عادت قصة ديفيد ميلير أستاذ علم الاجتماع المتخصص في دراسة الإسلاموفوبيا والعلاقات الدولية في جامعة بريستول البريطانية  لتطفو على السطح مجددا بعد أن أنصفه القضاء البريطاني وبرأه من تهمة معاداة السامية، حيث كان قد واجه اتهامات بتبني خطاب معادٍ للسامية وإثارة الكراهية ضد بعض الطلاب، خاصة من المنتمين للاتحاد الصهيوني في الجامعة.



بدأت الأزمة في عام 2019 عندما أدلى ميلير بتصريحات تنتقد الصهيونية والحكومة الإسرائيلية، مشيرًا إلى تأثيرات اللوبيات المؤيدة لإسرائيل على السياسات الغربية وعلى النشاط الأكاديمي. اتهمه بعض الطلاب والمنظمات بتجاوز النقد السياسي والوقوع في خطاب معادٍ للسامية، حيث اعتبر البعض أن تصريحاته مستهدفة لأفراد وليس فقط للحركات أو الحكومات.

أثارت هذه القضية جدلاً واسعًا حول حرية التعبير وحدودها في الأوساط الأكاديمية، حيث تدخلت الجامعة للتحقيق في الاتهامات الموجهة ضده.

في سبتمبر 2021، قررت جامعة بريستول إنهاء عقد ميلير بعد مراجعة داخلية خلصت إلى أن تصريحاته "تضر بسمعة الجامعة". هذا القرار أثار استياء بعض الأكاديميين والنشطاء الذين اعتبروا أن الجامعة خضعت لضغوط سياسية، بينما رأى آخرون أن القرار كان ضروريًا للحفاظ على بيئة آمنة ومحايدة للطلاب.

وقد أثارت قضية ميلير نقاشات واسعة حول حرية التعبير والأمان الأكاديمي، ومدى تأثير اللوبيات السياسية في الجامعات الغربية. كما طرحت تساؤلات حول كيفية تحقيق توازن بين حق التعبير وحماية المجموعات المستهدفة من التمييز.

في هذا الحوار الخاص مع "عربي21"، يسلط ديفيد ميلير أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة بريستول الأنجليزية،  الضوء على مسار قضيته مع جامعة بريستول، وعن موقفه من الصهيونية كمشروع، وأيضا عن ٍايه في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ عام، ورهانات توسيع الحرب لتشمل إيران..

س ـ هل يمكنك تقديم نفسك لقراء "عربي21"، من يكون ديفيد ميلير؟

 ـ فصلتني جامعة بريستول من وظيفتي كأستاذ جامعي عام 2021، ورفعت دعوى قضائية ضدهم وربحتهم في ذلك.. قررت المحكمة أنه تم فصلي من العمل بشكل خاطئ ولكن الأهم من ذلك أن السبب الحقيقي لفصلي من عملي هو أنني كنت أحمل آراء معادية للصهيونية، وقررت المحكمة أن الآراء المعادية للصهيونية جديرة بالاحترام في مجتمع ديمقراطي.. وهو ما يعني بالطبع أنه يجب حمايتهم، وبالتالي لا يجب فصل الأشخاص الذين يحملون آراء معادية للصهيونية من وظائفهم في المملكة المتحدة.. لذا كان هذا انتصارا هائلا لكل من يدعم الفلسطينيين.. وبالطبع يساعد أيضا على تدمير اللوح الرئيسي للدعاية الصهيونية وهو الادعاء بأن معاداة الصهيونية هي معاداة السامية الجديدة.. لذلك كان الانتصار هائلا في هذا الصدد لأنه بالطبع له أهمية خارج المملكة المتحدة..

س ـ ما هو تحليلك للأحداث الجارية في الشرق الأوسط الآن وكيف ترى الإجراءات المتخذة من الحكومة الإسرائيلية؟ وما هي رؤيتك للتفاعلات الدولية مع هذه الأحداث وكيف تؤثر على الوضع في الغرب بشكل عام؟

 ـ الوضع هو أننا مررنا بعام من الإبادة الجماعية، والرأي العام العالمي، بما في ذلك الرأي العم في الغرب، قد سئم من الإبادة الجماعية وأصابه الغثيان والرعب، وهذا يعني أن الدول الغربية التي تقترب أكثر من التورط المباشر، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا تحاول هي الأخرى تقديم نفسها على أنها منتقدة لإسرائيل، لكن في الوقت نفسه يستمر الصهاينة في توريد الأسلحة إلى شمال غزة، وفي الوقت نفسهيستكرون في توريد الأسلحة.. لذا هناك رقصة تجري، حيث تحاول الأنظمة الغربية التظاهر بأنها تستجيب للرأي العام في نفس الوقت الذي تحاول فيه الاستمرار في الدعم المباشر للإبادة الجماعية.

