الحرة:
2024-11-01@01:09:24 GMT

هل تنجح إسرائيل في قطع شريان حزب الله؟

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

هل تنجح إسرائيل في قطع شريان حزب الله؟

منذ بداية أكتوبر الحالي بدا للحملة الإسرائيلية القائمة ضد حزب الله وجه آخر، على مستوى خارطة الغارات وعلى صعيد تصريحات المسؤولين العسكريين، وتمثلت تفاصيله على نحو محدد بالتركيز على ضرب "شرايين الأسلحة" التي تصب في مستودعات الجماعة اللبنانية، ومصدرها مناطق سيطرة نظام الأسد في سوريا.

أول حادثة كشفت عن هذا الوجه إعلان إسرائيل استهداف مواقع حدودية بين سوريا ولبنان إحداها بالقرب من معبر المصنع، في الرابع من أكتوبر.

وشيئا فشيئا استنسخ الجيش الإسرائيلي ذلك على وصلات حدودية أخرى كان آخرها، الجمعة، مما أسفر عن خروج معبرين عن الخدمة.

الجيش الإسرائيلي يبث فيديو لقصف معبر حدودي بين سوريا ولبنان أكد الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه شنّ غارة جوية على معبر حدودي بين لبنان وسوريا، مشيرا الى أنه استهدف "بنى تحتية عسكرية" لحزب الله، بعد إعلان مسؤول لبناني أن المعبر خرج عن الخدمة.

تقول إسرائيل إنها تسعى لقطع كامل طرق الإمداد التي يعتمد عليها حزب الله للحصول على الأسلحة والذخائر من سوريا، وفي تصريح سابق لـ"الحرة" وضع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري هذا الهدف كجزء لا يتجزأ من الحملة لإضعاف الجماعة المدعومة من إيران وتقليص قدرتها على القتال.

ورغم أن الضربات الإسرائيلية على طرق الإمداد المارة والنابعة من سوريا ليس جديدا، لكنها باتت تأخذ منحى تصاعديا الآن، مما يطلق تساؤلات عن مدى قدرة إسرائيل على تحقيق ما تسعى إليه والبدائل التي قد تعتمد عليها الجماعة في حال انقطع شريان إمدادها من سوريا وهل قد تتضرر بالفعل؟

وترتبط سوريا مع لبنان بحدود يبلغ طولها 373 كيلومترا. وفي حين أنه توجد هناك ستة معابر شرعية طالما سلطت تقارير إعلامية خلال السنوات الماضية الضوء على الوصلات غير الشرعية، التي تستخدم في عمليات تهريب الأسلحة والبشر.

ليس ذلك فحسب فقد تحولت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام منذ دخول حزب الله لدعم رئيسه بشار الأسد إلى ساحة يستفيد منها كممر للحصول على الأسلحة القادمة من العراق عبر الطريق البري المار من البوكمال.

ولم يكن الطريق المار برا هو الوحيد، بل كان يسير بموازاته آخر بحري وجوي.

ودفع ما سبق إسرائيل لأكثر من مرة، قبل أن تبدأ حملتها القائمة الآن في جنوب لبنان وغزة، لتنفيذ ضربات قالت وسائل إعلام إسرائيلية مرارا إنها استهدفت شحنات أسلحة وذخائر وصواريخ متطورة.

ما الذي تشكّله سوريا لحزب الله؟

لاتزال الطائرات المسيّرة الإسرائيلية تواصل مراقبة الحدود السورية-اللبنانية، في محاولة "لتضييق الخناق على حزب الله، ومنعه من نقل السلاح من سوريا إلى لبنان"، كما يقول "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

ويؤكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لموقع "الحرة" أن "هذه الرقابة المشددة هي جزء من استراتيجية إسرائيلية تتبعها بهدف محاولة شل حركة عمليات نقل السلاح إلى الحزب"، لافتا إلى ضربات جوية حصلت مؤخرا، واستهدفت نقاطا بالقرب من المعابر، ومسؤولين يشرفون على عمليات النقل.

الجغرافيا السورية ونظام الأسد يعتبران ضروريان لبقاء حزب الله، وهو ما ترجم على الأرض من خلال تحرك الأخير الكامل نحو سوريا بعد 2011، لحماية الأسد كشخص وحماية نظامه وما يمثله كلاعب مهم في سلسلة الدعم والممر الوحيد للأسلحة من إيران، كما توضح الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، إيفا كولوريوتي.

وتستعرض الخبيرة في حديثها لموقع "الحرة" تفاصيل المسارات المتعلقة بـ"شريان الأسلحة السوري" والمحطة التي يصب فيها عند حزب الله.

وتقول إن الأسد يزود حزب الله منذ سنوات بالذخيرة والصواريخ من مناطقه، كما أن الجماعة اللبنانية لديها مستودعات خاصة بها منتشرة في ريف حمص الجنوبي والغربي وريف حلب الجنوبي وريف دمشق الغربي والجنوبي وداخل محافظة درعا.

الخطة "باء".. مطار القليعات اللبناني يعود إلى الواجهة مع تصاعد حدة القصف الإسرائيلي في لبنان، وتسجيل غارات قرب مطار رفيق الحريري الدولي (مطار بيروت)، عاد موضوع مطار القليعات الدولي للتداول على المستوى الرسمي.

وفي مقابل ذلك كانت إيران وميليشياتها قد سيطرت على عدد من مصانع الدفاع التابعة للأسد، وأهمها مصنع السفيرة في ريف حلب، وبالتالي فإن "سوريا ليست ممرا فحسب، بل أيضا موردا عسكريا للميليشيا"، وفق كولوريوتي.

إحدى الضربات الإسرائيلية، التي حصلت قبل عشرة أيام، كانت قد استهدفت مستودعات أسلحة للجيش التابع للنظام السوري في ريفي حمص وحماة.

وضربت غارات أخرى مواقع عسكرية تابعة للنظام في ريف العاصمة دمشق، وجاء ذلك بالتزامن مع مواصلة إسرائيل قصفها لنقاط بالقرب من المعابر من جهة منطقة القصير.

ومنذ عام 2018 بنت إيران وحزب الله في سوريا، كل على حدى، أساسات لطريقة العمل وبناء على ظروف جغرافيات معينة، بحسب الباحث السوري في مركز "حرمون للدراسات المعاصرة"، نوار شعبان.

ويشرح شعبان لموقع "الحرة" أن اختيار حزب الله لمناطق مثل القلمون الشرقي، ومن العريضة وصولا إلى عرسال وبعض المناطق والأرياف في حمص وحلب والقنيطرة "لم يكن عن عبث" خلال السنوات الماضية.

على العكس كانت الجماعة اللبنانية كمنظومة "تدرك كافة الاحتمالات".

ويضيف الباحث السوري أن "عمليات تهريب السلاح في سوريا من جانبه لم تكن وليدة الحرب الحالية، بل هي عملية أشرف عليها وما يزال كأداة من إحدى الأدوات التي عمل عليها بالتدريج وخلال السنوات الماضية".

هل إسرائيل قادرة على قطع "شريان" حزب الله؟

التركيز على ضرب مخازن حزب الله من الأسلحة والذخائر لا يقتصر على الساحة السورية والمعابر الحدودية، بل يتعدى إلى القرى والبلدات الجنوبية الواقعة في جنوب لبنان، بحسب ما تشير إليه البيانات المتكررة من جانب إسرائيل.

ومع ذلك، لأكثر من مرة كان اسم سوريا في الصورة، وتمثلت آخر المعطيات الخاصة بذلك بصور نشرها الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، وأظهرت صناديق صواريخ مضادة للدبابات تمت السيطرة عليها في جنوب لبنان.

أكثر ما ميز تلك الصناديق أنها ممهورة من الخارج بتفاصيل ورد فيها اسم سوريا وروسيا أيضا ومحطتها الأولى في طرطوس الساحلية.

وتعتقد الخبيرة كولوريوتي أن وقف استيراد الأسلحة على الحدود السورية اللبنانية "أمر صعب لعدة عوامل".

