وزير المهجرين اللبناني: هناك فرصة لوقف الحرب.. وسيتم انتخاب الرئيس قريبا (فيديو)
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
قال وزير المهجرين اللبناني، عصام شرف الدين، إن "هناك فرصة اليوم لوقف الحرب، ولبنان يمد يده للتفاوض، ولكن على قاعدة التعاطي الإنساني والوطني، وإعطاء الحقوق، وليس على قاعدة الهيمنة والسيطرة، أو فرض إملاءات فوقية نحن نرفضها جملة وتفصيلا".
وأشار شرف الدين، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إلى أن "هناك موجة نزوح كبيرة جدا تعادل ثلث عدد الشعب اللبناني؛ فقد تجاوز عدد النازحين المليون ونصف المليون نسمة حتى الآن".
وأوضح أنهم "بصدد إصدار قرار حكومي لإعداد وتجهيز مخيمات نزوح من بيوت بلاستيكية جاهزة لنقل النازحين بدلا من لجوء البعض إلى المدارس كمراكز إيواء بغية تأمين العام الدراسي".
ودعا الأمم المتحدة إلى "ممارسة الضغط الدبلوماسي، والمساعدة المعنوية لتقديم شكوى لمجلس الأمن، وإقامة دعوى على إسرائيل من أجل دفع التعويضات، وإحالة المسؤولين الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية؛ فما يحدث هو إبادة جماعية وجريمة بحق بالإنسانية"، موضحا أن "مجلس الأمن هو المسؤول عن إقامة دعوى ضد إسرائيل من أجل دفع التعويضات جراء الأضرار بموجب شكوى من لبنان".
ورفض ربط موضوع انتخاب رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار، متوقعا "انتخاب الرئيس قريبا جدا، وربما قبل نهاية الجاري؛ فهناك استعداد للحضور من قِبل كتل كبيرة من النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، وهذا واجب مقدس".
وأردف: "لدينا شخصيات كثيرة في لبنان يمكن أن تتبوأ هذا المركز الهام (منصب الرئاسة)، ويكون لها دور فاعل في الوحدة الوطنية؛ فنحن بدون رئيس جمهورية منذ عامين وهذا غير مقبول، وهناك مراسيم وقرارات دولية والعديد من الأمور الهامة التي تتطلب انتخاب رئيس للجمهورية".
وإلى نص المقابلة المصورة مع "عربي21":
كيف ترى الأزمة الإنسانية التي تسبّب بها النزوح الواسع للبنانيين من مناطق الجنوب؟
بعد الهجوم الهمجي من قِبل العدو الإسرائيلي على قرى الشريط الحدودي، والضاحية الجنوبية، والبقاع الشمالي في لبنان، وكافة القرى اللبنانية، تجاوز عدد النازحين المليون ونصف المليون نسمة، وذلك بعد موجات الاستهداف خلال الأيام الماضية على الضاحية الجنوبية، ومنطقة الأوزاعي، ومراكز القرض الحسن.
هناك موجة نزوح كبيرة جدا تعادل ثلث عدد الشعب اللبناني، وقد نزح من بيوته، وقراه، وأملاكه، بسبب أفعال وممارسات العدو الهمجي الذي يقتل المدنيين الأبرياء ويعتدي بوقاحة على سيادة لبنان.
ما هي إجراءات السلطات اللبنانية في مواجهة أزمة النازحين من الجنوب؟
هناك لجنة طوارئ، وتضم هيئة إغاثة، وهناك أكثر من 8 وزارات معنية، وهي تعمل على تأمين مراكز الإيواء على كافة الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى استقبال أهالي المناطق التي تعتبر آمنة نسبيا للنازحين في بيوتهم، وهنا تتجلى الوحدة الوطنية بأبهى منظر يفتخر به اللبنانيون.
وبعد تأمين الإيواء تكون لنا اجتماعات دائمة لتأمين المياه، وتأمين الكهرباء، وقريبا جدا تأمين التدفئة، لأن شتاء لبنان بارد جدا، وبالطبع تأمين الغذاء بوجبة ساخنة مرة يوميا على الأقل، وتلبية متطلبات النازحين من العلاج وغيره.
