السلطة الفلسطينية تشن حملة "القبضة الحديدية" في طوباس وسط ضغوط داخلية واشتباكات مع المسلحين
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
تشن السلطة الفلسطينية حملة في طوباس لضبط مجموعات مسلحة تتحدى سيادتها وتشتبك مع إسرائيل، في مسعى لإظهار قدرتها على فرض النظام وسط اتهامات من حماس والجهاد بخدمة مصالح إسرائيلية.
اعلاندفعت السلطة الفلسطينية بقواتها إلى طوباس للقضاء على الفوضى، في حملة شهدت مواجهات عنيفة مع مسلحين استخدموا أسلحة ثقيلة وقنابل، ما جعلها من الأشد في تاريخ المدينة الحديث.
يرى مراقبون أن الحملة تعكس تحديات السلطة التي تأسست عام 1994 لتحقيق دولة فلسطينية، لكنها اليوم تجد نفسها مضطرة لتعزيز سيطرتها في الضفة الغربية، بينما تسعى الولايات المتحدة لتوحيد الضفة وغزة تحت سلطة فلسطينية معززة بعد حرب غزة الأخيرة.
Relatedإسرائيل لواشنطن: سننتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادتنا "نتخوف من أنه تم قتلهم".. السلطة الفلسطينية تطالب اسرائيل الكشف عن مصير أشخاص "اعتقلتهم في غزةبوريل: إسرائيل مَوَّلت حماس لإضعاف السلطة الفلسطينيةالسلطة الفلسطينية ترد على خامنئي: "الفلسطينيون هم من يدفعون الثمن"حملة "القبضة الحديدية"أفاد محافظ طوباس، أحمد الأسعد، بأن الحملة تستهدف القضاء على "الفوضى وعدم النظام"، موضحًا أن السلطة قررت التعامل بـ "قبضة من حديد" لمواجهة ما وصفه بـ "العبث الأمني" الذي يعرض المدينة للخطر. خلال العملية، أصيب اثنان من عناصر الأمن الفلسطيني وجرى اعتقال عدد من أعضاء "كتيبة طوباس" المسلحة، والتي تهيمن عليها حركة الجهاد. أحد هؤلاء المحتجزين هو قائد الكتيبة، في حين انتشرت أخبار عن اشتباكات بين قوات الأمن والمسلحين، شملت تبادلًا كثيفًا لإطلاق النار.
قوات الأمن الفلسطينية تعتقل متظاهراً فلسطينياً خلال اشتباكات أعقبت حملة اعتقالات ضد مسلحين محليين في مدينة نابلس بالضفة الغربية يوم الثلاثاء، 20 سبتمبر/أيلول 2022Nasser Nasser/APتحديات وعقباتأكدد الأسعد أن الحملة الأمنية جاءت استجابة لمطالب السكان، مستشهداً بحادثة زرع قنبلة قرب مدرسة، يُعتقد أنها كانت تستهدف القوات الإسرائيلية. وقال الأسعد: "لا نريد لطوباس أن تتحول إلى ساحة خراب تحت شعار المقاومة أو أي شعارات أخرى؛ نهجنا هو نهج الرئيس: المقاومة السلمية وحماية الأمن والنظام".
حظيت الحملة بتأييد بعض الدول المانحة التي كانت قلقة من تراجع نفوذ السلطة في الشمال. واعتبر دبلوماسي أوروبي أن "جهود السلطة الأخيرة نُظر إليها بإيجابية"، حيث أظهر انتشار القوات وعمليات التفتيش الجادة التزام السلطة بتعزيز سيطرتها في مناطق لم يكن لها حضور أمني كافٍ.
قوات الأمن الفلسطينية تشتبك مع فلسطينيين في مدينة نابلس بالضفة الغربية يوم الثلاثاء، 20 سبتمبر/أيلول 2022، بعد حملة اعتقالات ضد مسلحين محليينNasser Nasser/APفي عملية أمنية حديثة، حاصرت قوات السلطة مبنى قرب طوباس، حيث كان يتحصن اثنان من أعضاء "كتيبة طوباس"، مهددًا أحدهما، عبادة المصري، بتفجير نفسه. وأوضح والد المصري، عبد المجيد، أن المفاوضات مع ابنه استمرت خمس ساعات، قبل أن يسلم نفسه بعد الحصول على ضمانات بعدم نقله إلى سجن آخر حيث تعرض سابقًا لسوء معاملة. وعبّر الوالد عن ارتياحه لاحتجاز ابنه لدى السلطة الفلسطينية بدلًا من مواجهة اعتقال إسرائيلي.
