قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه ما من شعيرة من شعائر الدين، إلا وهي موصوفة بالاعتدال والوسطية.

شعائر الدين

وأوضح«المعيقلي»خلال خطبة الجمعة الرابعة من ربيع الآخر من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الاعتدال والتوازن، سمة ظاهرة في الكون، مستشهدًا بقول الله سبحانه: «وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا»، «وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ».

وأضاف أنه أثنى الله تعالى عليها في كتابه فقال: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً»، فهي وسط في كل الأمور، الدينية والدنيوية، فلا غلو ولا تقصير، ولا إفراط ولا تفريط، منوهًا بأن التوازن في الحياة، والتوفيق بين الحقوق والواجبات، من أهم المهمات.

الاعتصام بحبل الله   

وتابع: فيكون المرء مُتَّزِنًا فِي عباداته ومعاملاته، لا يطغى عليه أمر على حساب غيره، ولا يقدم المهم على الأهم، ولا المفضول على الفاضل، وهو المنهج الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الكرام.

وأشار إلى أن الاعتدال هو الاعتصام بحبل الله المتين، والسير على صراطه المستقيم، فإذا أدى العبد حق ربه، انتظمت حياته، وأعانه الله على أداء باقي حقوقه، ومن ذلك حق نفسه عليه، من متطلَّباتها الروحيَّة، وحاجاتها الجسدية.

وأكد أن الشريعة جاءت باليسر والسَّماحة، والمسايرة للفطرة، وجعل اللهُ تعالى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، القدوةَ في تطبيق المنهج الوسطي القويم، وكان صلى الله عليه وسلم يحرص على التيسير، ويحث أصحابه عليه، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما.

واردف: وخير الأعمال أدومُها وإن قلَّ، والمنبت لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى، وكان عليه الصلاة والسلام، يتخول أصحابه بالموعظة في الأيَّام؛ كراهة السَّآمة عليْهم؛ لأنَّ السَّآمة والملل، يُفْضِيان إلى النُّفور والضَّجر، والقلوب تمل كما تمل الأبدان.

قائم على أصول كلية

وأفاد بأن المؤمن وسط في طلبه للدنيا، لا يغالي في طلبها وتحصيلها، ولا ينقطع عن بذل أسباب الرزق الحلال، والعيش الهني فيها، والتمتع بما أباح الله له، من غير إسراف ولا مخيلة.

ونبه إلى أن منهج الشريعة، قائم على أصول كلية، وقواعد عامة، توجه الناس إلى الاعتدال والتوسط، والرحمة واليسر، والقصد والرفق، والرعاية للمصالح الدينية والدنيوية، والروحية والبدنية.

واستطرد: مما يدعو الناس إلى تجنب الزيغ والضلال، والتهاون والانحلال، والإفراط والتفريط، في جميع أمور الحياة، مشيرًا إلى أن تنظيم الوقت، وترتيب الأولويات والمهمات، هو المعين بعد توفيق الله، على تحمل المسؤولية.

واستشهد بما ورد في الصحيحين: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، -وذكر منهم-: والرَّجُلُ راعٍ في أهْلِهِ، وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ»، ورعاية الرجل لأهله، يكون بكل ما يصلح دينهم ودنياهم، وما يحقق لهم النجاح في الدنيا، والفلاح في الآخرة.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد الحرام خطيب المسجد الحرام الدكتور ماهر المعيقلي خطبة الجمعة من المسجد الحرام صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

