عربي21:
2025-03-18@13:08:44 GMT

هل يمكن استعادة توازن القوى في المنطقة؟

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان الخلل الكبير في توازنات القوى في المنطقة، ليس على الصعيد العسكري وحسب، بل والصعيد السياسي، إذ تبين حجم الرصيد الصفري للتأثير العربي في إمكانية وقف جنون العصابة الصهيونية المتطرفة، التي أشعلت حرب إبادة كاملة الأوصاف ستكون لتداعياتها آثار ملموسة على كامل المنطقة في الأزمنة القادمة.



لم تستطع الأطر التي تنضوي تحتها دول المنطقة (الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي) وما يسمى بالدول الفاعلة والمحورية في المنطقة سوى التنديد الخجول بممارسات العصابة الصهيونية، والملفت أن جميع هذه الدول أبدت قلقا ومخاوف على أمنها واستقرارها من الجنون الإسرائيلي، مثل تركيا وإيران، وهي أطراف طالما عملت على ترويج نفسها كقوى موازية قادرة على ترجيح الكفة لمصلحتهم في حرب إسرائيل. فهذه إيران، التي حطمت نصف المشرق العربي، تنتظر الضربة الإسرائيلية القادمة بمزيج من الرعب والقلق، فيما تركيا، التي طرحت نفسها قوة إقليمية جبارة، ترتعد فرائصها خوفا على مصير بشار الأسد الذي بات يعني القضاء عليه خراب المعبد كله حسب التصوير التركي.

سياقات الأحداث وطبيعة الاستجابة للتحديات التي فرضها، الجنون الإسرائيلي، تثبت أن هذه الأطراف تعرف تماما حجم التحدي الذي تفرضه إسرائيل عليها، وتعرف في المقابل وزن قوتها وفعاليتها من منظور واقعي خال من الأوهام والدعايات، حيث لا ينفع في هذا المقام لا استعراض القوى ولا التبجح بامتلاكها ما دامت الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات
ودع عنك الأنظمة والحكومات العربية التي صورت لشعوبها أنها تعرضت لمؤامرات دولية استطاعت كسرها وهزيمتها وباتت قوى فوق إقليمية يُحسب لها ألف حساب في سوق القوى الدولية، فقد اكتفت هذه الدول بالترقب والانتظار والسعي لالتقاط تطمينات غربية تؤكد بأنها خارج رادار الاستهداف الإسرائيلي، دون الحصول بالطبع على ضمانات موثوقة، ما دام نتنياهو قد أصبح خارج قدرة حتى الولايات المتحدة الأمريكية على السيطرة، ولا أحد يعرف ماذا يخبئ من مفاجآت لمستقبل المنطقة.

والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذا المناخ المتأزم: هل فعلا أن دول المنطقة منفردة لا تملك ما يوازي القوة الإسرائيلية ويجعل عصابة الصهاينة تعيد حساباتها، أم أن لهذه الدول حساباتها الخاصة التي تدفعها إلى التروي في الإقدام على أي خطوة تكشف ما تضمره من أهداف وما تملكه من أرصدة قوة لتحقيق أهدافها؟

الجواب: ربما، لكن سياقات الأحداث وطبيعة الاستجابة للتحديات التي فرضها، الجنون الإسرائيلي، تثبت أن هذه الأطراف تعرف تماما حجم التحدي الذي تفرضه إسرائيل عليها، وتعرف في المقابل وزن قوتها وفعاليتها من منظور واقعي خال من الأوهام والدعايات، حيث لا ينفع في هذا المقام لا استعراض القوى ولا التبجح بامتلاكها ما دامت الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات.

إذا، ماذا كانت كل تلك المشاريع التي تطلقها قوى الشرق الأوسط، على المستويات الجيوسياسية والاستراتيجية والاقتصادية؟ وماذا وراء ادعاء الجميع إنجاز الانتصارات وهزيمة المؤامرات والأعداء؟ هل كانت مجرد فسحة سمحت بها إسرائيل ومن يقف خلفها؟ هل كانت مجرد أدوار انتهت الحاجة لها لوصولها إلى المدى الذي يصعب تجاوزه؟

