رغم ما تدعيه قوات الاحتلال من تحقيق إنجازات عسكرية متلاحقة في عدوانها الجاري على الشعب الفلسطيني في غزة، لكن أوساطا إسرائيلية عديدة تعتقد أن الصورة ليست كما تروجها ماكنة الاحتلال، بدليل أن هناك حرباً لا تزال تنتصر فيها حماس، رغم ما تعرضت له من ضربات مؤلمة، لاسيما في مجال الحرب الإعلامية والدعائية.

باراك هرشكوفيتس، الخبير في المناصرة والتأثير، والمسؤول التنفيذي سابق في Tiktok، ومدير المعلومات السابق في حكومة الاحتلال، زعم أن "إسرائيل ربما تفوز في ساحة المعركة، لكنها تخسرها في مجال آخر، فحماس نجحت في هندسة حرب مختلفة تماما، مرّت أمام الاسرائيليين دون رد فعل تقريبا، وهي حرب الوعي".



وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "خطة حماس الإعلامية تُترجم في سلوك مدروس يتحول تدريجياً لاكتساب المزيد من مشاعر التعاطف العالمية، ستترجم بدورها إلى ضغط على إسرائيل لوقف عدوانه الجاري، من خلال نشر صور الرعب والخوف القادمة من غزة لتغذية المحتوى المتطرف ضد إسرائيل"، زاعما أن قطر "تدعم هذه الحملة الإعلامية، وتدير ذراع الدعاية المتمثل بقناة الجزيرة بلغات مختلفة على شاشات التلفزيون والإنترنت". 


وأشار إلى أن "إيران من جهتها تقف وراء مزارع الروبوتات التي تعمل على تضخيم المحتوى التحريضي ضد إسرائيل، وإنشاء محتوى مناهض له ومعادي للغرب، وتوزيعه من خلال المزارع المتطورة والروبوتات، أما الصين فتشتري القنوات الإعلامية في الغرب، أو تؤثر عليها، مثل عملية شراء تطبيق Tiktok، وهي أداة مركزية في آلة الدعاية، وقد نشرت دراسات تشير على ما يبدو إلى تغطية محتوى متحيزة على تيك توك، تقوم على الانحياز ضد إسرائيل التي تكتفي بنشر الأكاذيب والتصريحات في قنوات التلفزيون الأمريكية، وخطابات القادة في الأمم المتحدة". 

وأوضح هرشكوفيتس أن "العالم يتعرض اليوم لحملات إعلامية دعائية متطورة، يوما بعد يوم، تبدأ منذ غسل عيونهم منذ لحظة استيقاظهم حتى وقت النوم في آخر الليل، على شبكات التواصل الاجتماعي، التي باتت في متناول يد كل طفل وبالغ، في مكان العمل، وفي الفصول الجامعية، والمشي بين الفصول الدراسية".

وأكد أنه "نتيجة هذه الحرب الدعائية التي تشنها حماس وحلفاؤها حول العالم تمثلت في آخر استطلاع للرأي أجرته جامعة هارفارد لفحص مواقف الأمريكيين من مختلف القضايا، وجاءت أحد الأسئلة المتكررة منذ بداية الحرب هو: هل تؤيد إسرائيل أم حماس؟، رغم أنه سيبدو غريباً على الأذن الإسرائيلية أن يعلن أي أمريكي دعمه لحماس، ومع ذلك، ففي بداية الحرب، كان 19% منهم يؤيدونها، وارتفعت نسبة التأييد باستمرار، حتى وصلت 21%، خاصة بين الشباب، بسبب ما يتعرضون له من تأثيرات دعائية وإعلامية".


وأشار إلى أن "من نتائج الحملة الإعلامية التي تديرها حماس تأخر شحنات الأسلحة الأمريكية لإسر ائيل، والدعوات المتلاحقة لقطع العلاقات الاقتصادية والأكاديمية معه، مما يجعل من الصعب عليه إنهاء الحرب بشروط جيدة بالنسبة له، وفي الوقت نفسه، قد تتركه في اليوم التالي مع انفصال اقتصادي وعلمي وسياسي عن بعض شراكاته المهمة حول العالم، أي أن الشرعية والرأي العام العالمي لم تعد قضية هامشية، بل أصبحت مسألة أمن قومي، وهو ما غفلت عنه إسرائيل بكافة أجهزتها السياسية والدبلوماسية".

