مبادرة الحركة القومية بشأن أوجلان.. كيف ستنعكس على كردستان العراق؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
حظيت مبادرة رئيس حزب الحركة القومية التركي، دولت باهتشلي، بشأن إطلاق سراح زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، بتأييد أحزاب وتيارات سياسية في إقليم كردستان العراق، باعتبارها خطوة جيدة لحل القضية الكردية في تركيا.
وكان باهتشلي، تقدم الثلاثاء، بمبادرة أعلن فيها الاستعداد للإفراج عن أوجلان، المسجون انفراديا في سجن آمرلي منذ عام 1999، شريطة أن يقوم الأخير بحل حزبه.
وقال المتحدث باسم كتلة الجيل الجديد في مجلس النواب العراقي ريبوار عبدالرحمن، لموقع الحرة إن تأثير هذه المبادرة، لو قدر لها النجاح سيكون كبيرا على واقع إقليم كردستان، خاصة من الناحية الأمنية، حيث ستتوقف العمليات العسكرية التي تشهدها المناطق الحدودية المتاخمة لتركيا منذ عدة قرون، وتستقر المنطقة.
بدوره عدّ عضو حزب الاتحاد الإسلامي أبو بكر هلادني إطلاق سراح أوجلان بمثابة "مفتاح للاستقرار هذه المنطقة"، مؤكدا التزام أنصار حزب العمال الكردستاني بما يقوله زعيمهم، سواء الموجودين منهم في داخل تركيا أو المتحصنين في جبل قنديل بإقليم كردستان.
ويرى أن هذه المبادرة "ستبعد شبح الحرب عن المنطقة" التي تئن منذ سنوات تحت قصف الطائرات والمدافع التركية، وتقلل من التدخل التركي في شؤون إقليم كردستان الداخلية، معتقدا أن هذه المبادرة أطلقتها تركيا لتؤمّن نفسها في ظل الحروب والتوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
ووصف القيادي في الحزب الشيوعي الكردستاني، ريبر إسماعيل، هذه المبادرة بـ"الإيجابية"، مشيرا إلى أنه كان ينبغي على تركيا أن تخطو هذه الخطوة في سنوات، وتحاول حل القضية الكردية بالطرق الدبلوماسية والسياسية، الأمر الذي كان سيجنبها إراقة الكثير من الدماء من الجانبين.
ودعا، إسماعيل، الحكومة العراقية وإيران وتركيا، إلى التخلص من أساليب العنف في التعامل مع المكونات التي تعيش في بلدانها، وتسلك طرقا دبلوماسية في حل قضاياها، ضمن أطر دستورية تتوافق مع بنود حقوق الإنسان العالمية.
في حين أعرب رئيس حزب سربستي كردستان، عارف باواجاني، في حديثه لموقع الحرة، أن تكون المبادرة جدية وتهدف فعلا لحل هذه القضية، وليست لعبة سياسية تقوم بها بعض الجهات السياسية، لتحقيق مكاسب مادية وسياسية آنية، على حساب الشعب الكردي".
وأوضح باواجاني أن حزب العمال الكردستاني، المدرج على لائحة الإرهاب التركية، "لن يتخلى عن سلاحه بسهولة، بل ستحتاج القضية إلى وجود ضمانات وآليات دبلوماسية، وربما مراقبين دوليين للإشراف على سير هذه العملية، تضمن توجه المبادرة بالاتجاه الصحيح".
ويرى باوجاني أن "حل هذه القضية سيلقي بظلاله على إقليم كردستان، من ناحية استباب الأمن والسلام والاستقرار، وتحسين العلاقات بين الأحزاب الكردية، وبالأخص حزب العمال الكردستاني مع بقية الأحزاب الكردية".
ويعتقد رئيس حزب التنمية التركماني، محمد سعدالدين، أن أية خطوة تقوم بها تركيا في طريق ترسيخ الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان والقوانين الدولية، فإنها ستقوي موقف المكونات الموجودة في العراق بشكل عام، وتجعل السلطات العراقية تتعامل مع ملف الأقليات بطرق إنسانية، وفق القوانين الدولية.
