غزة - صفا

طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بتدخل عاجل لضمان وصول طواقم الإنقاذ لمربع سكني قصفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في جباليا شمالي قطاع غزة.

وقال المرصد  في بيان له، وصل وكالة "صفا"، يوم الجمعة، إن "الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت مساء الخميس 13 منزلاً مأهولًا بالسكان على الأقل في "بلوك 7" بشارع الهوجا في مخيم جباليا، قرر أصحابها البقاء في المنطقة وعدم الاستجابة لأوامر التهجير القسري".

ووثق المرصد استشهاد أكثر من 25 شخصًا من عائلة "أبو راشد"، منهم أسرة مسحت بالكامل من السجل المدني، فيما يجري الحديث عن 45 آخرين من العائلة نفسها، و30 من عائلة "عقل".

وأضاف "ما يتراوح بين 150-200 شخص أغلبهم من النساء والأطفال كانوا يسكنون في المنازل التي دُمرت بفعل الهجوم الإسرائيلي، فيما أصيب عشرات آخرون من منازل مجاورة".

ووفق الشهادات الأولية فإن المنازل المستهدفة تحولت إلى حفر وأكوام من الركام دفن تحتها الضحايا، وزاد تعطل خدمات الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني من المأساة.

وأشار إلى أن القانون الدولي يحظر النقل أو الترحيل القسري للسكان، ويشكل ذلك بحد ذاته جريمة دولية مكتملة الأركان، فضلا عن كونه يعد فعلا من أفعال الإبادة الجماعية عندما يتم ارتكابه مع نية القضاء على مجموعة محمية بموجب القانون الدولي.

وشدد الأورومتوسطي على أنه ووفقًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، فإن المدنيين الذين يختارون عدم الإخلاء أو الذين لا يستطيعون مغادرة منطقة معينة يحتفظون بالحماية التي يضمنها لهم القانون الدولي الإنساني بصفتهم مدنيين، وبقاؤهم في تلك المنطقة لا يُسقط عنهم هذه الحماية".

ويتعرض شمال قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا لجرائم الإبادة والحصار الخانق، مع تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليتها العسكرية في المخيم، ومنع دخول الغذاء والمياه والدواء للشمال لليوم الـ21 على التوالي.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطي جباليا شمال غزة إبادة القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

لماذا تركز قوات الاحتلال جرائم الإبادة في مخيم جباليا ومحيطه؟

تواصل قوات الاحتلال حرب الإبادة الجماعية شمال قطاع غزة، خصوصا في مخيم جباليا والمناطق المحيطة فيه لليوم الـ26 على التوالي، حيث يعدم الجيش كل مظاهر الحياة في المنطقة.

ويتواصل القصف الدموي ونسف المنازل وتدمير الخدمات الأساسية ومنع دخول الغذاء والماء والدواء ما أسفر عن نحو ألف شهيد ومئات الجرحى حتى الآن.

الإبادة في شمال غزة تمثل تنفيذا لـ"خطة الجنرالات"، الرامية لتهجير مواطني محافظة شمال غزة وتحويلها إلى منطقة عازلة.

يقع مخيم جباليا  ضمن نطاق بلدة جباليا وبمثابة العمود الفقري لمحافظة شمال غزة وأكبر مخيمات اللاجئين الذين هُجروا من بلداتهم إبان نكبة 1948.

وبعد اجتياحين في كانون الأول/ ديسمبر 2023 وآيار/ مايو 2024، فإن هذه هي المرة الثالثة التي يجتاح فيها جيش الاحتلال جباليا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة قبل أكثر من عام.

وخلال 25 يوما، خلّفت الإبادة في محافظة شمال غزة نحو ألف شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين، وتدمير أحياء سكنية كاملة وتهجير عشرات آلاف الفلسطينيين جنوبا، وفق أرقام رسمية فلسطينية.

كما جرى إخراج المنظومتين الصحية والإغاثية عن الخدمة تماما، وتعطيل آبار المياه والمرافق الحياتية كاملة، ضمن سلسلة جرائم متواصلة يقول الفلسطينيون إن هدفها هو التهجير.

وتمثل الإبادة في شمال غزة ترجمة لما تُعرف إسرائيليا بـ"خطة الجنرالات"، الرامية إلى تهجير مواطني محافظة شمال غزة، لاسيما عبر حرمانهم من المساعدات الإنسانية.

كما تهدف الخطة إلى "القضاء على ما تبقى من مقاتلي حركة حماس في شمال غزة، والسيطرة عسكريا على المنطقة بشكل كامل"، وفق مسؤولين ووسائل إعلام إسرائيلية.

ومع توالي أيام الإبادة في شمال غزة، اتضح جليا أن مخيم جباليا وضواحيه هو الهدف الرئيس لخطة التهجير، إذ تتركز فيه معظم عمليات جيش الاحتلال.

وتتنوع هذه العمليات بين توغل بري وقصف مدفعي وغارات جوية بأنواع الطيران كافة، وتدمير المنازل والمنشآت المدنية والبنية التحتية والخدمات الحياتية الأساسية.


