25 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: يعد الوقود العراقي شرياناً حيوياً لبقاء لبنان متماسكاً في مواجهة أزماته المتلاحقة، حيث يلعب العراق دور الداعم الرئيسي في مجال الطاقة، ما يساهم في إبقاء محطات الكهرباء اللبنانية عاملة، حتى وسط التوترات المستمرة في الجنوب بين حزب الله وإسرائيل.

وضمن هذه الظروف، أعلن وزير الطاقة اللبناني وليد فياض عن استمرار إمدادات الوقود بشكل منتظم عبر البواخر، ما يبعث بأمل نسبي للبنانيين في استمرار توفير الطاقة.

وتستند العلاقة العراقية اللبنانية في مجال الوقود إلى اتفاقية تم توقيعها في 2021، تسمح للبنان بتلقي الوقود مقابل ترتيبات سداد طويلة الأجل، وهو ما اعتبره العديد من اللبنانيين طوق نجاة وسط انهيار البنية التحتية للكهرباء والضغوط الاقتصادية. لكن، ومع تزايد الديون اللبنانية التي قد تتجاوز 4 مليارات دولار بحلول 2028، يُطرح السؤال في بغداد عن الجدوى الاقتصادية والسياسية لهذا الدعم في ظل الأزمات التي تواجهها العراق داخلياً.

في ظل هذه المعطيات، اتخذت الحكومة العراقية خطوات لزيادة التحكم في عملية دعم لبنان. فبعدما كانت شركة “سومو” مسؤولة عن تنظيم عمليات تصدير الوقود، سحبت بغداد صلاحياتها لتجعل مسألة التوريد جزءاً من استراتيجية سياسية أوسع.

ووفقاً لمسؤول حكومي عراقي، فإن “العراق يرغب في مساعدة لبنان، لكن عليه أن يوازن بين احتياجاته والتزاماته”. فالاقتصاد العراقي، الذي يعاني من ضغوط كبيرة، قد لا يكون في وضع يسمح بالاستمرار في هذا الدعم بدون مقابل.

من جهة أخرى، تواجه الحكومة اللبنانية، بقيادة الوزير فياض، ضغوطاً إضافية للتأكد من استمرار تدفق الوقود وضمان عدم تعطيل محطات الكهرباء. ولكن مع استمرار التوترات العسكرية، يتخوف البعض من احتمال فرض حصار بحري، ما سيجعل إمدادات الوقود أكثر تعقيداً.

المشهد في لبنان يشير إلى معضلة أكبر؛ ففي حال لم يتم تجديد العقد العراقي اللبناني الذي انتهى في أغسطس 2024، قد يجد لبنان نفسه على حافة انهيار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والرعاية الصحية. ومع تصاعد الأزمات المالية والعسكرية، يبقى السؤال حول مدى قدرة العراق على الصمود في تقديم دعمه للبنان، خصوصاً في ظل توقعات الاقتصاديين بأن هذا الدعم لم يحقق المكاسب المتوقعة، بل زاد من الضغوط على الموارد العراقية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

لبنان تعلن بدعم عراقي “متميز” خاصة في مجال النفط

آخر تحديث: 31 أكتوبر 2024 - 9:52 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- اعلنت لبنان، انها تعمل مع العراق على تمديد اتفاقية الفيول وزيادة الكمية، مشيرة إلى أنها تحظى بدعم خيالي من حكومة السوداني .وقال وزير الطاقة في حكومة تصريف لبنان وليد فياض في تصريحات صحفية، إن “لبنان يحظى بدعم من العراق في قطاع الطاقة، إذ يتم التنسيق مع الحكومة العراقية والمسؤولين عن الملف اللبناني”.وأضاف أن الحكومة اللبنانية تعمل “تعمل على تمديد الاتفاقية مع العراق، التي تقضي بتزويد لبنان بزيت الوقود الثقيل”، معربا عن أمله بـ”تمديد الاتفاقية لسنة إضافية على الأقل وزيادة الكمية إلى مليوني طن”.ولفت فياض ان “الدعم العراقي يشمل مساعدة النازحين أيضاً بالتنسيق مع وزارة المهجرين”.ووقع لبنان مع العراق اتفاقا في تموز 2021 لاستيراد مليون طن من وقود الفيول للتخفيف من أزمة الكهرباء في البلاد،ويمنح العراق  لبنان الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مادة زيت الوقود الثقيل، مقابل  “صفر” وأقر مجلس الوزراء العراقي في آب 2022 تمديد اتفاق بيع مادة زيت الوقود إلى لبنان، موضحا أن هذا القرار يأتي استجابة للظروف الصعبة التي يمر بها اللبنانيون.

مقالات مشابهة

  • ترامب.. “رجل الضغط الأقصى”.. هل استعد العراق لاحتمال عودته؟
  • انخفاض سعر الدولار في أسواق العراق
  • لبنان تعلن بدعم عراقي “متميز” خاصة في مجال النفط
  • شركة صينية توقِّع عقداً لاستكشاف وإنتاج النفط بالرقعة 7 في العراق
  • الحياة تحت غيوم الكبريت: عراقيون يعانون من آثار التلوث المميت
  • لبنان: نعمل مع العراق على تمديد اتفاقية الفيول وزيادة الكمية
  • تداعيات خرق الأجواء العراقية.. الإطار التنسيقي يهدد بطرد القوات الأمريكية بأسرع وقت
  • تداعيات خرق الأجواء العراقية.. الإطار التنسيقي يهدد بطرد القوات الأمريكية بأسرع وقت - عاجل
  • بغداد تحتج وواشنطن تتبرأ من خرق الأجواء: سياسة “الكيل بمكيالين” باتت مفضوحة 
  • نائب إطاري:لن نسمح بانتهاك الأجواء العراقية من قبل الطائرات الإسرائيلية