سلطنة عُمان.. كنوز جيولوجية نادرة لم تُكتشف
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
- د. محمد الكندي: صخور الأفيولايت والكهوف توفر فرصًا فريدة لدراسة قاع المحيط القديم
- تحسين البنية الأساسية في المواقع الجيولوجية يسهم في جذب المزيد من الزوار
- السياحة الجيولوجية تسهم في دعم البنية الأساسية وإيجاد فرص عمل
تُعد سلطنة عُمان من الوجهات السياحية الفريدة التي تحتضن تنوعًا جغرافيًا ساحرًا، حيث تمتزج الجبال الشاهقة بالصحراء الواسعة والسواحل الذهبية.
وتعزز السياحة الجيولوجية في عمان من هذا الإرث الطبيعي الفريد، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمغامرة لاحتوائها على معالم فريدة مثل جبال الحجر، التي تضم تشكيلات صخرية قديمة ونادرة، وأودية محاطة بشلالات طبيعية تخطف الأنفاس، بالإضافة إلى الصحاري الواسعة التي تخفي تحت رمالها أسرارًا تاريخية وجيولوجية، ومن خلال تعزيز السياحة الجيولوجية، يمكن للزوار اكتشاف هذا الإرث الثمين والتفاعل مع الطبيعة بطريقة جديدة ومثيرة.
التنوع الطبيعي والتاريخي
وأوضح الدكتور محمد بن هلال الكندي، الرئيس التنفيذي لمركز الاستشارات الجيولوجية والجيوفيزيائية، أن هذا النوع من السياحة يركز بشكل أساسي على استكشاف المواقع الجيولوجية المتميزة والاستمتاع بالتكوينات الطبيعية الفريدة، ويقول: "سلطنة عمان تُعد بمثابة متحف جيولوجي مفتوح؛ بفضل تاريخها الجيولوجي الذي يمتد لأكثر من 800 مليون سنة"، ويتضمن هذا النوع من السياحة التعرف على تكوين الأرض، والصخور، والمعادن، بالإضافة إلى دراسة التاريخ الجيولوجي للمناطق المختلفة.
ويتابع الدكتور الكندي حول التنوع الجيولوجي الاستثنائي في عمان، بقوله: إنه يشمل تشكيلات نادرة مثل صخور الأفيولايت، والتي تُعد من أكبر وأشهر الطبقات المنكشفة على المستوى العالم، وإنها توفر فرصة فريدة لدراسة قاع المحيط القديم، وهي واحدة من أهم المواقع الجيولوجية على الأرض.
كما تحدّث عن الكهوف الضخمة والجبال الشاهقة التي تتمتع بها سلطنة عمان، قائلًا: "نحن نمتلك كهوفًا مذهلة مثل مجلس الجن، الذي يُعد من بين أكبر الكهوف في العالم، وكذلك جبال شاهقة ووديان مدهشة توفر فرصًا للتجول والاستكشاف الفريد.
وعن الخصائص الجيولوجية التي تجعل عمان وجهة مميزة للسياحة الجيولوجية، يقول: "تتميز عُمان بتنوعٍ جغرافي فريد يجذب السياح والباحثين على حد سواء، مشيرًا إلى أبرز الخصائص الجيولوجية وهي "صخور الأفيولايت" الموجودة في شمال عُمان، وفي جزيرة مصيرة ورأس مدركة، وهي الأكبر عالميًا وتقدم فرصة لدراسة قاع المحيط القديم، إضافة إلى ذلك، جبال الحجر التي تَكشف عن ملايين السنين من التاريخ الجيولوجي وتحتوي على تكوينات صخرية فريدة".
الاقتصاد المحلي
وفيما يتعلق بتأثير السياحة الجيولوجية على الاقتصاد المحلي، أشار الدكتور محمد الكندي إلى أن هذه السياحة تُسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد بعدة طرق، منها إيجاد فرص عمل من خلال تطوير المواقع الجيولوجية واستقبال السياح، مما يتطلب موظفين في مجالات متنوعة مثل الإرشاد السياحي، والضيافة، والنقل، وهذا بدوره يوفر فرص عمل للمجتمعات المحلية".
وتابع: "علاوة على ذلك، فإن المشروعات المتعلقة بالسياحة الجيولوجية تؤدي إلى تطوير البنية الأساسية، مثل تحسين الطرق وبناء الفنادق والمرافق السياحية، مما يعود بالنفع على السكان المحليين، وزيادة تدفق السياح الذي يعزز الطلب على المنتجات الحرفية المحلية، والطعام التقليدي، والخدمات، مما يدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة".
