قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إن الصلاة أعظم فريضة افترضها الله بعد التوحيد، فهي عمود الإسلام، والركن الثاني من أركانه العظام، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ»، كما جاء في الحديث الذي رواه ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللهُ، وَيُكْفَرَ بِمَا دُونَهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» متفق عليه.

الصلاة أول ما يحاسب عليه العبدُ يوم القيامة


وأوضح الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة اليوم،  أن الصلاة أول ما يحاسب عليه العبدُ يوم القيامة، فإن صلُحت فقد أفلح ونجح ورجح عمله، وإن فسدت فقد خاب وخسر وضاع عمله، مستشهدًا بما رواه أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ لملائكته وهو أعلم: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ» (رواه الترمذي).

 فضل الصلاة ومكانتها بين العبادات


وبين فضل الصلاة ومكانتها بين العبادات، وفي ميزان حساب العبد يوم القيامة، مذكراً أن الله تبارك وتعالى فرض على المسلمين خَمسُ صلوات في اليوم والليلة، وحدد لها أوقاتاً معينة، فقال تعالى : "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا" أي واجبة في أوقات معلومة ومحددة، لا يجوز تأخيرها عن ذلك إلا لعذر شرعي.

وذكر أن الله جلّ وعلا حذّر من تضييع وقت الصلاة بالتفريط والتهاون بها، واللهو والتغافل عنها، والتشاغل بغيرها، بوصفها عمود الدين، وأوجب الواجبات، وأعظم العبادات، وأزكى القربات، مذكراً أنه من الواجب على الوالدين، ومن مسؤولياتهم تربية الأبناء وحثّ الأهل على المحافظة على الصلاة في وقتها، وأمرُهم بها، ومراقبتهم وحضّهم عليها، إذ قال الله تعالى : "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ" أي يغفلوا عنها حتى يذهب زمانها، ويفوت وقتها، وقال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُرُوا أبناءكم بالصلاة لسبِعِ سنينَ، واضْربوهم عليها لعشر سنين، وفرقُوا بينهم فِيِ المضاجع". رواه أبو داود.


وتابع: إن المحافظة على الصلاة أفضل معين على تربية النفوس وتزكيتها، فبها يستنير القلب، ويتطهر الفؤاد، ويزداد الإيمان والتقوى، وهي أفضل واعظ وزاجر عن المعاصي، كما أن المحافظة على الصلاة من أعظم أسباب الفلاح، وأهم موجبات الأمن من الخوف والفزع، وأعظم أسباب الأجر والثواب"، مذكرًا أن الصلاة هي وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - التي حضّ عليها وهو في سكرات الموت يودع الدنيا، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: "الصَّلَاةَ الصلاة وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ الصَّلَاةَ الصلاة وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ".


واختتم الخطبة داعيًا الله عزّ وجل أن يعزْ الإسلام والمسلمين، وينصر عباده الموحدين، وأن يجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، وأن يكون لأهلنا في فلسطين وليًا ونصيرًا، ومُعزًا ومُجيرًا، وأن يكشف عنهم الضرّ، ويرفع عنهم البلاء، ويحفظ لهم الأعراض والدماء، وأن يشفي مرضاهم، ويجبر كسرهم، ويتقبل موتاهم، وينصرهم على الظلمة المعتدين المحتلين، إنه سميع مجيب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إمام وخطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة خطبة المسجد النبوي الصلاة ى الله الله ع

إقرأ أيضاً:

"الشؤون الإسلامية".. تنظيم ملتقى "الخطباء الأول" بالرياض لتطوير مهارات 200 خطيبًا

تحت رعاية وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، ينظم معهد الأئمة والخطباء بالتعاون مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض، ملتقى ”الخطباء الأول“، يوم السبت الثلاثين من ربيع الآخر 1446 هـ، في قاعة المقصورة في الرياض من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية مساءاً، بمشاركة عدد من العلماء والمختصين في تطوير مهارات الخطباء، ويستهدف الملتقى أكثر من ”200“ خطيبًا.برنامج الملتقىويتضمن الملتقى إقامة دورات تهدف إلى تنمية قدرات الخطباء وتطويرها، وتبادل الخبرات والمعارف، والوقوف على أبرز المشاكل التي تواجه الخطيب وكيفية حلها، وفن التعامل مع الجمهور على اختلاف مستوياتهم النفسية والاجتماعية، وتنمية الجانب الشرعي لدى الخطيب، ومعرفة قدر نعمة الأمن والأمان في هذه البلاد ومحاربة التطرف والغلو والإرهاب، ومعرفة دور الخطيب، في وقت الأزمات، ونشر قيم الوسطية والاعتدال.
كما يتناول الملتقى محاور حول دور الخطيب في تعزيز الصحة النفسية ومهارات الخطيب المؤثر، وخطوات لإعداد الخطبة، وأساليب الخطيب في التعامل مع النوازل والأزمات، وممارسات الخطيب القدوة.
أخبار متعلقة فيديو.. وزير الشؤون الإسلامية يبحث سبل التعاون في نشر الوسطية والاعتدال مع وفد الأزهرخدمات للأطفال وذوي الإعاقة في فعالية الصحة النفسية بالقطيفالشؤون الإسلامية تنظم ندوة علمية عن "الانتماء والمواطنة واجب ومسؤولية"وتأتي إقامة هذا الملتقى ضمن سلسلة من الملتقيات التي تنظمها الوزارة في إطار تفعيل مشاركة منسوبي المساجد؛ للقيام بواجبهم تجاه خدمة بيوت الله وقاصديها، ونشر العلم النافع، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال؛ لحماية المجتمع من الأفكار الضالة والجماعات المنحرفة

مقالات مشابهة

  • سيول في جنوب البحر الأحمر.. والمحافظة تحذر المواطنين من مخاطرها (صور)
  • "الشؤون الإسلامية".. تنظيم ملتقى "الخطباء الأول" بالرياض لتطوير مهارات 200 خطيبًا
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • رئيس جمهورية السنغال يزور المسجد النبوي
  • 104 كيلوجرامات من أجود أنواع العود تعطر أرجاء المسجد النبوي
  • السنة عند دخول المسجد ومن هو المسنون
  • «الإفتاء» تحسم الجدل حول حكم الصلاة في القطار المتحرك
  • كيف تربّي ابنك على حب الصلاة والمُواظبة عليها .. نصائح من ذهب
  • هل إطالة الركوع في الصلاة أفضل أم السجود؟ دار الإفتاء ترد
  • حكم كتابة القرآن على جدران المساجد