لبنان.. قلعة إيرانية متقدمة في يد ميليشيا حزب الله
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
أشعلت حادثة الكحالة مؤخراً توتراً ملحوظاً في لبنان، وتسببت في إحراج كبير لميليشيا حزب الله التي حاولت التنصل منه، مسلطة الضوء على الهيمنة المطلقة للحزب على الدولة، التي تشهد أحد أسوأ أزماتها السياسية والاقتصادية.
ميليشيا حزب الله أصبحت أكبر من الدولة اللبنانية
وكشف تقرير لمنظمة مشروع مكافحة التطرف في ألمانيا (CEP)، أن إيران قامت بنقل آلاف الصواريخ وكميات كبيرة من الأسلحة والمقاتلين وإمدادات أخرى إلى حزب الله، من خلال الحرس الثوري الإسلامي التابع لها، وباستخدام سوريا كنقطة نقل.
جنوب #لبنان.. تصعيد مضبوط على الساعة الإيرانية https://t.co/pKx7BzDJAg pic.twitter.com/AvaynBNPbe
— 24.ae (@20fourMedia) August 12, 2023 تهريب السلاحوفي اتصال مع 24، تحدث الصحافي والباحث السياسي اللبناني علي حمادة، عن "المسارات الجديدة لتهريب السلاح الإيراني إلى ميليشيا حزب الله"، قائلاً إنه "على مدى الأعوام الماضية لم تنفك ميليشيا حزب الله عن استخدام أساليب وطرق مختلفة ومتنوعة لإدخال السلاح وتهريبه إلى لبنان، فهي تعرف أن هذه الأسلحة معرضة لتلقي ضربات إسرائيلية، وأنها يمكن أن تكشف عن مواقع سرية وهي في طريقها لتخزن إما في لبنان أو في سوريا كمحطة أولى.
وأضاف "هذه الأسلحة آتية من إيران تعبر العراق من دون مشاكل، وتعبر الحدود العراقية - السورية عند نقطة البوكمال ونقطة مدينة الميادين، ومنها إلى بادية الشام وصولاً إلى مخازن في سوريا، ومنها يمكن تمريرها إلى لبنان بطرق ووسائل متعددة، إما عبر شاحنات تجارية، أو شاحنات خضار أو سيارات عادية أو سيارات إسعاف".
وتابع "طبعاً، معلوم أنه بالنسبة لأسلحة حزب الله الأكثر تطوراً، فهو يخزنها في سوريا على امتداد الخارطة الجغرافية من حلب، وصولاً إلى دمشق وريف دمشق وعودة إلى منطقة دير الزور"، مشيراً إلى أن "هذه المناطق مترامية الأطراف يصعب على إسرائيل رصدها كلها دفعة واحدة".
أوضح الصحافي علي حمادة نقطة حول "استمرار ميليشيا حزب الله في تكديس السلاح على الأراضي اللبنانية"، بالقول إن "إيران نجحت عبر أذرعها (فيلق القدس وحزب الله)، في تمرير كمية كبيرة من الأسلحة، بهدف تحويل لبنان إلى قاعدة عسكرية حقيقية وفعلية".
وتابع "فيما يتعلق بتكديس السلاح، هذه سياسة أساسية لأن سوريا هي الجسر العابر الذي تمر عبره هذه الأسلحة، وتكديس السلاح هو جزء من وظيفة حزب الله، والفكر الراسخ بأن لبنان يجب أن يكون قاعدة راسخة للوجود الإيراني في المنطقة، ويعتمد في ذلك حزب الله والإيرانيون على قدرة الحزب في استقطاب جزء من الشعب اللبناني ليشكل حماية اجتماعية وشعبية وحاضنة له ولسلاحه".
وأشار الباحث إلى أن "ميليشيا حزب الله تشكل ورقة ضغط إيرانية على الإسرائيليين، وعلى الغرب عموماً وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، نظراً لتواجده بالقرب من الحدود الفاصلة مع إسرائيل".
وفي السياق ذاته، قال المحامي والمحلل السياسي اللبناني أمين بشير لـ 24 إن: "عملية نقل السلاح هي طريق مقدس بالنسبة للحزب، ومن الطبيعي أن يتم استهدافه من قبل الدولة الإسرائيلية"، لافتاً إلى أن "حادثة الكحالة فضحت طرق حزب الله في نقل السلاح بشكل علني من إيران وسوريا إلى لبنان".