المسألة لم تعد مسألة القضاء على حماس والحزب، بل تجاوزتها للتنمر على شعوب ودول المنطقة وتهديد كيانات المنطقة والاستهتار بمشاعر شعوبها، وبطريقة أو أخرى إشراك هؤلاء عنوة في المأساة التي تصنعها إسرائيل في غزة ولبنان، إذ يبدو أن إسرائيل إن لم تجد من يردعها تمضي إلى مخطط تغيير ديموغرافي هائل من شأنه زعزعة الاستقرار في كامل المنطقة
مما لا شك أن إسرائيل التي تدعمها أقوى قوة عسكرية في العالم، سيكون وزنها في معادلات القوة أكبر من أي طرف آخر، ولا سيما أن جميع اللاعبين في المنطقة بدون استثناء، عرب وعجم، هم مستوردون لتكنولوجيا السلاح إما من مصادر غربية أو مصادر شرقية" الصين وروسيا وكوريا الشمالية"، ووفق ذلك يصعب أن يكون لديهم منظومات أسلحة توازي القوة الإسرائيلية راهنا.

وفوق ذلك، ربما لا ترى دول المنطقة أن هذه حربها، فهي لم تُستشر ولم تكن طرفا له وزن في حسابات حماس وحزب الله، كما أن هؤلاء خصوم أغلب الفاعلين في المنطقة، فلماذا تنخرط في الحروب لأجلهم ولإنقاذهم طالما هم من اختاروا ذلك؟ بالطبع هذا التبرير لا ينطبق على إيران التي يعتبرها البعض المحرك الأساسي للصراع الحالي.

لكن ذلك كله لا يخفي حقيقة اختلال موازين القوى لصالح إسرائيل، فالمسألة لم تعد مسألة القضاء على حماس والحزب، بل تجاوزتها للتنمر على شعوب ودول المنطقة وتهديد كيانات المنطقة والاستهتار بمشاعر شعوبها، وبطريقة أو أخرى إشراك هؤلاء عنوة في المأساة التي تصنعها إسرائيل في غزة ولبنان، إذ يبدو أن إسرائيل إن لم تجد من يردعها تمضي إلى مخطط تغيير ديموغرافي هائل من شأنه زعزعة الاستقرار في كامل المنطقة.

ثم بمنطق موازين القوى، لا يجب السماح للاعب إقليمي امتلاك قدرات من شأنها خلخلة التوازنات الإقليمية والتحكم بمجريات الأمور ومساراتها، وإلا فإن الأمن الإقليمي برمته يصبح تحت رحمته ولتحقيق مصالحه الخاصة جدا، وإزاء ذلك، تملك الأطراف المختلفة في الشرق الأوسط خيار اللجوء الى القوة الجمعية في مواجهة هذه الأوضاع، ومن ثم تصبح ملزمة بوضع خلافاتها جانبا وإلغاء مشاريعها الوهمية التي لم تجلب سوى المزيد من الضعف والانحطاط.. فهل من يفعل؟

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية القوة الشرق الأوسط إسرائيل الشرق الأوسط القوة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

السيسي وأمير الكويت يحذران من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذر الرئيس السيسي  وأمير الكويت من استمرار الإعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة، وما سوف يترتب عليها من تداعيات إنسانية وتدهور للوضع وتوسع للصراع الإقليمي وتقويض لفرص السلام والإستقرار في المنطقة.

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالاً هاتفياً بسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت.

الإتصال تناول أيضاً الأوضاع الإقليمية، حيث شهد التأكيد على توافق الرؤى بين مصر والكويت تجاه الأوضاع الراهنة في المنطقة وإدانتهما واستنكارهما لاستئناف اسرائيل أعمالها العدائية على قطاع غزة، مما أسفر حتى الآن عن سقوط مئات الضحايا بين شهداء ومصابين من المدنيين، ومن بينهم أطفال ونساء، وذلك في إنتهاك صارخ للقانون الدولي ولاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، وفي اطار المساعي المبيتة لجعل قطاع غزة غير قابل للحياة لدفع الفلسطينيين من اهالي القطاع للهجرة.
 

مقالات مشابهة

  • السيسي وأمير الكويت يحذران من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على غزة
  • تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
  • مصر تندد بالغارات الإسرائيلية على غزة
  • كيف اتخذت إسرائيل قرار العودة للحرب وإلى أي مدى يمكن أن تصل؟
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • "البنتاجون": هدف الضربات على الحوثيين استعادة حرية الملاحة وترسيخ الردع الأمريكي
  • هيئة حقوقية تطالب بفتح بحث قضائي في مالية جامعة ألعاب القوى التي دمرها أحيزون
  • النائبة العامة الإسرائيلية تؤكد لنتنياهو أنه لا يمكن إقالة رئيس الشاباك قبل تحقيق قانوني للقرار
  • أمير الشرقية يدشن حملة “جسر الأمل” التي أطلقتها لجنة “تراحم”
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ”