصل، قال طارق البرديسى، الباحث فى العلاقات الدولية، إن انضمام مصر للبريكس، يعود بالخير على جميع الأطراف سواء مجموعة بريكس أو الدولة المصرية، وبخاصة على الجانب الاقتصادي.
وأضاف "البرديسي" أن مصر لها مكانة كبيرة من الناحية الجيوبوليتيكية والاقتصادية، الأمر الذي يعزز دورها في التكتل الاقتصادي الصاعد، وذلك بفضل الطفرة التى حققتها الدولة المصرية عبر العشر سنوات الماضية وانتقالها لمصر صاحبة الرؤى والساحات والمساحات المقتحمة للصحارى داخليا وبناء العمران والنهضة فى جميع المجالات والبقاع.
ولفت خبير العلاقات الدولية إلى أن تجمع بريكس سيستفيد استفادة قصوى من انضمام مصر له، لأن مصر موجودة فى البقعة الجغرافية العبقرية وأصبحت بوابة لمن يريد أن يدخل أفريقيا، وتتمتع بالدوائر العربية والإسلامية والأفريقية، ومن أراد أن يبنى شراكات مع هذه الدوائر فإن مصر تمسك بنواصى العالم كله وهو ما تستفيد منه مجموعة بريكس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البريكس مصر التحديات الاقتصادية السيسي قازان قمة البريكس انضمام مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيران تحذر من ضربها عسكريا وتلوح بـالنووي.. وخبراء يناقشون الخيارات
جدّد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، استعداد طهران للانخراط في "مفاوضات حقيقية من موقف متكافئ وغير مباشر"، مشدداً على أن ذلك "يتطلب أجواء بناءة وتجنب الأساليب القائمة على التهديد والترهيب والابتزاز"، وفق تعبيره.
وأكد أن بلاده مصممة على المضي قدماً في برنامجها النووي السلمي "وفقاً لمعايير القانون الدولي".
وفي معرض انتقاده للتصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين أميركيين، وصف عراقجي التهديدات بأنها "غير مقبولة وتتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتؤدي إلى تعقيد الوضع الراهن"، محذراً من أن إيران "سترد بسرعة وحزم على أي اعتداء يمس وحدة أراضيها أو سيادتها أو مصالحها".
وفي موقف أكثر حدة، قال علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، إن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، لكن "لن يكون أمامها خيار سوى القيام بذلك" إذا تعرضت لهجوم عسكري.
وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الإيراني: "إذا اخترتم القصف بأنفسكم أو عبر إسرائيل، فستجبرون إيران على اتخاذ قرار مختلف".
وفي السياق ذاته، توعّد المرشد الأعلى علي خامنئي، في خطبة عيد الفطر، بتوجيه "ضربة شديدة" لكل من يعتدي على إيران، قائلاً: "إذا قام الأعداء بالاعتداء على إيران، فسيتلقّون ضربة شديدة وقوية، وإذا فكّروا بالقيام بفتنة في الداخل فسيرد عليهم الشعب الإيراني كما ردّ في الماضي".
ضرب البرنامج النووي
من جنبه ناقش "معهد واشنطن" التحديات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي مع إيران، أو بدائل محتملة كالحملة العسكرية.
ويرى الخبراء أن البرنامج النووي الإيراني تطور تقنياً بشكل خطير منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018، وباتت إيران قريبة من امتلاك سلاح نووي.
ويرجح البعض أن العمل العسكري قد يكون الخيار الوحيد لمنع طهران من تطوير هذا السلاح، مع تأكيد ضرورة التحضير لحملة طويلة الأمد في حال اللجوء لهذا المسار.
وقالت دانا سترول، مديرة الأبحاث في معهد واشنطن، إن إيران باتت في أضعف حالاتها بعد انهيار شبكاتها الإقليمية، ما يجعلها أكثر عرضة لضربة عسكرية واسعة، معتبرة أن المسؤولين في أمريكا وإسرائيل يرون أنها "لحظة مناسبة" لاتخاذ خطوات حاسمة تجاه برنامجها النووي.
من جانبه، قال ريتشارد نيفو، الزميل المساعد في المعهد، إن إيران باتت قريبة جدًا من امتلاك قدرة نووية عسكرية مع تسارع التخصيب وتطوير أجهزة الطرد المركزي، مؤكداً أن العقوبات وحدها لم تعد كافية وأن الخيارات الدولية تتضاءل.
فيما قال مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في المعهد إن أي ضربة وقائية ضد برنامج إيران النووي يجب أن تكون بداية لحملة طويلة الأمد تهدف إلى منع إعادة البناء، مشددًا على أهمية البيئة الاستخباراتية والدعم الدولي لإنجاح هذه الاستراتيجية.
في سياق متصل، نشر موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) رسوما قال إنها لمواقع نووية إيرانية محتملة، يمكن أن تتعرض لضربات عسكرية إذا ما نشب صراع مع إيران.
انسحاب من اليمن
على جانب آخر، قالت صحيفة تلغراف نقلا عن مصادرها الخاصة، أن إيران أمرت عسكريين لها بمغادرة اليمن، في الوقت الذي تصعد فيه الولايات المتحدة حملة الضربات الجوية ضد الحوثيين.
وقال مسؤول إيراني كبير إن هذه الخطوة تهدف إلى تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة.
وقال المسؤول إن إيران تقلص أيضا استراتيجيتها المتمثلة في دعم "الوكلاء الإقليميين" للتركيز على التهديدات المباشرة من الولايات المتحدة بدلا من ذلك.