وفيما يتعلق بأبرز المواقع الجيولوجية التي يجب على السياح زيارتها، ذكر: "هناك العديد من المواقع الجيولوجية التي تستحق الزيارة، على سبيل المثال، صخور الأفيولايت في سمائل التي تعد فرصة نادرة لدراسة قاع المحيط القديم، حيث تحوي مواقع عالمية فريدة مثل الحمم الوسادية والحواجز النارية وخط الموهو ومناجم النحاس، مضيفًا أن الجبل الأخضر يوفر مناظر خلابة وأحافير بحرية تاريخية، وهو يحتوي على مجموعة من الحدائق الأحفورية الرائعة مثل حدائق المرجان البحري والقواقع وأحافير الأسماك وغيرها، بالإضافة إلى سلسلة جبال ظفار التي تشتمل على مواقع أحفورية رائعة وكهوف وطبقات صخرية نارية ورسوبية التي تعود لمئات ملايين السنين، وكذلك رمال وهيبة التي تعد من المواقع المثيرة لدراسة التكوينات الرملية.
كما أن كهوف عُمان، مثل كهف مجلس الجن، وكهف الهوتة، وكهف طيق، وطوي أعتير تعد من بين أكبر الكهوف عالميًا، إضافة إلى جبال الحجر كجبل شمس، وسلسلة جبال مسندم التي تُضفي مزيدًا من التنوع الجيولوجي، بينما تقدم الوديان مثل وادي شاب ووادي بني خالد جمالًا طبيعيًا وتاريخًا جيولوجيًا مميزًا".
التحديات
ولا يخفي الدكتور محمد الكندي التحديات التي تواجه السياحة الجيولوجية في عمان بالقول: "تواجه السياحة الجيولوجية عدة تحديات، منها نقص الوعي بأهمية المواقع الجيولوجية وضعف البنية الأساسية في بعض المناطق النائية، لذا يجب تنفيذ حملات توعوية وتحسين الطرق والمرافق والحفاظ على البيئة وهو يمثل أيضًا تحديًا مهمًا يتطلب وضع أنظمة حماية بيئية صارمة".
كما أشار إلى قلة الترويج الدولي ونقص الخبراء المتخصصين في الجيولوجيا، قائلًا: "يمكن تجاوز هذه المعوقات من خلال تعزيز الحملات الترويجية وتدريب مرشدين متخصصين، وتوفير وسائل نقل اقتصادية تسهم في جعل هذه المواقع أكثر جاذبية للسياح".
وفيما يتعلق بزيادة الوعي بأهمية السياحة الجيولوجية بين السكان المحليين والسياح، يقترح الكندي عدة إستراتيجيات بقوله: "يمكن تنفيذ برامج تعليمية، وتنظيم حلقات عمل وندوات للمدارس والمجتمعات حول الجيولوجيا، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتطوير مواد ترويجية من خلال تنظيم حملات توعوية تسلط الضوء على فوائد السياحة الجيولوجية، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانات ثقافية وفعاليات تشمل جولات ميدانية وأنشطة تفاعلية يمكن أن تعزز من الوعي، والأهم من ذلك مشاركة قصص النجاح من خلال عرض تجارب دول أخرى في تعزيز السياحة الجيولوجية ".
الدور الأكاديمي
وعن دور الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، يرى الدكتور محمد أنها تقوم بدور مهم في تطوير السياحة الجيولوجية من خلال إجراء أبحاث علمية حول التكوينات الجيولوجية ونشر النتائج لزيادة الوعي، بالإضافة إلى تطوير المناهج من خلال إدراج الجيولوجيا والسياحة الجيولوجية في المناهج الدراسية وتقديم برامج تدريبية للطلبة يعد خطوة أساسية".
ويضيف: "من المهم التعاون مع الهيئات الحكومية لتقديم استشارات، والمشاركة في مشروعات التنمية السياحية والتعاون مع شركات السياحة وتنظيم حملات توعية تستهدف السياح والمقيمين، وتوفير فرص البحث العملي عن طريق إجراء مشروعات ميدانية للطلبة في المواقع الجيولوجية.
التوجهات المستقبلية
وذكر الدكتور الكندي أن السياحة الجيولوجية بسلطنة عمان لديها إمكانيات كبيرة للنمو والتطوير، من خلال زيادة الوعي بأهميتها بين السكان والسياح وتحسين البنية الأساسية في هذه المواقع الجيولوجية مما يسهم في جذب المزيد من الزوار، مؤكدًا أن بناء شراكات مع الجامعات، والهيئات الحكومية، وشركات السياحة سيعزز من البرامج السياحية ويطور مشروعات جديدة مع التركيز على السياحة المستدامة التي تحافظ على البيئة وتعزز من التراث الثقافي والطبيعي.
وعن التعاون بين مركز الاستشارات الجيولوجية ووزارة التراث والسياحة، يقول: "هناك تنسيق مستمر لتطوير والتعريف بالسياحة الجيولوجية في سلطنة عُمان، يشمل تبادل المعرفة من خلال مشاركة الأبحاث والدراسات لتعزيز الترويج للمواقع الجيولوجية، وتطوير برامج سياحية عن طريق تصميم برامج تستهدف السياح المهتمين بالجيولوجيا، وتنظيم ورش عمل تدريبية للمرشدين السياح حول السياحة الجيولوجية".
ويضيف: "كما أننا نشارك في مؤتمرات دولية للترويج لعُمان بصفتها وجهة سياحية جيولوجية وللتواصل مع محترفين في هذا المجال من خلال التعاون والشراكة مع مؤسسات أكاديمية لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الجيولوجيا والسياحة، بالإضافة إلى المشاركة في مشروعات دولية مشتركة تهدف إلى تطوير السياحة الجيولوجية، مثل إنشاء مسارات سياحية جديدة أو دراسات جدوى، مشيرا إلى أن تبادل الخبرات والاستفادة من دول أخرى يمكن أن يسهم بشكل كبير في تطوير السياحة الجيولوجية وزيادة جاذبيتها على المستوى العالمي مؤكدًا على أهمية الحصول على دعم مالي وتقني من منظمات دولية لتعزيز البنية الأساسية لهذه المشروعات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البنیة الأساسیة الدکتور محمد بالإضافة إلى من خلال سلطنة ع التی ت
إقرأ أيضاً:
الألعاب الإلكترونية في سلطنة عمان.. مسار مهني وتعليمي واعد وصناعة متنامية
تشهد سلطنة عمان انتشار للألعاب الإلكترونية التي تحولت نحو مسار مهني وتعليمي، ويعود ذلك إلى زيادة استخدام الشباب والأطفال للتكنولوجيا وانتشار الأجهزة الذكية، وقد أسهمت اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية في تنظيم منافسات احترافية وتطوير برامج تستهدف اكتشاف المواهب في هذا القطاع، ويشارك في دعم هذا الحراك التكنلوجي المرتبط بالترفيه الكثير من مؤسسات القطاع الخاص التي أخذت تواكب تطلعات الشباب وبدأت في الاستثمار في هذا المجال، في خطوة تشير إلى وعي المؤسسات بجدوى الاستثمار في الاقتصاد الرقمي وصناعات المستقبل، وقد أصدرت دائرة التراخيص بقسم المصنفات الفنية بوزارة الإعلام ما يقارب 49 ترخيصًا لمحلات بيع الأشرطة والأسطوانات المدمجة السمعية والمرئية وألعاب الفيديو حتى نهاية أكتوبر 2025.
وأكدت سبأ البوسعيدية رئيسة اللجنة العمانية للرياضات والألعاب الإلكترونية، أن هذا القطاع يشهد مرحلة انتقال متقدمة حيث تحول من نشاط ترفيهي يُمارس بهدف التسلية والمتعة إلى نشاط مهني واقتصادي؛ حيث بدأت ملامح صناعة الرياضات الإلكترونية تتشكل منذ انطلاق البطولات المحلية، والمشاركة في البطولات الدولية والإقليمية والعالمية وتوقيع مذكرات التفاهم مع مختلفات المؤسسات الدولية ونشر الوعي والمعرفة بهذا القطاع، ويعكس هذا التوجه التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لبناء صناعة اقتصادية مستدامة تشمل تنظيم البطولات والفعاليات، والتدريب، وصناعة المحتوى، وريادة الأعمال الرقمية.
اكتشاف المواهب
وأشارت إلى أن اللجنة تعمل على اكتشاف المواهب العمانية وتسعى لتأهيلها للمنافسة على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك من خلال تنظيم بطولات وطنية تُبرز الكفاءات الشابة، وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة لتأهيل مطوري الألعاب وصناع المحتوى، وتوقيع شراكات مع شركات تقنية؛ لتطوير مهارات الشباب في مجالات البرمجة والإنتاج الرقمي.