من جانبها، أدانت حركة الجهاد الحملة، معتبرةً أن السلطة الفلسطينية تستهدف القضاء على الفصائل التي تواجه إسرائيل، وأن أساليبها لا تختلف عن الأساليب الإسرائيلية. وأكدت الحركة أن أعضاء "كتيبة طوباس" يسعون لما وصفته بـ"تحرير فلسطين" وليس إثارة الفوضى.
مشاجرات بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين محليين خلال تشييع جنازة جميل كيال الذي قُتل في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، في مدينة نابلس، 13 ديسمبر 2021Majdi Mohammed/APمصداقية السلطة في اختبارفي جولة للمراسلين في طوباس، بدت المدينة هادئة نسبيًا، مع انتشار قوات السلطة الفلسطينية التي أقامت نقاط تفتيش على مداخلها. ويرى غيث العمري، خبير الشؤون الفلسطينية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن حملة السلطة هناك تمثل خطوة لإثبات قدرتها على فرض النظام بالضفة الغربية، لكنها تأتي أيضًا كاستجابة للانتقادات المتزايدة حول ضعف سيطرتها.
أضاف العمري أن عملية واحدة لا تكفي لترسيخ سمعة جديدة للسلطة، مشيرًا إلى أن طوباس قد تكون "هدفا سهلاً" نسبيًا، حيث الجماعات المسلحة أقل قوة مقارنة بمخيم جنين. ومنذ إعادة تشكيل قوات الأمن الفلسطينية بدعم أميركي في أعقاب سيطرة حماس على غزة عام 2007، وُجهت للسلطة انتقادات حيال قدرتها على فرض الأمن بشكل فعال.
فلسطينيون يشتبكون مع قوات الأمن الفلسطينية بعد حملة اعتقالات ضد مسلحين محليين في مدينة نابلس بالضفة الغربية، 20 سبتمبر/أيلول 2022Nasser Nasser/APفي المقابل، تُثير حملة طوباس تساؤلات حول مستقبل السلطة في غزة بعد الحرب، خاصة مع سعي الولايات المتحدة لتوحيد الضفة الغربية وغزة تحت إدارة فلسطينية واحدة. لكن هذه التطلعات تصطدم بواقع سياسي معقد؛ فاستطلاعات الرأي تشير إلى أن 89% من الفلسطينيين بالضفة يطالبون باستقالة الرئيس عباس، مع تفوق شعبية حماس على فتح.
ويختتم العمري بالقول: "لا يتعلق الأمر بالقدرة الأمنية فقط، بل بشرعية السلطة ومصداقيتها أمام الشارع الفلسطيني"، وهي تحديات جوهرية تقف في طريق تعزيز سيطرة السلطة واحتواء الفصائل المسلحة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السلطة الفلسطينية تطالب باجتماع عربي طارئ لبحث الحرب على غزة أكسيوس: بن زايد يصف السلطة الفلسطينية بـ"علي بابا والـ40 حرامي" خلال اجتماع حضره بلينكن مستقبل حكم غزة بين جس نبض أميركي ورغبة السلطة الفلسطينية ومصير الحرب السلطة الوطنية الفلسطينية حركة حماس الضفة الغربية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل حركة فتح اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب بيومها الـ385: مقتل أطفال في قصف إسرائيلي على مشفى كمال عدوان بغزة وصواريخ حزب الله تمطر حيفا يعرض الآن Next مستشفى كمال عدوان تحت الحصار: نطلب من العرب إرسال أكفان للموتى فقط طلبنا مساعدات طبية فوصلتنا دبابات يعرض الآن Next فضيحة مالية تهز الكنيسة الكاثوليكية في اليونان: قساوسة يستثمرون أموال المؤمنين في ملاهٍ ليلية يعرض الآن Next عودة أربعة رواد فضاء إلى الأرض بعد تأخير بسبب خلل في كبسولة بوينغ وإعصار ميلتون يعرض الآن Next الخارجية الروسية تنذر دبلوماسيي بولندا.. ووارسو تطرد عشرة موظفين من القنصلية الروسية في بوزنان اعلانالاكثر قراءة اليونيفيل لـ"يورونيوز": الوضع خطر للغاية ولدينا كامل الحق في الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما امتثالًا لقوانين طالبان.. ولاية هلمند الأفغانية تحظر عرض صور الكائنات الحية في جميع وسائل الإعلام حب وجنس في