بداية إبادة الشمال
مساء الخامس من الجاري، وفي عملية مُباغتة، تسللت قوات خاصة إسرائيلية وطوّقت جباليا ومخيمها من جهتي الشرق والغرب، تزامنا مع عشرات الغارات الجوية والأحزمة النارية.

واستفاق فلسطينيو شمال غزة صباح اليوم التالي على منشورات ألقتها مُسيرات إسرائيلية تنذرهم بالنزوح إلى ما زعمت أنها "منطقة إنسانية" في مواصي خان يونس جنوبي القطاع.

وخلافا لما أعلن، لم يمهل الجيش المواطنين فترة كافية للنزوح، فسرعان ما أغلق الشوارع الواصلة بين محافظة شمال غزة ومدينة غزة، عبر تدمير بنايات سكنية وإغلاق الطرق بركامها.

كذلك استهدف النازحين في تلك الطرق بنيران وقذائف فقتل العديد منهم، وبذلك استكمل تطويق منطقة الشمال كاملة، وفي قلبها جباليا، ومنع الدخول والخروج منها منذ اليوم التالي لبدء هذه الإبادة.

تزامنا مع ذلك، باشرت قوات الاحتلال بتفجير عشرات المنازل والبنايات في جباليا ومحيطها عن طريق "روبوتات" مفخخة وبراميل متفجرة، ما دمر أحياء سكنية كاملة وقتل وجرح العديد من المواطنين.

وأعاق جيش الاحتلال العمل الإغاثي للطواقم الطبية والدفاع المدني في انتشال الجرحى وجثامين القتلى، عبر الاستهداف المباشر لهم عند الاقتراب من الأماكن المستهدفة.

واتبع أسلوبا جديدا بمحاصرة مراكز إيواء النازحين والمدارس بجباليا ومخيمها وبيت لاهيا وبيت حانون، وإجبار مَن فيها على النزوح، وحرقها وتدميرها وفصل النساء عن الرجال واعتقال العديد منهم والتنكيل بهم. وفق تقرير للأناضول.

لم يكتفِ جيش الاحتلال بذلك، بل لاحق مَن أصرّ من السكان على البقاء في منازلهم، وشنّ غارات دموية على مربعات سكنية مأهولة في مختلف المناطق، ما قتل وجرح العشرات.

وقام أيضا بإخلاء مربعات سكنية عديدة بشكل منظم عبر حصارها والمناداة على السكان بالخروج من منازلهم وتوجيههم بالقوة إلى مسارات محددة للنزوح جنوبا.

وحاصر المستشفيات الثلاثة العاملة في شمال غزة وهي كمال عدوان والإندونيسي والعودة، وأخرجها عن الخدمة بشكل كامل.

كذلك استهدف مركبات الإسعاف والدفاع المدني، التي باتت عاجزة تماما عن تقديم الخدمة، واعتقل عددا من كوادرها، واقتحم لاحقا مستشفى كمال عدوان ونكّل بالطاقم الطبي والمرضى بداخله.

يأتي ذلك كله في ظل تجويع متعمد حتى قبل بدء الاجتياح بأسبوعين، إذ أوقف الاحتلال دخول شاحنات المساعدات والمواد الغذائية لمحافظة شمال غزة بشكل كامل، ومنع إدخال الوقود والمعدات الطبية للمستشفيات.

والفلسطينيون المتبقون في منازلهم أو المباني التي نزحوا إليها داخل شمال غزة، وعددهم 100 ألف وفق الدفاع المدني، يعيشون أوضاعا مأساوية.

ويعاني هؤلاء جراء الغارات المكثفة ونيران الآليات والمسيرات، وترقب وصول الجيش إليهم في أي لحظة وتهجيرهم بالقوة، والصعوبة البالغة في الحصول على غذاء أو ماء أو دواء.

كل ما سبق يؤكد أن الاجتياح الراهن لجباليا مختلف تماما عن كل ما سبقه، وأن السلوك العملياتي للجيش الإسرائيلي يتوافق مع ما تم تسريبه حول تنفيذ "خطة الجنرالات".

ويطرح ذلك تساؤلات بشأن القيمة التي يمثلها مخيم جباليا لدى الفلسطينيين في شمال غزة، ولماذا جاء في صلب أهداف جيش الاحتلال لتنفيذ خطة التهجير؟


أهمية جباليا
يقع مخيم جباليا ضمن نطاق بلدة جباليا إلى الشمال من مدينة غزة، وهو بمثابة العمود الفقري لمحافظة شمال غزة، وأكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا من بلداتهم الأصلية إلى القطاع إبان نكبة عام 1948.

ومع أن مساحته لا تتجاوز 1.5 كيلومتر مربع، إلا أنه يضم كتلة سكانية تعد من الأكثر اكتظاظا على مستوى القطاع، ويحيط به عدد من البلدات والتجمعات السكانية أبرزها بيت لاهيا، وبيت حانون.

