أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس فقدان الاتصال مع طاقم مستشفى كمال عدوان الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة واحتجز داخله مرضى وكوادر طبية ونازحين، في ظل عملية إبادة يتعرض لها شمال غزة منذ 21 يوما.

وقال غيبريسوس إن منظمة الصحة فقدت الاتصال مع الطاقم الموجود في مستشفى كمال عدوان منذ صباح اليوم، ووصف ما يحدث بالمستشفى بأنه تطور مقلق للغاية، لأن الموقع مكتظ بنحو 200 مريض يعانون من إصابات مروعة وفيه المئات من الأشخاص الذين لجأوا إليه طلبا للحماية

وأكد مدير منظمة الصحة أن الوصول إلى المستشفيات في جميع أنحاء غزة "أصبح أكثر صعوبة بشكل لا يصدق ويعرض موظفينا للخطر".

وقبل فقدان الاتصال به، قال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان للجزيرة إن عددا من العاملين في الطاقم الطبي بالمستشفى أصيبوا نتيجة القصف الإسرائيلي، وأضاف أن المستشفى كان ينتظر وصول المساعدات الطبية، لكن، بدل ذلك، وصلت الدبابات إلى المستشفى.

مناشدات لأحرار العالم

من جانبها، ناشدت وزارة الصحة بقطاع غزة "أحرار العالم" ببذل كل السبل لإنقاذ مستشفى كمال عدوان، وقالت في بيان "لا نتفهم كيف يسمح العالم لنفسه أن يقف متفرجا على أبشع إبادة جماعية وأوسع عملية ممنهجة لتدمير النظام الصحي وقتل واعتقال المرضى والطواقم الطبية دون أن يحرك ساكنا".

كما اعتبرت حركة حماس اقتحام الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان "جريمة حرب بدعم أميركي"، وقالت الحركة في بيان "اقتحام جيش الاحتلال لمستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا، وفرض حصار عليه، واعتقال المرضى والجرحى والطواقم الطبية والعائلات النازحة، واقتيادهم إلى جهة مجهولة؛ يعد جريمة حرب وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية".

وأضافت "تواصل حكومة الاحتلال الصهيوني ارتكابها لحرب الإبادة شمال قطاع غزة، غير مكترثة بأي تداعيات، في ظل الدعم والحماية الكاملة التي توفّرها الإدارة الأميركية لها".

وأشارت إلى أن "ما يجري شمال غزة من مجازر، وقصف إجرامي مركز على المنازل، ونسف مربعات سكنية على رؤوس قاطنيها، ما أدى لاستشهاد العشرات من الأبرياء جلهم من الأطفال والنساء؛ هو إمعان صهيوني في حملة التطهير العرقي".

ودعت الحركة قادة الدول العربية والإسلامية إلى "تحمل مسؤولياتهم تجاه حماية شعبنا، وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة، والتحرك لوقف ما يتعرض له من حرب إبادة وتطهير عرقي". وحملت المجتمع الدولي ومؤسساته "المسؤولية السياسية والأخلاقية عن استمرار هذه الجرائم، والانهيار القيمي الناتج عن الانتهاكات المتواصلة للقوانين الدولية".

تحقيق وتنكيل

بدوره، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية حياة عشرات الأطفال والمرضى والجرحى وأفراد الطواقم الطبية الذين يحتجزهم بعد اقتحام مستشفى كمال عدوان.

وقال المرصد في بيان إنه تلقى معلومات أن قوات الاحتلال فصلت الرجال عن النساء والأطفال، وبدأت بإخضاع جميع من تزيد أعمارهم عن 13 عاما للتحقيق والتنكيل، بمن في ذلك أفراد الطواقم الطبية، والاعتداء عليهم.

#صورة للحظة اعتقال جيش الاحتلال عشرات المواطنين من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة وإجبارهم على خلع ملابسهم وتجمعيهم في ساحة واسعة قبل اقتيادهم إلى جهة مجهولة #الجزيرة pic.twitter.com/uMEAxBFkVE

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) October 25, 2024

وأشار إلى أن 15 مريضا في غرفة العناية المركزة، منهم أطفال، مهددون بالموت بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي محطة الأكسجين بالمستشفى، وهناك معلومات أولية عن وفاة عدد من الأطفال جراء نقص الأكسجين.

وطالب المرصد الأورومتوسطي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن الطواقم الطبية والمرضى والجرحى وحمايتهم وضمان استئناف عمل المستشفى وطواقم الإسعاف والدفاع المدني، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة آلاف الفلسطينيين هناك.

وحذر المرصد الأورومتوسطي من أن الأوضاع في شمال غزة كارثية بشكل غير مسبوق، حيث تتعرض المنازل للقصف والحرق ولا توجد أي طواقم إسعاف أو دفاع مدني للمساعدة في الإنقاذ.

ويتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة من محافظة شمال غزة بالتزامن مع استمرار مساعي الجيش لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي بدء اجتياحه لها بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات مستشفى کمال عدوان الجیش الإسرائیلی شمال غزة

إقرأ أيضاً:

مدير مستشفى كمال عدوان في غزة: المنظومة الصحية منهارة والجرحى يموتون

أعلن مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة حسام أبو صفية، الثلاثاء، انهيار المنظومة الصحية بالكامل في المنطقة، وأن من يصل إلى المستشفى من جرحى الغارات الإسرائيلية يموت بسبب انعدام الإمكانات.

وقال أبو صفية لمراسل الأناضول: ‏هناك وفود دولية موجودة في جنوب قطاع غزة أو في الخارج نريد من العالم أجمع الضغط على إسرائيل بشكل عاجل لوصول هذه الوفود والطواقم الطبية وخاصة الجراحية منها إلى شمال غزة مع المستلزمات الطبية قبل فوات الأوان.

وأضاف أن المنظومة الصحية منهارة بالكامل في شمال غزة ومن يصل إلى المستشفى من الجرحى يموت، في ظل الواقع الصعب الذي يمر به القطاع الصحي.

وطالب بضرورة إدخال مركبات الإسعاف والوقود، بعد تدمير الجيش الإسرائيلي لعدة مركبات وإخراجها عن الخدمة، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي مركبة إسعاف في شمال القطاع.

وتابع: ليس هناك أي وسيلة لنقل للمصابين وما يصل إلينا من جرحى إما يأتون بأنفسهم أو ينقلهم مواطنون على أيديهم وخلال هذه الرحلة تكون دماؤهم قد نفدت ويفارقون الحياة.

وشدد مدير مستشفى كمال عدوان على أن إسرائيل تخوض حرب تطهير وإبادة في شمال غزة بحق الأهالي والمنظومة الصحية.

وأشار إلى أنه لم يتبق في مستشفى كمال عدوان إلا طبيب واحد وهو لا يستطيع أن يقدم أي خدمة جراحية للمصابين.

وأردف: لدينا حالة لطفل يحتاج لاستكشاف بطن لإيقاف النزيف وهذا يحتاج لطبيب جراحة وهو غير متوفر، وهناك أطفال عظامهم خرجت من أجسادهم وهم بحاجة لجراحة عظام، وهناك إصابات بالدماغ بحاجة لأطباء مخ وأعصاب.

ووصف أبو صفية الوضع بأنه كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى والجرحى يموتون بالشوارع بسبب عدم نقلهم إلى المستشفيات وعدم توفر المستلزمات والكوادر الطبية.

وأشار إلى وجود أكثر من 150 جريحا في مستشفى كمال عدوان ولا نستطيع أن نقدم لهم شيئا سوى الإسعافات الأولية، محذراً من أنه سيتم فقدان جريح كل ساعة بسبب عدم توفر الأطباء والكوادر الطبية.

وفي وقت سابق الثلاثاء، استهدفت طائرات إسرائيلية منزلاً لعائلة أبو نصر بمنطقة مشروع بيت لاهيا، كان يتكون من عدة طبقات ويقطنه 200 شخص.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، إن جيش الاحتلال يرتكب مذبحة فظيعة بقصف عمارة سكنية في بيت لاهيا فيها أكثر من 200 مدني استشهد منهم 93 شخصا، وأكثر من 40 مفقودا وعشرات الإصابات.

وأضاف المكتب أن جيش الاحتلال كان يعلم أن العمارة السكنية فيها عشرات المدنيين النازحين وأن غالبيتهم من الأطفال والنساء الذين شردهم من أحيائهم المدنية السكنية.

مقالات مشابهة

  • مدير الصحة العالمية يدين هجوم الاحتلال على مستشفى كمال عدوان.. الوضع مأساوي
  • الأمم المتحدة :قصف الإمدادات الطبية لمستشفى كمال عدوان
  • «الصحة العالمية» تدين الهجوم الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان
  • حماس تندد بجرائم الاحتلال شمال غزة وتستنكر صمت العالم
  • الصحة الفلسطينية تدين الاعتداء المتكرر للاحتلال على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
  • احتراق مخزن أدوية ومستلزمات طبية في مستشفى كمال عدوان إثر قصف إسرائيلي
  • إعلام فلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي يقصف الطابق الثالث في مستشفى كمال عدوان في غزة
  • طائرات الاحتلال تقصف الطابق الثالث في مستشفى كمال عدوان شمالي غزة
  • مستشفى كمال عدوان.. هذا ما حدث في آخر حُصون شمال غزة الصحية
  • مدير مستشفى كمال عدوان في غزة: المنظومة الصحية منهارة والجرحى يموتون