الهجرة: الترويج لوثيقة المصريين في الخارج بالدولار عبر وسائل التواصل الاجتماعي
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
كشفت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، عن اعتزام الوزارة الترويج لوثيقة المصريين بالخارج بالدولار لعرض مزايا الوثيقة في توفير الحماية الاجتماعية من خلال توفير معاش إضافي للمستفيدين منها وصرفه بالدولار من خلال الجولات الفعلية مع المصريين في الخارج أو الاجتماعات الافتراضية تحت اسم "ساعة مع الوزيرة" والتي بلغت عددها 55 جالية في كل الدول حول العالم، وتهدف هذه الاجتماعات إلى الترويج لكل المبادرات والمحفزات التي تقدمها الدولة للمقيمين بالخارج.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين، لإطلاق أول وثيقة معاش بالدولار للمصريين بالخارج بالتعاون مع شركة مصر لتأمينات الحياة بحضور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، هشام عكاشة رئيس البنك الأهلي.
وقالت وزيرة الهجرة إنه سيتم الترويج للوثيقة من خلال الصفحات الرسمية للوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي وجروبات "واتس اب"، وكذلك من خلال إدارات التفاعل والتواصل بالوزارة، منوهه إلى تنوع الترويج للمنتجات المالية المخصصة للمصريين في الخارج من خلال التليفزيون والأخبار وكذلك منصات التواصل الاجتماعي و"البلوجرز" للوصول بفاعلية لكل شرائح المقيمين في الخارج.
وأضافت أن هناك تعاون وزارة الهجرة مع هيئة الرقابة المالية في تطبيق التأمين الإجباري على المصريين في الخارج من خلال إصدار أو تجديد جوازات السفر الجديدة بهدف توفير حماية تأمينية على المصريين بالخارج ضد أخطار المرض والوفاة والسرقة والترحيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إطلاق أول وثيقة معاش بالدولار الاجتماعات إطلاق أول الافتراضية الإفتراضي فی الخارج من خلال
إقرأ أيضاً:
كيف تنهكنا منصات التواصل الاجتماعي عقليًا ونفسيًا؟
هل نحن مؤهلون نفسيًا وعقليًا للتعامل مع جميع تنبيهات ورسائل تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة التي نتوصّل بها في كل حين؟ ما الذي تفعله هذه التنبيهات بعقولنا؟
وهل أنت من الذين يرهقهم الرد على رسائل الواتساب العديدة لتحيات "جمعة مباركة" كل أسبوع؟
قبل أن أناقش هذه الإشكالات، سأعود بك إلى بداية الحكاية:
كان الوقت صباحًا، وشمس الشتاء الدافئة تلطف لسعة البرد بهدوء قطعه صوت تنبيه الهاتف، كانت رسالة واتساب من صديق يعاتبني لأنني لم أرد على رسالة سابقة قبعت في هاتفي لخمسة أيام كاملة.. شعرت بالحرج، وأردت أن أعتذر منه وأطيب خاطره، فبدأت البحث عن عذر مقنع.
انتبهت إلى أن عدد رسائل الواتساب التي تنتظر في هاتفي دون رد يتجاوز 600 رسالة، فأخذت تسجيلًا للشاشة، وأرسلته إليه مع اعتذار لطيف، ثم اتصلت به مباشرة وأخبرته أنني لم أنتبه لرسالته أمام الكم الكبير للرسائل التي أتوصّل بها يوميًا، وركزت على إبلاغه أمرًا أساسيًا وبسيطًا: لماذا لم تتصل بي هاتفيًا وننهي الأمر بمكالمة واحدة بدل رسالة قد تبقى معلقة دون رد؟!
