هل يدرك الغرب عجز أوكرانيا عن هزيمة روسيا؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
قال فرانك ليدويدج، محاضر أول في الإستراتيجية العسكرية والقانون، جامعة بورتسموث، إن الأوكرانيين يُسحقون على جميع الجبهات، بما في ذلك مقاطعة كورسك في روسيا، التي كانوا قد حرروها في أغسطس (آب) الماضي. والأدهى أنهم يعانون نقصاً شديداً في الجنود. على مدار عام 2024، ظلّت أوكرانيا تخسر الأراضي.
أفضل ما يمكن للغرب أن يفعله هو مساعدة كييف على التفاوض على مستقبل آمن
ونقل الكاتب عن صديق له يعمل محللاً، وهو مؤيد لأوكرانيا بعد عودته من هناك الأسبوع الماضي، قوله: "الجيش الأوكراني أشبه بالجيش الألماني في يناير (كانون الثاني) 1945".
وأضاف الكاتب في مقاله بموقع "آسيا تايمز": خلال الأسبوع الجاري، حُوصِرَت بلدة سيليدوف في منطقة دونيتسك الغربية، والأرجح أن تسقط البلدة الأسبوع المقبل، شأنها شأن فولدار في وقتٍ سابق من هذا الشهر، والمتغير الوحيد هو عدد الأوكرانيين الذين سيسقطون في تلك العملية. خلال فصل الشتاء، يلوح في الأفق احتمال رهيب بأن تندلع معركة ضارية حفاظاً على مدينة بوكروفسك الصناعية ذات الأهمية الإستراتيجية.
West needs to realize #Ukraine cannot defeat #Russia https://t.co/0MRxLfeK71
— Asia Times (@asiatimesonline) October 24, 2024
في نهاية المطاف، هذه ليست حرباً على أراضٍ وأقاليم، وإنما حرب استنزاف. والمورد الوحيد الذي يُعتد به هو الجنود. وفي هذا السياق، لا تتمتع أوكرانيا بوضعٍ إيجابي. تدّعي أوكرانيا أنها "صَفَّت" نحو 700,000 جندي روسي، إذ قُتِلَ أكثر من 120,000 جندي روسي وأصيب ما يربو على 500,000 آخرين. واعترف رئيسها، فولوديمير زيلينسكي، في فبراير (شباط) الماضي بسقوط 31,000 قتيل أوكراني، دون أن يذكر إحصائية للمصابين.
أرقام أوكرانية غير دقيقة
وتكمن المشكلة، برأي الكاتب، في أنَّ المسؤولين الغربيين يصدقون هذه الأرقام الأوكرانية على ما يبدو، في حين أنها مخالفة للواقع على الأرجح. وتُورِد المصادر الأمريكية أنّ الحرب شهدت مقتل وجرح مليون شخص من كلا الجانبين.
والأهم من ذلك، يضيف الكاتب، أن هذا الرقم يشمل عدداً متزايداً من المدنيين الأوكرانيين. إن تراجع الروح المعنوية والهروب من الخدمة العسكرية من بين المشاكل الجسيمة التي تعاني منها أوكرانيا. وتؤدي هذه العوامل إلى تفاقم مشاكل التجنيد المتفاقمة بالفعل، مما يجعل من الصعب إمداد الخطوط الأمامية بقواتٍ جديدة.
التعبئة والاستنزاف
وأشار الكاتب إلى أنه يدور نقاش عصيب في أوكرانيا حول ما إذا كان ينبغي تعبئة الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، والمخاطرة بوقوع إصابات خطيرة في صفوفهم. فبسبب الضغوط الاقتصادية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عانَت أوكرانيا من انحسارٍ كبير في معدل المواليد، مما أدى إلى انخفاض نسبي في عدد المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاماً.
Ukraine is losing the war.
The war is unwinnable for Ukraine, and the West can’t keep supporting the Kiev regime indefinitely, says retired British Air Vice Marshal Sean Bell.
This is something the western mainstream media should be telling you.
But they won't......… pic.twitter.com/9ZKtgUNpBt
وتابع: قد تكون التعبئة والاستنزاف الخطيران لهذه الشريحة أمراً لا يمكن لأوكرانيا تحمله، نظراً للأزمة الديموغرافية الخطيرة التي تواجهها الدولة فعلاً. وحتى لو نُفِّذت هذه التعبئة بالفعل، فربما تكون الحرب قد وضعت أوزارها بحلول الوقت الذي تكون فيه السياسات والتشريعات والإجراءات البيروقراطية والتدريبات اللازمة قد وُضِعَت موضع التنفيذ.