ويلفت سعدالدين إلى أن "نجاح هذه المبادرة سيعزز المبادئ الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، ويجعل الأحزاب السياسية في إقليم كردستان تتقبل بعضها وتتعامل مع غيرها بمنظور ديمقراطي، من دون تهميش لحقوقهم مهما كان حجمهم داخل المجتمع.
اقتصاديا قد تؤدي هذه المبادرة إلى "تقوية الجانب التجاري والاستثماري والاقتصادي في إقليم كردستان"، بحسب قول الخبير الاقتصادي، كاوة عبدالعزير، من جامعة دهوك، الذي أوضح، لموقع الحرة، أن حجم التبادل التجاري بين إقليم كردستان وتركيا قد تجاوز 20 مليار دولار سنويا، معتقدا أن هذا الرقم سيرتفع في حال نجاح هذه المبادرة.
وقال، عبدالعزيز، إن نجاح هذه المبادرة، ستسهل فتح منافذ تجارية جديدة بين الجانبين، وتنشط الحركة في المعابر التي فتحت مؤخرا بين الإقليم وتركيا، وهذا الأمر الذي سيزيد من حجم الحركة التجارية في المنطقة.
وذكر أن حجم الحركة التجارية والاستثمارية التركية في إقليم كردستان قد ازداد، حيث تعمل أكثر من (3000) شركة تركية في الإقليم، ويبلغ حجم الاستثمارات العائدة لتركيا في الإقليم الى نحو 10 مليار دولار، مؤكدا أن هذه الأرقام ستشهد تزايدا إذا ما رأت هذه المبادرة النور.
مواطنون أبدوا تفاؤلهم بهذه المبادرة، لا سيما الذين نزحوا من القرى الحدودية خلال السنوات الأخيرة، هربا من القصف المستمر الذي تقوم به تركيا.
يقول فرهاد نيروي، (36 سنة) من ناحية ديرالوك بمحافظة دهوك، لموقع الحرة، إنه يتمنى "أن تنجح هذه المبادرة، لكي نعود إلى قرانا ونزرع بساتيننا وحقولنا التي حرمنا منها منذ سنوات"، مضيفا أن القصف التركي المستمر بالقرب من قريتهم يمنعهم الاقتراب وجني محاصيلهم.
وأشار الناشط المدني، شيرزاد بيرموسا، إن 300 قرية حدودية تم تهجيرها في محافظة دهوك، وأدى القصف إلى" نزوح عشرات الآلاف من العائلات التي كانت تسكن في تلك المناطق" وسكنت المدن والمجمعات السكنية القريبة، على أمل العودة الى قراها في أحد الأيام.
وبحسب قول، بيرموسا، فإن العمليات العسكرية البرية التي تشنها تركيا بين الفينة والأخرى على مواقع حزب العمال الكردستاني "خلفت أضرارا جسيمة بتلك القرى، وأحرقت آلاف الدونمات من البساتين والغابات".
وبين المختص في حل النزاعات والسلام، شيخموس أحمد، أن هذه المبادرة قد تشكل "بداية النهاية في استخدام العنف لمعالجة القضية الكردية في تركيا"، مؤكدا أنها تحتاج إلى اتخاذ العديد من الإجراءات العملية، حتى تلامس أرض الواقع، مضيف أنه إذا كانت حقيقية، فإنها ستخلص المنطقة من" شبح البطالة والفقر" الذي لازم تلك المناطق طوال السنوات الأخيرة.
وجاءت المبادرة بعد هجوم شنه مسلحون على شركة (توساش) للصناعة الجوية والفضائية التركية، أدت إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين.