إلى جانب الحدود الطويلة وصعوبة مراقبتها كاملة يمتلك حزب الله شبكة أنفاق في منطقة القلمون وريف حمص الجنوبي، وتربط بين البلدين ويصعب تعقبها من الجو.

من الجانب الإيراني لن تتخلى طهران عن حزب الله، على الأقل في المرحلة الحالية، ما يعني أنها ستستمر في دعمه عسكريا في هذا الصراع، بحسب الخبيرة.

غارات إسرائيلية تخرج معبرين بين سوريا ولبنان عن الخدمة تعرض محيط معبرين حدوديين بين سوريا ولبنان لغارات إسرائيلية صباح الجمعة، مما أسفر عن خروجهما عن الخدمة بحسب ما قال وزير الأشغال اللبناني، علي حمية لوكالة "فرانس برس".

ونظرا لحاجة الجماعة اللبنانية إلى الذخيرة والصواريخ، فإن طهران تعطي الأولوية لإيصال هذا الدعم إلى الأراضي اللبنانية، وهو ما يفسر زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي إلى دمشق بعد زيارته لبيروت، قبل أسبوعين.

وتضيف كولوريوتي أن "رسالة الإيرانيين لنظام الأسد، الذي يرفض فتح جبهة الجولان كانت على الأقل إبقاء الأراضي مفتوحة لشحنات الأسلحة المتجهة إلى لبنان".

ولا يعتقد الباحث السوري شعبان أن حزب الله يفتقد القدرة على التأقلم، في تعليقه على ما تسعى إليه إسرائيل بشأن قطع طرق إمداده مع سوريا.

ويوضح من ناحية أخرى أن الغارات التي تنفذها إسرائيل ما تزال حتى الآن "جراحية".

وفي حين أن الضربات أثرت على عمليات تدفق الأسلحة من سوريا وعلى مخزون الحزب إلى حد ما ليس من الواضح ما إذا كانت ستحد من قدرة الحزب على "التحرك والإمداد انطلاقا الجغرافيا السورية".

ويمتلك حزب الله منذ سنوات قدرة كبيرة على التحرك في سوريا والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.

ويؤكد شعبان أن "المناطق الحدودية ليست عبارة عن جسور ومعابر فقط"، وعلى العكس توجد مناطق شاسعة يستخدمها حزب الله بمسارين.

المسار الأول عبر مجموعات ووكلاء تابعين له، ويرتبط الثاني بعصابات التهريب الواقعة في مناطق القلمون، والتي غض النظر عنها خلال السنوات الماضية وحولها إلى سلاسل توريد يعرف أفرادها كيف يتحركون.

هل ضَعُف مخزون حزب الله؟

قال الناطق باسمه أفيخاي أدرعي في بيان نشره، الجمعة، إنه خلال الشهر الأخير هاجم الجيش الإسرائيلي أكثر من 3200 هدف للجماعة في جنوب لبنان، منها نحو 350 مستودع أسلحة.

وأضاف أنهم ضبطوا 2500 قذيفة دبابات ومنصات وصواريخ كورنيت، وعرض تسجيلا مصورا يوثق ذلك.

وتوضح الخبيرة كولوريوتي أن جزءا كبيرا من الضربات التي تنفذها إسرائيل تستهدف المخزون الاستراتيجي لحزب الله من الصواريخ الدقيقة والمتوسطة المدى ومنصات الإطلاق ومخازن الذخيرة.

وبينما لا يمكن الجزم بحجم مخزون الجماعة من الصواريخ والذخائر، لا شك أن الضربات الإسرائيلية أضعفت قدراتها على صعيد الصواريخ والطائرات المسيرة بشكل واضح، وفق حديثها.

ويمكن ملاحظة حالة الضعف من خلال فحص عدد الصواريخ التي يطلقها حزب الله بشكل يومي.

ويبلغ الإطلاق في المتوسط الآن نحو 200 صاروخ، وهو رقم أقل بكثير مما كان متوقعا من أكبر جماعة في الشرق الأوسط وصاحبة أكبر مخزون من الصواريخ، والذي قدرت بعض التقارير الأميركية عدده بنحو 150 ألف صاروخ، بحسب الخبيرة.