ونوجّه الشكر للدول الصديقة التي تقدم مساعدات للبنان، وللجنة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة التي تساعدنا.
برأيكم، هل هناك حاجة ماسة لإعداد مخيمات نزوح أو ما شابه؟
أغلب النازحين يقيمون في مراكز إيواء بالمدارس الرسمية التي تشمل أكثر من ألف مدرسة، لكن مع ضرورة بدء العام الدراسي لا بد من إيجاد حل آخر، مثل تجهيز المخيمات من بيوت بلاستيكية جاهزة لنقل النازحين بغية تأمين العام الدراسي، لذا نحن بحاجة لمشروع المخيمات.
متى يمكن أن يبدأ تطبيق هذا المشروع؟
سيؤخذ فيه قرار من لجنة الطوارئ، وبالتنسيق مع الهيئات الأممية ومنظمات الشؤون الإنسانية، وسيصدر به قرار حكومي نحن بصدد إصداره.
لكن هذا القرار سيأخذ بعض الوقت لأنه قرار سياسي، لبحث المنطقة التي ستُخصص لهذا المشروع، وتحديد الأماكن الآمنة، وسنبلغكم بالتفاصيل في حينه.
إلى أي مدى تكفي احتياطات الغذاء والطاقة لبنان في حال نشوب حرب واسعة مع إسرائيل؟
نحن نوجّه الشكر في موضوع الغذاء للدول الصديقة والعربية التي أرسلت لنا موادا أولية أساسية مثل الأرز، والقمح، ووزير الاقتصاد أعلن عن مخزون يكفي لأربعة أشهر من المواد الغذائية الأساسية.
كيف يتم تنسيق الجهود بين مختلف الوزارات والجهات المعنية للتعامل مع قضايا النزوح خاصة في ظل غياب بعض الوزراء عن اجتماعات الحكومة؟
الوزراء المقاطعون لاجتماعات الحكومة يشاركون في لجنة الطوارئ، كل بحسب اختصاصه، أما الوزراء الباقين مثل وزارة الصحة فنحن نوجّه لهم تحية خاصة لما تقوم به من واجبات كاملة.
قبل أيام، كان هناك تهديدا باستهداف مستشفيات بعينها في لبنان، وهي رسالة للسيد نبيه بري، لأن مستشفى الساحل هي لنائب من كتلته؛ فكانت رسالة تحذيرية وضغط لرفع سقف المفاوضات، وتهديد مُبطن، كما قُصفت مداخل مستشفى الحريري.
هل ستتمكن السلطات اللبنانية من احتواء تداعيات عملية النزوح التي تعد الأكبر من نوعها من جنوب لبنان؟
المهمة ليست سهلة بطبيعة الحال، ولكن الشعب اللبناني شعب حيوي، ونحن نعتبرها فترة مؤقتة، وإن شاء الله يعود أبناء الجنوب، وكل النازحين إلى بيوتهم مرفوعي الرأس.
وهنا يأتي دور الجامعة العربية، فينبغي على الأقل أن تساعدنا في إعادة الإعمار، وتقديم المساعدات.
ثم يأتي دور الأمم المتحدة من خلال الضغط الدبلوماسي، والمساعدة المعنوية لتقديم شكوى لمجلس الأمن، وإقامة دعوى على إسرائيل من أجل دفع التعويضات، ومن أجل الإدانة، وإحالة المسؤولين الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية؛ فما يحدث هو إبادة جماعية وجريمة بحق بالإنسانية، وقد رأى الجميع قتل الأطفال، وتدمير المنازل والأبنية على رؤوس قاطنيها بذرائع واهية.
وهل لبنان سيقيم دعوى على إسرائيل من أجل دفع التعويضات جراء الأضرار؟
مجلس الأمن الدولي هو المسؤول عن إقامة تلك الدعوى بموجب شكوى من لبنان.
وفق تقديراتكم، كم سيتكلف إعادة إعمار لبنان مُجددا؟
الشأن المالي الخاص بإعادة الإعمار ليس كبيرا، لكن الموضوع الأهم متعلق بالاقتصاد المُدمّر، وبالمؤسسات والمزارع والبساتين والقطاعات المنتجة التي دمّرها الاحتلال كالمصانع ومراكز التعليم، وغيرها من المؤسسات التي تنهض بالاقتصاد، وحتى الأراضي الزراعية التي حرقها العدو بالقنابل الفسفورية، وتُقدّر مساحتها بآلاف الهكتارات، وغيرها من الأمور التي تعيق عودة البناء.