تراكمت في هاتفي 600 رسالة واتساب، ولديّ في فيسبوك أكثر من 8200 صديق ومتابع.. أعرف القليل منهم بشكل مباشر، وأجهل جلهم.. فهل أنا مؤهل لإدارة هذه "العلاقات الاجتماعية الرقمية"؟
إعلانإن أساس بناء صداقات رقمية يتلخص في فكرة أن الناس يمكنهم إقامة علاقات اجتماعية رقمية قوية مع الناس الذين "يشبهونهم" ويوافقونهم في الميول والتوجهات؛ لكن هل لهذا الأمر من تأثير على العلاقات الاجتماعية الواقعية؟
إن تكنولوجيا الاتصال وإن قدمت "مساعدة تقنية" لتعزيز الصداقات الرقمية القائمة من خلال تيسير التواصل، وتقوية الروابط العاطفية؛ فإنها في المقابل، قد رفعت سقف الترف العلائقي بحيث صار الأفراد متطلبين جدًا، وهم يتجاوزون الهويات الأصلية: (العائلة، المجتمع، الدين، الثقافة،)، وينغمسون في هويات صغرى أكثر إعلاءً للمشترك والتماثل.
فبفضل شبكات التواصل الاجتماعي، صار من السهل البحث عن أفراد يشبهوننا أكثر في الأذواق والهوايات والآراء، والتماهي معهم بسهولة أكثر من الجيران أو الأقارب أو زملاء العمل أو "أبناء البلد" أو "المسلمين" أو غيرهم من الذين يشاركوننا الانتماء لكنهم قد يخالفوننا الرأي والميول؛ إن العلاقات الرقمية مغرية؛ هي ممتعة بما تتيحه من ترفيه وتسلية، وهي مريحة بما تقدمه من عضوية مجانية لا يترتب عنها أي أعباء اجتماعية، ولا التزامات أخلاقية، وهي دافئة بما تقوم عليه من مشترك واسع بين أعضائها.
في المقابل فإنّ دوائر الانتماء الاجتماعي الفعلي متعبة؛ إذ يتعين عليك إثبات انتمائك من حين إلى آخر عبر سلوكات وأفعال جسدية ومادية ومعنوية؛ فتحتاج إلى بذل المساعدة، والتنقل لحضور المناسبات السعيدة أو الحزينة، وتقديم التهنئة أو التعزية، وإقراض المال لمعارف قد يماطلون ويؤجلون السداد، وتحمل أقرباء مزعجين لا تحبهم فرضتهم القرابة عليك.. فظاهر العلاقات الاجتماعية الفعلية تعب دائم والتزام فعلي لإثبات الانتماء؛ مقابل متعة بلا التزام مع العلاقات الرقمية.. فأيهما سيختار المرء؟!
وبالنظر إلى ما يسمى بالصداقات الفيسبوكية مثلًا، فإن وعود تكنولوجيا الاتصال مغرية للغاية، حيث تزعم أنها تمكنك من الارتباط بعدد من الأصدقاء يصل إلى خمسة آلاف، (بالإضافة إلى عدد غير محدود من المتابعين)، وهو ما يعلق عليه زيغمونت باومان قائلًا: "فهل الأسماء والصور، التي يسميها مستخدمو الفيسبوك "أصدقاء" قريبة أم بعيدة؟ إن أحد المستخدمين النشطين المخلصين للفيسبوك يتباهى بأنه تمكن من ضم خمسمائة من الأصدقاء الجدد في يوم واحد، وهذا يفوق ما استطعت أنا أفعله طيلة حياتي منذ أن ولدت في عام 1925″.
إعلانإن قدرات العقل البشري على إدارة العلاقات الاجتماعية محدودة جدًا، وهذا يفند هذه الادعاءات التسويقية التي تستثمر تجاريًا في قيمة إنسانية مثل الصداقة؛ فالبروفيسور روبين دنبار من جامعة أكسفورد، توصل إلى أن عقولنا لا تستوعب سوى عدد محدود من الناس في العلاقات الاجتماعية، حصرها في 150 علاقة اجتماعية مستقرة، وقد اشتهر هذا العدد تحت اسم رقم دنبار؛ وإن كانت هناك دراسات أخرى قد ضاعفت العدد حيث توصل فريق بحثي أميركي إلى أن الفرد بإمكانه إقامة 290 علاقة اجتماعية مستقرة. لكن مع ذلك، فإن هذا يؤكد أن قدراتنا العقلية والنفسية على إقامة علاقات اجتماعية حقيقية وإدارتها هي محدودة للغاية.