الكحّالة.. حادثة جديدة تؤكد "رفض" اللبنانيين لسلاح الميليشيات
https://t.co/lxb7bgiamA pic.twitter.com/ratKHpcqNA
يذكر الصحافي علي حمادة لـ 24 بخصوص ما يتعلق بزعم الميليشيا حصولها على صواريخ متطورة رغم القصف الإسرائيلي المستمر: "صحيح أن إسرائيل قصفت مئات المرات مخازن لحزب الله في سوريا، لكن مقابل كل مخزن يتم تدميره كان هناك مخازن أخرى يتمكن الحزب من حمايتها وإخفائها، وتمرير أجزاء من السلاح إلى لبنان لتخزينها في مناطق لا يمكن التفكير فيها".
وأضاف أن "خطورة المسألة تكمن في أنه حال نشبت حرب إسرائيلية مع حزب الله، يمكن أن نكتشف أن الحزب منتشر بمخازنه ومراكزه العسكرية في مختلف أرجاء لبنان".
يجيب المحامي أمين بشير على تساؤل حول تغاضي وغياب الدولة والجيش اللبناني عن ممارسات حزب الله التي تعرض أمن البلاد للخطر، فيقول: "القضية تكرر نفسها منذ السيطرة الفعلية لحزب الله على القرار اللبناني، ولا سيما بعد تسوية عام 2019".
وأضاف "من الطبيعي أن نلاحظ غياب الدولة اللبنانية، لأن السيطرة والهيمنة الكاملة هي لحزب الله على قراراتها، وفي الفترة الأخيرة تعالت الأصوات لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، لأن هذا السلاح هو بإمرة إيرانية ويقاتل لأجل أهداف إيرانية وهو يهيمن ويحتل القرار اللبناني".
وأوضح "حزب الله أطبق على النظام، وأصبح أكبر من الدولة اللبنانية فهو من يقرر سياساتها الخارجية والإقليمية ومعاهداتها السلمية وغير السلمية".
في حين قال الباحث علي حمادة: "الدولة اللبنانية غائبة، إما جزء منها متواطئ، وجزء آخر مستسلم وجزء ثالث غير مبال"، مضيفاً أنه "من المستحيل في الوقت الحاضر الرهان على الدولة اللبنانية، فلبنان يتدحرج شيئاً فشيئاً ليكون قلعة متقدمة إيرانية في شرق البحر الأبيض المتوسط".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة لبنان حزب الله إيران إسرائيل الدولة اللبنانیة إلى لبنان فی سوریا
إقرأ أيضاً:
أبرز القضايا التي ناقشها الشرع مع ميقاتي.. ما قصة النازحين والودائع؟
أثار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، العديد من القضايا خلال لقائه الشهر الماضي مع قائد الإدارة السورية الجديدية حينها أحمد الشرع ما كشف جانبا من أفكار الرئيس السوري الحالي المعلقة بتنظيم "داعش" والعلاقة بين البلدين.
في اللقاء الذي عقد تلبية لدعوة من الشرع في دمشق في 11 من الشهر كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد أكثر من شهر سقوط رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، سمع ميقاتي بوضوح من الرئيس السوري الجديد أن سوريا لن تسمح بمرور أموال أو سلاح إلى حزب الله في لبنان بعدما "أساء للسوريين وقاتلهم في عقر دارهم".
وانتقد الشرع بشدّة السياسة الإيرانية التي أكد أنها "غذّت الطائفية والمذهبية"،وأن على الحزب وإيران إعادة النظر في سياساتهما تجاه المنطقة وشعوبها، بحسب ما نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من الحزب.
ولدى سؤال الشرع ميقاتي عن وضع حزب الله في لبنان، أجاب الأخير بأن "الحزب تلقّى في الحرب الأخيرة ضربات كبيرة، لكنه دافع عن لبنان في وجه العدو، وهو لا يزال قويا بشكل لا يستهان به".
وعندما سأل الشرع عما إذا كانت الحكومة اللبنانية تنوي إجبار حزب الله على تسليم سلاحه، أجاب ميقاتي بأن هذا الأمر يحتاج إلى حوار داخلي لبناني والاتفاق على استراتيجية دفاعية في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار ميقاتي إلى أن حزب الله يمثّل مكوّنا لبنانيا رئيسيا، وله حضور فاعل في المجتمع اللبناني".