فيلم" لوف" اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024إسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةروسياقطاع غزةحركة حماسحزب اللهاعتقالالمملكة المتحدةمخيم جبالياألمانيا Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا غزة قطاع غزة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا غزة قطاع غزة السلطة الوطنية الفلسطينية حركة حماس الضفة الغربية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل حركة فتح الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا قطاع غزة حركة حماس حزب الله اعتقال المملكة المتحدة مخيم جباليا ألمانيا السياسة الأوروبية قوات الأمن الفلسطینیة السلطة الفلسطینیة بالضفة الغربیة فی مدینة نابلس الضفة الغربیة یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يدرس تزويد أمن السلطة الفلسطينية بمعدات عسكرية
أفادت هآرتس أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدرس تزويد أمن السلطة الفلسطينية بمعدات عسكرية "لمواجهة التنظيمات وتعزيز التعاون الإستخباري".
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الجيش تلقى تعليمات من المجلس الوزاري المصغر بتعزيز التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية.
ولم يصدر عن السلطة الفلسطينية أو سلطات الاحتلال تعليق فوري على ما أوردته هآرتس.
وتأتي الخطوة الإسرائيلية في وقت تقوم أجهزة أمن السلطة بتنفيذ حملة ومحاصرة مخيم جنين شمال الضفة الغربية وملاحقة مقاومين مطلوبين للاحتلال.
واندلعت خلال الأسبوعين الماضيين اشتباكات عنيفة في مخيم جنين بين المقاومين وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وسط استمرار الأزمة التي أدت إلى مقتل 3 فلسطينيين، بينهم قائد ميداني في كتيبة جنين، وإصابة آخرين، بينهم عناصر من الأجهزة الأمنية.
وتحاصر السلطة الفلسطينية مخيم جنين لليوم الـ15 على التوالي وسط اشتباكات مع المقاومين الرافضين لنزع سلاح المقاومة.
وتشدد كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– على أن الهدف من هذه الحملة الأمنية لأجهزة السلطة على مخيم جنين هو ملاحقة المقاومين ونزع سلاحهم، وترفض تسليم السلاح، في حين أعلنت أجهزة أمن السلطة أنها تلاحق من وصفتهم بالخارجين عن القانون، لنزع سلاحهم وبسط السيطرة على المخيم.
إعلان
أحداث جنين
وبدأت أحداث مخيم جنين باعتقال أجهزة السلطة إبراهيم طوباسي وعماد أبو الهيجا، مما أثار غضب "كتيبة جنين" التي احتجزت سيارات تابعة للسلطة كرهينة للمطالبة بالإفراج عنهما، ورفضت السلطة ذلك المطلب وأرسلت رسالة واضحة بأن هدفها إنهاء حالة المقاومة وتسليم السلاح، وهو ما رفضه المقاومون.
وتصاعدت الأحداث مع مقتل الشاب ربحي الشلبي (19 عاما) خلال عمليات أمن السلطة، التي حاصرت مستشفى جنين وقطعت الكهرباء والمياه عن المخيم.
وتندلع عادة اشتباكات بين مقاومين وعناصر الأمن الفلسطيني في مدن شمال الضفة، خاصة في جنين وطولكرم، تزامنا مع الاجتياحات المتواصلة لقوات الاحتلال واعتداءات المستوطنين والإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
وتتهم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية باعتقال مطلوبين للاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد تعقيد الوضع في الضفة الغربية.
وتعتقل أجهزة السلطة في الضفة المحتلة -وفق بيانات حقوقية- أكثر من 150 مواطنا فلسطينيا، بينهم مقاومون ومطاردون من قِبل الاحتلال وطلبة جامعات وأسرى محررون ودعاة وكُتاب وصحفيون، وترفض الأجهزة الإفراج عنهم، رغم صدور قرارات قضائية بالإفراج عنهم أكثر من مرة.