لذا فإن الصداقات الفيسبوكية، أو العلاقات الاجتماعية الرقمية، هي منهكة لنا عقليًا ونفسيًا؛ لأنها تتجاوز قدراتنا، وهي مضرّة اجتماعيًا، لأنها تضعف الروابط الاجتماعية الحقيقية.
وهناك وجه آخر من الإنهاك؛ وهو ما يفرضه علينا "الواتساب" مثلًا من قواعد استخدام لا أحد يعلم منشأها!
فأنا، مثلًا، عضو في أكثر من عشر مجموعات واتساب، بالإضافة إلى الأصدقاء الذين تصلني منهم رسائل مختلفة، تخيل لو أرسل إليّ كل واحد منهم فقط عبارة جمعة مباركة، فسأتوصّل حينها بمئات الرسائل، لذلك فإن صباحات الجمعة تكون منهكة لي وأنا أرد على عشرات التهاني التي تسعدني بقدر ما تتعبني.. أما خارج صباح الجمعة، فإن كل صديق يتعامل معي على أنه الوحيد الذي يراسلني على الواتساب، وأنني ملزم بقراءة رسالته والرد عليه مباشرة.
وللواتساب تأثير نفسي منهك آخر؛ إذ لم تعد الحدود واضحة بين الحياة الشخصية والحياة المهنية؛ لأنه يشجع المديرين وزملاء العمل على التواصل معك في كل وقت وبعد نهاية الدوام أيضًا، وهذا يجبر عقلك على التفكير في أمور العمل حتى وأنت بين أفراد أسرتك، ومع كل ذلك الإنهاك، فإنني أعتبر نفسي محظوظًا؛ لأنني نجحت إلى الآن في مقاومة إغراءات فتح حسابات على منصات تواصل أخرى، تشمل الإنستغرام والتليغرام وغيرهما.
إعلانتخيل أن شركة دوبامين لابز، ابتكرت منذ 2017 شفرة لشركات تطبيقات الهاتف الذكي تمكن من اختراق الدماغ، وهدفها إطالة استخدام الأشخاص لتطبيق ما من خلال اكتشاف متى بالضبط ينبغي على التطبيق القيام بشيء ما يجعلك تشعر بشعور رائع.. يمتلك إنستغرام شفرة تجعله ينتظر فترة من الوقت عمدًا قبل أن يظهر لك "إعجابات" المستخدمين الآخرين، ويرسل لك دفعة الإعجابات في أكثر لحظة مؤثرة فيك، وهي اللحظة التي تمنعك من الخروج من التطبيق ومتابعة الاستخدام.. وهذه الخوارزمية فردية تتنبأ لكل مستخدم بالوقت المثالي لجعله "يتذوق" بعضًا من التفاعل!
وأنا أكتب هذا المقال، اضطررت لقطع انسياب الكتابة؛ لأتفاعل مع ثلاث محادثات مختلفة على واتساب من عوالم منفصلة: اجتماعية وعائلية ومهنية، لذا فإنه من المتعب جدًا نفسيًا وعقليًا، إدارة هذا الكم الهائل من العلاقات الاجتماعية الرقمية يوميًا.
انتبهوا أيضًا، فهناك قواعد اجتماعية جديدة قيد التشكل في غفلة منا؛ فخالتي المسنة عاتبتني مؤخرًا، ليس لأنني لا أزورها، بل لأنني لا أرد مباشرة على رسائلها الصوتية الكريمة بدعوات الخير!
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية