قال وزير المهجرين اللبناني، عصام شرف الدين، إن "هناك فرصة اليوم لوقف الحرب، ولبنان يمد يده للتفاوض، ولكن على قاعدة التعاطي الإنساني والوطني، وإعطاء الحقوق، وليس على قاعدة الهيمنة والسيطرة، أو فرض إملاءات فوقية نحن نرفضها جملة وتفصيلا".

وأشار شرف الدين، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إلى أن "هناك موجة نزوح كبيرة جدا تعادل ثلث عدد الشعب اللبناني؛ فقد تجاوز عدد النازحين المليون ونصف المليون نسمة حتى الآن".



وأوضح أنهم "بصدد إصدار قرار حكومي لإعداد وتجهيز مخيمات نزوح من بيوت بلاستيكية جاهزة لنقل النازحين بدلا من لجوء البعض إلى المدارس كمراكز إيواء بغية تأمين العام الدراسي".


ودعا الأمم المتحدة إلى "ممارسة الضغط الدبلوماسي، والمساعدة المعنوية لتقديم شكوى لمجلس الأمن، وإقامة دعوى على إسرائيل من أجل دفع التعويضات، وإحالة المسؤولين الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية؛ فما يحدث هو إبادة جماعية وجريمة بحق بالإنسانية"، موضحا أن "مجلس الأمن هو المسؤول عن إقامة دعوى ضد إسرائيل من أجل دفع التعويضات جراء الأضرار بموجب شكوى من لبنان".

ورفض ربط موضوع انتخاب رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار، متوقعا "انتخاب الرئيس قريبا جدا، وربما قبل نهاية الجاري؛ فهناك استعداد للحضور من قِبل كتل كبيرة من النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، وهذا واجب مقدس".

وأردف: "لدينا شخصيات كثيرة في لبنان يمكن أن تتبوأ هذا المركز الهام (منصب الرئاسة)، ويكون لها دور فاعل في الوحدة الوطنية؛ فنحن بدون رئيس جمهورية منذ عامين وهذا غير مقبول، وهناك مراسيم وقرارات دولية والعديد من الأمور الهامة التي تتطلب انتخاب رئيس للجمهورية".

وإلى نص المقابلة المصورة مع "عربي21":

كيف ترى الأزمة الإنسانية التي تسبّب بها النزوح الواسع للبنانيين من مناطق الجنوب؟

بعد الهجوم الهمجي من قِبل العدو الإسرائيلي على قرى الشريط الحدودي، والضاحية الجنوبية، والبقاع الشمالي في لبنان، وكافة القرى اللبنانية، تجاوز عدد النازحين المليون ونصف المليون نسمة، وذلك بعد موجات الاستهداف خلال الأيام الماضية على الضاحية الجنوبية، ومنطقة الأوزاعي، ومراكز القرض الحسن.

هناك موجة نزوح كبيرة جدا تعادل ثلث عدد الشعب اللبناني، وقد نزح من بيوته، وقراه، وأملاكه، بسبب أفعال وممارسات العدو الهمجي الذي يقتل المدنيين الأبرياء ويعتدي بوقاحة على سيادة لبنان.

ما هي إجراءات السلطات اللبنانية في مواجهة أزمة النازحين من الجنوب؟

هناك لجنة طوارئ، وتضم هيئة إغاثة، وهناك أكثر من 8 وزارات معنية، وهي تعمل على تأمين مراكز الإيواء على كافة الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى استقبال أهالي المناطق التي تعتبر آمنة نسبيا للنازحين في بيوتهم، وهنا تتجلى الوحدة الوطنية بأبهى منظر يفتخر به اللبنانيون.

وبعد تأمين الإيواء تكون لنا اجتماعات دائمة لتأمين المياه، وتأمين الكهرباء، وقريبا جدا تأمين التدفئة، لأن شتاء لبنان بارد جدا، وبالطبع تأمين الغذاء بوجبة ساخنة مرة يوميا على الأقل، وتلبية متطلبات النازحين من العلاج وغيره.

ونوجّه الشكر للدول الصديقة التي تقدم مساعدات للبنان، وللجنة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة التي تساعدنا.