أما عن إعادة الأبنية فقد رأينا بعد حرب عام 2006 كيف رجعت الضاحية أجمل وأرقى مما كانت عليه، وهو أمر نعمل عليه مع الجامعة العربية، ودول الخليج التي لا تقصر معنا.
ما هو دور المجتمع الدولي في دعم لبنان في مواجهة أزمة النزوح؟
مع الأسف هناك وصاية غربية، وهذه الوصاية يهمها أمن إسرائيل أكثر بكثير من سلامة لبنان؛ فمن يتحدث عن القرار 1701 كان الأولى به أن يحث إسرائيل على تطبيقه، فأول شروط هذا القرار الذي لم تلتزم به إسرائيل عام 2006 هو خروج كل الجيوش الأجنبية والمحتلة، ولو التزموا به ما كان هناك أي مبرر لحزب الله أن يتسلح ويقاوم لتحرير أرضه.
الاحتلال لا زال يسيطر على مزارع شبعا، وتلال كفر شوبا، وقرية الغجر، والقرى السبع اللبنانية التي رُسمت حدودها وقت تقسيم فلسطين وبداية الاحتلال الإسرائيلي؛ فلو انسحبت إسرائيل من تلك الأماكن لم يكن هناك مبررا لوجود أي سلاح لأي فريق، لكن إسرائيل لا تلتزم بقرار وقف الحرب، ولا تلتزم بقرار 1701، وحتى قرار 1559 ينص البند الأول فيه على انسحاب كل الجيوش الأجنبية من لبنان.
ما موقفكم من وثيقة المبادئ التي قدّمتها إسرائيل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان؟
إذا تراجع حزب الله إلى الوزاني، ثم إلى الليطاني، لا تعرف ماذا سيطلب الاحتلال بعد ذلك؟، وبحسب تصريح المسؤولين الإسرائيليين بأن "حدودنا نهر الليطاني"، أي الاستيلاء على المياه اللبنانية، حتى بدأ الحديث عن النهر الأول، بمعنى مسافة أبعد.
هذه ألاعيب خبيثة ومحاولة للضغوط مثل موضوع تقسيم الحدود البحرية لمصلحتهم؛ فحدودنا التي زعموا إنها عند خط 23 لكن كان من المفترض أن تكون عن خط 29، وكذلك عندما أوهمونا أننا نستفيد من الغاز لفترة وجيزة، فسُلّم ملف الغاز لشركات أجنبية تخضع لإملاءات أمريكية إسرائيلية، وخرجنا بدون إنتاج غاز، وحتى لو ظهر الغاز عندنا فلن يدعوا الشركة تستمر بالعمل؛ فهذه كلها أمور تدخل في نطاق الخداع، وليس الدبلوماسية.
هل تتوقع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان لفترة طويلة؟
بعد كل حرب طويلة بين طرفين لا يصلون بها لنتيجة يعودون لطاولة المفاوضات. إسرائيل تتبع أسلوب الدمار لأنها فشلت في الجنوب اللبناني في تحقيق أي انتصار لتساوم على أساسه، وبالتالي لكي ترفع مستوى التفاوض تتعمد الضغط من خلال التدمير، وقتل الأبرياء، وهذا أسلوب همجي بربري.
في المقابل، رأينا الرد من قِبل المقاومة، وكيف كان الرد مدروسا ورزينا، والمستهدف فيه فقط العسكريين، والثكنات العسكرية، ومراكز التدريب؛ فهناك فرق في التعامل، وهناك التزام بقواعد الاشتباك من قِبل المقاومة، وهناك حرب تدمير وإبادة وجرائم ضد الإنسانية يمارسها الإسرائيليون، ويتوهمون أن بإمكانهم كسر الإرادة اللبنانية؛ فهذا لم ولن يحدث على الإطلاق.