وبينت البوسعيدية أن صناعة الألعاب الإلكترونية تتوافق مع مستهدفات «رؤية عمان 2040» التي ركزت على التنويع الاقتصادي وتمكين الشباب العمانيين في مجالات التقنية والابتكار، مشيرةً إلى أن هذا القطاع يوفر فرصًا مهنية وريادية تسهم في بناء اقتصاد قائم على الإبداع والمعرفة، ويعزز الهوية الثقافية من خلال تطوير ألعاب رقمية مستوحاة من التراث وترسخ القيم المحلية، ما ينعكس إيجابًا على حضور السلطنة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وحول الشراكات الاستراتيجية، أوضحت البوسعيدية أن اللجنة تتعاون مع المؤسسات التعليمية والجامعات؛ لتطوير برامج أكاديمية تُعنى بتقنيات الألعاب والتوعية بالاستخدام الإيجابي، إلى جانب شراكات مع القطاع الخاص للاستثمار في تنظيم البطولات والفعاليات، فضلًا عن التعاون الإقليمي والدولي لتبادل الخبرات وتطوير الكفاءات الوطنية.
وبينت البوسعيدية أن القطاع يواجه مجموعة من التحديات كالتمويل، والبنية التحتية، والوعي المجتمعي، مؤكدة أن اللجنة تعمل على تحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو من خلال تعزيز الثقافة الرقمية وإبراز الرياضات الإلكترونية كمسار مهني وتعليمي واعد، وليس مجرد وسيلة للترفيه، ولكن مع تعزيز دور اللجنة المجتمعي ونشر الوعي الرقمي لهذه الرياضة نلتمس وجود شريحة كبيرة لديها الكثير من المعرفة والاطلاع في عالم الرياضات الإلكترونية.
ودعت سبأ البوسعيدية الشباب العُماني إلى استثمار شغفهم بالألعاب الإلكترونية في بناء مهارات متخصصة، واكتساب المعرفة التقنية والإدارية اللازمة لتحويل الهواية إلى مشروع مستدام، مؤكدة أن المستقبل سيكون لمن يمتلك الإبداع والقدرة على الابتكار في هذه الصناعة المتنامية، مشيرةً إلى أن ما يحدث اليوم من استثمار في قطاع الرياضات الإلكترونية بشكل متسارع ليس مجرد تسلية أو توسع في ممارستها، وإنما هو ولادة صناعة اقتصادية حديثة تحمل في مضمونها فرصًا تعليمية ومهنية وريادية مبتكرة في مجالات التطوير التقني، وصناعة المحتوى، وإدارة الفِرق، وتنظيم البطولات، والتسويق الرقمي، وغيرها من المجالات الداعمة.
تجربة
اعتبر اللاعب عمر العامري أن مشاركته في بطولات الألعاب الإلكترونية كانت تجربة ثرية وممتعة، مشيرًا أنها منحته فرصةً لاختبار قدراته في أجواء احترافية تنافسية، بالإضافة إلى أنها كانت فرصة للتعرف على مستويات اللاعبين، وهذه التجارب تشكل خطوة مهمة لصقل مهاراتهم الرقمية والتقنية والاستعداد لبطولات مستقبلية محلية أو دولية.
وأشار العامري إلى أن هذه الفعاليات تعتبر عامل أساسي لتمكين الشباب؛ حيث تفتح أمامهم آفاق في مجالات التقنية والإعلام الرقمي وريادة الأعمال المرتبطة بالألعاب الإلكترونية.
وأشار إلى أن دعم الشركات لهذه البطولات يضفي طابعًا احترافيًا على التجربة، ويجعل المشاركة أكثر تنظيمًا، مما شجعهم على الاستمرار في تطوير مهاراتهم وكفاءتهم في اللعب، وبين أن أبرز الفوائد التي جناها كانت الخبرة الميدانية، وبناء شبكة علاقات مع لاعبين من داخل السلطنة وخارجها.
وأكد العامري أن الألعاب الإلكترونية تحولت إلى قطاع اقتصادي عالمي يوفر مسارات مهنية متنوعة، من الاحتراف في اللعب إلى البث الرقمي والتدريب وتنظيم الفعاليات، وأضاف أن هذا القطاع لم يعد ترفيهيًا فقط، بل أصبح صناعة بمليارات الدولارات تسهم في دعم الاقتصاد وخلق فرص عمل للشباب.
وحول التحديات التي تواجههم، أوضح العامري أن ضعف جودة الإنترنت في بعض المواقع يشكل تحديًا وهو عنصر مهم في اللعب، معربًا تمنياته وتطلعه إلى تحسين البنية التحتية وتوفير تجهيزات تقنية متطورة، إلى جانب تكثيف البرامج التدريبية للشباب.