س ـ ما رأيك في موقف الحكومة البريطانية من الصراع في غزة وفلسطين؟

ـ الحكومة البريطانية متواطئة في الإبادة الجماعية وقد زودت هذه الطائرات بالمعلومات الاستخباراتية ومعلومات المراقبة التي جمعتها طائرات المراقبة التابعة لها، والتي تتمركز في القاعدتين العسكريتين في قبرص.. لقد قاموا بتدريب أفراد من ثقوات الاحتلال الإسرائيلي في المملكة المتحدة، ولا شك أنهم قاموا بأشياء أخرى كثيرة لا نعلمها حتى الآن، حيث أنهم في الآونة الأخيرة قالوا بأنهم سوف يلغون حوالي 9 بالمائة من تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل، وهذا بالطبع ليس كافيا، ولكنها محاولة لإظهار أن الحكومة البريطانية تأخذ على محمل الجد المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولي.. ومن خلال اتخاذ بعض التدابير بحيث أن ما يحاولون القيام به هناك هو الدفاع عن أنفسهم من أن يؤخذوا إلى لاهاي في محاكمات جرائم الحرب في المستقبل، بالقول حسنا لقد أكد لنا الإسرائيليون أن هذا كان يحدث، وحاولنا الضغط عليهم لذلك لم يكن بإمكاننا فعل أكثر من  ذلك.. إذن هذه محاولة ببساطة لحماية وزراء الحكومة من المحاكمة كمجرمي حرب.

س ـ ما هو تعليقك على قرار محكمة العمل؟

في قضية محكمة التوظيف قمت برفع دعوى قضائية ضد الجامعة إلى المحكمة وفزت فيها، بشكل شامل.. لذا ما أشعر به حيال ذلك هو أن هناك حاجة إلى لا يخجل الناس من معاداة الصهيونية، وألا يفرضوا رقابة على أنفسهم أو يعتقدون أنهم لا يستطيعون التحدث علانية أو أن القضية معقدة.. الأمر ليس معقدا الصهيونية عنصرية ولطالما كانت كذلك، وسيكون كذلك دائما ولا توجد عنصرية غير صهيونية أو معادية للصهيونية، وبالتالي فإن الصهيونية شيء يجب أن ينتهي ويجب أن نصبح أكثر ثقة في قول ذلك وآمل أن يساعد النصر الذي حققته في أن يكون الناس أكثر ثقة في القول بأن الصهيونية عنصرية..

س ـ هل هذا القرار نهائي؟ وبالتالي يمكنك العودة العمل في الجامعة؟

 ـ لا لن أستعيد وظيفتي، لا أعتقد ذلك، لكن العملية أن هناك عملية استئناف، ستقوم الجامعة بالاستئناف وستعقد جلسة استماع في العام المقبل لهذا الغرض، أنا واثق تماما أننا سنفوز بجلسة الاستماع تلك.. ولكن دعنا نرى ماذا سيحدث، وإذا فزت في تلك الجلسة فسيطلب منهم دفع بعض التعويضات لي،

س ـ هل تعتقد أن هذا القرار سيقلل من الحملة الممنهجة ضدك؟

ـ لا، الصعوبة بالنسبة للصهاينة عندما أقالوني ظنوا أن ما سيفعلونه هو التخلص من أحد منتقدي الصهيونية، كانوا يريدون إقالتي من مصبي وأنني سأكون بالكلمات التي يستخدمونها طول الوقت في خزي ولكن بالطبع، ما حدث هو أنني ربحت قضيتي وقد اتضح من القضية ومن التحقيقات الثلاثة السابقة، أنني لست معاديا للسامية، أنا لست عنصريا، وأيضا بالطبع منذ أن تمت إقالتي لست مضطرا للقيام بالتدريس أو الإدارة في الجامعة، لذا فقد تمكنت من قضاء كل وقتي تقريبا في التحقيق والبحث في الصهيونية وإعداد تقارير عن النتائج التي توصلت إليها، ونتيجة لذلك لا بد أن الصهاينة يشعرون ربما بالندم قليلا لأنهم حاولوا إقالتي .

س ـ ما أهمية هذا الحكم بالنسبة لحرية البحث الأكاديمي؟

 ـ هذا يترك طريقا للبحث الأكاديمي حول الصهيونية من أجل حمايتها، والآن بالطبعليس هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يشجع الناس على البحث عن الصهيونية، إنها منطقة لا يزال الناس فيها مترددين للغاية في العمل فيها.. لا يكاد يوجد أي شخص أو أي أكاديمي في المملكة المتحدة أو في أي مكان آخر يدرس الصهيونية كحركة على وجه الخصوص.. هناك البعض وسيبدأ الناس في القيام بذلك بشكل متزايد.. كما آمل..ولكن هذا قرار سيستخدم لحماية أي شخص يريد القيام بهذا النوع من الأبحاث..