اليوم هناك فرصة لوقف الحرب، ولبنان يمد يده للتفاوض، من قِبل المقاومة، ومن قِبل الحكومة، ولكن على قاعدة التعاطي الإنساني، والتعاطي الوطني، وإعطاء الحقوق، ووقف الحرب، وليس على قاعدة الهيمنة والسيطرة، وفرض "إملاءات فوقية" نحن نرفضها جملةً وتفصيلا.
ما نتائج التحركات الأخيرة التي يقوم بها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري؟
لقد استقبل مؤخرا المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، كما استقبل الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ونبيه بري لم يُصرّح بتفاصيل تلك اللقاءات، ولكن قال إن النتائج إيجابية إن شاء الله، وقد تناولوا موضوع الرئاسة، وموضوع وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما، والدعم العربي للدولة اللبنانية وللشعب اللبناني، ونأمل خيرا قريبا.
سمير جعجع قال إن "انتخاب رئيس جديد شرط لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل".. ما تعقيبكم على هذه التصريحات؟
موضوع انتخاب رئيس جمهورية موضوع حيوي ومهم؛ لأنه هو رأس الدولة، بالطبع هناك إجراءات لاختيار رئيس الجمهورية، وهناك مراسيم وقرارات دولية والعديد من الأمور الهامة التي تتطلب انتخاب رئيس للجمهورية.
لكن لا أؤيد ربط موضوع انتخاب رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار؛ فهناك استعداد للحضور من قِبل كتل كبيرة من النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، وهذا واجب مقدس.
هل يمكن أن يتم انتخاب الرئيس اللبناني قبل نهاية العام الجاري؟
أتمنى ذلك، وأتوقع أن يحدث قريبا جدا، ولدينا شخصيات كثيرة في لبنان يمكن أن تتبوأ هذا المركز الهام، ويكون لها دور فاعل في الوحدة الوطنية؛ فنحن بدون رئيس جمهورية منذ عامين وهذا غير مقبول.
مَن أبرز الشخصيات التي تراها مناسبة لتولي رئاسة لبنان؟
هذا الموضوع تقرّره الكتل النيابية داخل البرلمان، وأنا على مسافة واحدة من كل الشخصيات المُرشحة؛ فكلها لديها صفات وازنة، وعلاقاتها جيدة شرقا وغربا وهذا أهم شيء نحتاجه اليوم، لا أن يكون هناك رئيس منحازا أو خاضعا لا للغرب ولا للشرق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية مقابلات اللبناني إسرائيل حزب الله لبنان إسرائيل حزب الله الأم المتحدة المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انتخاب رئیس الجمهوریة إطلاق النار على قاعدة فی لبنان یمکن أن من ق بل
إقرأ أيضاً:
هوكشتاين عاد الى واشنطن ولم يعرّج على بيروت.. مصادر دبلوماسية: الحرب لن تتوقف قريباً
تترقب الساحة المحلية ما قد ينتج عن مساعي المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين ،في حين يزور بيروت بعد غد الخميس الموفد القطري ابو فهد جاسم لوضع المسؤولين في صورة الاتصالات والاجتماعات الجارية في الدوحة، كما تردد ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان قد يزور لبنان نهاية الاسبوع، للتشاور في احتمال انتخاب رئيس جمهورية اذا ما سلك الوضع العسكري درب التسوية.
وكتبت" الديار": غرّد المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين الثلاثاء عبر حسابه على «أكس»: «أنا في واشنطن»، وذلك ردّاً على خبر كان قد نُشر عن وجوده في «تلّ أبيب». وقَصد هوكشتاين القول إنّه أصبح في واشنطن، لكي لا يستمرّ الحديث عن إمكانية عودته الى بيروت. والأهم من كلّ ذلك، أنّ زيارته الى «إسرائيل» وعدم مجيئه الى لبنان، يعني أنّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لم يُوافق على المطالب اللبنانية في ما يتعلّق بوقف إطلاق النار، وبالحلّ الديبلوماسي لتطبيق القرار 1701 بعد ذلك.
مصادر سياسية مطّلعة تجد أنّ مغادرة هوكشتاين من «تلّ أبيب» مباشرة الى واشنطن، دون التوقّف في بيروت، يعكس عوامل معقّدة عدّة تتعلّق بالوضع السياسي والأمني في لبنان والمنطقة، ورسالة واضحة للجميع تدلّ على فشل المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار. فنتنياهو لم يُوافق على وقف النار، إنّما يريد التفاوض خلاله، في حين أنّ حزب الله يتحدّث عن أنّ الكلمة الفصل هي للميدان، حيث تخوض عناصره أشرس المعارك البريّة مع جنود العدو، ويؤكد تحقيق النصر فيها، رغم كلّ ما يقوم به «الإسرائيلي» من مجازر وقتل وتدمير للقرى الجنوبية الحدودية.
ويُطالب رئيس مجلس النوّاب الذي يتمسّك بتطبيق القرار 1701، بوقف إطلاق النار أولاً، ليتسنّى للأطراف المعنية بوساطة أميركية الذهاب الى الحلّ الديبلوماسي، الذي من شأنه تثبيت الأمن والإستقرار على الحدود الجنوبية، ويمهّد لعودة أهالي القرى الجنوبية إليها.
ولعلّ أبرز النقاط التي بحثها هوكشتاين في «تلّ أبيب» وحالت دون عودته الى لبنان لأن لا جواب إيجابيا يحمله الى المسؤولين اللبنانيين، هي:
1ـ إعتقاد نتنياهو أنّ الفرصة سانحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لتنفيذ مخططه الذي يقضي بالسيطرة على الشريط الحدودي، من خلال تدمير القرى الجنوبية الحدودية وتحويلها الى أرض محروقة، ومن ثمّ التوغّل البرّي اليها واحتلالها.
2ـ ثمّة إشارات تفيد أنّ نتنياهو قد يكون رفض بعض المطالب اللبنانية، مثل وقف إطلاق النار في الوقت الراهن، كونه لن يقدّم ورقة رابحة للرئيس الأميركي الحالي جو بايدن خلال الأيام الأخيرة من عهده، قد تنتقل الى مرشحة الحزب الديموقراطي كامالا هاريس. في الوقت الذي يُفضّل فيه أن يصل الرئيس السابق دونالد ترامب الى البيت الأبيض.
3ـ تمسّك الدولة اللبنانية بتطبيق القرار 1701 من دون زيادة أو نقصان، بعد وقف إطلاق النار. وهو ما تبلّغه هوكشتاين من الرئيس برّي خلال زيارته الأخيرة الى بيروت.
4ـ وجد هوكشتاين بأنّ الموقف اللبناني كما «الإسرائيلي» يحتاجان الى إعادة تقييم، وفق ما يجري في الميدان. ولهذا أعطى الجانبين المزيد من الوقت لإعادة تبلور موقف كلّ منهما.
في المقابل، يستفيد نتنياهو في الوقت الضائع بمواصلة تدمير القرى الجنوبية، بهدف ضرب القطاع الإقتصادي فيها. وقد قام بتدمير معالم أثرية وتاريخية في كل من صور والنبطية، ومحا معالمها وذاكرتها، بما فيها كورنيش نبيه برّي السياحي في صور، وذلك لعدم رضوخ برّي الى المطالب «الإسرائيلية».
يمكن الإستخلاص بأنّ سفر هوكشتاين الى واشنطن من دون التعريج على بيروت، يعكس مدى التعقيدات السياسية والأمنية الإقليمية، في حين أنّ موقف نتنياهو من المطالب اللبنانية يدلّ على فشل المفاوضات، وعلى استمرار التوتّر في لبنان والمنطقة.
وكتبت" الشرق الاوسط": لم تنسحب أجواء التفاؤل التي بثها بعض الصحف الإسرائيلية على أرض الواقع في لبنان، الذي لا تزال المعطيات فيه جامدة على ما توافق عليه رئيس البرلمان، نبيه بري، والمبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، آموس هوكستين، من «خريطة طريق» لم تسلك طريقها إلى التنفيذ بعد.
وأتت تغريدة هوكستين، التي رد فيها على تقارير صحافية إسرائيلية عن تقدم الاتصالات التي يقوم بها في تل أبيب للوصول إلى وقف لإطلاق النار، لتدحض هذه المعلومات، بعبارة مقتضبة قال فيها: «أنا في واشنطن». ومن بيروت، أكملت مصادر قريبة من بري رسم «خريطة الواقعية» بتأكيدها لـ«الشرق الأوسط » أن لا شيء جديداً في هذا الملف.