برأيكم، هل هناك حاجة ماسة لإعداد مخيمات نزوح أو ما شابه؟

أغلب النازحين يقيمون في مراكز إيواء بالمدارس الرسمية التي تشمل أكثر من ألف مدرسة، لكن مع ضرورة بدء العام الدراسي لا بد من إيجاد حل آخر، مثل تجهيز المخيمات من بيوت بلاستيكية جاهزة لنقل النازحين بغية تأمين العام الدراسي، لذا نحن بحاجة لمشروع المخيمات.

متى يمكن أن يبدأ تطبيق هذا المشروع؟

سيؤخذ فيه قرار من لجنة الطوارئ، وبالتنسيق مع الهيئات الأممية ومنظمات الشؤون الإنسانية، وسيصدر به قرار حكومي نحن بصدد إصداره.

لكن هذا القرار سيأخذ بعض الوقت لأنه قرار سياسي، لبحث المنطقة التي ستُخصص لهذا المشروع، وتحديد الأماكن الآمنة، وسنبلغكم بالتفاصيل في حينه.

إلى أي مدى تكفي احتياطات الغذاء والطاقة لبنان في حال نشوب حرب واسعة مع إسرائيل؟

نحن نوجّه الشكر في موضوع الغذاء للدول الصديقة والعربية التي أرسلت لنا موادا أولية أساسية مثل الأرز، والقمح، ووزير الاقتصاد أعلن عن مخزون يكفي لأربعة أشهر من المواد الغذائية الأساسية.

كيف يتم تنسيق الجهود بين مختلف الوزارات والجهات المعنية للتعامل مع قضايا النزوح خاصة في ظل غياب بعض الوزراء عن اجتماعات الحكومة؟

الوزراء المقاطعون لاجتماعات الحكومة يشاركون في لجنة الطوارئ، كل بحسب اختصاصه، أما الوزراء الباقين مثل وزارة الصحة فنحن نوجّه لهم تحية خاصة لما تقوم به من واجبات كاملة.

قبل أيام، كان هناك تهديدا باستهداف مستشفيات بعينها في لبنان، وهي رسالة للسيد نبيه بري، لأن مستشفى الساحل هي لنائب من كتلته؛ فكانت رسالة تحذيرية وضغط لرفع سقف المفاوضات، وتهديد مُبطن، كما قُصفت مداخل مستشفى الحريري.


هل ستتمكن السلطات اللبنانية من احتواء تداعيات عملية النزوح التي تعد الأكبر من نوعها من جنوب لبنان؟

المهمة ليست سهلة بطبيعة الحال، ولكن الشعب اللبناني شعب حيوي، ونحن نعتبرها فترة مؤقتة، وإن شاء الله يعود أبناء الجنوب، وكل النازحين إلى بيوتهم مرفوعي الرأس.

وهنا يأتي دور الجامعة العربية، فينبغي على الأقل أن تساعدنا في إعادة الإعمار، وتقديم المساعدات.

ثم يأتي دور الأمم المتحدة من خلال الضغط الدبلوماسي، والمساعدة المعنوية لتقديم شكوى لمجلس الأمن، وإقامة دعوى على إسرائيل من أجل دفع التعويضات، ومن أجل الإدانة، وإحالة المسؤولين الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية؛ فما يحدث هو إبادة جماعية وجريمة بحق بالإنسانية، وقد رأى الجميع قتل الأطفال، وتدمير المنازل والأبنية على رؤوس قاطنيها بذرائع واهية.

وهل لبنان سيقيم دعوى على إسرائيل من أجل دفع التعويضات جراء الأضرار؟

مجلس الأمن الدولي هو المسؤول عن إقامة تلك الدعوى بموجب شكوى من لبنان.

وفق تقديراتكم، كم سيتكلف إعادة إعمار لبنان مُجددا؟

الشأن المالي الخاص بإعادة الإعمار ليس كبيرا، لكن الموضوع الأهم متعلق بالاقتصاد المُدمّر، وبالمؤسسات والمزارع والبساتين والقطاعات المنتجة التي دمّرها الاحتلال كالمصانع ومراكز التعليم، وغيرها من المؤسسات التي تنهض بالاقتصاد، وحتى الأراضي الزراعية التي حرقها العدو بالقنابل الفسفورية، وتُقدّر مساحتها بآلاف الهكتارات، وغيرها من الأمور التي تعيق عودة البناء.

أما عن إعادة الأبنية فقد رأينا بعد حرب عام 2006 كيف رجعت الضاحية أجمل وأرقى مما كانت عليه، وهو أمر نعمل عليه مع الجامعة العربية، ودول الخليج التي لا تقصر معنا.

ما هو دور المجتمع الدولي في دعم لبنان في مواجهة أزمة النزوح؟

مع الأسف هناك وصاية غربية، وهذه الوصاية يهمها أمن إسرائيل أكثر بكثير من سلامة لبنان؛ فمن يتحدث عن القرار 1701 كان الأولى به أن يحث إسرائيل على تطبيقه، فأول شروط هذا القرار الذي لم تلتزم به إسرائيل عام 2006 هو خروج كل الجيوش الأجنبية والمحتلة، ولو التزموا به ما كان هناك أي مبرر لحزب الله أن يتسلح ويقاوم لتحرير أرضه.

الاحتلال لا زال يسيطر على مزارع شبعا، وتلال كفر شوبا، وقرية الغجر، والقرى السبع اللبنانية التي رُسمت حدودها وقت تقسيم فلسطين وبداية الاحتلال الإسرائيلي؛ فلو انسحبت إسرائيل من تلك الأماكن لم يكن هناك مبررا لوجود أي سلاح لأي فريق، لكن إسرائيل لا تلتزم بقرار وقف الحرب، ولا تلتزم بقرار 1701، وحتى قرار 1559 ينص البند الأول فيه على انسحاب كل الجيوش الأجنبية من لبنان.

ما موقفكم من وثيقة المبادئ التي قدّمتها إسرائيل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان؟

إذا تراجع حزب الله إلى الوزاني، ثم إلى الليطاني، لا تعرف ماذا سيطلب الاحتلال بعد ذلك؟، وبحسب تصريح المسؤولين الإسرائيليين بأن "حدودنا نهر الليطاني"، أي الاستيلاء على المياه اللبنانية، حتى بدأ الحديث عن النهر الأول، بمعنى مسافة أبعد.

هذه ألاعيب خبيثة ومحاولة للضغوط مثل موضوع تقسيم الحدود البحرية لمصلحتهم؛ فحدودنا التي زعموا إنها عند خط 23 لكن كان من المفترض أن تكون عن خط 29، وكذلك عندما أوهمونا أننا نستفيد من الغاز لفترة وجيزة، فسُلّم ملف الغاز لشركات أجنبية تخضع لإملاءات أمريكية إسرائيلية، وخرجنا بدون إنتاج غاز، وحتى لو ظهر الغاز عندنا فلن يدعوا الشركة تستمر بالعمل؛ فهذه كلها أمور تدخل في نطاق الخداع، وليس الدبلوماسية.

هل تتوقع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان لفترة طويلة؟

بعد كل حرب طويلة بين طرفين لا يصلون بها لنتيجة يعودون لطاولة المفاوضات. إسرائيل تتبع أسلوب الدمار لأنها فشلت في الجنوب اللبناني في تحقيق أي انتصار لتساوم على أساسه، وبالتالي لكي ترفع مستوى التفاوض تتعمد الضغط من خلال التدمير، وقتل الأبرياء، وهذا أسلوب همجي بربري.

في المقابل، رأينا الرد من قِبل المقاومة، وكيف كان الرد مدروسا ورزينا، والمستهدف فيه فقط العسكريين، والثكنات العسكرية، ومراكز التدريب؛ فهناك فرق في التعامل، وهناك التزام بقواعد الاشتباك من قِبل المقاومة، وهناك حرب تدمير وإبادة وجرائم ضد الإنسانية يمارسها الإسرائيليون، ويتوهمون أن بإمكانهم كسر الإرادة اللبنانية؛ فهذا لم ولن يحدث على الإطلاق.

اليوم هناك فرصة لوقف الحرب، ولبنان يمد يده للتفاوض، من قِبل المقاومة، ومن قِبل الحكومة، ولكن على قاعدة التعاطي الإنساني، والتعاطي الوطني، وإعطاء الحقوق، ووقف الحرب، وليس على قاعدة الهيمنة والسيطرة، وفرض "إملاءات فوقية" نحن نرفضها جملةً وتفصيلا.

ما نتائج التحركات الأخيرة التي يقوم بها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري؟

لقد استقبل مؤخرا المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، كما استقبل الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ونبيه بري لم يُصرّح بتفاصيل تلك اللقاءات، ولكن قال إن النتائج إيجابية إن شاء الله، وقد تناولوا موضوع الرئاسة، وموضوع وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما، والدعم العربي للدولة اللبنانية وللشعب اللبناني، ونأمل خيرا قريبا.

سمير جعجع قال إن "انتخاب رئيس جديد شرط لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل".. ما تعقيبكم على هذه التصريحات؟

موضوع انتخاب رئيس جمهورية موضوع حيوي ومهم؛ لأنه هو رأس الدولة، بالطبع هناك إجراءات لاختيار رئيس الجمهورية، وهناك مراسيم وقرارات دولية والعديد من الأمور الهامة التي تتطلب انتخاب رئيس للجمهورية.

لكن لا أؤيد ربط موضوع انتخاب رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار؛ فهناك استعداد للحضور من قِبل كتل كبيرة من النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، وهذا واجب مقدس.

هل يمكن أن يتم انتخاب الرئيس اللبناني قبل نهاية العام الجاري؟

أتمنى ذلك، وأتوقع أن يحدث قريبا جدا، ولدينا شخصيات كثيرة في لبنان يمكن أن تتبوأ هذا المركز الهام، ويكون لها دور فاعل في الوحدة الوطنية؛ فنحن بدون رئيس جمهورية منذ عامين وهذا غير مقبول.

مَن أبرز الشخصيات التي تراها مناسبة لتولي رئاسة لبنان؟

هذا الموضوع تقرّره الكتل النيابية داخل البرلمان، وأنا على مسافة واحدة من كل الشخصيات المُرشحة؛ فكلها لديها صفات وازنة، وعلاقاتها جيدة شرقا وغربا وهذا أهم شيء نحتاجه اليوم، لا أن يكون هناك رئيس منحازا أو خاضعا لا للغرب ولا للشرق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية مقابلات اللبناني إسرائيل حزب الله لبنان إسرائيل حزب الله الأم المتحدة المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انتخاب رئیس الجمهوریة إطلاق النار على قاعدة فی لبنان یمکن أن من ق بل

إقرأ أيضاً:

رئيس قبرص: الرئيس السيسي قاد جهودا دبلوماسية بارزة لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد بغزة

رئيس قبرص: -السيسي قاد جهودًا دبلوماسية بارزة لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد بقطاع غزة- العلاقات بين مصر وقبرص ذات أهمية استراتيجية- مصر ركيزة للاستقرار بالشرق الأوسط.. ولعبت دورًا حاسمًا في حل النزاعات الإقليمية- التوقيع المرتقب على اتفاقية حقل "كرونوس" يعزز دورنا في ضمان أمن الطاقة الإقليمي- موقع مصر الاستراتيجي واقتصادها المتنامي وخطط التنمية يضعها في مكانة الشريك الاقتصادي الحاسم للاتحاد الأوروبي

أكد رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قاد جهودًا دبلوماسية بارزة لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد في قطاع غزة.

وشدد خريستودوليدس على أن قبرص تدعم بقوة هذه المساعي، وتعمل على تعزيز التنسيق مع مصر لمنع المزيد من التوترات ودفع الحلول السياسية.

وحول العلاقات بين مصر وقبرص، وآفاق التعاون بين البلدين خلال الفترة المقبلة وخاصة في قطاع الطاقة والغاز..وصف الرئيس القبرصى الروابط بين البلدين بأنها "ذات أهمية استراتيجية"، وتقوم على أساس متين من القيم المشتركة والاحترام المتبادل والتعاون المكثف عبر قطاعات متعددة.

وأضاف أن هذه العلاقات قد تعززت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما يعكس التزام كلا البلدين بتعزيز الاستقرار والأمن والازدهار الاقتصادي في المتوسط ​​وخارجه.

وأوضح أن قيادة الرئيس السيسي لمصر عززت من هذه الشراكة الاستراتيجية، حيث ساهمت مناقشاتنا المتكررة ورؤيتنا المشتركة للاستقرار الإقليمي على تعميق الثقة المتبادلة ووضع الأساس لمزيد من التعاون.

وأشار خريستودوليدس إلى أنه قد قام بزيارة مصر أربع مرات خلال العام الماضي، وكانت مصر أول دولة يزورها، بعد اليونان، عقب انتخابه رئيسا للبلاد في عام 2023، وهو الأمر الذي يعكس الأهمية التي توليها قبرص وحكومتها لهذه العلاقات، منوها بأنه تم التأكيد على شراكتنا المتطورة خلال القمة الحكومية الثانية بين قبرص ومصر التي عقدت مؤخرًا، حيث تم توقيع اتفاقيات رئيسية في مجالات التعليم العالي والتكنولوجيا وإدارة المياه والسلامة النووية.

ولفت إلى أن التعاون بين مصر وقبرص في قطاع الطاقة قد وصل إلى آفاق جديدة لاسيما مع التوقيع المرتقب على اتفاقية نقل الغاز الطبيعي من حقل "كرونوس" القبرصي إلى البنية التحتية في مصر، مما يعزز دورنا في ضمان أمن الطاقة الإقليمي.

وقال إن مذكرة التفاهم بشأن تسهيل توظيف العمال المصريين في قبرص، والتي تم توقيعها في يونيو 2024، تسلط الضوء على التزامنا بالتنقل المنظم للعمالة والتعاون الاقتصادي من أجل المنفعة المتبادلة.
وفيما يتعلق بآفاق التعاون بين مصر وقبرص..أشار نيكوس خريستودوليدس إلى أننا سنواصل العمل معًا بشكل وثيق لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية، وتعزيز التعاون الأمني، واستكشاف فرص جديدة للنمو المتبادل، وضمان بقاء هذه الشراكة كحجر الزاوية للاستقرار في منطقتنا.

وعن تقييمه للجهود المصرية الجارية وجهود الرئيس السيسي لتحقيق الهدوء والسلام والاستقرار وتجنب تصعيد الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بغزة والتنسيق بين البلدين لدفع المسار السياسي القائم على حل الدولتين..شدد الرئيس القبرصي على أن مصر تعد ومنذ فترة طويلة ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط، ولعبت دورًا حاسمًا في حل النزاعات والدبلوماسية الإقليمية كقوة استقرار خلال أوقات الأزمات، وتم الاعتراف على نطاق واسع بقيادة الرئيس السيسي في الوساطة لوقف إطلاق النار، وخاصة في غزة، وأكد أن قبرص تدعم بقوة هذه الجهود وتظل ملتزمة بتعميق التنسيق مع مصر لمنع المزيد من التصعيد وتعزيز الحل السياسي المستدام.
وحول الوضع في غزة..قال خريستودوليدس إن الوضع الإنساني في غزة لايزال يبعث للقلق العميق..لافتاً إلى أن قبرص تواصل دورها في المساعدة في تخفيف هذه الأزمة.

وشدد الرئيس القبرصي على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة إلى جانب إسرائيل، يظل الإطار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام الدائم، وأكد مجددا أن دور مصر في تيسير الحوار السياسي، فضلاً عن تقديم المساعدات الإنسانية الإضافية، يعد أمراً حيوياً لضمان الاستقرار الإقليمي، وأن قبرص تدعم هذه المبادرات بشكل كامل.

ومن ناحية أخرى..قال الرئيس القبرصي إن تعاون بلاده مع مصر يمتد إلى التحديات الأمنية الإقليمية الأوسع نطاقاً، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والهجرة والتعاون الاقتصادي.

وأضاف أنه ومن خلال الشراكات الثلاثية والمنتديات المتعددة الأطراف والمشاركة الثنائية المباشرة، نعمل معاً لتعزيز الاستقرار والتنمية في شرق المتوسط ​​وشمال إفريقيا، وتابع "وتظل جهودنا الجماعية تركز على تعزيز الحوار والسلام ودعم الاستراتيجيات طويلة الأجل لضمان مستقبل مستقر ومزدهر للمنطقة بأكملها".

وفيما يخص علاقات مصر بالاتحاد الأوروبي..أكد خريستودوليدس أنه لطالما كانت قبرص، باعتبارها أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى المنطقة ومصر، مناصرة قوية لمزيد من تعميق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، خاصة لكون مصر لاعبا رئيسيا في الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي والتعاون الأمني.

وأشار إلى أنه شارك في مارس 2024، في القاهرة إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وقادة آخرين من الاتحاد الأوروبي، في مراسم التوقيع على ترفيع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر إلى الشراكة للاستراتيجية والشاملة، وأوضح أن هذا الإنجاز يعكس الاعتراف الأوسع بأهمية مصر المتزايدة كشريك في معالجة التحديات والفرص المشتركة عبر مختلف القطاعات.

ونوه الرئيس القبرصي بأن التجارة والاستثمار هما جوهر هذه العلاقات..مشيرا إلى أن الموقع الاستراتيجي لمصر واقتصادها المتنامي وخطط التنمية الطموحة تضعها في مكانة الشريك الاقتصادي الحاسم للاتحاد الأوروبي، وقال إن قبرص دعمت بشكل كبير المبادرات التي تعزز التبادلات التجارية والاستثمار في البنية التحتية والتعاون الصناعي.

واعتبر نيكوس خريستودوليدس أن أحد أكثر مجالات التعاون الواعدة هو الطاقة، وخاصة مع مشاريع مثل ربط شبكة الكهرباء المصرية بأوروبا عبر قبرص واليونان، حيث ستعزز هذه المبادرة أمن الطاقة والاستدامة مع وضع مصر كمركز رئيسي للطاقة.

وقال إن التعاون بين الجانبين يمتد إلى مجالات رئيسية مثل إدارة الهجرة ومكافحة الإرهاب والتحول الرقمي..لافتا إلى دور مصر الكبير في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وخاصة في منطقة المتوسط ​​وإفريقيا، وأوضح أن مشاركة مصر الاستباقية في المبادرات الدبلوماسية عززت من مكانتها العالمية.

ولفت الرئيس القبرصي إلى أن بلاده تظل ملتزمة بالدعوة إلى تعزيز شراكة الاتحاد الأوروبي مع مصر، وضمان استمرار هذه الشراكة في العمل كقوة للاستقرار والازدهار والتعاون الإقليمي في السنوات القادمة.
 

مقالات مشابهة

  • رئيس قبرص: الرئيس السيسي قاد جهودا دبلوماسية بارزة لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد بغزة
  • انتخاب وزير خارجية جيبوتي رئيسًا لمفوضية الاتحاد الأفريقي
  • منصور: الرئيس اللبناني يتوعد بملاحقة المتورطين في الاعتداءات على يونيفيل
  • الرئيس اللبناني: تصرفات مرفوضة ولا يمكن السماح بتكرارها
  • الرئيس اللبناني يدين الهجوم على قافلة اليونيفيل: تصرفات مرفوضة
  • الرئيس اللبناني يدين الهجوم على قافلة اليونيفيل.. ويتعهد بمعاقبة المعتدين
  • رفض انتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية بسبب تواجد إسرائيل
  • نفتقد قامة وطنية كبيرة .. الرئيس اللبناني يعلق على الذكرى الـ 20 لوفاة الحريري
  • الخارجية اللبناني: يجب التزام إسرائيل بوقف النار والانسحاب الكامل قبل 18 فبراير
  • الرئيس اللبناني: نتابع الاتصالات لإلزام إسرائيل بالانسحاب في 18 فبراير