لبيئة منظمة وعبادة مريحة بالمسجد الحرام.. إرشادات لضيوف الرحمن في رمضان

يشهد المسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك تدفق أعداد كبيرة من المصلين والمعتمرين، مما يتطلب التزامًا بسلوكيات تساعد في الحفاظ على الراحة والتنظيم داخل هذا المكان المقدس، ولضمان تجربة روحانية سلسة للجميع، نقدَّم مجموعة من الإرشادات التي تعزز من انسيابية الحركة وتحافظ على قدسية المسجد الحرام.
يعد المسجد الحرام مكانًا مقدسًا يتطلب من الجميع العناية بنظافته، حيث يعكس ذلك احترامًا لبيت الله وحرصًا على راحة المصلين، من الضروري تجنب ترك المخلفات، مثل المناديل الورقية والعبوات الفارغةعلى السجاد، لذا نوصى باستخدام سلال المهملات المتوفرة في مختلف أنحاء المسجد الحرام لضمان بيئة طاهرة ومهيأة للعبادة.
أخبار متعلقة "البيئة" تطلق حملة "بيئتنا أمانة" لتعزيز الوعي البيئي وسط فئات المجتمعجدة.. إطلاق خدمة "وافق" الرقمية لتسهيل إجراءات التراخيص التجارية .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } لبيئة منظمة وعبادة مريحة بالمسجد الحرام.. إرشادات لضيوف الرحمن في رمضانتسهيل الحركة
خصصت الممرات والمداخل داخل المسجد الحرام لتسهيل حركة المصلين والمعتمرين، ما يجعل الجلوس فيها أو ترك الأغراض الشخصية يؤدي إلى ازدحام يعيق تنقل الآخرين، نوصي جميع قاصدي المسجد الحرام بالتعاون والالتزام بالتعليمات لضمانتنقل المعتمرين والمصلين بسهولة ويسر.
يُعد الترتيب داخل المصليات عاملًا أساسيًا في استيعاب الأعداد الكبيرة من المصلين، حيث أن الجلوس بشكل غير منظم أو الاستلقاء على الأرض قد يشغل مساحة يحتاجها الآخرون، نوصي ضيوف الرحمن بالجلوس بطريقة منظمة تتيح للجميع فرصة أداء صلواتهم في أجواء مريحة وهادئة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } لبيئة منظمة وعبادة مريحة بالمسجد الحرام.. إرشادات لضيوف الرحمن في رمضانأجواء الخشوع
السكينة والهدوء من القيم الأساسية داخل المسجد الحرام، التحدث بصوت مرتفع قد يُشتت المصلين ويؤثر على خشوعهم، وللحفاظ على الأجواء الروحانية نأمل من ضيوف الرحمن خفض الصوت أثناء التواجد داخل المصليات والممرات؛ ما يتيح للجميع فرصة التركيز والتعبد في أجواء هادئة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } سهولة التنقل
الالتزام بالتعليمات والإرشادات التنظيمية ضرورة للحفاظ على انسيابية الحركة، نوصي بعدم التدافع عند الدخول أو الخروج، والحرص على استخدام المسارات المخصصة، مما يسهم في تقليل الازدحام ويجعل التنقل داخل المسجد أكثر سهولة لجميع الزوار.
إن التزام ضيوف الرحمن بهذه الإرشادات يسهم في خلق بيئة أكثر راحة وتنظيمًا داخل المسجد الحرام، حيث يؤدي التعاون والحرص على مراعاة الآخرين إلى تعزيز أجواء الطمأنينة والخشوع، وينعكس إيجابًا على تجربة الزوار والمصلين في هذا الشهر الفضيل.

مقالات مشابهة

  • قبل رمضان.. أهم خدمات كبار السن وذوي الإعاقة في المسجد الحرام
  • شؤون الحرمين تقدم خدمات كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة
  • حفظ الأمتعة بالمسجد الحرام.. معلومات تهمك عن الخدمة
  • "شؤون الحرمين" تدعو إلى الالتزام بإرشادات السلامة خلال رمضان
  • لبيئة منظمة وعبادة مريحة بالمسجد الحرام.. إرشادات لضيوف الرحمن في رمضان
  • المسجد الحرام.. فتح باب التطوع لتقديم الخدمات خلال شهر رمضان
  • زوال الدنيا كلها أهون عند الله من هذا الفعل.. تعرف عليه
  • ‎7 مراكز إسعافية بأروقة المسجد الحرام وساحاته خلال شهر رمضان
  • داعية إسلامي: اتباع النبي محمد من أعظم أسباب حب الله للعباد
  • داعية إسلامي: زوال الدنيا كلها أهون عند الله من قتل نفس بغير حق