س ـ كيف ترى مستقبل المظاهرات الضخمة في الدول الغربية؟ وهل تعتقد أن الحكومات الغربية ستسمح باستمرار هذه الاحتجاجات دون اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل لوقف الحرب؟

 ـ نعم، إن الحكومات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا، لا تهتم بما يفعله الجمهور، وما لم ينتفض الشعب بطريقة تمنع الحكومات من القيام بما تفعله فلن يهتموا، لن يقوموا بإجراء أي تغييرات، لا تنجح المظاهرات الجماهيرية من تلقاء نفسها في تغيير سياسة الحكومة، ولهذا السبب، من الضروري بالطبع أن تبدأ الحركة المناهضة للإبادة الجماعية في أخذ زمام الأمور بيدها، واتخاذ إجراءات مباشرة ضد الحكومات التي تدعم الإبادة الجماعية وضد الحركة الصهيونية المنظمة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وأماكن أخرى، وأعني بذلك منظمات مثل منظمة "فلسطين أكشن" التي تغزو شركات الأسلحة الإسرائيلية في المملكة المتحدة وتقوم بتحطيمها وتدميرها..

وبالطبع ما يحدث بعد ذلك هو أنه لا تتم إدانتهم في المحكمة لأن هيئة المخلفين تقرر أن الجرائم التي ارتكبوها أقل سوءا بكثير جدا من الجرائم التي يحاولون تجنبها، أي الإبادة الجماعية، لذلك أعتقد أنه من المهم أن نبدأ في التفكير في إحداث تأثيرات مادية على الحركة الصهيونية وعلى الحكومة البريطانية أكثر بكثير مما يمكن أن تحدثه المظاهرات الجماهيرية.

س ـ ما هي الخطوات التي يمكن أن تتخذها الدول الغربية لوقف الحرب الحالية في الشرق الأوسط؟ وما هي الاحتياجات الأساسية التي يجب تلبيتها لتحقيق هذا الهدف؟

 ـ يمكن للغرب أن يوقف هذا الأمر غدا.. إذا قررت الولايات المتحدة التي تورد 69 بالمائة من الأسلحة وألمانيا التي تورد 30 بالمائة، اليوم أنها  لن ترسل أسلحة بعد الآن.. ستتوقف الحرب.. لكنهم لن يفعلوات ذلك.. لقد اكتشفنا اليوم فقط أن الألمان أسقطوا طائرات بدون طيار في لبنان لذلك أصبح الألمان متورطين عسكريا بشكل مباشر في الصراع إلى جانب إسرائيل، ولذلك لن يغيروا هذا الموقف إلا إذا أجبروا على ذلك.. وبالطبع الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجبرهم على ذلك هو محور المقاومة.. ولذا فإن ما يجب أن يحدث فعلا هو أن يتكاتف المجتمع الدولي مع محور المقاومة ويوقف الكيان الصهيوني عسكريا بل والقوى الغربية الداعمة له، هذا هو الشيء الوحيد الذي سيوقفهم.. الهزيمة العسكرية.

س ـ هل تعتقد أن إسرائيل ستتخذ خطوات عسكرية ضد إيران؟

 ـ الصهاينة يريدون حربا ضد إيران، لكنهم يريدون حربا فيها الأمريكيون في صفهم مباشرة.. إنهم يريدون جر أمريكا إلى هذا الأمر.. لقد تظاهرت أمريكا أو قدمت نفسها على أنها مترددة، ولكن من الواضح أن أمريكا تريد حربا مع إيران بشروطها أيضا، ولذلك سيجدون طريقة للقيام بذلك.

بالطبع تم ثني الصهاينة ربما من قبل أمريكا وربما بسيبب التفوق التكنولوجي الهائل للصواريخ الإيرانية التي أصابت جميع أهدافها تقريبا بدقة في عملية الوعد الصادق الثانية، لذلك أعتقد أنهم بالطبع يريجون حربا، ولكن إذا دخلوا حربا الآن فمن شبه المؤكد أنهم سيخسرون تلك الحرب..

س ـ كيف تتوقع أن تتطور العلاقة بين الحكومات الغربية والجاليات المسلمة لديها؟ وما هي التداعيات المحتملة إذا قامت الحكومات بسن قوانين جديدة تستهدف المسلمين؟

 ـ كانت هناك حملة قوية لمحاولة إبعاد المسلمين عن الحياة السياسية العامة في المملكة المتحدة، وبالكبع هذا يدفع بقيادة مركز الأبحاث "بوليسي إكس تشانج" الممول من الصهيونية.. لقد كانت جمعية هنري جاكسون منذ سنوات عديدة حتى الآن وكانت من أوائل النتائج التي توصلنا إليها في بحثنا في هذا المجال.. وبالطبع سيحاولون الدفع بمزيد من التشريعات لتهميش المسلمين ودور المسلمين في الحياة العامة، وبالطبع فإن الطريقة الوحيدة لمكافحة ذلك ليس أن يصمت المسلمون ولا يشاركون، بل أن يشارك المسلمون بأعداد أكبر من أي وقت مضى وأن توضع مسألة الانقسامات الطائفية داخل الإسلام جانبا لصالح هزيمة الصهيونية. هذه مهمة تاريخية عالمية تتجاوز أي انقسامات هناك أو قد يكون هناك بين السنة والشيعة أو عناصر أخرى من الإسلام..

لذلك أعتقد أنه من المهم أن يفهم الناس المسلمون في المملكة المتحدة أنهم بحاجة إلى الوقوف، وسيجدون أن ذلك يساعد على بناء حركة أكثر قوة ضد الصهاينة، سواء في هذا البلد أو في فلسطين.

س ـ ما هي رسالتك للحكومات الغربية وللشعوب الإسلامية وللعالم العربي وللفلسطينيين أيضا؟

 ـ أفترض أن الرسالة التي أود إيصالها هي أننا نفهم أن وقف إطلاق النار ليس كافيا، نحن نفهم أن الحل، قرار السلام لا يكفي، وأن المطلوب الآن، ولا يوجد خيار آخر، هو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وإقامة دولة فلسطينية وفي هذا الظرف يمكن للهود أن يقرروا ما يجب أن يفعلوه، يمكنهم أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون أن يكونوا مواطنين في دولة فلسطينية، وإذا لم يفعلوا ذلك فسيتعين عليهم طريقة أخرى للتعامل مع ذلك، إما بالرحيل أو بالقتال وربما الهزيمة بالفعل، لذا فهي مسألة تاريخية.. نعم، بالنسبة للفلسطينيين ولكن أيضا بالنسبة لأولئك اليهود الذين يريدون أن يصبحوا فلسطينيين في المستقبل، لاتخاذ هذا القرار، لا أرى أي علامات أو كتيبة كبيرة من اليهود الذين سينسلخون حتى الآن ولكن قد يصل الأمر إلى ذلك..


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية مقابلات الصهيونية الحوار بريطانيا حوار صهيونية مفاهيم المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة البریطانیة فی المملکة المتحدة الإبادة الجماعیة هذا القرار یمکن أن یجب أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية

في حوار صريح أجري معه بمناسبة بلوغه سن الـ80، وبعد عقود من العمل الصحفي والبحثي الذي تناول فيه محطات محورية في تاريخ إسرائيل والعلاقات مع الفلسطينيين والعرب، بما في ذلك النكبة والمحرقة والعقود الأولى لقيام الدولة، قال المؤرخ الإسرائيلي المعروف توم سيغيف إنه بات يعتقد أن المشروع الصهيوني كان خطأ منذ البداية ولم يحقق وعوده.

وفي حديثه المطول لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، كشف سيغيف عن تفاصيل شخصية صادمة في سيرته الذاتية، حيث اكتشف بعد عقود من اعتقاده بأنه "يتيم حرب" فقد والده في معارك 1948، أن والده، هاينتس شفيرين، لم يُقتل برصاص قناص كما أخبرته والدته، بل سقط من أنبوب تصريف أثناء محاولته تسلق بناية مغلقة لتوصيل القهوة للحراس، في حادث عارض. هذه الرواية لم تُكشف له إلا في وقت متأخر من حياته من قبل شقيقته الكبرى يوتا، التي كانت تبلغ السابعة من عمرها وقت الحادث، واحتفظت بالحقيقة لنصف قرن.

وولد سيغيف في القدس عام 1945 لأبوين ألمانيين فرّا من النازية. حصل على الدكتوراه في التاريخ من جامعة بوسطن، وعمل في الصحافة لأكثر من 50 عاما، لا سيما في صحيفة "هآرتس". من أبرز كتبه: "1967"، و"المليون السابع"، و"جنود الشر". يُعرف بمواقفه النقدية تجاه المشروع الصهيوني والسياسات الإسرائيلية، وبشجاعته في إعادة تفكيك الذاكرة القومية الإسرائيلية.

إعلان دوافع التأسيس الصهيوني

يقول سيغيف إن والدته لم تخبره بالحقيقة، وربما فعلت ذلك لتحميه أو لتبقي على صورة مثالية لوالده كـ"شهيد من شهداء الاستقلال". وأضاف: "عندما كنت صغيرا، كنت أقول بكل فخر إن والدي قُتل في حرب الاستقلال، وإنني يتيم حرب. كان ذلك جزءا من هويتي" لكن كل ذلك لم يكن حقيقيا كما يوضح في هذه الحوارية الطويلة.

حقيقة الوفاة، التي كشفها سيغيف من خلال رسائل قديمة ووثائق وزارة الدفاع، أثارت لديه أسئلة عميقة حول معنى الانتماء، و"كيف أعيش الآن بهذه القصة؟ أين أضع نفسي بين الأيتام الحقيقيين؟"، على حد تعبيره.