وترى كولوريوتي أن سبب هذا المعدل المنخفض لإطلاق الصواريخ من قبل الحزب باتجاه الأراضي الإسرائيلية مرتبط بثلاثة عوامل:

الأول: الضرر الذي لحق بمخزونه نتيجة الغارات الإسرائيلية.

الثاني: يقين حزب الله بأن هذا الصراع لن يتوقف في أي وقت قريب، وقد يستمر لعدة أشهر أخرى.

الثالث: خوفه من احتمال قطع واردات الأسلحة من الأراضي السورية.

ويجعل هذا الواقع العسكري المعقد من الحدود السورية اللبنانية وشحنات الأسلحة القادمة عبر الأراضي السورية ذات أهمية كبيرة بالنسبة لحزب الله، وفق كولوريوتي المتابعة لتحركاته وقدراته داخل لبنان وفي سوريا منذ سنوات.

"مسارب خفية"

في مقابل ما سبق ومن خلال الواقع الميداني على الأرض يتبين أن حزب الله لديه حتى الآن "قدرة تحت الأرض ومسارب خفية"، على حد تعبير الخبير العسكري اللبناني، ناجي ملاعب.

وينعكس ذلك من استهدافاته التي تسفر عن إصابة العشرات من الإسرائيليين يوميا والضربات التي تطال الداخل الإسرائيلي والثكنات والتجمعات الخاصة بعناصر الجيش الإسرائيلي، وفقا للخبير.

ويقول ملاعب لموقع "الحرة" أيضا إن "قياس صمود جبهة حزب الله وقتاله تحت الأرض يدل على أنه يستدرك التطورات الميدانية الحاصلة"، من بينها محاولات إسرائيل لقطع طرق الإمداد عنه.

ويعتقد أن "خزائنه من السلاح يبدو أنها مليئة، ولم يصرف منها إلا على المستوى القريب. كما لا يزال لديه أسلحة على مستوى أبعد".

"مشغله ومسلحه الإيراني يعتمد كثيرا على ما أسماها رأس حربة المحور وهو جنوب لبنان"، وفي حال لم يصمد حزب الله في الجنوب سيدفع المحور الذي تقوده إيران الثمن كله، ولذلك تضع الأخيرة بحسبانها المحاولات الحاصلة لقطع شريان الإمداد، بحسب قول ملاعب.

ولا يتوقع الباحث السوري شعبان أن تكون الأدوات المتعلقة بحصول الحزب على السلاح في سوريا قد انتهت، لاعتبارات بينها المساحة الكبيرة للجغرافيا التي يقدمها نظام الأسد.

ورغم أن "النظام السوري ليس شريكا في المعركة إلا أنه شريك في الحرب".

"3 أشكال للحظر"

وتعرض حزب الله، خلال الأسابيع الماضية، لعدة "نكبات"، آخرها مقتل أمينه العام، حسن نصر الله، وخليفته، هاشم صفي الدين، وقادة آخرين من الصف الأول والثاني.

وتواصل إسرائيل حتى الآن التأكيد على استمرار حملتها العسكرية، وكان الناطق باسمها هاغاري كشف لـ"الحرة" في 15 أكتوبر عن 4 خطوات يتم العمل عليها، الثالثة منها قطع طرق الإمداد مع سوريا.

وإذا تمكنت إسرائيل من إغلاق الحدود السورية اللبنانية عسكريا، من خلال الغارات أو من خلال قرار سياسي قد يفرضه الأسد فإن حزب الله سيضطر إلى "الاعتماد على مخزونه المحدود من الذخيرة والصواريخ على أمل أن تجد له طهران طريقا بديلا، وهو أمر معقد"، وفق الخبيرة كولوريوتي.

ومنذ أكثر من شهر، بدأت إسرائيل تفرض شكلا من أشكال الحظر البحري والجوي.

وتحرك سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من مرة فوق بيروت لمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار العاصمة اللبنانية.

كما تحرك الأسطول البحري الإسرائيلي بشكل مكثف في البحر الأبيض المتوسط لمنع وصول أي سفن قادمة من إيران، بحسب الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط.