وتقول، تركيا، إن منفذي تلك العملية ينتمون لحزب العمال الكردستاني، ما دفع أنقرة لتنفيذ سلسلة هجمات على مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی فی إقلیم کردستان هذه المبادرة لموقع الحرة أن هذه
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمي لحقوق الطفل.. مصر تنجح في خفض ختان البنات إلى 12%
نجحت جهود الدولة المصرية في خفض نسبة ختان البنات في إجمالي الجمهورية بالفئة العمرية (0 - 17) سنة من 18% عام 2014 إلى 12% عام 2021.
وعرض الجهـاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أهم المؤشرات الإحصائية، وذلك بمناسبة احتفال العالم اليوم 20 نوفمبر باليوم العالمي لحقوق الطفل كل عام، والذي يوافق إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل عام 1959، ونظرًا لأهمية مرحلة الطفولة حيث إنها فترة تشكيل الطباع واكتساب العادات والقيم الأساسية في تكوين شخصية الإنسان.
وذكر المركز أن جهود الدولة لحماية ورعاية حقوق الطفل اهتمت بالأطفال بشكل كبير، حيث يعتبر الطفل هو اللبنة الأساسية لبناء الأجيال المستقبلية، ويتجلى هذا الدور من خلال القيام بالعديد من المبادرات والتي منها بتوجيهات من رئيس الجمهورية أطلقت مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" في سبتمبر 2024.
وتُركز هذه المبادرة على بناء القدرات وتنمية المهارات لجميع الفئات العمرية، مع اهتمام خاص بالأطفال من الولادة وحتى 6 سنوات.
وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين الرعاية الصحية المبكرة وتقليل وفيات حديثي الولادة، بالإضافة إلى تشجيع الإبداع وتعزيز المهارات لدى الأطفال الأكبر سنًا حتى 18 عامًا.
ضمن مبادرة "بداية"، يتم التعاون مع جهات حكومية ومنظمات المجتمع المدني لتوفير خدمات متكاملة للأطفال، مثل تحسين الصحة والتعليم والتوعية الثقافية.
تسعى المبادرة إلى ترسيخ الهوية المصرية لدى الأطفال والشباب وتعزيز القيم الإيجابية والمشاركة الفعّالة في المجتمع.
وتابع المركز أن المجلس القومي للطفولة والأمومة أطلق "الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة" وخطتها التنفيذية (2024 – 2029)، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، والتي تم إعدادها بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وبالتعاون والتنسيق بين جميع الجهات المعنية من الوزارات والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والخبراء في هذا المجال.
وبين أن وزارة الاتصالات أطلقت مبادرة "براعم مصر الرقمية" في أغسطس 2024، وتهدف إلى تعزيز مهارات التكنولوجيا والمعلومات لدى الأطفال من عمر 9 إلى 11 سنة في المدارس الحكومية والخاصة والأزهرية.
يُقدَّم البرنامج للطلاب تدريبات تقنية متخصصة لتحضيرهم لمتطلبات العصر الرقمي وتعزيز الابتكار في مجال التكنولوجيا.
بينما أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة حملة هاشتاج أمان (#أمان) "حقنا إنترنت صديق لنا" للتوعية بكيفية حماية الأطفال من مخاطر استخدام الإنترنت وكيفية تدريب الأسر لأبنائهم على الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي.
كما أطلق المجلس مبادرة لتمكين الطفل المصري تحت شعار "بكرة بينا" بمحافظة مطروح، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى خلق مسار جديد للمواطن المصري نحو التنمية الذاتية والثقافية والأخلاقية لبناء إنسان صحيح.
وأوضح أنه تم تنفيذ جميع الأنشطة من خلال المعسكر وهي عن القيم والسلوكيات ومهارات حياتية والمشاركة والتعاون والقدوة، وأنشطة رياضية لدعم حقوق الطفل كما قاموا بتنظيم ورشة عمل تفاعلية لمدرسي الأنشطة اللاصفية والأخصائيين الاجتماعيين بالمحافظة بهدف تنمية مهاراتهم وقدراتهم في التوعية بحقوق الطفل ونشر الوعي بالمبادرة الوطنية لتمكين الطفل المصري.