دور مشبوه يثير الجدل لمدرسة يديرها الإخوان في شرق فرنسا
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
على الرغم من نجاح الحكومة الفرنسية بتحجيم دورهم السياسي والديني، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية تحاول بشتى السبل تعزيز تغلغلها في المجتمع الفرنسي وبشكل خاص من خلال المدارس والمراكز التعليمية والجمعيات الثقافية التي يسهل ترخيصها واعتمادها بشكل رسمي.
وأثارت معلومات عن سعي الإخوان إلى تدريب الأئمة وفق أيديولوجياتهم المتطرفة في مدرسة تقع في قلب شرق فرنسا بمنطقة بورغوندي، وعلى بعد ستة كيلومترات جنوب مدينة "شاتو شينون"، المعقل التاريخي للرئيس الراحل فرانسوا ميتران، امتعاض السكان والسلطات البلدية خاصة مع إقامة المدرسين والطلبة ضمن محيط المدرسة وفق حياة دينية منعزلة عن الخارج لا تسمح بمخالفة الشريعة، وذلك بينما يزعم مسؤولو المدرسة أنهم يضمنون الامتثال لقوانين الجمهورية.
وكانت المدرسة تستقبل نحو 200 طالب سنوياً، إلا أن خطط تدريب الأئمة فيها تأتي بعد تشديد وزارة الداخلية الفرنسية، على منع جلب أئمة المساجد من خارج فرنسا، وخاصة من الذين ينضوون تحت فكر جماعة الإخوان، لذا جاءت فكرة تكوين الأئمة داخلياً تحت إشراف مباشر من التنظيم الإرهابي، وهو ما أثار الكثير من الجدل حول قانونية ذلك ومدى سماح الحكومة الفرنسية به.
ويصر مسؤولو المدرسة وفقاً لتصريحات صحافية لهم على أن التدريس يتوافق مع قواعد الجمهورية، حيث أن المدرسة توفر عدة دورات دينية يمكن لأي شخص يريد تعميق معرفته بالدين أن ينضم لها ضمن عدة فئات رجال، نساء، صغار وكبار.
وتأسست المدرسة التي لا تعترف بها أي جامعة أو مؤسسة تعليمية من أي دولة، عام 1990 بداية من قبل اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وهي جمعية دينية مرتبطة جذرياً بالإخوان المسلمين، وتهدف إلى تدريب الأئمة، من بين أمور أخرى تقوم بها.
وفي هذا الصدد، حذرت يومية "اللو موند" الفرنسية من أن الإخوان نظام عمل يقوم على رؤية وهوية واتباع خطة مرسومة، ويهدف إلى الجمع بين جميع التيارات الإسلامية في حركة كبيرة لإقامة الخلافة على الأرض، وتعتبر المدارس التي يتم تأسيسها لأغراض تعليمية وهمية وسيلة للترويج للفكر الإخواني، ويغذي هذا الغموض الأصوليون الذين يطلقون أسماء خادعة للهياكل التعليمية اللامنهجية التابعة لهم.
ويُرجع الخبراء أسباب عدم رصد المخابرات الفرنسية لغالبية المتطرفين الشباب، نتيجة تزايد عدد المدارس الدينية التي تعمل على ترخيصها جمعيات، يتم تأسيسها لأغراض ثقافية أو مجتمعية وهمية تخفي وراءها أفكاراً أصولية، ولشبكات التواصل الاجتماعي التي تعزز دور تلك المدارس، عبر الترويج لخطابات متطرفة تمثل بوابة للأيديولوجية الإخوانية.
وحذر مراقبون فرنسيون من أن الضغط الإسلاموي على علمانية المدارس ليس على وشك أن يتضاءل، وهو بات يستخدم، وعلى عكس طرائق أخرى معروفة لأجهزة الأمن، الفضاء العام لوسائل التواصل الاجتماعي، كأكثر العلامات الملموسة على هذا الوجود المتزايد للإسلام السياسي والتنظيمات المتشددة.
يذكر أن وزارة الداخلية الفرنسية، وفي ضربة موجهة بشكل أساس لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، أعلنت العام الماضي عن إنهاء مهام "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية"، الذي يهيمن عليه الإخوان منذ عام 2003 وكان المحاور الوحيد للدولة حول شؤون الإسلام في فرنسا، في خطوة تهدف إلى إعطاء دور أكبر للفاعلين الحقيقيين في مجال الإسلام الفرنسي من خلال إطلاق "منتدى الإسلام في فرنسا" كمؤسسة رسمية معترف بها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة
إقرأ أيضاً:
عصام السيد: اعتصام المثقفين شرارة ثورة 30 يونيو ضد نظام الإخوان البائد
تحدث المخرج المسرحي الكبير عصام السيد عن اعتصام المثقفين قبل ثورة 30 يونيو.
وقال عصام خلال لقائه مع الإعلامية إيمان أبو طالب في برنامجها بالخط العريض على شاشة الحياة إن هذا الاعتصام كان بمثابة الشرارة الأولى التي ألهبت حماس المصريين للوقوف في وجه نظام الإخوان البائد.
وأضاف أن هذا الاعتصام شمل مجموعة كبيرة من مثقفي ورموز مصر.
وفي سياق آخر.. دافع المخرج المسرحي الكبير عصام السيد عن الفنان الراحل محمود ياسين وعمله في المسرح قائلا: لم يكن محمود ياسين نجما فنياً فقط، وإنما كان نجما إداريا أيضا أثناء في رئاسة المسرح القومي، لأنه نجح في مد عرض المسرحيات التي تلقى رواجا جماهيريا إلى سنوات بعدما كان يقتصر عرضها على شهر واحد.
ولفت إلى أن اختياره أبطال مسرحية "أهلا يا بكوات" أثار دهشة عدد من العاملين في الحقل المسرحي، بسبب الاستعانة بالفنانين حسين فهمي وعزت العلايلي.
وأكد، أن المنتقدين استندوا إلى كيفية الاستعانة بـ"جانات" السينما مثل حسين فهمي وعزت العلايلي في عمل مسرحي يعتمد على الكوميديا.
وأوضح السيد خلال اللقاء أن حسين فهمي وعزت العلايلي كانا لديهما رغبة في تقديم شئ مختلف بالمسرح.
ولفت إلى أن حسين فهمي كان لديه عدد من الملاحظات على الفصل الأول من المسرحية، ولكنه عندما قرأ الفصل الثاني اقتنع تماما بالنص، لأنه يعتمد على خلق حالة من التناقضات.