ولكن ورغم كل هذه التحركات تقول كولوريوتي إنه "لا يزال هناك احتمال نقل الذخيرة عن طريق البحر، إما بقوارب أصغر حجما، أو ضمن شحنات مساعدات إنسانية كغطاء".

ومن جهته يعتقد الخبير العسكري، ملاعب أننا "أمام مرحلة طويلة".

ويضيف أن السؤال المتعلق حول كيف سيغطي الحزب أسلحته ومخزونه "سيبقى متروكا للمستقبل.. ويبدو أنه يدرك هذا الأمر".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الحدود السوریة اللبنانیة خلال السنوات الماضیة الجماعة اللبنانیة الجیش الإسرائیلی بین سوریا ولبنان الباحث السوری فی جنوب لبنان حزب الله من لحزب الله عن الخدمة من سوریا فی سوریا أکثر من من خلال

إقرأ أيضاً:

من تفجير محيبيب التي تحتضن مقام بنيامين إلى مئذنة بليدا.. إسرائيل تتعمد استهداف المقامات الدينية (صور)

يتواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ 8 تشرين الأول 2023، ما أدى إلى نزوح أكثر من مليون ونصف مليون لبناني وإلى دمار هائل لحق بالمنازل والقرى وأيضا بالمقامات الدينية والمعالم الأثرية الموجودة في المناطق المُستهدفة، وبالتالي فإن اسرائيل تنتهك على نطاق واسع قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما اتفاقيات جنيف، ومعاهدة "لاهاي" الدولية المتعلقة بحماية الإرث الثقافي.
 
علما ان لبنان تقدم قبل أيام بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي حول الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة تطرقت أيضا إلى الغارات التي استهدفت محيط قلعة بعلبك المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وعلى سوق النبطية التاريخي".
 
ولا بد من الحديث عن الفيديو الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم حيث وثّق قيام القوات الإسرائيلية بتفجير حيّ بكامله في بلدة محيبيب والتي تقع في قضاء مرجعيون بجنوب لبنان.
 
مشهد بدا وكأنه من فيلم سينمائي خيالي لا يمكن تصديقه، وقد أدى هذا التفجير إلى تدمير مقام تاريخي يعود لبنيامين ابن النبي يعقوب.
 
في هذا الإطار، يقول المُرشد السياحي ونقيب الأدلاء السياحيين السابق والمتخصص في التاريخ من الجامعة الأميركية في بيروت هيثم فواز عبر "لبنان 24" ان العدو الإسرائيلي يقوم عمدا باستهداف المقامات الدينية وقد تضرر عدد كبير منها جراء الاعتداءات السافرة.
 
 
إليكم عينة من المقامات الدينة التي تضررت جراء العدوان الإسرائيلي الأخير:
 