وأوضح أن "العجز الإسرائيلي أمام هذه الحملة الدعائية ينطلق من فرضية أنه "ليس هناك ما يمكن القيام به"، فالعالم دائما ضدنا، وهناك ملياري مسلم مقابل عدة ملايين من اليهود، ورغم أن هذه ادعاءات صحيحة، لكن لا ينبغي القبول بهزيمتنا في هذه الساحة، مما يعني أننا بحاجة لقيادة لا تختلق الأعذار لعدم إمكانية ذلك، بل العمل على تخصيص الموارد، وإعادة بناء نظام المعلومات المدمّر، والبحث بجدية في ساحة الوعي والنفوذ، وتجنيد مجموعة من المتحدثين الموهوبين بجميع اللغات الذين سيخلقون حضورًا دائمًا في وسائل الإعلام العالمية، برسائل مصاغة بناءً على دراسات الرأي العام المهنية في أوروبا والولايات المتحدة". 

وانتقد الكاتب "غياب إسرائيل عن ساحات البودكاست وصفحات التيك توك البارزة وقنوات التيليغرام، لأن أعمدة الرأي في صحيفة نيويورك تايمز ليست كافية، وما يحصل من انتكاسات اسرائيلية على هذا الصعيد يؤكد أن إسرائيل تخلت تماماً عن ساحة النفوذ والوعي، وهي الساحة التي يستثمر فيها أعداؤه أموالاً طائلة، وباتت عنصرا أساسيا في الأمن القومي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة حماس حرب الوعي الغرب حماس غزة الغرب الحرب الاعلامية دولة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

قصف إسرائيلي يستهدف عناصر حماس والجهاد في خان يونس

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء أن سلاح الجو التابع له قصف أفراد من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، داخل "المنطقة الإنسانية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأضاف الجيش الإسرائيلي، في منشور على تلغرام، أنه قبل "الضربة الدقيقة، تم اتخاذ العديد من الخطوات للتقليل من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام ذخائر دقيقة والمراقبة الجوية والاستخبارات الإضافية".

Live update: IDF says fighter jets hit Hamas and PIJ operatives in Khan Younis humanitarian zone https://t.co/4LSsuwsddO

— ToI ALERTS (@TOIAlerts) October 29, 2024

وقال الجيش الإسرائيلي: "هذا مثال آخر على إساءة استخدام منظمة حماس للبنية التحتية المدنية واستخدام المنطقة الإنسانية كغطاء لهجماتها في انتهاك للقانون الدولي"، حسب قوله.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السعودي: قيام دولة فلسطين مرتبط بالقانون الدولي وليس اعتراف إسرائيل
  • الجنرال إسحاق بريك: إسرائيل بعيدة عن تحقيق النصر بغزة
  • فضائح كتاب “الحرب”.. محادثات سرية تكشف دعمًا عربيًا خفيًا لـ”إسرائيل”
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرفض وقف الحرب بغزة ويوافق على صفقة جزئية
  • خفايا كتاب “الحرب”.. محادثات سرية تكشف دعمًا عربيًا خفيًا لـ”إسرائيل”
  • قصف إسرائيلي يستهدف عناصر حماس والجهاد في خان يونس
  • تحقيق إسرائيلي: العبوة التي قتلت 4 جنود صنعت من مخلفات سلاح الجيش
  • تحقيق إسرائيلي: العبوة التي قتلت 4 من جنود صنعت من مخلفات سلاح الجيش
  • عملية الصنوبرة الكبيرة التي تحلم بها إسرائيل
  • عراقجي يطالب مجلس الأمن بالوقوف في وجه إسرائيل لوقف الحرب بغزة ولبنان