اعتراف إسرائيلي: حماس لا زالت تنتصر في الحرب الإعلامية والدعائية
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
رغم ما تدعيه قوات الاحتلال من تحقيق إنجازات عسكرية متلاحقة في عدوانها الجاري على الشعب الفلسطيني في غزة، لكن أوساطا إسرائيلية عديدة تعتقد أن الصورة ليست كما تروجها ماكنة الاحتلال، بدليل أن هناك حرباً لا تزال تنتصر فيها حماس، رغم ما تعرضت له من ضربات مؤلمة، لاسيما في مجال الحرب الإعلامية والدعائية.
باراك هرشكوفيتس، الخبير في المناصرة والتأثير، والمسؤول التنفيذي سابق في Tiktok، ومدير المعلومات السابق في حكومة الاحتلال، زعم أن "إسرائيل ربما تفوز في ساحة المعركة، لكنها تخسرها في مجال آخر، فحماس نجحت في هندسة حرب مختلفة تماما، مرّت أمام الاسرائيليين دون رد فعل تقريبا، وهي حرب الوعي".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "خطة حماس الإعلامية تُترجم في سلوك مدروس يتحول تدريجياً لاكتساب المزيد من مشاعر التعاطف العالمية، ستترجم بدورها إلى ضغط على إسرائيل لوقف عدوانه الجاري، من خلال نشر صور الرعب والخوف القادمة من غزة لتغذية المحتوى المتطرف ضد إسرائيل"، زاعما أن قطر "تدعم هذه الحملة الإعلامية، وتدير ذراع الدعاية المتمثل بقناة الجزيرة بلغات مختلفة على شاشات التلفزيون والإنترنت".
وأشار إلى أن "إيران من جهتها تقف وراء مزارع الروبوتات التي تعمل على تضخيم المحتوى التحريضي ضد إسرائيل، وإنشاء محتوى مناهض له ومعادي للغرب، وتوزيعه من خلال المزارع المتطورة والروبوتات، أما الصين فتشتري القنوات الإعلامية في الغرب، أو تؤثر عليها، مثل عملية شراء تطبيق Tiktok، وهي أداة مركزية في آلة الدعاية، وقد نشرت دراسات تشير على ما يبدو إلى تغطية محتوى متحيزة على تيك توك، تقوم على الانحياز ضد إسرائيل التي تكتفي بنشر الأكاذيب والتصريحات في قنوات التلفزيون الأمريكية، وخطابات القادة في الأمم المتحدة".
وأوضح هرشكوفيتس أن "العالم يتعرض اليوم لحملات إعلامية دعائية متطورة، يوما بعد يوم، تبدأ منذ غسل عيونهم منذ لحظة استيقاظهم حتى وقت النوم في آخر الليل، على شبكات التواصل الاجتماعي، التي باتت في متناول يد كل طفل وبالغ، في مكان العمل، وفي الفصول الجامعية، والمشي بين الفصول الدراسية".
وأكد أنه "نتيجة هذه الحرب الدعائية التي تشنها حماس وحلفاؤها حول العالم تمثلت في آخر استطلاع للرأي أجرته جامعة هارفارد لفحص مواقف الأمريكيين من مختلف القضايا، وجاءت أحد الأسئلة المتكررة منذ بداية الحرب هو: هل تؤيد إسرائيل أم حماس؟، رغم أنه سيبدو غريباً على الأذن الإسرائيلية أن يعلن أي أمريكي دعمه لحماس، ومع ذلك، ففي بداية الحرب، كان 19% منهم يؤيدونها، وارتفعت نسبة التأييد باستمرار، حتى وصلت 21%، خاصة بين الشباب، بسبب ما يتعرضون له من تأثيرات دعائية وإعلامية".
وأشار إلى أن "من نتائج الحملة الإعلامية التي تديرها حماس تأخر شحنات الأسلحة الأمريكية لإسر ائيل، والدعوات المتلاحقة لقطع العلاقات الاقتصادية والأكاديمية معه، مما يجعل من الصعب عليه إنهاء الحرب بشروط جيدة بالنسبة له، وفي الوقت نفسه، قد تتركه في اليوم التالي مع انفصال اقتصادي وعلمي وسياسي عن بعض شراكاته المهمة حول العالم، أي أن الشرعية والرأي العام العالمي لم تعد قضية هامشية، بل أصبحت مسألة أمن قومي، وهو ما غفلت عنه إسرائيل بكافة أجهزتها السياسية والدبلوماسية".
وأوضح أن "العجز الإسرائيلي أمام هذه الحملة الدعائية ينطلق من فرضية أنه "ليس هناك ما يمكن القيام به"، فالعالم دائما ضدنا، وهناك ملياري مسلم مقابل عدة ملايين من اليهود، ورغم أن هذه ادعاءات صحيحة، لكن لا ينبغي القبول بهزيمتنا في هذه الساحة، مما يعني أننا بحاجة لقيادة لا تختلق الأعذار لعدم إمكانية ذلك، بل العمل على تخصيص الموارد، وإعادة بناء نظام المعلومات المدمّر، والبحث بجدية في ساحة الوعي والنفوذ، وتجنيد مجموعة من المتحدثين الموهوبين بجميع اللغات الذين سيخلقون حضورًا دائمًا في وسائل الإعلام العالمية، برسائل مصاغة بناءً على دراسات الرأي العام المهنية في أوروبا والولايات المتحدة".
وانتقد الكاتب "غياب إسرائيل عن ساحات البودكاست وصفحات التيك توك البارزة وقنوات التيليغرام، لأن أعمدة الرأي في صحيفة نيويورك تايمز ليست كافية، وما يحصل من انتكاسات اسرائيلية على هذا الصعيد يؤكد أن إسرائيل تخلت تماماً عن ساحة النفوذ والوعي، وهي الساحة التي يستثمر فيها أعداؤه أموالاً طائلة، وباتت عنصرا أساسيا في الأمن القومي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة حماس حرب الوعي الغرب حماس غزة الغرب الحرب الاعلامية دولة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
وفد إسرائيلي بالدوحة لبحث اتفاق غزة ..غدا
وكالات
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن إسرائيل سترسل وفداً الى الدوحة، غدا الاثنين، ليناقش مع الوسطاء الدوليين استمرار الهدنة مع حماس في غزة، والتي بدأت في 19 يناير الماضي.
وقال مكتب نتانياهو في بيان: “إسرائيل تقبل دعوة الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة، وسترسل وفداً إلى الدوحة، الإثنين، بهدف المضي قدماً في المفاوضات”.
وكانت حركة حماس، قد تحدثت أمس السبت، عن “مؤشرات إيجابية” لاستمرار الهدنة مع إسرائيل في قطاع غزة، وذلك خلال محادثات أجرتها مع الوسطاء في القاهرة تناولت المرحلة الثانية من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
وصرح المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع: “المؤشرات إيجابية بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية”، مؤكداً أن “جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار”.
وشدّد القانوع على ضرورة إلزام الوسطاء لإسرائيل بتنفيذ الاتفاق، مشيرا إلي أن حماس تؤكد جاهزيتها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، بما يحقق مطالب شعبنا الفلسطيني”.
وتسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حتى منتصف أبريل المقبل، حيث تشترط إسرائيل “نزع السلاح بشكل كامل” من القطاع، وخروج حماس من غزة، وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
بينما تصر حماس على البقاء في القطاع الذي تتولى إدارته منذ عام 2007، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، ووضع حد للحصار المفروض وإعادة الإعمار، وتوفير مساعدات مالية، بناءً على نتائج القمة العربية التي انعقدت مؤخراً.