دعم استراتيجي
وعن أهمية دعم هذا القطاع أكد سليمان بن عبد الله السالمي رئيس الموارد البشرية والخدمات المؤسسية بشركة عمان للمرطبات "عمان ريفكو" أن دعم الشركة لقطاع الألعاب الإلكترونية في سلطنة عمان يأتي انطلاقا من رؤية استراتيجية تسعى إلى تعزيز مكانة الشركة في السوق المحلي ومواكبة تطلعات الشباب، موضحًا أن الشركة تسعى من خلال هذا التوجه إلى الإسهام الفاعل في بناء اقتصاد رقمي ومجتمع معرفي حديث، يتماشى مع مستهدفات «رؤية عمان 2040».
وأشار السالمي إلى أن الشباب العماني يمثلون الشريحة الأكبر من مستخدمي الألعاب الإلكترونية، وهم الأكثر تفاعلًا مع المنصات الرقمية، الأمر الذي جعل من هذا القطاع أحد أكثر القطاعات نموًا في سلطنة عمان ودول الجوار، وأضاف أن ارتفاع معدلات استخدام الإنترنت وانتشار الأجهزة الذكية، إلى جانب تأسيس لجنة عمانية متخصصة للألعاب والرياضات الإلكترونية وتنظيم بطولات رسمية، عزز من جاذبية هذا القطاع وفتح المجال أمام الشركات لتقديم الدعم المؤسسي.
وأكد السالمي أن الهدف من دعم هذا القطاع لا يقتصر على البعد الترفيهي، لكنه يمتد إلى تمكين الشباب وتوفير منصات لتطوير مهاراتهم الرقمية والتنافسية، إلى جانب اكتشاف المواهب الوطنية القادرة على تمثيل سلطنة عمان في المحافل الإقليمية والدولية.
وأوضح السالمي أن رعاية البطولات الرقمية تنعكس إيجابًا على الشباب في عدة محاور أساسية، أبرزها تطوير المهارات الرقمية، وتعزيز ثقافة الابتكار، ودعم ريادة الأعمال، مؤكدًا أن المشاركة في هذه البطولات تتيح للشباب فرصة الاحتكاك بأحدث الاتجاهات العالمية في الألعاب والتقنيات الرقمية، إلى جانب الدورات التدريبية المصاحبة التي تساعدهم على صقل مهاراتهم واستعدادهم للمستقبل.
وأضاف أن البيئة التنافسية التي تخلقها هذه البطولات تسهم في تشجيع التفكير الإبداعي والبحث عن حلول مبتكرة للتحديات التقنية، مما يعزز من العقلية الريادية والابتكارية للشباب، واعتبر أن هذا الجانب يشكل أرضية خصبة لتأسيس مشاريع ناشئة في مجالات مثل تطوير الألعاب، وتنظيم الفعاليات الرقمية، والبث الإلكتروني.
وحول الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لدعم الفعاليات الرقمية، أشار السالمي إلى أن هذه الخطوة تفتح آفاق واسعة لخلق فرص وظيفية جديدة للشباب، سواء كانت في مجال تنظيم الفعاليات أو التسويق الرقمي أو الدعم الفني، وأضاف أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يتطلب كوادر مؤهلة، ما يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
كما أكد أن الفعاليات الرقمية تمثل منصة جاذبة للاستثمارات المحلية والدولية، في قطاعات التكنولوجيا والابتكار، موضحًا أن بروز مواهب شابة أو مشاريع ريادية من رحم هذه البطولات يشجع المستثمرين على دعمها، ويعزز حركة الاستثمار فيها ويكرس حضور الاقتصاد الرقمي في المنطقة.
وكشف السالمي أن الشركة تضع ضمن أولوياتها الاستمرار في رعاية وتنظيم فعاليات جديدة في مجال الألعاب الإلكترونية، مشيرًا إلى أن هذا القطاع أصبح صناعة واعدة تحظى باهتمام واسع من المستثمرين وصناع القرار.
وشدد السالمي على أن القطاع الخاص يلعب دورًا محوريًا في بناء الاقتصاد المعرفي، وذلك من خلال الاستثمار في التكنولوجيا وتطوير المهارات الرقمية ودعم البحث العلمي، وأضاف أن دعم الفعاليات الرقمية مثل بطولة "عمان ريفكو" للألعاب الإلكترونية يسهم في تطوير قدرات الشباب، ويعزز ثقافة الابتكار الرقمي، ويؤهل المجتمع لمواكبة متطلبات الاقتصاد الحديث.