وقالت المصادر إن بري «أنجز مع هوكستين خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان تفاهماً كاملاً أساسه تنفيذ القرار الدولي (1701) ووقف النار»، مشيرة إلى أن المبعوث الأميركي كان يفترض به أن يزور تل أبيب نهاية الأسبوع الماضي أو مطلع هذا الأسبوع، «لكن هذا لم يحدث».
وإذ أشارت إلى أن «لبنان لا يزال على موقفه»، في إشارة إلى ما تردد عن موافقة على فصل ملفَي غزة ولبنان، أكدت المصادر أن بري «لم يبلَّغ بأي شيء من الجهة المقابلة».
ولفتت مصادر ديبلوماسية وسياسية مطلعة ل «الجمهورية »، إلى انّ أخبار هوكشتاين تفتقر إلى كثير من الجدّية. فهو ومنذ زيارته الاخيرة لبيروت لم تشر المعلومات الى اي حراك له سوى لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ومنها انتقل الى باريس، وقيل إنّه التقى بأعضاء من الخلية الفرنسية المكلّفة متابعة الوضع في لبنان ومن بعدها انقطعت أخباره. وجزمت هذه المصادر بأنّ الأخبار عن جهوده تفتقر إلى الدقة، ولربما كانت من نسج الخيال ويُستثنى منها ما تسرّب من لقائه مع بري، حيث قيل إنّه وعده بأنّه سيعود إليه بجواب اسرائيلي على اقتراحاته الجديدة في مهلة انتهت اول امس، ولم تتوافر أي معلومات في هذا الإتجاه.
مصادر دبلوماسية كشفت لـ«اللواء» ان العدوان على لبنان لن يتوقف في القريب العاجل، وان حل هذا الملف مرتبط ارتباطا وثيقا بتسوية الملف الفلسطيني من زاوية حل الدولتين، هذا أولا، وثانيا حل «الشيعية السياسية» أو لنقل إعادة النظر بدورها في التركيبة اللبنانية... وعلى هذا التقدير فاننا أمام مفاوضات تحت الطاولة لتسوية شاملة في الشرق الأوسط تبدأ في فلسطين ولا تنتهي في لبنان.
واعتبرت المصادر ان التعويل على نتائج الانتخابات الأميركية هو رهان على سراب، لاننا أمام مخطط لتغيير وجه المنطقة تقوده أميركا بصقورها وحمائمها للتخلص مما تسميه الهيمنة الإيرانية على امتداد المنطقة.
من هنا، فان الرهان على قبول لبنان بالقرارات الدولية وفي مقدمهم ١٧٠١ سيشكّل مدخلا للحل وللتسوية هو مضيعة للوقت، فالمسألة اليوم باتت أكبر من مجرد تنفيذ هذا القرار، لان المطلوب هو لبنان خالٍ كليّا من حزب الله في جناحيه العسكري والسياسي، وفي توضيح أهم وأشمل إنهاء «الشيعية السياسية».
مما كشفته المصادر أيضا ان تقديمات الدول الداعمة لم تعد بالمجان، والإدارة الجديدة للبنان ستكون تحت وصايتها من أصغر موظف الى أكبر مسؤول... من هنا، اننا أمام تقسيم جديد في المنطقة وفي لبنان، وهذا السيناريو حسب تقدير كل الجهات خطير جدا، ولكنه سيشكّل المدخل لإعادة بناء لبنان بوجوه وقيادات جديدة وأهم نقطة بدون حزب الله.
بناء على ما تقدم، خلصت المصادر الى القول باننا أمام مرحلة مخاض طويلة في لبنان قبل الوصول الى التهدئة، والتهدئة لا تعني بالضرورة نهاية العدوان الإسرائيلي بل الشروع في التسوية السياسية الشاملة التي تأتي برئيس جمهورية جديد وحكومة ببيان وزاري خالٍ من معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»... والأهم، إقرار قانون انتخابي جديد وحل المجلس النيابي وتقديم موعد الانتخابات.. ولكن السؤال المطروح اليوم، والذي ما زال يبحث في الكواليس، أي مجلس ينتخب رئيس الجمهورية الجديد؟