تاريخيا، شكّل مخيم جباليا جبهة محورية في مسار النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، فمنه انطلقت شرارة الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة" عام 1987.

وامتدت الانتفاضة لاحقا إلى سائر مناطق قطاع غزة، عبر التظاهرات الشعبية والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على دورياته وجنوده ومراكزه.

ومع اندلاع الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى" عام 2000، كان للاجئي المخيم دور لافت في الاشتباك مع قوات الاحتلال، خصوصا في المواقع والثكنات الواقعة قرب الحدود في مناطق شمال وشرق المخيم.

ثم ما لبثت أن تطورت أدوات الاشتباك لتشمل إطلاق النار واقتحام المستوطنات المقامة على أراضي القطاع وحفر أنفاق من تحتها وتفجيرها.

وهو ما توّج بإعلان دولة الاحتلال تفكيك مستوطناتها وانسحابها أحادي الجانب من غزة في أيلول/ سبتمبر 2005.

خلال سنوات الانتفاضة، أدركت إسرائيل القيمة التي تمثلها جباليا في الحالة الثورية الفلسطينية، فكان للمخيم نصيب من الاجتياحات المتكررة للجيش الإسرائيلي.

وأملت إسرائيل عبر الاجتياحات إخماد جذوة الانتفاضة المشتعلة وقتل أكبر عدد من نشطاء الفصائل الفلسطينية الذين اجتذبوا آلاف الشباب إلى الأجنحة العسكرية لتلك الفصائل.


الملجأ في الحروب
خلال الحروب السابقة التي شنتها إسرائيل على غزة في أعوام 2008-2009، 2012، 2014، و2021، استقبل مخيم جباليا النازحين من سكان البلدات الحدودية المحيطة.

فقد لجأ إليه فلسطينيون من بيت لاهيا وبيت حانون وعزبة عبد ربه وحيّي الكرامة والتوام وغيرها، باعتباره المنطقة الدافئة البعيدة نسبيا عن مسرح العمليات البرية لجيش الاحتلال.

ومع بدء حرب الإبادة الإسرائيلية الحالية، وخلال الأيام الأولى التي شهدت اشتداد القصف الإسرائيلي جوا وبرا وبحرا، تعزز دور المخيم وسكانه في احتضان النازحين وإيوائهم، وإمدادهم بمستلزمات الإغاثة.

وشكّل مخيم جباليا عمقا جغرافيا لسائر سكان محافظة شمال غزة في تعزيز صمودهم وتحدي المخططات الإسرائيلية في التهجير.

وأفادت تقديرات السلطات المحلية ببقاء نحو 700 ألف فلسطيني بمحافظتي غزة وشمال القطاع، ورفضهم إنذارات الإخلاء، ما شكل عائقا كبيرا أمام مخططه لتهجير مواطني "شمال وادي غزة".
واليوم، تقف جباليا ومخيمها أمام مفترق طرق صعب في مسار حرب الإبادة التي دخلت عامها الثاني، ويواجه سكانها أصعب مراحل الحرب.

إذ أعلن جيش الاحتلال أنه بعد 23 يوما من الاجتياح المتواصل لجباليا، تم "تهجير نحو 50 ألف من السكان، واعتقال حوالي 600 مسلح، فيما تواصل قوات اللواءين جيفعاتي ومدرعات 401 العمل في المنطقة".

ويقدّر مراقبون ومختصون إسرائيليون وعرب أن المعركة في جباليا تمثل أهمية كبيرة على صعيد احتمال تهجير مواطني قطاع غزة بأكمله من عدمه.

ففي حال نجحت خطة التهجير بالإبادة في مخيم جباليا، كما تريدها دولة الاحتلال، فسيتيح ذلك تطبيقها على سائر مناطق الشمال ومدينة غزة لاحقا.

مقالات مشابهة

  • وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/80 إلى أرض المهمة
  • المرصد الأورومتوسطي: ما يحدث في شمال غزة إبادة جماعية لا مثيل لها
  • وزير الخارجية البريطاني يطالب إسرائيل بضمان قدرة "الأونروا" على مواصلة عملها
  • مصر: اعتداءات ميليشيا الدعم السريع على المدنيين في شرق ولاية الجزيرة انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني
  • لماذا تركز قوات الاحتلال جرائم الإبادة في مخيم جباليا ومحيطه؟
  • الأورومتوسطي: أميركا وألمانيا شريكتان في جريمة الإبادة الجماعية بشمال غزة
  • أستاذ قانون دولي: مطالب مصر بهدنة في غزة تتوافق مع القانون الإنساني والمجتمع الدولي مطالب بدعمها
  • "الأورومتوسطي" يدين حظر الأونروا ويعتبره اعتداء مباشر على القانون الدولي
  • الأورومتوسطي: اميركا والمانيا شركاء في جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين
  • مرصد حقوقي: ألمانيا وأمريكا شركاء بالإبادة الجماعية شمال غزة