هل رسول الله نور أم بشر مثلنا كما أخبر القرآن ؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
أجاب الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، يقول: هل سيدنا رسول الله ﷺ نور، أم هو بشر مثلنا كما أخبر القرآن ؟
قال جمعة أن سيدنا رسول الله ﷺ نور هذا صحيح ،قال تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة: 15] ، وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46] ، فهو ﷺ نور ومنير، ولا شيء في أن تقول إن سيدنا محمدًا ﷺ كان نورًا طالما أن الله عز وجل قد وصفه بذلك وسماه نورًا.
وتابع جمعة أن قد ثبت في السنة أن الصحابة رضى الله عنهم كانوا يقولون : "إن وجهه ﷺ كالقمر"، وقد أخبر ﷺ أنه عندما حملت فيه أمه: «رأت نورًا أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام » ، وقد أخبر أصحابه رضوان الله عليهم : "أن سيدنا النبي ﷺ عندما دخل المدينة أضاء منها كل شيء ، وعندما مات أظلم منها كل شيء". إلى غير ذلك من آثار وأحاديث تبين أنه ﷺ كان نورًا، ولا ينبغي أن ننفي أن ذلك النور كان حسيًّا، فليس هناك ما يتعارض مع كونه كان منيرًا، وأنه ﷺ له نور حسي مع أصل العقيدة ، كما أنه لا يعارض طبيعته البشرية التي أخبر بها القرآن.
وانتهى جمعة إلى أن المحظور هو نفي البشرية عنه ﷺ ؛ لأن هذا مخالف لصريح القرآن ،فقد قال الله تعالى : {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف: 110] ، فالسلامة في ذلك أن نثبت كل ما أثبت الله لنبيه ﷺ ؛ فنثبت أنه ﷺ كان نورًا ومنيرًا ولا يزال، وأنه بشر مثلنا، دون تفصيل وتنظير، وإثبات النور الحسي له ﷺ لا يتعارض مع كونه بشرًا، فالقمر طبيعته صخرية، ومع ذلك هو نور وله نور حسي، والنبي ﷺ خير من القمر، وخير من خلق الله كلهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة رسول رسول الله سيدنا رسول الله نور
إقرأ أيضاً:
داعية: سورة "الماعون" منهج حياة متكامل للمؤمنين (فيديو)
أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن سورة "الماعون" تمثل منهجًا متكاملًا لحياة المؤمن، حيث تسلط الضوء على أهمية السلوك الحسن والرحمة، خصوصًا في التعامل مع الفئات الضعيفة من المجتمع كالأيتام والمساكين.
وأوضح "عبد المعز" خلال حديثه ببرنامج "لعلهم يفقهون" على قناة dmc، اليوم الإثنين، أن هذه السورة القرآنية القصيرة تحمل رسالة عميقة تعكس جوهر الدين الإسلامي وتُحفّز على العمل الخيري.
القرآن يبدأ بالسؤالولفت إلى أن بعض سور القرآن تبدأ بأساليب بلاغية متنوعة، مثل الاستفهام أو القسم، ومن أبرز الأمثلة على ذلك سورة "الماعون"، التي تبدأ بالآية: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ".
وبيّن أن هذا النمط البلاغي يهدف إلى دعوة القارئ للتأمل والتفكر في سلوكيات من يستهين بالدين، والتي من نتائجها تجاهل حقوق اليتيم ورفض إطعام المسكين.
التكافل لا يتوقف عند الفعلوأشار إلى أن الإسلام لا يكتفي بأن يكون الإنسان فاعلًا للخير فقط، بل يدعوه أيضًا إلى تحفيز الآخرين عليه، مستشهدًا بقول الله تعالى في نفس السورة: "وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ".
وأضاف أن الإحسان يجب أن يكون سلوكًا جماعيًا يتعدى الفرد إلى المجتمع كله.
رعاية مشاعر اليتيممن النقاط المهمة التي ركز عليها الشيخ عبد المعز، أن رعاية اليتيم في الإسلام لا تقتصر على الدعم المادي فقط، بل تشمل أيضًا الاهتمام بمشاعره وكرامته.
واستشهد بقوله تعالى في سورة الضحى: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ"، ليؤكد أن الجانب النفسي والوجداني لليتيم لا يقل أهمية عن الجانب المادي.
المؤمن داعية للخيرفي ختام حديثه، شدد الشيخ على أن المؤمن الحقيقي لا يعمل الخير فقط، بل يسعى لنشره ودعوة الآخرين إليه، مستدلًا بقول الله تعالى في سورة العصر: "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ".
كما استشهد بالحديث النبوي الشريف: "سل الله عز وجل فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين"، معتبرًا أن هذا هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهج كل مؤمن يقتدي به.