وذكرت الصحيفة أن الشرع رد بالقول: "طالما أنكم تخشون دائماً من الحرب الأهلية، لن تتمكّنوا أبدا من بناء دولة".
وأوضحت أنه "كان لافتا لدى الحديث عن الأخطار المشتركة التي يواجهها البلدان، إشارة الشرع إلى "الخطر الأمني الذي يشكّله تنظيم داعش على كل من سوريا ولبنان"، محذّرا من أن هناك محاولات، بدعم خارجي، لتشكيل خلايا للتنظيم في لبنان، وخصوصا في الشمال، ستكون وجهة نشاطها الأراضي السورية بذريعة "محاربة علمانية الإدارة السورية الجديدة".
وذكرت "طرح الوفد اللبناني في اللقاء مسألة إعادة 1,350 مليون نازح سوري استقبلهم لبنان بعد الأحداث السورية إلى بلادهم، فبادر الشرع بالقول إن معظم هؤلاء لا بيوت لهم، فإلى أين سيعودون؟، طالبا التريّث، قبل أن يفاجئ محاوريه اللبنانيين بالقول: طوّلوا بالكن علينا متل ما نحنا مطوّلين بالنا على فقدان ودائع السوريين في لبنان".
وقالت إنه "عندما أجاب الرئيس ميقاتي بأن الودائع تعود لأفراد سوريين وليس للدولة السورية، وهؤلاء سيُعاملون وفق الآلية التي سنتعامل بها مع أصحاب الودائع اللبنانيين، ابتسم الشرع قائلا: خلّوهن عندكن لحدّ ما ترجعوا المصريات".
كذلك طرح الوفد اللبناني مسألة ترسيم الحدود بين البلدين ومزارع شبعا، فاعتبر الشرع "أننا غير جاهزين بعد لترسيم الحدود لأن الأمر يحتاج إلى لجان وخبراء، ونحن لا نزال حديثي العهد في الحكم، ولم تكتمل أجهزة الدولة السورية بعد".
وأضافت أن الشرع تجنب التطرق إلى مسألة مزارع شبعا، أما في ما يتعلق بضبط الحدود والمعابر غير الشرعية وضبط تهريب المخدرات وتسهيل عبور شاحنات النقل اللبنانية الأراضي السورية في طريقها إلى بلدان أخرى، فقد أبدى الشرع استعداده للتعاون، لكنه طلب "التريث ريثما تكتمل هيكلية الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية".
أبدى الشرع الاستعداد للموافقة على استجرار الكهرباء من الأردن إلى لبنان في حال تمكنت بيروت من الحصول على استثناء من قانون قيصر، وفي مقابل دفع الرسوم المتوجبة للدولة السورية.
ولدى طرح قضية المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، أكّد الشرع "أننا أفرغنا كل السجون ولا يوجد مفقودون أحياء"، مشيرا إلى إمكان الاستعانة بفحوصات الحمض النووي لدى العثور على مقابر جماعية لمعرفة ما إذا كانت تضم لبنانيين.
وأكدت الصحيفة أن "الشرع تحدث مطوّلا عن خططه لبناء الدولة في سوريا وتطوير النظام الاقتصادي وتعزيز القطاع المصرفي لمواكبة النهضة المرتقبة وإنشاء عملة رقمية، مع تأكيد حرصه على عدم مراكمة ديون على الدولة".
وكشفت أن الشرع تواصل مع عدد كبير من رجال الأعمال السوريين الذين أبدوا استعدادهم للعودة والاستثمار في سوريا، كذلك تحدث بإسهاب عن مشروع لإنشاء خط سكك حديد للأشخاص والبضائع يربط الدوحة بإسطنبول عبر دمشق، وأنه بإمكان لبنان الانضمام إلى مثل هذا المشروع.
وفي ما يتعلق بتوسيع "إسرائيل" احتلال الأراضي السورية، أشار الشرع إلى أنه حصل على "تعهدات من دول كبرى بأن الإسرائيليين سينسحبون إلى خط حدود عام 1974 فور تمكّن الدولة الجديدة من بسط سيطرتها على كل الأراضي السورية"، من دون أن يتطرق إلى قضية الجولان المحتل.