وينتقد سيغيف بشكل حاد دوافع التأسيس الصهيوني، مشيرا إلى أن والديه لم يكونا صهيونيين، وكانا يخططان للعودة إلى ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وقال: "كان والدي يكتب إلى أصدقائه في ألمانيا عن رغبته في العودة، وبعد آخر رسالة كتبها بأيام، توفي".

ورغم أنه ولد في القدس وتربى فيها، فإن سيغيف لم يشعر بالارتباط العميق بالمشروع الصهيوني كما فعل كثير من أبناء جيله. بل إنه يرى أن جزءا كبيرا من الذاكرة الجماعية الإسرائيلية "مبنية على أساطير وأوهام"، ويؤكد أن مهمته كمؤرخ هي "الشك والتشكيك، وهذا تعريف آخر للحرية".

ويصف مذكراته التي نُشرت بالألمانية تحت عنوان "زاوية القدس-برلين"، بأنها محاولة لـ"الكتابة عن نفسي كمن يكتب عن شخص آخر". ويؤكد أن بعض ما حُكي له عن طفولته لم يكن دقيقا، وأن الرواية التي كان يحملها لسنوات عن والده اتضح أنها مختلقة بالكامل.

ويتابع: "ما زلت لم أزر قبر والدي في جبل الزيتون رغم أنه يمكنني رؤيته من نافذة منزلي. لا أستطيع تفسير ذلك".

يتناول سيغيف أيضا التحولات في وعيه التاريخي، ويرى أن "ذاكرتنا تخدعنا، وغالبا ما تكون القصة التي نتذكرها أكثر تشويقا من الواقع"، مضيفا أن "هذا ما يصعّب عمل المؤرخ. الناس لا يتذكرون بدقة، أو قد يختلقون الذكريات".

إعلان

وعن موقفه من الروايات الرسمية، يعرب عن تفضيله الوثائق على الشهادات الشفهية، ويستشهد بحواره الصحفي الشهير مع أول رئيس وزراء لإسرائيل دافيد بن غوريون عام 1968، حين سأله الأخير إن كان قد أصبح صهيونيا في عمر الثالثة، فشكك سيغيف الصغير حينها في هذه الدعوى، واليوم، بعد 50 عاما، ما زال متمسكا بشكّه.

وبينما يعمل اليوم على مشروع جديد حول تاريخ اليهود في غزة بعنوان "من شمشون إلى بيبي"، يقول سيغيف إن الخبرة علمته ألا يثق بأي رواية دون تحقق، مضيفا: "كتابة التاريخ تتطلب التأكد من الحقائق مهما كانت مؤلمة أو مخالفة للسرديات الشائعة".

ويشير سيغيف في حديثه إلى أن المشروع الصهيوني، الذي أقيم على فكرة إقامة وطن لليهود في فلسطين، قد فشل في تحقيق السلام أو الاستقرار، ويستشهد بما وصفه بـ"الجرائم المرتكبة في غزة"، قائلا إن "الصهيونية فشلت".

"والدي لم يكن شهيدا"

ويكشف المؤرخ والصحفي الإسرائيلي البارز توم سيغيف عن تفاصيل جديدة من ماضيه الشخصي والوطني، ويواصل هدم السرديات المؤسسة للحركة الصهيونية، كما يعرض رؤيته النقدية للتاريخ الإسرائيلي والذاكرة الجماعية بعد بلوغه سن الثمانين.

كان سيغيف يعتقد لسنوات طويلة أن والده هاينتس شڤيرين، الذي قتل في حرب 1948، برصاص قناص عربي خلال خدمته حارسا. لكنه اكتشف لاحقا، من خلال شهادات ورسائل، أن والده توفي نتيجة حادث سقوط عرضي أثناء تسلق أنبوب مياه، وأن الرواية "البطولية" كانت جزءا من كذبة اتفق عليها الجميع حتى تتمكن والدته من الحصول على مخصصات أرملة شهيد. "ربما كانوا على حق"، يقول سيغيف، "لقد شكلوا شبكة تضامن إنساني في مجتمع صغير كان يواجه مستقبلا مجهولا".

تاريخ مشكوك فيه

لم تكن تلك القصة الوحيدة التي شكك فيها لاحقا، فقد اكتشف أيضا أن والدته اختلقت قصة فرار والده من معسكر اعتقال نازي شهير، بينما في الواقع لم يكن ذلك ممكنا زمنيا. "كنت أراه بطلا"، يقول، "لكن القصة لم تكن حقيقية".

إعلان

يتذكر سيغيف طفولته في القدس خلال الفترة بين حرب الاستقلال وحرب 1967، ويستعيد حادثة طريفة حين اُعتقل مع صديقه من قبل الأردنيين بعد أن حاولا إعادة حمار ضائع. "كنت أحب القدس القديمة والناس الغريبين فيها، قبل أن تتحول إلى مدينة لا تُطاق".

لماذا بقيت في القدس؟ يجيب: "من النافذة أرى أسوار المدينة القديمة وجبل الزيتون والبحر الميت. هذا يكفيني".

تخرج سيغيف من مدرسة "لياده" النخبوية، وحصل على درجات متدنية في اللغة العبرية، ما وصفه أحد معلميه بـ"أداء لا يرقى إلى قدراته". وخلال خدمته العسكرية كمكتبي في كلية الأمن القومي، عُرض عليه جهاز "الموساد" فرصة دراسة اللغة الصينية في هارفارد والعمل لاحقا لصالح الجهاز. لكنه رفض: "قال لي الرجل إنني سأحصل على سيارة في أميركا، لكنني لم أرد أن أكون جاسوسا تحت عمود إنارة في هانوي… حتى إنه أخطأ حين صحح لي وقال إن هانوي ليست في الصين".

بدأ ولع سيغيف بالتاريخ مبكرا من خلال جمع تواقيع الشخصيات المهمة، فكتب إلى رؤساء دول وشخصيات سياسية، وتسلم توقيعات من ونستون تشرشل وجون كينيدي (لاحقا تبين أن توقيع كينيدي كان نسخة مطبوعة). حتى بابا الفاتيكان يوحنا الـ23 أرسل إليه توقيعا عندما كان يبلغ 12 عاما، بعد أن سلم راهبان من الوفد البابوي الظرف بيده في أحد شوارع القدس.

وفي رسالته للدكتوراه، التي تحولت لاحقا إلى كتاب بعنوان "جنود الشر"، درس سيغيف قادة معسكرات الاعتقال النازية، وقابل أقرباءهم ووثّق دوافعهم للانضمام إلى آلة القتل. كتب: "لم تكن مقابلات سهلة، لكن ماضيهم كان يطاردهم، وكانوا يبحثون عن مغفرة أو تفسير". وقال عن نظرية "تفاهة الشر" التي طرحتها الفيلسوفة حنة أرندت: "هي كانت صديقة والدتي، لكنها كانت مخطئة. آيخمان، مثلا، فعل ما فعله عن قناعة أيديولوجية عميقة، وليس لمجرد أنه موظف عادي".

إعلان "المليون السابع"

أحدث كتبه شهرة، "المليون السابع: الإسرائيليون والهولوكوست"، يسلط الضوء على كيفية تَشَكُّل الهوية الإسرائيلية من خلال علاقتها بالمحرقة. يرى أن المحرقة استُخدمت سياسيا وأيديولوجيا لتعزيز سردية قومية محصنة ضد النقد، بينما كان من الواجب -برأيه- أن تفضي إلى ترسيخ الديمقراطية، والدفاع عن حقوق الإنسان، ومحاربة العنصرية. كتب: "الطلاب كانوا يُعلَّمون أن المحرقة تعني أن يبقوا في إسرائيل، لا أن يُصِروا على قيم إنسانية".

يرى سيغيف أن الهولوكوست تحولت مع مرور الوقت من ذكرى جماعية صامتة في خمسينيات القرن الماضي إلى ذاكرة شخصية عائلية تحدد مصير الأفراد ونظرتهم إلى العالم، وتُستخدم لتبرير قرارات سياسية من حرب إلى أخرى.

في كتابه، يصف إسرائيل بأنها "بلد معزول، مختلف في دينه وثقافته وقيمه، يعيش في ظل تهديد دائم، وفي حالة قلق مستمر، ويجد صعوبة في تأسيس وجود دائم ومستقر".

ويؤكد سيغيف أنه لم يعد قادرا على تبرير استمرار الكذب أو الخوف أو الأساطير القومية. ويقول: "ربما الكتابة عن نفسي هي طريقتي في طرح الأسئلة المهمة: من نحن؟ وماذا فعلنا؟ وماذا سنفعل بأنفسنا؟".

أساطير معاصرة

يرى سيغيف أن تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأن حركة حماس "نازيون جدد" وأن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو "أسوأ كارثة حلت باليهود منذ المحرقة" إشكالية للغاية، ويقول: "في حرب الاستقلال عام 1948، قُتل 6 آلاف إسرائيلي، ولم يُقتل عدد مماثل في هذه الحرب. ربما باتت المحرقة، كعنصر مركزي في الهوية الإسرائيلية، تدخل الآن في منافسة مع الحرب الحالية، وربما الحرب في غزة بدأت تطغى على ذكرى المحرقة".

ومن أبرز إنجازات سيغيف البحثية كتابه "1949-الإسرائيليون الأوائل"، حيث كشف ولأول مرة عن وثائق للوكالة اليهودية تُظهر سياسات تمييز ضد اليهود الشرقيين (المزراحيم) القادمين من الدول العربية وشمال أفريقيا، وتفضيل واضح لليهود القادمين من بولندا. تقول إحدى الوثائق: "من الأفضل إيواء البولنديين في فنادق، بينما يُرسَل يهود تركيا وليبيا إلى المخيمات". ويعلق سيغيف: "قادة الوكالة كانوا يتحدثون بصراحة عن إعطاء البولنديين امتيازات خاصة".

إعلان

ويوثق سيغيف في كتابه "1967" كيفية تحول انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة إلى ما يسميه "انتصارا باهظ الكلفة" فتح الباب لمزيد من الحروب بدلا من إنهائها. أما في كتابه "أرض واحدة كاملة: اليهود والعرب تحت الانتداب البريطاني"، فقد رسم صورة لعقود من التعايش الهش الذي كان لا بد أن ينتهي بمواجهة لا مفر منها.

يقول سيغيف بصراحة: "الخطأ الأكبر للصهيونية كان عدم إعادة الأراضي للعرب في اليوم السابع بعد الحرب، بما في ذلك القدس الشرقية. لا شيء من ذلك يهمنا حقا. كان ينبغي إعادتها حتى دون اتفاق سلام، كما قرر بن غوريون عدم احتلال بعض الأراضي خلال حرب الاستقلال".

في سيرته عن ديفيد بن غوريون "دولة بأي ثمن"، يكشف سيغيف صورة الزعيم المؤسس باعتباره "رجلا من لحم ودم، يعاني القلق، والانفصال عن الواقع، ويخون زوجته مرارا"، موضحا أن الزعامة لم تكن تمنع بن غوريون من الضعف البشري.

المؤرخ الذي هز الأساطير

رغم تصنيفه ضمن ما يسمى "المؤرخين الجدد"، يرفض سيغيف هذا اللقب ويقول: "لم أكن أهدف إلى تدمير الأساطير، بل ببساطة فتحت الأرشيف في الثمانينيات وقلت: هذا ليس ما علمونا إياه في المدرسة. لم يكن هناك تاريخ حقيقي، فقط أساطير وتلقين".

يقول سيغيف: "يتهمونني بأني مناهض للصهيونية، لكنني لست أيديولوجيا ولا فيلسوفا. أنا فقط أقرأ الوثائق وأدوّن ما أراه". ويضيف: "دائما أراد الصهاينة أن يظهروا مشروعهم أجمل مما هو عليه حقا".

وبسؤاله: هل ترى حلا للصراع؟ يجيب "توصلت تدريجيا إلى قناعة أن هذا الصراع لا حل له، لأنه لا يتعلق بالمنطق، بل بالهويات. كل شعب يرى أن الأرض كلها تخصه، وكل تسوية تعني التنازل عن جزء من الهوية. لا أرى كيف يمكن حله. نحتاج إلى حدث درامي ضخم يعيد تشكيل التفكير".

في لحظة مراجعة شخصية نادرة، يقول سيغيف: "أنا أبلغ الـ80، وأبدأ الآن بالتفكير أن المشروع الصهيوني ربما لم يكن صائبا من البداية. معظم الإسرائيليين لا يعيشون هنا لأنهم صهاينة بل لأنهم لاجئون، بينما غالبية الناجين من المحرقة لم يأتوا إلى إسرائيل، وكذلك الغالبية العظمى من اليهود في العالم. إذا، هل الصهيونية قصة نجاح؟ لا أعتقد. بل إنها لا توفر حتى الأمان لليهود. العيش خارج إسرائيل أكثر أمانا".

إعلان

وعن المستقبل القادم يقول: "أفكر في مستقبل يُنظر فيه إلى هذا الصراع كشيء من الماضي… لكن في الحاضر، لا شيء ينبئ بذلك. نحتاج إلى مأساة كبيرة تجعلنا نبدأ بالتفكير من جديد".

الصهيونية-لم-تكن-قصة-نجاح-كبرى">"الصهيونية لم تكن قصة نجاح كبرى"

في ختام مراجعاته العميقة والجريئة، متحدثا هذه المرة عن أثر الحرب الأخيرة على غزة، وهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، على شعوره كفرد وعلى صورة إسرائيل كدولة، يؤكد مجددا أن المشروع الصهيوني برمّته لم ينجح كما رُوّج له، ولم يوفّر الأمان لليهود.

يقول سيغيف: "مثل الجميع، شعرت بالصدمة من أحداث السابع من أكتوبر، ومن مسألة الرهائن. لكن منذ بداية الحرب، شعرت بشعور غير مريح من الذنب، لا أعرف كيف أتعامل معه. ذنب تجاه عشرات آلاف القتلى، نصفهم من المدنيين، بينهم 10 آلاف طفل في غزة. المجزرة التي ارتكبتها حماس لا تبرر حالة الانتقام هذه، ونحن لا نملك أدنى فكرة عن وجهتها".

"نكبة ثانية؟"

يرى سيغيف أن ما يحدث في غزة يشبه "نكبة ثانية"، ويضيف: "من الممكن أن نتنياهو يرى فرصة لطرد جماعي للفلسطينيين من غزة، ثم يصعد أمام الكاميرات ليقول: منذ بن غوريون، لم يفعل أحد للصهيونية مثلي". ويعبر عن دهشته من مدى القبول الذي لاقته أفكار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إسرائيل، حتى أصبح "مقبولا القول إن العرب يجب أن يُطردوا".

وحين سُئل إن كان قلقا، قال: "أشعر بقلق عميق على أحفادي. لا أعلم أين يمكن أن يجدوا سعادتهم في هذا العالم".

يروي سيغيف أنه خلال تغطيته لعملية "سليمان" في إثيوبيا عام 1991، التقى صبيا عمره 11 عاما يُدعى إيتايو أبره، لفت انتباهه بابتسامته الذكية. قرر توثيق مسيرته من إثيوبي إلى إسرائيلي، وتطورت العلاقة بينهما حتى أصبح يعتبره ابنه. ويقول: "كنا نعلم أننا أصبحنا أبا وابنه. لم يكن تبنيا رسميا، لكنه كان حقيقيا من الناحية العاطفية، ومنذ ذلك الحين لم يتغير شيء". اليوم، يعمل إيتايو مهندس كهرباء في الصناعات الجوية الإسرائيلية.

إعلان المظاهرات والانقسام السياسي

يشارك سيغيف أحيانا في المظاهرات، لكنه يرى أن "الدولة ليست منقسمة كما يُروّج. هناك 200 ألف متظاهر، وهم فقط من يدافعون عن مكانتهم كنخبة قديمة منتهية الصلاحية. أغلبية الشعب تؤيد نتنياهو".

ويضيف: "لن تكون هناك حرب أهلية. لأن المتظاهرين لن يحملوا السلاح، والطرف الآخر يشكل الأغلبية. والديمقراطية الإسرائيلية لم تكن ديمقراطية حقيقية من الأساس. العرب داخل إسرائيل كانوا تحت الحكم العسكري 20 سنة، ثم جاءت حرب 1967، ومن بعدها خضع الفلسطينيون في الأراضي المحتلة للنمط نفسه من الحكم".

يقلل سيغيف من خطورة ما يسمى "الانقلاب القضائي"، ويقول: "ما يحدث اليوم يمكن التراجع عنه غدا. مررنا بفترات صعبة جدا: من فضيحة لافون إلى مجزرة صبرا وشاتيلا. كل مرة نشعر أن كل شيء ينهار، لكن بطريقة ما، تعود الحياة إلى طبيعتها".

يعترف سيغيف بأنه أخطأ في تقديرات سابقة. بعد حرب 1967، رافق رئيس قسم الاستيطان في الوكالة اليهودية، متتياهو دروبلس، الذي عرض عليه خريطة للمستوطنات. يقول: "قلت إنه يحلم، وإن هذه الخطة لن تتحقق. منذ ذلك الوقت تعلمت ألا أكتب إلا ما حدث فعلا. التنبؤات دائما تخيب".

في جملة مركزة، يكرر سيغيف موقفه الحاسم: "علينا أن نتذكر أن غالبية الناجين من المحرقة لم يأتوا إلى إسرائيل، وأن غالبية يهود العالم لا يأتون. بإمكانهم المجيء، لكنهم لا يريدون. إذا، الصهيونية ليست قصة نجاح عظيمة، ولا توفّر الأمان لليهود. الحياة خارج إسرائيل أكثر أمانا".

مقالات مشابهة

  • الصين تؤكد انفتاحها على «حوار متكافئ» مع واشنطن
  • مدرب سيمبا: بيراميدز فريق قوي لكن الجميع يعلم عظمة الأهلي
  • إسرائيل: من كامب ديفيد إلى وإنا فوقهم قاهرون (1-2)
  • المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية
  • المملكة تشيد بالإجراءات التي اتخذتها الأردن لإحباط مخططات تمس بأمنه
  • الأمم المتحدة: سكان غزة يعيشون في "جحيم" غير مسبوق وتحذيرات من انهيار صحي شامل بسبب نقص الوقود وإغلاق المعابر
  • وزارة الخارجية تعرب عن إشادة المملكة بالإجراءات التي اتخذتها الجهات الأمنية في الأردن لإحباط مخططات كانت تهدف إلى المساس بأمنه وإثارة الفوضى
  • إخوان الأردن: مصلحة المملكة فوق كل اعتبار ولا علاقة لنا بالخلية التي اعتقلتها المخابرات
  • حرب السودان تدخل عامها الثالث.. جرائم حرب في دارفور وانهيار شامل بالشمال
  • السفير البريطاني بالقاهرة: نعمل مع مصر لدعم حل سوداني للصراع