مقام محيبيب
تقع قرية محيبيب على بعد 115 كيلومتراً من العاصمة بيروت، و30 كيلومتراً من مركز قضاء مرجعيون التابعة لمحافظة النبطية، وتشتهر بموقعها الذي يطل على مناطق واسعة من جنوب لبنان والشمال الإسرائيلي.
وسميت البلدة باسم صاحب المقام فيها "محيبيب" ويُقال إنه قبر بنيامين أخ النبي يوسف بن يعقوب". ويقع مقام النبي محيبيب في أعلى نقطة من البلدة ويشرف على مناطق واسعة من لبنان وشمال فلسطين.
هو مقام قديم جدا من الحجر الصخري قائم على العقود الحجرية وكان يتألف من غرفتين: غرفة الضريح عليها قبة وبداخلها الضريح وعليه صندوق خشبي وغرفة ثانية للصلاة.
عام 2000 أي بعد انسحاب الجيش الاسرائيل من لبنان تم ترميمه وإعادة تأهيله حتى أصبح معلما تاريخيا وأثريا مهما في جبل عامل. وبعد عدوان تموز 2006 أعيد ترميمه أيضا ورصفت باحاته الخارجية بعد تسوية الأضرحة فيها وتم توسعة المكان حوله وشقت إليه طريق من ناحية الشرق وأزيلت بعض البيوت حوله.               مقام شمعون الصفا
أدت الاعتداءات الإسرائيلية أيضا إلى تضرر مقام شمعون الصفا الواقع في بلدة شمع قضاء صور.
يقع المقام على الحافة الغربية لتلة شمع بجوار القلعة  وهو أقدم منها وعندما بنيت القلعة وأقيمت أسوارها سنة 1116 طُمرت الطبقة السفلى نهائيا من الناحية الغربية ولم يبق ظاهرا للعيان إلا المقام الحالي وهو من المعالم الأثرية والتراثية. وهو مشيد بالحجر الصخري يتألف من طبقتين سفلى وهي قديمة جدا لم يُحدد تاريخ بنائها إلى جانبها قاعة مستطيلة فيها معصرة زيتون تعود إلى مئات السنين، والطبقة العليا بنيت في زمن الدولة الفاطمية 1097 ، وهي قائمة على العقود الحجرية تعلوها 4 قبب وتتألف من 4 حجرات متواصلة بأبواب مقنطرة. وفي الخارج رواق من القناطر الحجرية، وفي فناء المقام صهريج مياه تحت الأرض يعود إلى الحقبة الصليبية.
تعرّض للهدم في حرب تموز 2006 ثم أعيد ترميمه وفق المواصفات الأثرية التي كان عليها قبل الهدم.           مقام سجد
سجد بلدة عاملية قديمة تحمل اسم صاحب المقام وتقع في قضاء جزين وتبعد عن العاصمة بيروت 70 كلم.
يقع المقام على قمة ترتفع أكثر من 1200 متر وتشرف على قرى جبل عامل.
المقام عبارة عن غرفة أثرية تعلوها قبة وبداخلها ضريح وإلى جانبها مجموعة من الغرف القديمة يتوسطه "صحن دار"، وعلى مدى قرون اهتم أهالي المنطقة بالمقام وكان مقصدا لهم خلال المناسبات والمواسم.
حوّل الاحتلال الإسرائيلي المقام إلى موقع عسكري وقبل انسحابه عام 2000 نسف أجزاء من بناء المقام. وخلال عدوان تموز 2006 نال المقام تدميرا إضافيا نتيجة القصف ولم يبق منه سوى غرفة المقام. وبعد انتهاء عدوان تموز 2006 أعدت دراسة هندسية لإعادة إعماره بحجارته القديمة وبمواصفاته التاريخية.   مسجد بئر الشجرة
مسجد بئر الشجرة الأثري في دير انطار ـ السلطانية في قضاء بنت جبيل ويبعد عن بيروت 108 كلم.
كان البناء قديما يسمى بـ "مصلى النبي" أو مسجد الإمام علي وإلى جانبه بئر قديمة طمرت وشجرة تسمى "شجرة الـ 12 نبياً" وصار يُدعى مسجد "الشجرة".
عام 2003 شيّد مكان المسجد القديم مسجد تراثي رائع الجمال بحجارة تم احضارها من العراق وأصبح يتألف من طبقتين: السفلى هي عبارة عن مصلى للنساء وضعت بداخله الصخرة وفيها المساجد السبعة، أما الطبقة العليا فمصلى للرجال وتتألف من مساحة واسعة تزينها الأعمدة الحجرية والشرفات المزخرفة وقبة كبيرة ومئذنتان.
 
مسجد النبي شعيب
يقع المسجد في وسط بلدة بليدا قضاء مرجعيون، وهو بناء أثري يعود تاريخه لأكثر من 2000 عام. بعد الفتح الإسلامي صار مسجدا وهو أقدم وأول مسجد في جبل عامل.
خضع للترميم والإضافات العمرانية أكثر من مرة.
وبعد التحرير في عام 2003 أعيد ترميمه وفقا لمعايير البناء التراثي حيث برزت معالمه الأثرية القديمة في مراحلها المختلفة مع الإضافات الحديثة المتناسبة مع العمران الأثري بحيث أصبح تحفة أثرية غاية في الجمال.
 
مقام هارون
يقع المقام في بلدة خرطوم في قضاء صيدا وهي تبعد عن العاصمة بيروت نحو 60 كلم قرب مقبرة البلدة.
يرجع تاريخه إلى أكثر من 600 عام حسب الدراسات الأثرية والعمرانية وهو عبارة عن بناء حجري عتيق يقوم على العقود والقناطر تعلوه قبة دائرية وفيه محراب صلاة. كانت أرضه قديمة مرصوفة بالحجارة والضريح يمكن النزول إليه بدرج من الصخر إلى مغارة تحت المقام فيها قبور قديمة منحوتة ولكنها فارغة تعود على الأرجح إلى أكثر من ألفي عام.
رمم المقام وفق المواصفات التراثية وتم المحافظة على طابعه الأثري وأضيف إليه باحة خارجية.
 
مقام النبي عمران
يقع المقام في بلدة القليلة في قضاء صور التي تبعد عن بيروت 98 كلم.
المقام قائم على ربوة تشرف على ساحل البحر وهو عبارة عن غرفتين من الحجر الصخري القديم الأولى غرفة الضريح أمام مدخلها تاجان رخاميان وفوقه حجران رخاميان، كانت أمامه لوحة تبين تاريخ المقام وقد فقدت أيام الانتداب الفرنسي، فيها محراب يعلوه قبة. أما الغرفة الثانية وفيها أيضا محراب فتسمى غرفة أم النبي يحيد بها باحة وبناء حديث للصلاة ومئذنة.
تضرر المقام خلال العدوان الإسرائيلي عام 1996 وتم ترميمه. وبعد العام 2016 رمم المقام من الداخل والخارج وأبرزت معالمه الأثرية والتراثية.
 
ويؤكد فواز ان "كل هذه المقامات الأساسية الواقعة على الحدود تضررت بالإضافة إلى تضرر مئذنة بليدا وعيترون ".
 
وأشار أيضا إلى حصول أضرار جزئية في قلعة تبنين حيث تعرّض برجها للقصف الإسرائيلي وهي تُعتبر قلعة سياحية ضخمة.
 
ولفت فواز إلى عدم وجود معلومات بشأن قلعة شقيف الأثرية في النبطية التي تُشرف على المنطقة الحدودية ويمكن رؤية المستوطنات الإسرائيلية منها، وقال: "بسبب الأوضاع والقصف المتواصل لا معلومات دقيقة بهذا الشأن".
 
وأكد فواز ان الجنوب لا يحتوي فقط على مقامات إسلامية مهمة بل أيضا هناك مقامات مسيحية بارزة إضافة إلى الكنائس والأديرة.
 
ولا بد من الإشارة أخيرا إلى ان "الجنوب يملك مخزوناً تاريخياً ودينياً وأثرياً وطبيعياً مهماً، فهو يحتوي على سبيل المثال على 10 قلاع أثرية تعود الى حقبات تاريخية مختلفة منها قلعة دير كيفا، قلعة شمع، قلعة الشقيف، قلعة تبنين، وقلعة دوبيه، وبقايا قلاع تتوزع في أرجائه".


المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • سوريا.. ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القصير لـ 6 شهداء و10 مصابين
  • خبير عسكري: إسرائيل تحاول تطبيق القرار 1701 وفق شروطها التي يرفضها لبنان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم استهداف مستودعات ذخيرة تابعة لحزب الله في سوريا
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مستودعات ذخيرة ومقرات لحزب الله في سوريا
  • قطع شريان الحياة في غزة.. هل ينقذ العالم الأونروا من الحظر الإسرائيلي؟
  • الطيران الإسرائيلي يقطع شريانا حيويا بين سوريا ولبنان باستهداف متكرر
  • نعيم قاسم: سأسير على نهج حسن نصر الله وسأنفذ خطة الحرب التي وضعها
  • من تفجير محيبيب التي تحتضن مقام بنيامين إلى مئذنة بليدا.. إسرائيل تتعمد استهداف المقامات الدينية (صور)
  • ما هي الأسلحة المحرمة التي تمتلكها إسرائيل؟
  • عملية الصنوبرة الكبيرة التي تحلم بها إسرائيل