احتمال حقيقي للهزيمة
ومضى الكاتب يقول: لم يُسجل التاريخ أي مثال أثبتَ فيه التصدي لروسيا في منافسةٍ استنزافية نجاحه. وتحريّاً للصراحة، فإن هذا يعني أن هناك احتمالاً حقيقياً للهزيمة. لن تتحقق أهداف زيلينسكي الحربية المتطرفة المتمثلة في استعادة حدود أوكرانيا ما قبل عام 2014، إلى جانب شروط أخرى غير محتملة لم يَعترض عليها الغرب المتخبط وإنما حتى شجعها. ويتحمل قادة الغرب جزءاً من المسؤولية عن الوضع الراهن.
وتابع: "جعلت الحروب العقيمة في أفغانستان والشرق الأوسط القوات المسلحة الغربية رديئة التسليح وغير مجهزة بالمرة لصراعٍ خطير وطويل الأمد، إذ لم يَعُد مخزون ذخيرتها يكفي لأسابيع على أحسن الفروض. ولم تتحقق الوعود الأوروبية بإمداد أوكرانيا بملايين من قذائف المدفعية، إذ لم تستلم سوى 650,000 قذيفة مدفعية العام الجاري، في حين أن الكوريين الشماليين زوَّدوا روسيا بضِعْف هذا العدد على الأقل".
وقال الكاتب إنّ الولايات المتحدة وحدها تمتلك مخزونات كبيرة من الأسلحة تضمُّ آلاف المركبات المدرعة والدبابات وقطع المدفعية الاحتياطية، مستبعداً أن تغير سياستها المتعلقة بإمداد أوكرانيا بالأسلحة على مراحل متباعدة الآن. وحتى لو اتُّخِذَ هذا القرار، فإن الفترة الزمنية اللازمة للتسليم ستمتدُّ لسنوات لا شهور.
وأضاف الكاتب: "في جلسة إحاطة سرية حضرتُها مؤخراً وحضرها مسؤولون دفاعيون غربيون، كان الجو العام متشائماً". فالوضع "محفوف بالمخاطر" و"أسوأ مما كان عليه" لأوكرانيا. ولا يمكن للقوى الغربية أن تتحمل كارثة استراتيجية أخرى مثل أفغانستان. هناك حدود للخسائر التي يمكن أن تتحملها أوكرانيا. ولا نعرف إلى متى ستتحمل، ولكننا سنعرف عندما يحدث ذلك. والأهم من ذلك، لن تخرج أوكرانيا منتصرة. ومما لا يُغْتفَر أنه لا توجد استراتيجية غربية سوى استنزاف روسيا لأطول فترة ممكنة".
تكمن المشكلة، برأي الكاتب، في أن الغرب لم يُحدد معالم النصر من وجهة نظره. لكان تحديد الأهداف والحدود الواضحة أن يشكل بدايات لإستراتيجية واضحة. والغرب لا يجيد ذلك. ويتعين على قادة الناتو الآن أن يتحركوا سريعاً ويحجموا عن الخطابات الخاوية الواهية. لقد شهدنا إلى أين ساقتنا هذه الفوضى في العراق وأفغانستان وليبيا. وإننا بحاجة إلى تصور واقعي لما يبدو عليه "الفوز" أو على الأقل التسوية.
نقطة البداية
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "يمكن أن تكون نقطة البداية القبول بأن شبه جزيرة القرم ودونيتسك ولوهانسك قد ضاعت. وهو ما سلَّمَ به عدد متزايد من الأوكرانيين علانيةً. وبعد ذلك، علينا البدء في التخطيط بجدية لأوكرانيا ما بعد الحرب التي ستحتاج إلى دعم الغرب أكثر من أي وقت مضى. ولا يمكن لروسيا أن تستولي على أراضي أوكرانيا كلها، أو حتى على الجزء الأكبر منها. وحتى لو استطاعت، فلا يمكنها الاحتفاظ بها. ومن الواضح أنه سيكون هناك حل وسط".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية لا یمکن
إقرأ أيضاً: