مسيرات حاشدة بذمار وفاءً للشهداء القادة ونصرة لغزة ولبنان
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
الثورة نت | أمين النهمي
شهدت مدينة ذمار، ومديريات عتمة، ومغرب عنس، والحداء، وعنس، وساحتي حمام علي، وعزلة المعينة بمديرية المنار، وعزلة الشوكا، ومركز الدن بمديرية وصاب العالي، ومناطق الأحد والكمب ومشرافة بوصاب السافل، ومركزي حدقة، ومدينة ضوران بمديرية ضوران، وساحتي الجمعة، ومدينة الشرق بمديرية جبل الشرق، بمحافظة ذمار، اليوم، مسيرات جماهيرية حاشدة تحت شعار ” وفاءً للشهداء القادة… مع غزة ولبنان حتى النصر”.
وردد المشاركون في المسيرات التي تقدّمها أعضاء من مجلسي النواب والشورى، وقيادات محلية وتنفيذية، وتعبوية، وأمنية وعسكرية وعلماء وشخصيات اجتماعية، الهتافات المناهضة للعدو الصهيو أمريكي البريطاني والمؤكدة على استمرار دعم وإسناد الشعبين الفلسطيني واللبناني والمقاومة الباسلة والمجاهدين في غزة ولبنان.
وعبر بيان صادر عن المسيرات عن خالص العزاء لحزب الله والشعب اللبناني والأمة العربية والإسلامية كافة في استشهاد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، المجاهد العلامة السيد هاشم صفي الدين، معاهداً الشهيد وكل الشهداء القادة بالسير على دربهم حتى النصر.
وخاطب العدو الصهيوني المجرم: “إذا كنت تعتقد أنك باستهدافك قادة الجهاد والمقاومة ستكسر إرادتنا، وتضعف روحنا المعنوية، فأنت تعيش الوهم الذي عشته سابقاً، مراراً وتكراراً”.
وأكد البيان أن العدو الصهيوني لا يخفي أطماعه في السيطرة واستعباد الأمة العربية والإسلامية ومقدساتها تحت عنوان إسرائيل الكبرى.
واستغرب استمرار الأمة في صمتها وتخاذلها مع كيان العدو الصهيوني كاستراتيجية لمواجهة العدو ومخططاته، وتجاوز بعض الأنظمة للصمت إلى مساعدة العدو في مخططاته والدفاع عنه.
وحيا البيان بإجلال وإكبار وإعزاز الصمود الأسطوري والبطولَّات التاريخية التي يسطرها أبطال المقاومة في ساحات وميادين الجهاد منذ أكثر من عام.
وجدد أبناء ذمار العهد لله سبحانه وتعالى ولرسوله وللسيد القائد بأن راية الجهاد ستظل مرفوعة وأننا سنظل ثابتين على الحق بكل عزيمة وفاعلية.
وأكد البيان الاستعداد لأي تصعيد يلجأ إليه الأمريكي والإسرائيلي مهما كانت التحديات والتضحيات، والأخطار.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية؟
كلما أتأمل كل هذا الاستنفار والتضامن الأمريكي والغربي مع إسرائيل، وكل تلك الزيارات التضامنية لوزير الخارجية الأمريكي للكيان الصهيوني، وزيارات الضغط على الأنظمة العربية من أجل هذا الكيان المغتصب، برغم كل تلك المجازر والمحارق والإبادة الجماعية المستمرة منذ عام في غزة والضفة ثم لبنان، يتملكني الغضب والغيظ!
لقد اصطلحت اليوم الصهيونية العالمية مع الاستعمار الغربي على قتل المسلمين واستئصال شأفتهم في غزة، وانكشفت سوأتهم، وبان باطلهم، وظهرت نيتهم في دعمهم وصمتهم على كافة الانتهاكات لحقوق الإنسان، والإبادة الجماعية والمجازر والمحارق مع ما لهذه الكلمات من معان، كما صمتوا صمت القبور على الاحتقار والاستهزاء بمؤسساتهم الدولية والحقوقية ومواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
ويزداد غضبي وغيظي كلما زاد الصمت العربي والإسلامي من جهة، والتواطؤ مع العدو ضد المقاومة والخيانة من جهة أخرى، وكأن ما يحدث لأهلنا في غزة والضفة ولبنان لا يعنينا من قريب ولا من بعيد!
وأردد مع الشاعر:
تبلد في الناس حس الكفاح ومالوا لكسبٍ وعيشٍ رتيب
يكـاد يزعـزع مـن همتي سدور الأمين وعزم المريب
وأدعو مع الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اللهم إني أعوذ بك من عجز الثقة، وجلد الفاجر".
ففي الوقت الذي اصطلح فيه الغرب واصطف صفا واحدا خلف الولايات المتحدة على دعم إسرائيل في إبادة قطاع غزة، تفرقنا نحن واختلفنا على المقاومة وشرعية دعمها، وصرنا أعداء بعضنا، وتملكتنا الهزيمة النفسية والوهن. وفهم حكامنا خطأ بأن النار التي أشعلتها إسرائيل في المنطقة لن تطالهم أو تحرقهم، وهذا خطأ كبير وخلل استراتيجي خطير، وخطر داهم على الأمن القومي العربي، إن لم نتداركه ونطفئ نار الحرب تلك فإن ثوبنا العربي الذي احترق بعضه في غزة ولبنان سوف تشتعل فيه النيران وتأتي عليه كله لا سمح الله.
ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية حتى أغمضت عيونها عن رؤية مجازر غزة وقتل النساء والاطفال، وحرقهم وهم أحياء، وهدم منازلهم فوق رؤوسهم، وعن رؤية مناظر الجوع لشعب بأكمله دون أن تتحرك فينا النخوة والشهامة العربية والفزعة، في الوقت الذي يموت فيه البعض منا من كثرة الأكل والسمنة؟
ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية حتى أصمّت آذانها عن سماع صراخ الثكالى والأطفال واستغاثة العجائز والنساء من هول سقوط الصواريخ والقنابل فوق رؤوسهم وهم في بيوتهم لا يقدرون على الهرب منها، ولا يستطيعون الفرار إلى مكان آمن يطلبون فيه النجاة، حيث لم يعد في غزة كلها مكان آمن يفر إليه الخائفون.
ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية حتى خرصت ألسنتهم عن الهتاف والتظاهر والتضامن والصراخ من أجل إنقاذ إخوانهم في العروبة والإسلام، وتملكهم الخوف والجبن والأنانية؟!
لقد نسيت أو تناست أمتنا العربية والإسلامية الحقائق الثابتة لعروبتنا وقوميتنا ووحدتنا وحقوق الجيرة، ونسيت حقائق ديننا الحنيف الثابتة أن المؤمنين إخوة، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، وأنه ليس منا من بات شبعان وجاره جائع، وأن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأن المسلم مطالب بنصرة أخيه ظالما كان أو مظلوما.
كل هذا يفرض ويوجب على أمتنا العربية والإسلامية أن تنتفض حكومات وشعوبا لإنقاذ إخوانهم، ورد القاتل والمحتل عن غيه وطغيانه وإرهابه. وتسعى بكل ما تملك من وسائل لدفع غائلة الإبادة والقتل والجوع والتشريد والموت التي لحقت بإخوانهم منذ سنة وأكثر.
إن كل مسلم وعربي مطالب بأن يسارع بالمساهمة بكل ما يملك من أجل إنقاذ ضحايا الكارثة في غزة خاصة، وفلسطين ولبنان عامة.
لقد قامت وتأسست منظمة التعاون الإسلامي والتي كانت تسمى منظمة المؤتمر الإسلامي، نتيجة ورد فعل لحرق إسرائيل للمسجد الأقصى عام 1969. قامت في الرباط، وعُقد أول اجتماع بين زعماء دول العالم الإسلامي، حيث طُرح وقتها مبادئ الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس والمسجد الأقصى. واليوم نرى انتهاك المسجد الأقصى بشكل يومي، وإقامة صلوات توراتية فيه، والاحتفال بأعياد يهودية داخل ساحاته الطاهرة المقدسة، وتتسرب تصريحات ومخططات لهدمه وبناء الهيكل الصهيوني المزعوم على أنقاضه، ويُسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المتطرفين اليهود، وتُحرق غزة، بَشَرِها وحجرها، إنسانها ومساجدها وكنائسها، وتُباد بشكل رهيب، ثم لا نسمع للمؤسسات والمنظمات العربية والإسلامية صوتا ولا همسا، ولا نرى لها حركة ولا فعلا.
إن هذا الصمت العربي والإسلامي مخيف ومقلق، لأنه أصبح ظاهرة وعلامة عربية. فمن صمت اليوم عن انتهاك مدينة عربية سوف لا يحرك ساكنا لانتهاك مدينة عربية أخرى، ومن سكت اليوم عن إبادة جماعية لشعب عربي، سوف لا يحرك ساكنا لإبادة جماعية جديدة لشعب عربي آخر.
والعدو الصهيوني إنما هو في الحقيقة عدو يتربص بكل الوطن العربي، وأطماعه الاستعمارية لا تتوقف عند حدود فلسطين، وأفكار المتطرفين لديه تدعو لإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. فصراعه إذن مع العرب، وليس مع الفلسطينيين وحدهم، وخطره يتمدد ويمتد لمعظم العواصم العربية، وليس خطرا يتهدد القدس والضفة وغزة وبيروت وحدها.
وأخوف ما أخاف منه أن يأتي يوم يقول فيه الأخ القوي الذي ترك أخاه الضعيف يأكله الوحش الصهيوني، وهذا الأخ الضعيف هو خط الدفاع الأول عنه، وخط الهجوم الأخير له؛ يقول: أُكلت يوم أكل الثور الأبيض، لأنه تنازل عن المبدأ الذي يحميهم معا ومن يتنازل مرة يتنازل كل مرة، فعندما أعطى الموافقة على أكل الثور الأبيض أعطى الموافقة على أكله هو، كما في القصة التاريخية المشهورة.
فمن يتعظ بالتاريخ، ويعي مخططات العدو، ويحمي أمنه القومي، ويعمل على وحدة الصف العربي، ويُفعل الدفاع العربي المشترك، ويُعيد تصنيف العدو والصديق من جديد، ويُحرم التطبيع، ويتصالح مع شعبه، ويستيقظ لعدوه؟؟